مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ وَهُوَ مُحَمَّدٌ الأَكْبَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ وَأُمُّهُ الْحَنَفِيَّةُ خَوْلَةُ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ الدُّوَلِ بْنِ حَنِيفَةَ بْنِ لُجَيْمِ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ , وَيُقَالُ بَلْ كَانَتْ أُمُّهُ مِنْ سَبْيِ الْيَمَامَةِ , فَصَارَتْ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ
7512 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ , عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمْ يَدْفَعِ ابْنُ الزُّبَيْرِ تِلْكَ الْعَشِيَّةَ إِلاَّ بِدَفْعِةِ ابْنِ عُمَرَ , فَلَمَّا أَبْطَأَ ابْنُ الزُّبَيْرِ , وَقَدْ مَضَى ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ وَنَجْدَةُ وَبَنُو أُمَيَّةَ . قَالَ ابْنُ عُمَرَ : أَيَنْتَظِرُ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ , ثُمَّ دَفَعَ , فَدَفَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى أَثَرِه.
7514 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُمَارَةَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَقَامَ الْحَجَّ تِلْكَ السَّنَةَ ابْنُ الزُّبَيْرِ وَحَجَّ عَامَئِذٍ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ فِي الْخَشَبِيَّةِ مَعَهُ وَهُمْ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ نَزَلُوا فِي الشِّعْبِ الأَيْسَرِ مِنْ مِنًى.
7519 أخبرنا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ : حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ الرَّمَّاحُ قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أُخْرِجَ مِنْ مَكَّةَ , فَنَزَلَ شِعْبَ عَلِيٍّ , فَخَرَجْنَا مِنَ الْكُوفَةِ لِنَأْتِيَهُ , فَلَقِينَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَعَهُ فِي الشِّعْبِ , فَقَالَ لَنَا : أَحْصُوا سِلاَحَكُمْ , وَلَبُّوا بِعُمْرَةٍ , ثُمَّ ادْخُلُوا الْبَيْتَ , وَطَوِّفُوا بِهِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ.
7522 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِيُّ , عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ : مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى عُنْوَانِ الصَّحِيفَةِ قَالَ : إِنَّا لِلَّهِ , وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ , الطُّلَقَاءُ وَلُعَنَاءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى مَنَابِرِ النَّاسِ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لأُمُورٌ لَمْ يَقِرَّ قَرَارُهَا. قَالَ أَبُو الطُّفَيْلٍ : فَانْصَرَفْنَا رَاجِعِينَ , فَأَذِنَ لِلْمَوَالِي وَلِمَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ , فَرَجَعُوا مِنْ مَدْيَنَ , وَمَضَيْنَا إِلَى مَكَّةَ حَتَّى نَزَلْنَا مَعَهُ الشِّعْبَ بِمِنًى , فَمَا مَكَثْنَا إِلاَّ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيْهِ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَنْ أَشْخِصْ مِنْ هَذَا الْمَنْزِلِ , وَلاَ تُجَاوِرْنَا فِيهِ . قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ : اصْبِرْ , وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ , وَمَا هُوَ بِعَظِيمٍ مَنْ لاَ يَصْبِرُ عَلَى مَا لاَ يَجِدُ مِنَ الصَّبْرِ عَلَيْهِ بُدًّا حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْهُ مَخْرَجًا , وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ السَّيْفَ وَلَوْ كُنْتُ أُرِيدُهُ مَا تَعَبَّثَ بِي ابْنُ الزُّبَيْرِ , وَلَوْ كُنْتُ أَنَا وَحْدِي وَمَعَهُ جُمُوعُهُ الَّتِي مَعَهُ , وَلَكِنْ وَاللَّهِ , مَا أَرَدْتُ هَذَا , وَأَرَى ابْنَ الزُّبَيْرِ غَيْرَ مَقْصَرٍ عَنْ سُوءِ جِوَارِي فَسَأَتَحَوَّلُ عَنْهُ , ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الطَّائِفِ , فَلَمْ يَزَلْ بِهَا مُقِيمًا حَتَّى قَدِمَ الْحَجَّاجُ لِقِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ لِهِلاَلِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ , فحاصرَ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَتَّى قَتَلَهُ يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ جُمَادَى الآخِرَةِ , وَحَجَّ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ تِلْكَ السَّنَةَ مِنَ الطَّائِفِ , ثُمَّ رَجَعَ إِلَى شِعْبِهِ فَنَزَلَهُ.
7523 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الْمَوَالِ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا صَارَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى الشِّعْبِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَابْنُ الزُّبَيْرِ لَمْ يُقْتَلْ , وَالْحَجَّاجُ مُحَاصِرُهُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يُبَايِعَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ , فَقَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ : قَدْ عَرَفْتُ مَقَامِي بِمَكَّةَ , وَشُخُوصِي إِلَى الطَّائِفِ وَإِلَى الشَّامِ كُلُّ هَذَا إِبَاءٌ مِنِّي أَنْ أُبَايِعَ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَوْ عَبْدَ الْمَلِكِ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَى أَحَدِهِمَا ، وَأَنَا رَجُلٌ لَيْسَ عِنْدِي خِلاَفٌ لَمَّا رَأَيْتُ النَّاسَ اخْتَلَفُوا اعْتَزَلْتُهُمْ حَتَّى يَجْتَمِعُوا فَأَوَيْتُ إِلَى أَعْظَمِ بِلاَدِ اللهِ حُرْمَةً يَأْمَنُ فِيهِ الطَّيْرُ فَأَسَاءَ ابْنُ الزُّبَيْرِ جِوَارِي , فَتَحَوَّلْتُ إِلَى الشَّامِ فَكَرِهَ عَبْدُ الْمَلِكِ قُرْبِي , فَتَحَوَّلْتُ إِلَى الْحَرَمِ فَإِنْ يُقْتَلِ ابْنُ الزُّبَيْرِ , وَيَجْتَمِعِ النَّاسُ عَلى عَبْدِ الْمَلِكِ أُبَايِعْكَ , فَأَبَى الْحَجَّاجُ أَنْ يَرْضَى بِذَلِكَ مِنْهُ حَتَّى يُبَايِعَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ , فَأَبَى ذَلِكَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ , وَأَبَى الْحَجَّاجُ أَنْ يُقِرَّهُ عَلَى ذَلِكَ , فَلَمْ يَزَلْ مُحَمَّدٌ يُدَافِعُهُ حَتَّى قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ.
7524 أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عَمْرٍو الْحَارِثِيُّ قَالَ : لَمَّا بَعَثَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْحَجَّاجَ إِلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ قَالَ لَهُ : إِنَّهُ لَيْسَ لَكَ عَلَى مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ سُلْطَانٌ . قَالَ : فَلَمَّا قَدِمَ الْحَجَّاجُ أَرْسَلَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ يَتَوَعَّدُهُ , ثُمَّ قَالَ : إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يُمَكِّنَ اللَّهُ مِنْكَ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ , وَيَجْعَلَ لِي عَلَيْكَ سُلْطَانًا , فَأَفْعَلُ وَأَفْعَلُ , قَالَ : كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ نَفْسِهِ , هَلْ شَعَرْتَ أَنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سِتُّونَ وَثَلاَثَمِئَةِ لَحْظَةٍ أَوْ نَفْحَةٍ ؟ فَأَرْجُو أَنْ يَرْزُقَنِي اللَّهُ بَعْضَ لَحَظَاتِهِ أَوْ نَفَحَاتِهِ , فَلاَ يَجْعَلُ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانًا . قَالَ : فَكَتَبَ بِهَا الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , فَكَتَبَ بِهَا عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى صَاحِبِ الرُّومِ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ صَاحِبُ الرُّومِ : إِنَّ هَذِهِ وَاللَّهِ مَا هِيَ مِنْ كَنْزِكَ وَلاَ كَنْزِ أَهْلِ بَيْتِكَ , وَلَكِنَّهَا مِنْ كَنْزِ أَهْلِ بَيْتِ نُبُوَّةٍ.
7525 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : لَمْ يُبَايِعْ أَبِي الْحَجَّاجَ , لَمَّا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بَعَثَ الْحَجَّاجُ إِلَيْهِ فَجَاءَ , فَقَالَ : قَدْ قَتَلَ اللَّهُ عَدُوَّ اللهِ , فَقَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ : إِذَا بَايَعَ النَّاسُ بَايَعْتُ . قَالَ : وَاللَّهِ , لأَقْتُلَنَّكَ . قَالَ : أَوَ لاَ تَدْرِي أَنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلاَثَمِئَةٍ وَسِتُّونَ لَحْظَةً , فِي كُلِّ لَحْظَةٍ ثَلاَثُمِئَةٍ وَسِتُّونَ قَضِيَّةً , فَلَعَلَّهُ يَكْفِينَاكَ فِي قَضِيَّةٍ مِنْ قَضَايَاهُ. قَالَ : فَكَتَبَ بِذَلِكَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , فَأَتَاهُ كِتَابُهُ , فَأَعْجَبَهُ , وَكَتَبَ بِهِ إِلَى صَاحِبِ الرُّومِ , وَذَلِكَ أَنَّ صَاحِبَ الرُّومِ كَتَبَ إِلَيْهِ يُهَدِّدُهُ أَنَّهُ قَدْ جَمَعَ لَهُ جُمُوعًا كَثِيرَةً , فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بِذَلِكَ الْكَلاَمِ إِلَى صَاحِبِ الرُّومِ , وَكَتَبَ قَدْ عَرَفْنَا أَنَّ مُحَمَّدًا لَيْسَ عِنْدَهُ خِلاَفٌ ، وَهُوَ يَأْتِيكَ وَيُبَايِعُكَ , فَارْفُقْ بِهِ .فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَبَايَعَ ابْنُ عُمَرَ ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ لاِبْنِ الْحَنَفِيَّةِ : مَا بَقِيَ شَيْءٌ , فَبَايِعْ , فَكَتَبَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . لِعَبْدِ اللهِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَمَّا بَعْدُ , فَإِنِّي لَمَّا رَأَيْتُ الأُمَّةَ قَدِ اخْتَلَفَتِ اعْتَزَلْتُهُمْ , فَلَمَّا أَفْضَى هَذَا الأَمْرُ إِلَيْكَ , وَبَايَعَكَ النَّاسُ كُنْتُ كَرَجُلٍ مِنْهُمْ أَدْخُلُ فِي صَالِحِ مَا دَخَلُوا فِيهِ , فَقَدْ بَايَعْتُكَ وَبَايَعْتُ الْحَجَّاجَ لَكَ , وَبَعَثْتُ إِلَيْكَ بِبَيْعَتِي , وَرَأَيْتُ النَّاسَ قَدِ اجْتَمَعُوا عَلَيْكَ وَنَحْنُ نُحِبُّ أَنْ تُؤَمِّنَنَا وَتُعْطِينَا مِيثَاقًا عَلَى الْوَفَاءِ ، فَإِنَّ الْغَدْرَ لاَ خَيْرَ فِيهِ , فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِنَّ أَرْضَ اللهِ وَاسِعَةٌ. فَلَمَّا قَرَأَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْكِتَابَ قَالَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ وَرَوْحُ بْنُ زِنْبَاعٍ : مَا لَكَ عَلَيْهِ سَبِيلٌ وَلَوْ أَرَادَ فَتْقًا لَقَدِرَ عَلَيْهِ وَلَقَدْ سَلَّمَ وَبَايَعَ فَنَرَى أَنْ تَكْتُبَ إِلَيْهِ بِالْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ بِالأَمَانِ لَهُ وَالْعَهْدِ لأَصْحَابِهِ , فَفَعَلَ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ : إِنَّكَ عِنْدَنَا مَحْمُودٌ , أَنْتَ أَحَبُّ وَأَقْرَبُ بِنَا رَحِمًا مِنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ , فَلَكَ الْعَهْدُ وَالْمِيثَاقُ , وَذِمَّةُ اللهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ , أَنْ لاَ تُهَاجَ وَلاَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ بِشَيْءٍ تَكْرَهُهُ . ارْجِعْ إِلَى بَلَدِكَ , وَاذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ , وَلَسْتَ أَدْعُ صِلَتَكَ وَعَوْنَكَ مَا حَيِيتُ . وَكَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ يَأْمُرُهُ بِحُسْنِ جِوَارِهِ وَإِكْرَامِهِ ، فَرَجَعَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ إِلَى الْمَدِينَةِ.
7492 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ خَازِمٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شَرَاحِيلَ , عَنْ حَنَشِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الصَّنْعَانِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ , وَقَدْ كَانَ شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ , قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمًا وَالْتَقَيْنَا نَحْنُ وَأَهْلُ الشَّامِ , فَاقْتَتَلْنَا حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لاَ يَبْقَى أَحَدٌ , فَأَسْمَعُ صَائِحًا يَصِيحُ : يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ , اللَّهُ اللَّهُ مَنْ لِلنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ مِنَ لِلرُّومِ , مَنْ لِلتُّرْكِ , مَنْ لِلدَّيْلَمِ . اللَّهُ اللَّهُ وَالْبُقْيَا , فَأَسْمَعُ حَرَكَةً مِنْ خَلْفِي , فَالْتَفَتُ , فَإِذَا عَلِيٌّ يَعْدُو بِالرَّايَةِ يُهَرْوِلُ بِهَا حَتَّى أَقَامَهَا , وَلَحِقَهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ , فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ : يَا بُنَيَّ , الْزَمْ رَايتَكَ ؛ فَإِنِّي مُتَقَدِّمٌ فِي الْقَوْمِ , فَأَنْظُرْ إِلَيْهِ يَضْرِبُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُفْرَجَ لَهُ , ثُمَّ يَرْجِعُ فِيهِمْ.
7491 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْفُضَيْلِ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ , قَالَ : كَانَ عَلَى رَجَّالَةٍ عَلِيٌّ يَوْمَ صِفِّينَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، وَكَانَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ يَحْمِلُ رَايَتَهُ.
7527 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَ : قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ : وَفَدْتُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ , فَقَضَى حَوَائِجِي وَوَدَّعْتُهُ , فَلَمَّا كِدْتُ أَنْ أَتَوَارَى مِنْ عَيْنَيْهِ نَادَانِي : أَبَا الْقَاسِمِ , أَبَا الْقَاسِمِ , فَكَرَرْتُ , فَقَالَ لِي : أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنَّكَ يَوْمَ تَصْنَعُ بِالشَّيْخِ مَا تَصْنَعُ ظَالِمٌ لَهُ ، يَعْنِي حِينَ أَخَذَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ يَوْمَ الدَّارِ فَدَعَثَهُ بِرِدَائِهِ . قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَلِي يَوْمَئِذٍ ذُؤَابَةٌ.