هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3221 حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَغْفِرُ اللَّهُ لِلُوطٍ ، إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
3221 حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، حدثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : يغفر الله للوط ، إن كان ليأوي إلى ركن شديد
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated Abu Huraira:

The Prophet (ﷺ) said, May Allah forgive Lot: He wanted to have a powerful support.

D'après Abu Hurayra, le Prophète () dit: «Allah fera miséricorde à Loth: il recourrait à un appui ferme.»

":"ہم سے ابو الیمان نے بیان کیا ‘ کہا ہم کو شعیب نے خبر دی ‘ ان سے ابوالزناد نے بیان کیا ‘ ان سے اعرج نے اور ان سے حضرت ابوہریرہ رضی اللہ عنہ نے کہنبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا ‘ اللہ تعالیٰ حضرت لوط علیہ السلام کی مغفرت فرمائے کہ وہ زبردست رکن ( یعنی اللہ ) کی پناہ میں گئے تھے ۔

D'après Abu Hurayra, le Prophète () dit: «Allah fera miséricorde à Loth: il recourrait à un appui ferme.»

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [3375] .

     قَوْلُهُ  يَغْفِرُ اللَّهُ لِلُوطٍ إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيد أَي إِلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُشِيرُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوي إِلَى ركن شَدِيد وَيُقَالُ إِنَّ قَوْمَ لُوطٍ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ يَجْتَمِعُ مَعَهُ فِي نَسَبِهِ لِأَنَّهُمْ مِنْ سَدُومَ وَهِيَ مِنَ الشَّامِ وَكَانَ أَصْلُ إِبْرَاهِيمَ وَلُوطٍ مِنَ الْعِرَاقِ فَلَمَّا هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى الشَّامِ هَاجَرَ مَعَهُ لُوطٌ فَبَعَثَ اللَّهُ لُوطًا إِلَى أَهْلِ سَدُومَ فَقَالَ لَوْ أَنَّ لِي مَنَعَةً وَأَقَارِبَ وَعَشِيرَةً لَكُنْتُ أَسْتَنْصِرُ بِهِمْ عَلَيْكُمْ لِيَدْفَعُوا عَنْ ضِيفَانِي وَلِهَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ طرق هَذَا الحَدِيث كَمَا أخرجه أحمدمن طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ لُوطٌ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيد قَالَ فَإِنَّهُ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ وَلَكِنَّهُ عَنَى عَشِيرَتَهُ فَمَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا الافِي ذرْوَة من قومه زَاد بن مَرْدُوَيْهِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ أَلَمْ تَرَ إِلَى قَول قوم شُعَيْب وَلَوْلَا رهطك لرجمناك وَقِيلَ مَعْنَى قَوْلِهِ لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ أَيْ إِلَى عَشِيرَتِهِ لَكِنَّهُ لَمْ يَأْوِ إِلَيْهِمْ وَأَوَى إِلَى اللَّهِ انْتَهَى وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ لِمَا بَيَّنَّاهُ.

     وَقَالَ  النَّوَوِيُّ يَجُوزُ أَنَّهُ لَمَّا انْدَهَشَ بِحَالِ الْأَضْيَافِ قَالَ ذَلِكَ أَوْ أَنَّهُ الْتَجَأَ إِلَى اللَّهِ فِي بَاطِنِهِ وَأَظْهَرَ هَذَا الْقَوْلَ لِلْأَضْيَافِ اعْتِذَارًا وَسَمَّى الْعَشِيرَةَ رُكْنًا لِأَنَّ الرُّكْنَ يُسْتَنَدُ إِلَيْهِ وَيُمْتَنَعُ بِهِ فَشَبَّهَهُمْ بِالرُّكْنِ مِنَ الْجَبَلِ لِشِدَّتِهِمْ وَمَنَعَتِهِمْ وَسَيَأْتِي فِي الْبَابِ الَّذِي بَعْدَهُ تَفْسِيرُ الرُّكْنِ بِلَفْظٍ آخَرَ ( قَولُهُ بَابُ فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ قَالَ إِنَّكُم قوم منكرون) أَيْ أَنْكَرَهُمْ لُوطٌ .

     قَوْلُهُ  بِرُكْنِهِ بِمَنْ مَعَهُ لِأَنَّهُمْ قُوَّتُهُ هُوَ تَفْسِيرُ الْفَرَّاءِ.

     وَقَالَ  أَبُو عُبَيْدَةَ فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَبِجَانِبِهِ سَوَاءٌ إِنَّمَا يَعْنِي نَاحِيَتَهُ.

     وَقَالَ  فِي قَوْلِهِ أَوْ آوِي إِلَى ركن شَدِيد أَيْ عَشِيرَةٍ عَزِيزَةٍ مَنِيعَةٍ كَذَا أَوْرَدَ الْمُصَنِّفُ هَذِهِ الْجُمْلَةَ فِي قِصَّةِ لُوطٍ وَهُوَ وَهْمٌ فَإِنَّهَا مِنْ قِصَّةِ مُوسَى وَالضَّمِيرُ لِفِرْعَوْنَ وَالسَّبَبُ فِي ذَلِكَ أَنَّ ذَلِكَ وَقَعَ تِلْوَ قِصَّةِ لُوطٍ حَيْثُ قَالَ تَعَالَى فِي آخِرِ قِصَّةِ لُوطٍ وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الاليم ثُمَّ قَالَ عَقِبَ ذَلِكَ وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ أَوْ ذَكَرَهُ اسْتِطْرَادًا لِقَوْلِهِ فِي قِصَّةِ لُوطٍ أَو آوي إِلَى ركن شَدِيد .

     قَوْلُهُ  تَرْكَنُوا تَمِيلُوا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْله وَلَا تركنوا إِلَى الَّذين ظلمُوا لَا تَعْدِلُوا إِلَيْهِمْ وَلَا تَمِيلُوا تَقُولُ رَكَنْتُ إِلَى قَوْلِكَ أَيْ أَحْبَبْتُهُ وَقَبِلْتُهُ وَهَذِهِ الْآيَةُ لَا تَتَعَلَّقُ بِقِصَّةِ لُوطٍ أَصْلًا ثُمَّ ظَهَرَ لِي أَنَّهُ ذَكَرَ هَذِهِ اللَّفْظَةَ مِنْ أَجْلِ مَادَّةِ رَكَنَ بِدَلِيلِ إِيرَادِهِ الْكَلِمَةَ الْأُخْرَى وَهِيَ وَلَا تَرْكَنُوا .

     قَوْلُهُ  فَأَنْكَرَهُمْ وَنَكِرَهُمْ وَاسْتَنْكَرَهُمْ وَاحِدٌ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ نَكِرَهُمْ وَأَنْكَرَهُمْ وَاحِدٌ وَكَذَلِكَ اسْتَنْكَرَهُمْ وَهَذَا الْإِنْكَارُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ غَيْرُ الْإِنْكَارِ مِنْ لُوطٍ لِأَنَّ إِبْرَاهِيمَ أَنْكَرَهُمْ لَمَّا لَمْ يَأْكُلُوا مِنْ طَعَامِهِ.

.
وَأَمَّا لُوطٌ فَأَنْكَرَهُمْ لَمَّا لَمْ يُبَالُوا بِمَجِيءِ قَوْمِهِ إِلَيْهِمْ وَلَكِنْ لَهَا تَعَلُّقٌ مَعَ كَوْنِهَا لِإِبْرَاهِيمَ بِقِصَّةِ لُوطٍ .

     قَوْلُهُ  يُهْرَعُونَ يُسْرِعُونَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ أَيْ يَسْتَحِثُّونَ إِلَيْهِ قَالَ الشَّاعِرُ بِمُعَجَّلَاتٍ نَحْوَهُمْ نُهَارِعُ أَيْ نُسَارِعُ وَقِيلَ مَعْنَاهُ يُزْعِجُونَ مَعَ الْإِسْرَاعِ .

     قَوْلُهُ  دَابِرَ آخِرَ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي تَفْسِير قَوْله ان دابر هَؤُلَاءِ أَيْ آخِرَهُمْ .

     قَوْلُهُ  صَيْحَةً هَلَكَةً هُوَ تَفْسِيرُ قَوْله ان كَانَت الا صَيْحَة وَاحِدَة وَلَمْ أَعْرِفْ وَجْهَ دُخُولِهِ هُنَا لَكِنْ لَعَلَّهُ أَشَارَ إِلَى قَوْله فَأَخَذتهم الصَّيْحَة مشرقين فَإِنَّهَا تَتَعَلَّقُ بِقَوْمِ لُوطٍ .

     قَوْلُهُ  لِلْمُتَوَسِّمِينَ لِلنَّاظِرِينَ قَالَ الْفراء فِي قَوْله تَعَالَى ان( قَولُهُ بَابُ قَوْلِ اللِّهِ تَعَالَى وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُم صَالحا) وَقَوله كذب أَصْحَاب الْحجر هُوَ صَالِحُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَسِيفِ بْنِ مَاشَخِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ حَاجِرِ بْنِ ثَمُودَ بْنِ عَامرِ بْنِ إِرَمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَكَانَتْ مَنَازِلُهُمْ بِالْحِجْرِ وَهُوَ بَيْنَ تَبُوكَ وَالْحِجَازِ .

     قَوْلُهُ  الْحِجْرُ مَوْضِعُ ثَمُودَ.

.
وَأَمَّا حَرْثٌ حِجْرٌ حَرَامٌ هُوَ تَفْسِيرُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وحرث حجر أَيْ حَرَامٌ .

     قَوْلُهُ  وَكُلُّ مَمْنُوعٍ فَهُوَ حِجْرٌ وَمِنْهُ حِجْرًا مَحْجُورًا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي قَوْله تَعَالَى وَيَقُولُونَ حجرا مَحْجُورا أَيْ حَرَامًا مُحَرَّمًا .

     قَوْلُهُ  وَالْحِجْرُ كُلُّ بِنَاءٍ بنيته وَمَا حجرت عَلَيْهِ من الأَرْض فَهُوَ حِجْرٌ وَمِنْهُ سُمِّيَ حَطِيمُ الْبَيْتِ حِجْرًا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَمِنَ الْحَرَامِ سُمِّيَ حِجْرُ الْكَعْبَةِ.

     وَقَالَ  غَيْرُهُ سُمِّيَ حُطَامًا لِأَنَّهُ أُخْرِجَ مِنَ الْبَيْتِ وَتُرِكَ هُوَ مَحْطُومًا وَقِيلَ الْحَطِيمُ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ سُمِّيَ حَطِيمًا لِازْدِحَامِ النَّاسِ فِيهِ .

     قَوْلُهُ  كَأَنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ مَحْطُومٍ أَيِ الْحَطِيمَ مِثْلُ قَتِيلٍ مِنْ مَقْتُولٍ وَهَذَا عَلَى رَأْيِ الْأَكْثَرِ وَقِيلَ سُمِّيَ حَطِيمًا لِأَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَطْرَحُ فِيهِ ثِيَابَهَا الَّتِي تَطُوفُ فِيهَا وَتَتْرُكُهَا حَتَّى تَتَحَطَّمَ وَتَفْسُدَ بِطُولِ الزَّمَانِ وَسَيَأْتِي هَذَا فِيمَا بعد عَن بن عَبَّاسٍ فَعَلَى هَذَا هُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ وَقِيلَ سُمِّيَ حَطِيمًا لِأَنَّهُ كَانَ مِنْ جُمْلَةِ الْكَعْبَةِ فَأُخْرِجَ عَنْهَا وَكَأَنَّهُ كُسِرَ مِنْهَا فَيَصِحُّ لَهُمْ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَقَولُهُ مُشْتَقٌّ لَيْسَ هُوَ مَحْمُولًا عَلَى الِاشْتِقَاقِ الَّذِي حَدَثَ اصْطِلَاحُهُ .

     قَوْلُهُ  وَيُقَالُ لِلْأُنْثَى مِنَ الْخَيْلِ حِجْرٌ وَيُقَالُ لِلْعَقْلِ حجر وحجى هُوَ قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى لذِي حجر أَيْ عَقْلٍ قَالَ وَيُقَالُ لِلْأُنْثَى مِنَ الْخَيْلِ حِجْرٌ .

     قَوْلُهُ .

.
وَأَمَّا حِجْرُ الْيَمَامَةِ فَهُوَ الْمَنْزِلُ ذَكَرَهُ اسْتِطْرَادًا وَإِلَّا فَهَذَا بِفَتْحِ أَوَّلِهِ هِيَ قَصَبَةُ الْيَمَامَةِ الْبَلَدُ الْمَشْهُورُ بَيْنَ الْحِجَازِ وَالْيَمَنِ ثُمَّ ذَكَرَ الْمُصَنِّفُ فِي الْبَابِ حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ فِي ذِكْرِ عَاقِرِ النَّاقَةِ .

     قَوْلُهُ  وَمَنَعَةٍ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالنُّونِ وَالْمُهْمَلَةِ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( قَولُهُ بَابُ وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَة إِلَى قَوْله فسَاء مطر الْمُنْذرين)
يُقَالُ إِنَّهُ لُوطُ بْنُ هَارَانَ بْنِ تَارِخَ وَهُوَ بن أَخِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَدْ قَصَّ اللَّهُ تَعَالَى قِصَّتَهُ مَعَ قَوْمِهِ فِي الْأَعْرَافِ وَهُودٍ وَالشُّعَرَاءِ وَالنَّمْلِ وَالصَّافَّاتِ وَغَيْرِهَا وَحَاصِلُهَا أَنَّهُمِ ابْتَدَعُوا وَطْءَ الذُّكُورِ فَدَعَاهُمْ لُوطٌ إِلَى التَّوْحِيدِ وإِلَى الْإِقْلَاعِ عَنِ الْفَاحِشَةِ فَأَصَرُّوا عَلَى الِامْتِنَاعِ وَلَمْ يَتَّفِقْ أَنْ يُسَاعِدَهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ وَكَانَتْ مَدَائِنُهُمْ تُسَمَّى سَدُومَ وَهِيَ بِغَوْرِ زَغْرٍ مِنَ الْبِلَادِ الشَّامِيَّةِ فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ إِهْلَاكَهُمْ بَعَثَ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَاسْتَضَافُوهُ فَكَانَ مَا قَصَّ اللَّهُ فِي سُورَةِ هُودٍ ثُمَّ تَوَجَّهُوا إِلَى لُوطٍ فَاسْتَضَافُوهُ فَخَافَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَوْمِهِ وَأَرَادَ أَنْ يُخْفِيَ عَلَيْهِمْ خَبَرَهُمْ فَنَمَّتْ عَلَيْهِمُ امْرَأَته فجاؤوا إِلَيْهِ وَعَاتَبُوهُ عَلَى كِتْمَانِهِ أَمْرَهُمْ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ ظَفِرُوا بِهِمْ فَأَهْلَكَهُمُ اللَّهُ عَلَى يَدِ جِبْرِيلَ فَقَلَبَ مَدَائِنَهُمْ بَعْدَ أَنْ خَرَجَ عَنْهُمْ لُوطٌ بِأَهْلِ بَيْتِهِ إِلَّا امْرَأَتَهُ فَإِنَّهَا تَأَخَّرَتْ مَعَ قَوْمِهَا أَوْ خَرَجَتْ مَعَ لُوطٍ فَأَدْرَكَهَا الْعَذَابُ فَقَلَبَ جِبْرِيلُ الْمَدَائِنَ بِطَرَفِ جَنَاحِهِ فَصَارَ عَالِيهَا سَافِلَهَا وَصَارَ مَكَانُهَا بُحَيْرَةً مُنْتِنَةً لَا يُنْتَفَعُ بِمَائِهَا وَلَا بِشَيْءٍ مِمَّا حَوْلَهَا

[ قــ :3221 ... غــ :3375] .

     قَوْلُهُ  يَغْفِرُ اللَّهُ لِلُوطٍ إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيد أَي إِلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُشِيرُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوي إِلَى ركن شَدِيد وَيُقَالُ إِنَّ قَوْمَ لُوطٍ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ يَجْتَمِعُ مَعَهُ فِي نَسَبِهِ لِأَنَّهُمْ مِنْ سَدُومَ وَهِيَ مِنَ الشَّامِ وَكَانَ أَصْلُ إِبْرَاهِيمَ وَلُوطٍ مِنَ الْعِرَاقِ فَلَمَّا هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى الشَّامِ هَاجَرَ مَعَهُ لُوطٌ فَبَعَثَ اللَّهُ لُوطًا إِلَى أَهْلِ سَدُومَ فَقَالَ لَوْ أَنَّ لِي مَنَعَةً وَأَقَارِبَ وَعَشِيرَةً لَكُنْتُ أَسْتَنْصِرُ بِهِمْ عَلَيْكُمْ لِيَدْفَعُوا عَنْ ضِيفَانِي وَلِهَذَا جَاءَ فِي بَعْضِ طرق هَذَا الحَدِيث كَمَا أخرجه أحمدمن طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ لُوطٌ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيد قَالَ فَإِنَّهُ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ وَلَكِنَّهُ عَنَى عَشِيرَتَهُ فَمَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا الا فِي ذرْوَة من قومه زَاد بن مَرْدُوَيْهِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ أَلَمْ تَرَ إِلَى قَول قوم شُعَيْب وَلَوْلَا رهطك لرجمناك وَقِيلَ مَعْنَى قَوْلِهِ لَقَدْ كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ أَيْ إِلَى عَشِيرَتِهِ لَكِنَّهُ لَمْ يَأْوِ إِلَيْهِمْ وَأَوَى إِلَى اللَّهِ انْتَهَى وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ لِمَا بَيَّنَّاهُ.

     وَقَالَ  النَّوَوِيُّ يَجُوزُ أَنَّهُ لَمَّا انْدَهَشَ بِحَالِ الْأَضْيَافِ قَالَ ذَلِكَ أَوْ أَنَّهُ الْتَجَأَ إِلَى اللَّهِ فِي بَاطِنِهِ وَأَظْهَرَ هَذَا الْقَوْلَ لِلْأَضْيَافِ اعْتِذَارًا وَسَمَّى الْعَشِيرَةَ رُكْنًا لِأَنَّ الرُّكْنَ يُسْتَنَدُ إِلَيْهِ وَيُمْتَنَعُ بِهِ فَشَبَّهَهُمْ بِالرُّكْنِ مِنَ الْجَبَلِ لِشِدَّتِهِمْ وَمَنَعَتِهِمْ وَسَيَأْتِي فِي الْبَابِ الَّذِي بَعْدَهُ تَفْسِيرُ الرُّكْنِ بِلَفْظٍ آخَرَ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب { وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ} [النمل: 84 - 88]
هذا ( باب) بالتنوين يذكر فيه قوله تعالى في سورة النمل ( { ولوطا} ) نصب عطفًا على صالحًا أي وأرسلنا لوطًا أو عطفًا على الذين آمنوا أي وأنجينا لوطًا أو باذكر مضمرة ( { إذ قال} ) بدل على اذكر وظرف على أرسلنا.
قال الطيبي: ولا يجوز أن يكون بدلاً إذ لا يستقيم أرسلنا وقت قوله: ( { لقومه أتاتون الفاحشة} ) الفعلة القبيحة والاستفهام إنكاري ( { وأنتم تبصرون} ) جملة حالية من فاعل تأتون أو من الفاحشة والعائد محذوف أي وأنتم تبصرونها لستم عميًا عنها جاهلين بها واقتراف القبائح من العالم بقبحها أقبح، وقيل يرى بعضكم بعضًا وكانوا لا يستترون عتوًّا منهم ( { أئنكم لتأتون الرجال شهوة} ) مفعول من أجله وبيان لإتيانهم الفاحشة ( { من دون النساء} ) اللاتي خلقن لذلك ( { بل أنتم قوم تجهلون} ) عاقبة المعصية أو موضع قضاء الشهوة.

وقول الزمخشري فإن قلت: فسرت تبصرون بالعلم وبعده بل أنتم قوم تجهلون فكيف يكونون علماء جهلاء؟ فالجواب: تفعلون فعل الجاهلين بأنها فاحشة مع علمكم بذلك تعقبه الطيبي فقال: هذا الجواب غير مرضي تأباه كلمة الإضراب، بل أنه تعالى لما أنكر عليهم فعلهم على الإجمال وسماه فاحشة وقيده بالحال المقررة لجهة الاشكال تتميمًا للإنكار بقوله: { وأنتم تبصرون} أراد مزيد ذلك التوبيخ والإنكار فكشف عن حقيقة تلك الفاحشة متصلاً، وصرح بذكر الرجال على بلام الجنس مشيرًا به إلى أن الرجولية منافية لهذه الحالة، وقيده بالشهوة التي هي أخس أحوال البهيمة.
وقد تقرر عند ذوي البصائر أن إتيان النساء لمجرد الشهوة مسترذل فكيف بالرجال؟ وضم إليه من دون النساء وآذن بأن ذلك ظلم فاحش ووضع للشيء في غير موضعه، ثم اضرب عن الكل بقوله: { بل أنتم قوم تجهلون} أي كيف يقال لمن يرتكب هذه الشنعاء وأنتم تعلمون فأولى حرف الإضراب ضمير أنتم وجعلهم قومًا جاهلين والتفت في تجهلون موبخًا معيرًا اهـ.

ولما بيّن تعالى جهلهم بين أنهم أجابوا بما لا يصلح أن يكون جوابًا فقال: ( { فقال كان جواب قومه} ) خبر متقدم ( { إلا أن قالوا} ) في موضع الاسم ( { أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون} ) أي يتنزهون عن أفعالنا التي هي إتيان أدبار الرجال قالوه تهكمًا واستهزاء ( { فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها} ) قضينا عليها وجعلناها بتقديرنا ( { من الغابرين} ) من الباقين في العذاب ( { وأمطرنا عليهم مطرًا} ) وهو الحجارة ( { فساء} ) فبئس ( { مطر المنذرين} ) أي مطرهم فالمخصوص بالذم محذوف وسقط لأبي ذر قوله { وأنتم تبصرون} إلى آخر { وأمطرنا عليهم مطرًا} وقال بعد قوله { أتأتون الفاحشة} إلى قوله { فساء مطر المنذرين} .


[ قــ :3221 ... غــ : 3375 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «يَغْفِرُ اللَّهُ لِلُوطٍ إِنْ كَانَ لَيَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ».

وبه قال: ( حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: ( أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة قال: ( حدّثنا أبو الزناد) عبد الله بن ذكوان ( عن الأعرج) عبد الرَّحمن بن هرمز ( عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال) :
( يغفر الله للوط إن كان) أي أنه كان ( ليأوي إلى ركن شديد) إلى الله تعالى.
وسبق هذا الحديث في باب قوله عز وجل: { ونبئهم عن ضيف إبراهيم} [الحجر: 51] .

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( بابٌُ { ولُوطَاً إذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أتَأتُونَ الْفَاحِشَةَ وأنْتُمْ تُبْصِرُونَ أئِنَّكُمْ لَتَأتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إلاَّ أنْ قالُوا أخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ فأنْجَيْنَاهُ وأهْلَهُ إلاَّ امْرَأتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ وأمْطَرْنَا عَلَيهِمْ مَطَرَاً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذِرِينَ} .
)

أَي: هَذَا بابُُ يذكر فِيهِ قَوْله تَعَالَى: { ولوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ} إِلَى آخِره، و: لوطاً، مَنْصُوب بِتَقْدِير وَاذْكُر لوطاً، أَو بِتَقْدِير: أرسلنَا لوطاً بِدلَالَة قَوْله فِيمَا قبله: { وَلَقَد أرسلنَا إِلَى ثَمُود أَخَاهُم صَالحا} ( لوط: 38) .
وَكلمَة: إِذْ، بدل على الأول ظرف على الثَّانِي.
قَوْله: { أتأتون الْفَاحِشَة} أَي: الفعلة القبيحة الشنيعة وَهِي اللواطة.
قَوْله: { وَأَنْتُم تبصرون} ، أَي: وَالْحَال أَنكُمْ تعلمُونَ أَنَّهَا فَاحِشَة لم تسبقوا إِلَيْهَا، وتبصرون من بصر الْقلب وَالله تَعَالَى إِنَّمَا خلق الْأُنْثَى للذّكر وَلم يخلق الذّكر للذّكر وَلَا الْأُنْثَى للْأُنْثَى.
وَقيل: وَأَنْتُم تبصرون أَي: يبصر بَعْضكُم بَعْضًا لأَنهم كَانُوا فِي ناديهم يرتكبونها مجاهرين بهَا لَا يستترون عتواً مِنْهُم وتمرداً وخلاعة ومجانة.
قَوْله: ( أئنكم لتأتون الرِّجَال؟) الْهمزَة فِيهِ للاستفهام على سَبِيل الْإِنْكَار.
قَوْله: ( شهورة) أَي: لأجل الشَّهْوَة.
قَوْله: ( تجهلون) أَي: عَاقِبَة الْعِصْيَان وَيَوْم الْجَزَاء وَقيل: تجهلون مَوضِع قَضَاء الشَّهْوَة، قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: فَإِن قلت: فسرت: تبصرون، بِالْعلمِ وَبعده: بل أَنْتُم قوم تجهلون، فَكيف يكونُونَ عُلَمَاء جهلاء؟ قلت: أَرَادَ: تَفْعَلُونَ فعل الْجَاهِلين بِأَنَّهَا فَاحِشَة مَعَ علمكُم بذلك، وَاجْتمعت الْغَيْبَة والمخاطبة فِي قَوْله تَعَالَى: { بل أَنْتُم قوم تجهلون} فَغلبَتْ المخاطبة، فَقيل: تجهلون، لِأَن المخاطبة أقوى وأرسخ أصلا من الْغَيْبَة.
قَوْله: ( فَمَا كَانَ جَوَاب قومه) أَي: قوم لوط إلاَّ أَن قَالُوا، كلمة: أَن، مَصْدَرِيَّة أَي: إلاَّ قَوْلهم.
قَوْله: ( يتطهرون) من أدبار الرِّجَال يَقُولُونَهُ استهزاء بهم وتهكما.
قَوْله: ( فأنجيناه) ، أَي: أنجينا لوطاً من الْعَذَاب وأنجينا أَهله إلاَّ امْرَأَته قدرناها أَي: جعلناها بتقديرنا وقضائنا عَلَيْهَا من الغابرين أَي: البَاقِينَ فِي الْعَذَاب.
قَوْله: ( وأمطرنا عَلَيْهِم مَطَرا) أَي: الْحِجَارَة، فسَاء مطر الْمُنْذرين الَّذين أنذروا بِالْعَذَابِ،.

     وَقَالَ  الدَّاودِيّ: أَيْنَمَا كَانَ الْمَطَر فِي كتاب الله فَهُوَ الْعقَاب، وَالْمَذْكُور فِي التَّفْسِير أَنه يُقَال: أمطر فِي الْعَذَاب، ومطر فِي الرَّحْمَة، وَأهل اللُّغَة يَقُولُونَ: مطرَت السَّمَاء وأمطرت.



[ قــ :3221 ... غــ :3375 ]
- حدَّثنا أبُو اليَمَانِ أخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حدَّثنا أبُو الزِّنادِ عنِ الأعْرَجِ عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَغْفِرُ الله لِلُوطٍ إنْ كانَ لَيأوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ.
.


مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وَأَبُو الْيَمَان الحكم بن نَافِع، وَشُعَيْب ابْن أبي حَمْزَة، وَأَبُو الزِّنَاد، بالزاي وَالنُّون: عبد الله بن ذكْوَان، والأعرج عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز، وَهَؤُلَاء على هَذَا النسق مروا مرَارًا كَثِيرَة.
والْحَدِيث مضى عَن قريب فِي: بابُُ قَوْله عز وَجل { ونبِّئهم عَن ضيف إِبْرَاهِيم} ( الْحجر: 15) .
قَوْله: ( إِن كَانَ) كلمة: إِن، هَذِه مُخَفّفَة من المثقلة أَي: إِنَّه كَانَ.
قَوْله: ( إِلَى ركن شَدِيد) أَي: إِلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَيُشِير بذلك إِلَى قَوْله تَعَالَى: { لَو أَن لي بكم قُوَّة أَو آوي إِلَى ركن شَدِيد} ( الْحجر:) .
أَي: إِلَى عشريته لكنه لم يأوِ إلِيهم وَلكنه آوى إِلَى الله،.

     وَقَالَ  النَّوَوِيّ: يجوز أَنه لما اندهش بِحَال الأضياف قَالَ ذَلِك، أَو أَنه التجأ إِلَى الله تَعَالَى فِي بَاطِنه، وَأظْهر هَذَا القَوْل للأضياف إعتذاراً وسمى الْعَشِيرَة ركنا لِأَن الرُّكْن يسْتَند إِلَيْهِ وَيمْتَنع بِهِ فشبههم بالركن من الْجَبَل لشدتهم ومنعتهم.