هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
728 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : صَلَّى لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ رَقِيَ المِنْبَرَ ، فَأَشَارَ بِيَدَيْهِ قِبَلَ قِبْلَةِ المَسْجِدِ ، ثُمَّ قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُ الآنَ مُنْذُ صَلَّيْتُ لَكُمُ الصَّلاَةَ الجَنَّةَ وَالنَّارَ مُمَثَّلَتَيْنِ فِي قِبْلَةِ هَذَا الجِدَارِ ، فَلَمْ أَرَ كَاليَوْمِ فِي الخَيْرِ وَالشَّرِّ ثَلاَثًا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
728 حدثنا محمد بن سنان ، قال : حدثنا فليح ، قال : حدثنا هلال بن علي ، عن أنس بن مالك ، قال : صلى لنا النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم رقي المنبر ، فأشار بيديه قبل قبلة المسجد ، ثم قال : لقد رأيت الآن منذ صليت لكم الصلاة الجنة والنار ممثلتين في قبلة هذا الجدار ، فلم أر كاليوم في الخير والشر ثلاثا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : صَلَّى لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ رَقِيَ المِنْبَرَ ، فَأَشَارَ بِيَدَيْهِ قِبَلَ قِبْلَةِ المَسْجِدِ ، ثُمَّ قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُ الآنَ مُنْذُ صَلَّيْتُ لَكُمُ الصَّلاَةَ الجَنَّةَ وَالنَّارَ مُمَثَّلَتَيْنِ فِي قِبْلَةِ هَذَا الجِدَارِ ، فَلَمْ أَرَ كَاليَوْمِ فِي الخَيْرِ وَالشَّرِّ ثَلاَثًا .

Narrated Anas bin Malik:

The Prophet (ﷺ) led us in prayer and then went up to the pulpit and beckoned with both hands towards the Qibla of the mosque and then said, When I started leading you in prayer, I saw the display of Paradise and Hell on the wall of the mosque (facing the Qibla). I never saw good and bad as I have seen today. He repeated the last statement thrice.

":"ہم سے محمد بن سنان نے بیان کیا ، انھوں نے کہا کہ ہم سے فلیح بن سلیمان نے بیان کیا ، انھوں نے کہا کہ ہم سے ہلال بن علی نے بیان کیا انس بن مالک رضی اللہ عنہ سے ۔ آپ نے کہا کہنبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم نے ہم کو نماز پڑھائی ۔ پھر منبر پر تشریف لائے اور اپنے ہاتھ سے قبلہ کی طرف اشارہ کر کے فرمایا کہ ابھی جب میں نماز پڑھا رہا تھا تو جنت اور دوزخ کو اس دیوار پر دیکھا ۔ اس کی تصویریں اس دیوار میں قبلہ کی طرف نمودار ہوئیں تو میں نے آج کی طرح خیر اور شر کبھی نہیں دیکھی ۔ آپ صلی اللہ علیہ وسلم نے قول مذکور تین بار فرمایا ۔

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [749] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "صَلَّى لَنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ رَقَا الْمِنْبَرَ فَأَشَارَ بِيَدَيْهِ قِبَلَ قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ الآنَ -مُنْذُ صَلَّيْتُ لَكُمُ الصَّلاَةَ- الْجَنَّةَ وَالنَّارَ مُمَثَّلَتَيْنِ فِي قِبْلَةِ هَذَا الْجِدَارِ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.
ثَلاَثًا".
وبه قال: ( حدّثنا محمد بن سنان) بكسر السين المهملة وتخفيف النون، وبعد الألف نون ثانية، العوفي الباهلي الأعمى، المتوفى سنة ثلاثة وعشرين ومائتين، ( قال: حدّثنا فليح) بضم الفاء وفتح اللام، ابن سليمان بن أبي الغيرة الأسلمي المدني، وقيل اسمه عبد الملك ( قال: حدّثنا هلال بن علي) بن أسامة العامري المدني وقد نسب إلى جده ( عن أنس بن مالك) رضي الله عنه، وسقط لابن عساكر لفظ ابن مالك ( قال: صلّى لنا) باللام.
وفي نسخة: بنا ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثم رقى) بالألف المقصورة، ولأبوي ذر والوقت والأصيلي: رقي: بكسر القاف وفتح الياء، أي صعد ( المنبر، فأشار بيديه) بالتثنية، وللأربعة: بيده ( قبل) بكسر القاف وفتح الموحدة، أي جهة، ( قبلة المسجد، ثم قال) : ( لقد رأيت الآن) اسم للوقت الذي أنت فيه، وهو ظرف غير متمكن، وقد وقع معرفة واللام فيه ليست معرّفة لأنه ليس له ما يشاركه حتى يميز، ولا يشكل عليه أن رأى للماضي، فكيف يجتمع مع الحال لدخول قد، فإنها تقرّبه للحال ( منذ) زمان ( صلّيت لكم الصلاة الجنة والنار ممثلتين) أي: مصوّرتين ( في قبلة هذا الجدار) حقيقة أو عرض على مثالهما، وضرب له ذلك في الصلاة، كأنهما في عرض الحائط ( فلم أر) منظرًا ( كاليوم) أي مثل نظر اليوم ( في) أحوال ( الخير والشر) .
قال ذلك ( ثلاثًا) .
وقوله: صليت لكم بالماضي قطعًا واستشكل اجتماعه مع الآن، وأجيب بأنه إما أن يكون كما قال ابن الحاجب: كل مخبر أو منشئ فقصده الحاضر، فمثل صليت يكون للماضي الملاصق للحاضر، وإما أنه أريد بالآن ما يقال عرفًا أنه الزمان الحاضر، لا اللحظة الحاضرة الغير المنقسمة.
ووجه مطابقة الحديث للترجمة أن فيه رفع البصر إلى الإمام.
ورواته أربعة، وفيه التحديث والعنعنة والقول، وأخرجه المؤلّف أيضًا في الصلاة والرقاق، والله أعلم.
92 - باب رَفْعِ الْبَصَرِ إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلاَةِ ( باب) كراهية ( رفع البصر إلى) جهة ( السماء في الصلاة) لأن فيه نوع إعراض عن القبلة، وخروج عن هيئة الصلاة.
750 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلاَتِهِمْ؟ فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ: لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ».
وبالسند قال: ( حدّثنا علي بن عبد الله) المديني ( قال: أخبرنا) ، وللأربعة: حدّثنا ( يحيى بن سعيد) القطان ( قال: حدثنا ابن أبي عروبة) بفتح العين المهملة وتخفيف الراء المضمومة وفتح الموحدة، سعيد بن مهران ( قال: حدّثنا قتادة) بن دعامة ( أن أنس بن مالك حدّثهم) بميم الجمع، ولأبي ذر: حدّثه ( قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أي بعدما صلّى بأصحابه، وأقبل عليهم بوجهه الكريم كما عند ابن ماجة.
( ما بال أقوام) أبهم خوف كسر قلب من يعنيه، لأن النصيحة في الملأ فضيحة.
وبال: بضم اللام، أي: ما حالهم وشأنهم ( يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم) زاد مسلم، من حديث أبي هريرة: عند الدعاء، فإن حمل المطلق على هذا المقيد اقتضى اختصاص الكراهية بالدعاء الواقع في الصلاة.
قاله في الفتح وتعقبه العيني فقال: ليس الأمر كذلك، بل المطلق يجري على المقيد، والمقيد على تقييده، والحكم عام في الكراهة، سواء كان رفع بصره في الصلاة عند الدعاء، أو بدون الدعاء، لما رواه الواحدي في باب النزول من حديث أبي هريرة: أن فلانًا كان إذا صلّى رفع رأسه إلى السماء، فنزلت: { الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 2] ورفع البصر مطلقًا ينافي الخشوع الذي أصله السكون، ( فاشتد قوله) عليه الصلاة والسلام ( في ذلك) أي في رفع البصر، إلى السماء في الصلاة، ( حتى قال) : والله، ( لينتهُنَّ) بفتح أوله وضم الهاء، لتدل على واو الضمير المحذوفة، لأن أصله: لينتهوننّ، وللمستملي والحموي: لينتهين بضم أوله وفتح المثناة الفوقية والهاءوالمثناة التحتية آخره نون توكيد ثقيلة فيهما، مبنيًّا للفاعل في الأولى، وللمفعول في الثاني ( عن ذلك) أي: عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة ( أو) قال عليه الصلاة والسلام ( لتخطفن) بضم المثناة الفوقية، وسكون الخاء المعجمة وفتح الطاء والفاء، مبنيًّا للمفعول أي: لتعمين ( أبصارهم) .
وكلمة: أو، للتخيير تهديدًا، وهو خبر بمعنى الأمر، أي: ليكوننّ منكم الانتهاء عن رفع البصر أو تخطف الأبصار عند الرفع من الله، وهو كقوله تعالى: { تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} [الفتح: 16] أي يكون أحد الأمرين.
وفيه النهي الوكيد والوعيد الشديد، وحملوه على الكراهة دون الحرمة للإجماع على عدمها، وأما رفع البصر إلى السماء في غير الصلاة في دعاء ونحوه، فجوّزه أكثرون، لأن السماء قبلة الداعين، كالكعبة قبلة المصلين، وكرهه آخرون.
ورواة هذا الحديث كلهم بصريون، وفيه التحديث بالجمع والإفراد والقول، وأخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة في الصلاة.
93 - باب الاِلْتِفَاتِ فِي الصَّلاَةِ ( باب) كراهية ( الالتفات في الصلاة) لأنه ينافي الخشوع المأمور به أو ينقصه.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :728 ... غــ :749 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سنان: ثنا فليح: ثنا هلال، عَن أَنَس بْن مَالِك، قَالَ: صلى رَسُول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ رقى المنبر، فأشار بيده قَبْلَ قبلة المسجد، ثُمَّ قَالَ: ( ( لَقَدْ رأيت الآن منذ صليت لكم الصلاة الجنة والنار ممثلتين فِي قبلة هَذَا الجدار، فَلَمْ أر كاليوم فِي الخير والشر) ) - ثلاثا.

الظاهر: أن هذه الصلاة كَانَتْ غير صلاة الكسوف وأن الجنة والنار مثلتا لهُ في هذه الصلاة في جدار القبلة تمثيلاً، وأما إدناء الجنة والنار في صلاة الكسوف، فكان حقيقة.
والله أعلم.

وفيه: أن رفع بصر المصلي إلى مَا مثل لَهُ من أمور الآخرة إذا ظهرت لَهُ غير قادح فِي الصلاة.

وليس فِيهِ - أَيْضاً -: نظر المأموم إلى إمامه، كما بوب عَلِيهِ.
والله سبحانه وتعالى أعلم.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :728 ... غــ : 749 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ: حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ قَالَ: حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: "صَلَّى لَنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ رَقَا الْمِنْبَرَ فَأَشَارَ بِيَدَيْهِ قِبَلَ قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ الآنَ -مُنْذُ صَلَّيْتُ لَكُمُ الصَّلاَةَ- الْجَنَّةَ وَالنَّارَ مُمَثَّلَتَيْنِ فِي قِبْلَةِ هَذَا الْجِدَارِ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.
ثَلاَثًا".

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن سنان) بكسر السين المهملة وتخفيف النون، وبعد الألف نون ثانية، العوفي الباهلي الأعمى، المتوفى سنة ثلاثة وعشرين ومائتين، ( قال: حدّثنا فليح) بضم الفاء وفتح اللام، ابن سليمان بن أبي الغيرة الأسلمي المدني، وقيل اسمه عبد الملك ( قال: حدّثنا هلال بن علي) بن أسامة العامري المدني وقد نسب إلى جده ( عن أنس بن مالك) رضي الله عنه، وسقط لابن عساكر لفظ ابن مالك ( قال: صلّى لنا) باللام.
وفي نسخة: بنا ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثم رقى) بالألف المقصورة، ولأبوي ذر والوقت والأصيلي: رقي: بكسر القاف وفتح الياء، أي صعد ( المنبر، فأشار بيديه) بالتثنية، وللأربعة: بيده ( قبل) بكسر القاف وفتح الموحدة، أي جهة، ( قبلة المسجد، ثم قال) :
( لقد رأيت الآن) اسم للوقت الذي أنت فيه، وهو ظرف غير متمكن، وقد وقع معرفة واللام فيه ليست معرّفة لأنه ليس له ما يشاركه حتى يميز، ولا يشكل عليه أن رأى للماضي، فكيف يجتمع مع الحال لدخول قد، فإنها تقرّبه للحال ( منذ) زمان ( صلّيت لكم الصلاة الجنة والنار ممثلتين) أي: مصوّرتين ( في قبلة هذا الجدار) حقيقة أو عرض على مثالهما، وضرب له ذلك في الصلاة، كأنهما في عرض الحائط ( فلم أر) منظرًا ( كاليوم) أي مثل نظر اليوم ( في) أحوال ( الخير والشر) .
قال ذلك ( ثلاثًا) .

وقوله: صليت لكم بالماضي قطعًا واستشكل اجتماعه مع الآن، وأجيب بأنه إما أن يكون كما قال ابن الحاجب: كل مخبر أو منشئ فقصده الحاضر، فمثل صليت يكون للماضي الملاصق للحاضر، وإما أنه أريد بالآن ما يقال عرفًا أنه الزمان الحاضر، لا اللحظة الحاضرة الغير المنقسمة.

ووجه مطابقة الحديث للترجمة أن فيه رفع البصر إلى الإمام.

ورواته أربعة، وفيه التحديث والعنعنة والقول، وأخرجه المؤلّف أيضًا في الصلاة والرقاق، والله أعلم.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
[ قــ :728 ... غــ :749 ]
- ( حَدثنَا مُحَمَّد بن سِنَان قَالَ حَدثنَا فليح قَالَ حَدثنَا هِلَال بن عَليّ عَن أنس بن مَالك قَالَ صلى لنا النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثمَّ رقي الْمِنْبَر فَأَشَارَ بِيَدِهِ قبل قبْلَة الْمَسْجِد ثمَّ قَالَ لقد رَأَيْت الْآن مُنْذُ صليت لكم الصَّلَاة الْجنَّة وَالنَّار ممثلتين فِي قبْلَة هَذَا الْجِدَار فَلم أر كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْر وَالشَّر ثَلَاثًا) مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله " فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْقبْلَة " لِأَن رُؤْيَتهمْ إِشَارَته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بِيَدِهِ إِلَى جِهَة الْقبْلَة تدل على أَنهم كَانُوا يراقبونه فِي الصَّلَاة.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي أَن فِي وَجه الْمُطَابقَة وَجْهَيْن أَحدهمَا هُوَ أَن فِيهِ بَيَان رفع بصر الإِمَام إِلَى الشَّيْء فَنَاسَبَ بَيَان رفع الْبَصَر إِلَى الإِمَام من جِهَة كَونهمَا مشتركين فِي رفع الْبَصَر فِي الصَّلَاة ( قلت) فِيهِ مَا لَا يخفى.
وَالْوَجْه الثَّانِي هُوَ الْقَرِيب وَهُوَ أَن هَذَا الحَدِيث مُخْتَصر حَدِيث صَلَاة الْكُسُوف الَّذِي ثَبت فِيهِ رفع الْبَصَر إِلَى الإِمَام وَالْعجب العجاب أَن بَعضهم ذكر وَجه الْمُطَابقَة وَأَخذه من كَلَام الْكرْمَانِي وَطوله ثمَّ نسبه إِلَى نَفسه حَيْثُ قَالَ وَالَّذِي يظْهر لي أَن حَدِيث أنس مُخْتَصر من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَأَن الْقِصَّة فيهمَا وَاحِدَة فَسَيَأْتِي فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس أَنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ " رَأَيْت الْجنَّة وَالنَّار " كَمَا قَالَ فِي حَدِيث أنس وَقد قَالُوا لَهُ فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس " رَأَيْنَاك تكعكعت " فَهَذَا مَوضِع التَّرْجَمَة انْتهى.
وَالَّذِي قلته هُوَ الْأَوْجه لم يُنَبه عَلَيْهِ أحد من الشُّرَّاح وَبِه يسْقط أَيْضا اعْتِرَاض الْإِسْمَاعِيلِيّ على إِيرَاد البُخَارِيّ حَدِيث أنس هَذَا فِي هَذَا الْبابُُ فَقَالَ لَيْسَ فِيهِ نظر الْمَأْمُومين إِلَى الإِمَام فَكيف يَقُول لَيْسَ فِيهِ نظر الْمَأْمُومين إِلَى الإِمَام وَأنس يخبر بقوله " فَأَشَارَ بِيَدِهِ قبل قبْلَة الْمَسْجِد " فَلَو لم يكن هُوَ نَاظرا إِلَى النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لما رأى إِشَارَته بِيَدِهِ إِلَى جِهَة الْقبْلَة وَأبْعد من اعْتِرَاض الْإِسْمَاعِيلِيّ قَول بَعضهم فِي جَوَاب اعتراضه وَأجِيب بِأَن فِيهِ أَن الإِمَام رفع بَصَره إِلَى مَا أَمَامه وَإِذا سَاغَ ذَلِك للْإِمَام سَاغَ للْمَأْمُوم انْتهى ( قلت) سُبْحَانَ الله مَا أبعد هَذَا من الْمَقْصُود لِأَن التَّرْجَمَة لَيست فِيمَا ذكره وَإِنَّمَا هِيَ فِي رفع الْبَصَر إِلَى الإِمَام وَأَيْنَ هَذَا من ذَلِك ( ذكر رِجَاله) وهم أَرْبَعَة.
الأول مُحَمَّد بن سِنَان بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف النُّون وَبعد الْألف نون أُخْرَى أَبُو بكر الْعَوْفِيّ الْبَاهِلِيّ الْأَعْمَى مَاتَ سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ.
الثَّانِي فليح بِضَم الْفَاء ابْن سُلَيْمَان بن أبي الْمُغيرَة أَبُو يحيى الْخُزَاعِيّ.
الثَّالِث هِلَال بن عَليّ وَيُقَال هِلَال بن أبي مَيْمُونَة وهلال بن أبي هِلَال وَيُقَال هِلَال بن أُسَامَة الفِهري الْمَدِينِيّ مَاتَ فِي آخر خلَافَة هِشَام بن عبد الْملك.
الرَّابِع أنس بن مَالك.
( ذكر لطائف إِسْنَاده) فِيهِ التحديث بِصِيغَة الْجمع فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع وَفِيه العنعنة فِي مَوضِع وَاحِد وَفِيه القَوْل فِي موضِعين وَفِيه أَن شيخ البُخَارِيّ من أَفْرَاده وَفِيه عَن أنس وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ فِي الرقَاق التَّصْرِيح بِسَمَاع هِلَال من أنس رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الصَّلَاة عَن يحيى بن صَالح وَفِي الرقَاق عَن إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر عَن مُحَمَّد بن فليح عَن أَبِيه ( ذكر مَعْنَاهُ) قَوْله " ثمَّ رقي الْمِنْبَر " بِكَسْر الْقَاف يُقَال رقيت فِي السّلم إِذا صعدت.

     وَقَالَ  ابْن التِّين وَوَقع فِي بعض النّسخ " رقي " بِفَتْح الْقَاف قَوْله " بِيَدِهِ " ويروى " بيدَيْهِ " قَوْله " قبل قبْلَة الْمَسْجِد " بِكَسْر الْقَاف وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة أَي جِهَة قبْلَة الْمَسْجِد وَيُقَال جَلَست قبل فلَان أَي عِنْده قَوْله " الْآن " هُوَ اسْم للْوَقْت الَّذِي أَنْت فِيهِ وَهُوَ ظرف غير مُتَمَكن وَقع معرفَة وَلم تدخل عَلَيْهِ الْألف وَاللَّام للتعريف لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ مَا يشركهُ قَالَ الْكرْمَانِي ( فَإِن قلت) هُوَ للْحَال وَرَأَيْت للماضي فَكيف يَجْتَمِعَانِ ( قلت) دُخُول قد عَلَيْهِ قربه للْحَال ( فَإِن قلت) فَمَا قَوْلك فِي صليت فَإِنَّهُ للمضي الْبَتَّةَ قَالَ ابْن الْحَاجِب كل مخبر أَو منشىء فقصده الْحَاضِر فَمثل صليت يكون للماضي الملاصق للحاضر أَو أُرِيد بالآن مَا يُقَال عرفا أَنه الزَّمَان الْحَاضِر لَا اللحظة الْحَاضِرَة الْغَيْر المنقسمة الْمُسَمَّاة بِالْحَال ( فَإِن قلت) مُنْذُ حرف أَو اسْم ( قلت) جَازَ الْأَمْرَانِ فَإِن كَانَ اسْما فَهُوَ مُبْتَدأ وَمَا بعده خَبره وَالزَّمَان مُقَدّر قبل صليت.

     وَقَالَ  الزّجاج بعكس ذَلِك قَوْله " ممثلتين " أَي مصورتين قَوْله " فَلم أر كَالْيَوْمِ " الْكَاف هَهُنَا وضع نصب التَّقْدِير فَلم أر منْظرًا مثل منظري الْيَوْم قَوْله " فِي الْخَيْر " أَي فِي أَحْوَال الْخَيْر قَوْله " ثَلَاثًا " يتَعَلَّق بقوله " قَالَ " أَي قَالَ ثَلَاث مَرَّات