غَزْوَةُ بَدْرٍ



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    1605 أَخْبَرَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالاَ : أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَمْ يَكُنْ مَعَهُ يَوْمَ بَدْرٍ إِلاَّ فَرَسَانِ : فَرَسٌ عَلَيْهِ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو حَلِيفُ الأَسْوَدِ خَالِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَفَرَسٌ لِمَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ حَلِيفِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَكَانَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ مِائَةُ فَرَسٍ . قَالَ قُتَيْبَةُ فِي حَدِيثِهِ : كَانَتْ ثَلاَثَةَ أَفْرَاسٍ ، فَرَسٌ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    1584 أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ بَابٍ الْخُرَاسَانِيُّ ، عَنِ الْحَجَّاجِ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مِقْسَمٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ قَالَ : كَانَ أَهْلُ بَدْرٍ ثَلاَثَمِائَةٍ وَثَلاَثَةَ عَشَرَ ، كَانَ الْمُهَاجِرُونَ مِنْهُمْ سِتَّةً وَسَبْعِينَ ، وَكَانَتْ هَزِيمَةُ أَهْلِ بَدْرٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    1585 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي حُيَيُّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يَوْمَ بَدْرٍ بِثَلاَثِمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ مِنَ الْمُقَاتِلَةِ كَمَا خَرَجَ طَالُوتُ فَدَعَا لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم حِينَ خَرَجُوا فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ حُفَاةٌ فَاحْمِلْهُمُ ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ عُرَاةٌ فَاكْسُهُمُ ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ جِيَاعٌ فَأَشْبِعْهُمْ ، فَفَتَحَ اللَّهُ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَانْقَلَبُوا حِينَ انْقَلَبُوا وَمَا فِيهِمْ رَجُلٌ إِلاَّ قَدْ رَجَعَ بِحِمْلٍ أَوْ حِمْلَيْنِ وَاكْتَسَوْا وَشَبِعُوا.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    1583 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، حَدَّثَنِي عُبَيْدَةُ ، قَالَ : كَانَ عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلاَثَمِائَةٍ وَثَلاَثَةَ عَشَرَ ، أَوْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ، سَبْعُونَ وَمِائَتَانِ مِنَ الأَنْصَارِ وَبَقِيَتُهُمْ مِنْ سَائِرِ النَّاسِ.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    1582 أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ ، أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ ، مَنْ شَهِدَ بَدْرًا ؛ أَنَّهُمْ كَانُوا عِدَّةَ أَصْحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَازُوا مَعَهُ النَّهَرَ بِضْعَةَ عَشَرَ وَثَلاَثَمِائَةٍ ، قَالَ الْبَرَاءُ : لاَ وَاللَّهِ ، مَا جَازَ مَعَهُ النَّهَرَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    1610 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَئِذٍ : اطْلُبُوا أَبَا جَهْلٍ ، فَطَلَبُوهُ فَلَمْ يُوجَدْ ، فَقَالَ : اطْلُبُوهُ ، فَإِنَّ عَهْدِي بِهِ وَرُكْبَتُهُ مَحُوزَةٌ ، فَطَلَبُوهُ فَوَجَدُوهُ وَرُكْبَتُهُ مَحُوزَةٌ . قَالَ : وَبَلَغَ فِدَاءُ أَهْلِ بَدْرٍ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ فَمَا دُونَ ذَلِكَ ، حَتَّى إِنْ كَانَ الرَّجُلُ يُحْسِنُ الْخَطَّ فَفُودِيَ عَلَى أَنْ يُعَلِّمَ الْخَطَّ.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    1609 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ ، وَيَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ ، أَنَّهُمَا سَمِعَا عِكْرِمَةَ ، يَقْرَأُ : { فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} قَالَ حَمَّادٌ : وَزَادَ أَيُّوبُ قَالَ : قَالَ عِكْرِمَةُ : { فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ} قَالَ : كَانَ يَوْمَئِذٍ يَنْدُرُ رَأْسُ الرَّجُلِ لاَ يُدْرَى مَنْ ضَرَبَهُ وَتَنْدُرُ يَدُ الرَّجُلِ لاَ يُدْرَى مَنْ ضَرَبَهُ.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    1586 أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا ضَمْرَةُ ، عَنْ ابْنِ شَوْذَبٍ ، عَنْ مَطَرٍ ، قَالَ : شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمَوَالِي بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاَّ فَقَالَ مَطَرٌ : لَقَدْ ضَرَبُوا فِيهِمْ بِضَرْبَةٍ صَالِحَةٍ.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    1587 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالاَ : أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ يَحْيَى ، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ الْبَدْرِيِّ ، قَالَ : كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    غَزْوَةُ بَدْرٍ

1577 ثُمَّ غَزْوَةُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بَدْرُ الْقِتَالِ ، وَيُقَالُ : بَدْرٌ الْكُبْرَى ، قَالُوا : لَمَّا تَحَيَّنَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم انْصِرَافَ الْعِيرِ مِنَ الشَّأْمِ الَّتِي كَانَ خَرَجَ لَهَا يُرِيدُهَا حَتَّى بَلَغَ ذَا الْعُشَيْرَةِ بَعَثَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيَّ ، وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَتَحَسَّسَانِ خَبَرَ الْعِيرِ ، فَبَلَغَا النَّخْبَارَ مِنْ أَرْضِ الْحَوْرَاءِ ، فَنَزَلاَ عَلَى كَشَدٍّ الْجُهَنِيِّ ، فَأَجَارَهُمَا وَأَنْزَلَهُمَا ، وَكَتَمَ عَلَيْهِمَا حَتَّى مَرَّتِ الْعِيرُ ، ثُمَّ خَرَجَا وَخَرَجَ مَعَهُمَا كَشَدٌّ خَفِيرًا حَتَّى أَوْرَدَهُمَا ذَا الْمَرْوَةِ ، وَسَاحَلَتِ الْعِيرُ وَأَسْرَعَتْ فَسَارُوا بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَرَقًا مِنَ الطَّلَبِ ، فَقَدِمَ طَلْحَةُ ، وَسَعِيدٌ الْمَدِينَةَ لِيُخْبِرَا رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم خَبَرَ الْعِيرِ فَوَجَدَاهُ قَدْ خَرَجَ ، وَكَانَ قَدْ نَدَبَ الْمُسْلِمِينَ لِلْخُرُوجِ مَعَهُ وَقَالَ : هَذِهِ عِيرُ قُرَيْشٍ فِيهَا أَمْوَالُهُمْ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُغْنِمَكُمُوهَا ، فَأَسْرَعَ مَنْ أَسْرَعِ إِلَى ذَلِكَ وَأَبْطَأَ عَنْهُ بَشَرٌ كَثِيرٌ . وَكَانَ مَنْ تَخَلَّفَ لَمْ يُلَمْ ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَخْرُجُوا عَلَى قِتَالٍ ، إِنَّمَا خَرَجُوا لِلْعِيرِ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم مِنَ الْمَدِينَةِ يَوْمَ السَّبْتِ لاِثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، عَلَى رَأْسِ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِهِ ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَا وَجَّهَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ ، وَسَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ بِعَشْرِ لَيَالٍ ، وَخَرَجَ مَنْ خَرَجَ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ، وَخَرَجَتْ مَعَهُ الأَنْصَارُ فِي هَذِهِ الْغَزَاةِ ، وَلَمْ يَكُنْ غَزَا بِأَحَدٍ مِنْهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ.وَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم عَسْكَرَهُ بِبِئْرِ أَبِي عِنَبَةَ ، وَهِيَ عَلَى مِيلٍ مِنَ الْمَدِينَةِ فَعَرَضَ أَصْحَابَهُ وَرَدَّ مَنِ اسْتَصْغَرَ وَخَرَجَ فِي ثَلاَثِمِائَةِ رَجُلٍ وَخَمْسَةِ نَفَرٍ ، كَانَ الْمُهَاجِرُونَ مِنْهُمْ أَرْبَعَةً وَسَبْعِينَ رَجُلاَّ ، وَسَائِرُهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ وَثَمَانِيَةٌ تَخَلَّفُوا لِعِلَّةٍ ضَرَبَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم بِسِهَامِهِمْ وَأُجُورِهِمْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ : عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ خَلَّفَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم عَلَى امْرَأَتِهِ رُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وَكَانَتْ مَرِيضَةً فَأَقَامَ عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَتْ ، وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ بَعَثَهُمَا يَتَحَسَّسَانِ خَبَرَ الْعِيرِ ، وَخَمْسَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ : أَبُو لُبَابَةَ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ خَلَّفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ ، وَعَاصِمُ بْنُ عَدِيٍّ الْعَجْلاَنِيُّ خَلَّفَهُ عَلَى أَهْلِ الْعَالِيَةِ ، وَالْحَارِثُ بْنُ حَاطِبٍ الْعُمَرِيُّ رَدَّهُ مِنَ الرَّوْحَاءِ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لِشَيْءٍ بَلَغَهُ عَنْهُمْ ، وَالْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ كُسِرَ بِالرَّوْحَاءِ ، وَخَوَّاتُ بْنُ جُبَيْرٍ كُسِرَ أَيْضًا ، فَهَؤُلاَءِ ثَمَانِيَةٌ لاَ اخْتِلاَفَ فِيهِمْ عِنْدَنَا وَكُلُّهُمْ مُسْتَوْجِبٌ وَكَانَتِ الإِبِلُ سَبْعِينَ بَعِيرًا يَتَعَاقَبُ النَّفَرُ الْبَعِيرَ وَكَانَتِ الْخَيْلُ فَرَسَيْنِ : فَرَسٌ لِلْمِقْدَادِ بْنِ عَمْرٍو وَفَرَسٌ لِمَرْثَدِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ . وَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أَمَامَهُ عَيْنَيْنِ لَهُ إِلَى الْمُشْرِكِينَ يَأْتِيَانِهِ بِخَبَرِ عَدُوِّهِ وَهُمَا : بَسْبَسُ بْنُ عَمْرٍو ، وَعَدِيُّ بْنُ أَبِي الزَّغْبَاءِ وَهُمَا مِنْ جُهَيْنَةَ حَلِيفَانِ لِلأَنْصَارِ فَانْتَهَيَا إِلَى مَاءِ بَدْرٍ فَعَلِمَا الْخَبَرَ ، وَرَجَعَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم .وَكَانَ بَلَغَ الْمُشْرِكِينَ بِالشَّأْمِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يَرْصُدُ انْصِرَافَهُمْ فَبَعَثُوا ضَمْضَمَ بْنَ عَمْرٍو حِينَ فَصَلُوا مِنَ الشَّأْمِ إِلَى قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ يُخْبِرُونَهَمْ بِمَا بَلَغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وَيَأْمُرُونَهُمْ أَنْ يَخْرُجُوا فَيَمْنَعُوا عِيرَهُمْ. فَخَرَجَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ سِرَاعًا وَمَعَهُمُ الْقِيَانُ ، وَالدُّفُوفُ وَأَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ بِالْعِيرِ وَقَدْ خَافُوا خَوْفًا شَدِيدًا حِينَ دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ وَاسْتَبْطَئوا ضَمْضَمًا وَالنَّفِيرَ حَتَّى وَرَدَ بَدْرًا وَهُو َخَائِفٌ مِنَ الرَّصَدَ ، فَقَالَ لِمَجْدِيِّ بْنِ عَمْرٍو : هَلْ أَحْسَسْتَ أَحَدًا مِنْ عُيُونِ مُحَمَّدٍ ؟ فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا بِمَكَّةَ مِنْ قُرَشِيٍّ وَلاَ قُرَشِيَّةٍ لَهُ نَشٌّ فَصَاعِدًا إِلاَّ قَدْ بَعَثَ بِهِ مَعَنَا ، فَقَالَ مَجْدِيُّ : وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أُنْكِرُهُ إِلاَّ رَاكِبَيْنِ أَتَيَا إِلَى هَذَا الْمَكَانِ وَأَشَارَ لَهُ إِلَى مُنَاخِ عَدِيٍّ وَبَسْبَسٍ ، فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ فَأَخَذَ أَبْعَارًا مِنْ بَعِيرَيْهِمَا فَفَتَّهُ فَإِذَا فِيهِ نَوًى ، فَقَالَ : عَلاَئِفُ يَثْرِبَ ، هَذِهِ عُيُونُ مُحَمَّدٍ ، فَضَرَبَ وُجُوهَ الْعِيرِ فَسَاحَلَ بِهَا وَتَرَكَ بَدْرًا يَسَارًا ، وَانْطَلَقَ سَرِيعًا . وَأَقْبَلَتْ قُرَيْشٌ مِنْ مَكَّةَ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ قَيْسَ بْنَ امْرِىءِ الْقَيْسِ يُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ قَدْ أَحْرَزَ الْعِيرَ وَيَأْمُرُهُمْ بِالرُّجُوعِ ، فَأَبَتْ قُرَيْشٌ أَنْ تَرْجِعَ وَرَدُّوا الْقِيَانَ مِنَ الْجُحْفَةِ ، وَلَحِقَ الرَّسُولُ أَبَا سُفْيَانَ بِالْهَدَّةِ وَهِيَ عَلَى سَبْعَةِ أَمْيَالٍ مِنْ عُسْفَانَ إِذَا رُحْتَ مِنْ مَكَّةَ عَنْ يَسَارِ الطَّرِيقِ وَسُكَّانُهَا بَنُو ضَمْرَةَ وَنَاسٌ مِنْ خُزَاعَةَ ، فَأَخْبَرَهُ بِمُضِيِّ قُرَيْشٍ ، فَقَالَ : وَاقَوْمَاهُ هَذَا عَمَلُ عَمْرِو بْنِ هِشَامٍ يَعْنِي أَبَا جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ وَقَالَ : وَاللَّهِ لاَ نَبْرَحُ حَتَّى نَرِدَ بَدْرًا . وَكَانَتْ بَدْرٌ مَوْسِمًا مِنْ مَوَاسِمِ الْجَاهِلِيَّةِ يَجْتَمِعُ بِهَا الْعَرَبُ بِهَا سُوقٌ ، وَبَيْنَ بَدْرٍ وَالْمَدِينَةِ ثَمَانِيَةُ بُرُدٍ وَمِيلاَنِ وَكَانَ الطَّرِيقُ الَّذِي سَلَكَهُ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إِلَى بَدْرٍ عَلَى الرَّوْحَاءِ وَبَيْنَ الرَّوْحَاءِ وَالْمَدِينَةِ أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ ثُمَّ بَرِيدٌ بِالْمُنْصَرَفِ ، ثُمَّ بَرِيدٌ بِذَاتِ أَجْدَالً ، ثُمَّ بَرِيدٌ بِالْمَعْلاَةِ وَهِيَ خَيْفُ السَّلَمِ ، ثُمَّ بَرِيدٌ بِالأَثِيلِ ، ثُمَّ مِيلاَنِ إِلَى بَدْرٍ ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ قَدْ أَرْسَلَتْ فُرَاتَ بْنَ حَيَّانَ الْعِجْلِيَّ ، وَكَانَ مُقِيمًا بِمَكَّةَ حِينَ فَصَلَتْ قُرَيْشٌ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ يُخْبِرُهُ بِمَسِيرِهَا وَفُصُولِهَا فَخَالَفَ أَبَا سُفْيَانَ فِي الطَّرِيقِ ، فَوَافَى الْمُشْرِكِينَ بِالْجُحْفَةِ فَمَضَى مَعَهُمْ فَجُرِحَ يَوْمَ بَدْرٍ جِرَاحَاتٍ وَهَرَبَ عَلَى قَدَمَيْهِ وَرَجَعَتْ بَنُو زُهْرَةَ مِنَ الْجُحْفَةِ ، أَشَارَ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ الأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ الثَّقَفِيُّ وَكَانَ حَلِيفًا لَهُمْ وَكَانَ فِيهِمْ مُطَاعًا وَكَانَ اسْمُهُ أُبَيُّ فَلَمَّا رَجَعَ بِبَنِي زُهْرَةَ قِيلَ : خَنَسَ بِهِمْ فَسُمِّيَ الأَخْنَسُ.وَكَانَ بَنُو زُهْرَةَ يَوْمَئِذٍ مِائَةُ رَجُلٍ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ كَانُوا ثَلاَثَمِائَةِ رَجُلٍ. وَكَانَتْ بَنُو عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ مَعَ النَّفِيرِ ، فَلَمَّا بَلَغُوا حدثنيَّةَ لِفَتٍ عَدَلُوا فِي السَّحَرِ إِلَى السَّاحِلِ مُنْصَرِفِينَ إِلَى مَكَّةَ ، فَصَادَفَهُمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ، فَقَالَ : يَا بَنِي عَدِيٍّ ، كَيْفَ رَجَعْتُمْ لاَ فِي الْعِيرِ وَلاَ فِي النَّفِيرِ ؟ فَقَالُوا : أَنْتَ أَرْسَلْتَ إِلَى قُرَيْشٍ أَنْ تَرْجِعَ ، وَيُقَالُ : بَلْ لَقِيَهُمْ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ فَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَحَدٌ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ وَلاَ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ ، وَمَضَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم حَتَّى إِذَا كَانَ دُونَ بَدْرٍ أَتَاهُ الْخَبَرُ بِمَسِيرِ قُرَيْشٍ فَأَخْبَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أَصْحَابَهُ وَاسْتَشَارَهُمْ ، فَقَالَ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو الْبَهْرَانِيُّ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لَوْ سِرْتَ بِنَا إِلَى بَرْكِ الْغُمَادِ لَسِرْنَا مَعَكَ حَتَّى نَنْتَهِيَ إِلَيْهِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : أَشِيرُوا عَلَيَّ وَإِنَّمَا يُرِيدُ الأَنْصَارَ ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، فَقَالَ : أَنَا أُجِيبُ عَنِ الأَنْصَارِ ، كَأَنَّكَ يَا رَسُولَ اللهِ تُرِيدُنَا ؟ قَالَ : أَجَلْ ، قَالَ : فَامْضِ يَا نَبِيَّ اللهِ لِمَا أَرَدْتَ ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لَوِ اسْتَعْرَضْتَ هَذَا الْبَحْرَ فَخُضْتَهُ لَخُضْنَاهُ مَعَكَ ، مَا بَقِيَ مِنَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : سِيرُوا عَلَى بَرَكَةِ اللهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ وَعَدَنِي إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ، فَوَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَصَارِعِ الْقَوْمِ ، وَعَقَدَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يَوْمَئِذٍ الأَلْوِيَةَ وَكَانَ لِوَاءُ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يَوْمَئِذٍ الأَعْظَمُ لِوَاءُ الْمُهَاجِرِينَ مَعَ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ ، وَلِوَاءُ الْخَزْرَجِ مَعَ الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، وَلِوَاءُ الأَوْسِ مَعَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم شِعَارَ الْمُهَاجِرِينَ : يَا بَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَشِعَارُ الْخَزْرَجِ : يَا بَنِي عَبْدِ اللهِ ، وَشِعَارُ الأَوْسِ يَا بَنِي عُبَيْدِ اللهِ ، وَيُقَالُ : بَلْ كَانَ شِعَارُ الْمُسْلِمِينَ جَمِيعًا يَوْمَئِذٍ : يَا مَنْصُورُ أَمِتْ.وَكَانَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ ثَلاَثَةُ أَلْوِيَةٍ : لِوَاءٌ مَعَ أَبِي عَزِيزِ بْنِ عُمَيْرٍ ، وَلِوَاءٌ مَعَ النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ ، وَلِوَاءٌ مَعَ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، وَكُلُّهُمْ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ. وَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أَدْنَى بَدْرٍ عِشَاءَ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَبَعَثَ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَبَسْبَسَ بْنَ عَمْرٍو يَتَحَسَّسُونَ خَبَرَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمَاءِ ، فَوَجَدُوا رَوَايَا قُرَيْشٍ فِيهَا سُقَّاؤُهُمْ فَأَخَذُوهُمْ . وَبَلَغَ قُرَيْشًا خَبَرَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وَأَنَّهُ قَدْ أَخَذَ سُقَّاءهُمْ ، فَمَاجَ الْعَسْكَرُ وَأُتِيَ بِالسُّقَّاءِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فَقَالَ : أَيْنَ قُرَيْشٌ ؟ فَقَالُوا : خَلْفَ هَذَا الْكَثِيبِ الَّذِي تَرَى ، قَالَ : كَمْ هُمْ ؟ قَالُوا : كَثِيرٌ ، قَالَ : كَمْ عَدَدُهُمْ ؟ قَالُوا : لاَ نَدْرِي ، قَالَ : كَمْ يَنْحَرُونَ ؟ قَالُوا : يَوْمًا عَشْرًا ، وَيَوْمًا تِسْعًا ، فَقَالَ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : الْقَوْمُ مَا بَيْنَ الأَلْفِ وَالتِّسْعِمِائَةِ ، فَكَانُوا تِسْعَمِائَةٍ وَخَمْسِينَ إِنْسَانًا ، وَكَانَتْ خَيْلُهُمْ مِائَةُ فَرَسٍ . وَقَالَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ هَذَا الْمَكَانَ الَّذِي أَنْتَ بِهِ لَيْسَ بِمَنْزِلٍ ، انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَدْنَى مَاءٍ إِلَى الْقَوْمِ فَإِنِّي عَالِمٌ بِهَا وَبِقُلُبِهَا ، بِهَا قَلِيبٌ قَدْ عَرَفْتُ عُذُوبَةَ مَائِهِ لاَ يُنْزَحُ ، ثُمَّ نَبْنِي عَلَيْهِ حَوْضًا فَنَشْرَبُ وَنُقَاتِلُ وَنُعَوِّرُ مَا سِوَاهُ مِنَ الْقُلُبِ . فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فَقَالَ : الرَّأْي مَا أَشَارَ بِهِ الْحُبَابُ ، فَنَهَضَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فَفَعَلَ ذَلِكَ فَكَانَ الْوَادِي دَهْسًا فَبَعَثَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى السَّمَاءَ ، فَلَبَّدَتِ الْوَادِيَ وَلَمْ يَمْنَعِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمَسِيرِ ، وَأَصَابَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الْمَطَرِ مَا لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَرْتَحِلُوا مَعَهُ وَإِنَّمَا بَيْنَهُمْ قَوْزٌ مِنَ الرَّمْلِ وَأَصَابَ الْمُسْلِمِينَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ النُّعَاسُ ، وَبُنِيَ لِرَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم عَرِيشٌ مِنْ جَرِيدٍ فَدَخَلَهُ النَّبِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ، وَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ عَلَى بَابِ الْعَرِيشِ مُتَوَشِّحًا بِالسَّيْفِ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ صَفَّ أَصْحَابَهُ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ قُرَيْشٌ وَطَلَعَتْ قُرَيْشٌ وَرَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يُصَفِّفُ أَصْحَابَهُ ، وَيُعَدِّلُهُمْ كَأَنَّمَا يُقَوِّمُ بِهِمُ الْقَدَحَ ، وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ قَدَحٌ يُشِيرُ بِهِ إِلَى هَذَا تَقَدَّمْ وَإِلَى هَذَا تَأَخَّرْ حَتَّى اسْتَوَوْا ، وَجَاءَتْ رِيحٌ لَمْ يَرَوْا مِثْلَهَا شِدَّةً ثُمَّ ذَهَبَتْ ، فَجَاءَتْ رِيحٌ أُخْرَى ثُمَّ ذَهَبَتْ ، فَجَاءَتْ رِيحٌ أُخْرَى ، فَكَانَتِ الأُولَى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ،وَالثَّانِيَةُ مِيكَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ عَنْ مَيْمَنَةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وَالثَّالِثَةُ إِسْرَافِيلُ فِي أَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ عَنْ مَيْسَرَةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، وَكَانَ سِيمَاءُ الْمَلاَئِكَةِ عَمَائِمُ قَدْ أَرْخُوهَا بَيْنَ أَكْتَافِهِمْ خُضْرٌ ، وَصُفْرٌ ، وَحُمْرٌ مِنْ نُورٍ وَالصُّوفُ فِي نَوَاصِي خَيْلِهِمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم لأَصْحَابِهِ : إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ قَدْ سَوَّمَتْ ، فَسَوِّمُوا ، فَأَعْلَمُوا بِالصُّوفِ فِي مَغَافِرِهِمْ وَقَلاَنِسِهِمْ ، وَكَانَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَوْمَ بَدْرٍ عَلَى خَيْلٍ بُلْقٍ. قَالَ : فَلَمَّا اطْمَأَنَّ الْقَوْمُ بَعَثَ الْمُشْرِكُونَ عُمَيْرَ بْنَ وَهْبٍ الْجُمَحِيَّ وَكَانَ صَاحِبُ قِدَاحٍ ، فَقَالُوا : احْزُرْ لَنَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ ، فَصَوَّبَ فِي الْوَادِي وَصَعَّدَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ : لاَ مَدَدَ لَهُمْ وَلاَ كَمِينَ ، الْقَوْمُ ثَلاَثُمِائَةٍ ، إِنْ زَادُوا زَادُوا قَلِيلاَّ ، وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ بَعِيرًا وَفَرَسَانِ ، يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ الْبَلاَيَا تَحْمِلُ الْمَنَايَا نَوَاضِحُ يَثْرِبَ تَحْمِلُ الْمَوْتَ النَّاقِعَ ، قَوْمٌ لَيْسَتْ لَهُمْ مَنَعَةٌ وَلاَ مَلْجَأٌ إِلاَّ سُيُوفَهُمْ ، أَمَا تَرَوْنَهُمْ خُرْسًا لاَ يَتَكَلَّمُونَ ، يَتَلَمَّظُونَ تَلَمُّظَ الأَفَاعِي ؟ وَاللَّهِ مَا أَرَى أَنْ نَقْتُلَ مِنْهُمْ رَجُلاَّ حَتَّى يُقْتَلَ مِنَّا رَجُلٌ فَإِذَا أَصَابُوا مِنْكُمْ عَدَدَهُمْ فَمَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ بَعْدَ ذَلِكَ فَرَوْا رَأْيَكُمْ ، فَتَكَلَّمَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ وَمَشَى فِي النَّاسِ ، وَأَتَى شَيْبَةَ وَعُتْبَةَ وَكَانَا ذَوَيْ تَقِيَّةٍ فِي قَوْمِهِمَا فَأَشَارُوا عَلَى النَّاسِ بِالاِنْصِرَافِ ، وَقَالَ عُتْبَةُ : لاَ تَرُدُّوا نَصِيحَتِي وَلاَ تُسَفِّهُوا رَأْيِي ، فَحَسَدَهُ أَبُو جَهْلٍ حِينَ سَمِعَ كَلاَمَهُ فَأَفْسَدَ الرَّأْيَ وَحَرَّشَ بَيْنَ النَّاسِ وَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ أَنْ يُنْشِدَ أَخَاهُ عَمْرًا وَكَانَ قُتِلَ بِنَخْلَةَ فَكَشَفَ عَامِرٌ وَحَثَا عَلَى اسْتِهِ التُّرَابَ وَصَاحَ : وَاعُمَرَاهُ يُخْزِي بِذَلِكَ عُتْبَةَ لأَنَّهُ حَلِيفُهُ مِنْ بَيْنِ قُرَيْشٍ ، وَجَاءَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ فَنَاوَشَ الْمُسْلِمِينَ فَثَبَتَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى صَفِّهِمْ وَلَمْ يَزُولُوا وَشَدَّ عَلَيْهِمْ عَامِرُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ وَنَشَبَتِ الْحَرْبُ فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ خَرَجَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِهْجَعٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَتَلَهُ عَامِرُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ. وَكَانَ أَوَّلُ قَتِيلٍ قُتِلَ مِنَ الأَنْصَارِ حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ وَيُقَالُ : قَتَلَهُ حِبَّانُ بْنُ الْعَرِقَةَ ، وَيُقَالُ : عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ قَتَلَهُ خَالِدُ بْنُ الأَعْلَمِ الْعُقَيْلِيُّ ثُمَّ خَرَجَ شَيْبَةُ وَعُتْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ فَدَعَوْا إِلَى الْبَرَازِ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ ثَلاَثَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ بَنُو عَفْرَاءَ مُعَاذٌ وَمُعَوِّذٌ وَعَوْفٌ بَنُو الْحَارِثِ ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أَنْ يَكُونَ أَوَّلَ قِتَالٍ لَقِيَ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ الْمُشْرِكِينَ فِي الأَنْصَارِ وَأَحَبَّ أَنْ تَكُونَ الشَّوْكَةُ بِبَنِي عَمِّهِ وَقَوْمِهِ ، فَأَمَرَهُمْ فَرَجَعُوا إِلَى مَصَافِّهِمْ وَقَالَ لَهُمْ خَيْرًا.ثُمَّ نَادَى الْمُشْرِكُونَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَخْرِجْ إِلَيْنَا الأَكْفَاءَ مِنْ قَوْمِنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : يَا بَنِي هَاشِمٍ ، قُومُوا قَاتِلُوا بِحَقِّكُمُ الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ نَبِيَّكُمْ إِذْ جَاؤُوا بِبَاطِلِهِمْ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ ، فَقَامَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فَمَشَوْا إِلَيْهِ ، فَقَالَ عُتْبَةُ : تَكَلَّمُوا نَعْرِفْكُمْ ، وَكَانَ عَلَيْهِمُ الْبَيْضُ ، فَقَالَ حَمْزَةُ : أَنَا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَسَدُ اللهِ ، وَأَسَدُ رَسُولِهِ ، فَقَالَ عُتْبَةُ : كُفْءٌ كَرِيمٌ ، وَأَنَا أَسَدُ الْحُلَفَاءِ ، مَنْ هَذَانِ مَعَكَ ؟ قَالَ : عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ : كُفْآنِ كَرِيمَانِ ، ثُمَّ قَالَ لاِبْنِهِ : قُمْ يَا وَلِيدُ ، فَقَامَ إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ ، ثُمَّ قَامَ عُتْبَةُ وَقَامَ إِلَيْهِ حَمْزَةُ فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَقَتَلَهُ حَمْزَةُ ، ثُمَّ قَامَ شَيْبَةُ وَقَامَ إِلَيْهِ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ أَسَنَّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فَضَرَبَ شَيْبَةُ رِجْلَ عُبَيْدَةَ بِذُبَابِ السَّيْفِ ، يَعْنِي طَرَفَهُ فَأَصَابَ عَضَلَةَ سَاقِهِ ، فَقَطَعَهَا فَكَرَّ حَمْزَةُ وَعَلِيٌّ عَلَى شَيْبَةَ فَقَتَلاَهُ ، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ : { هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} ، وَنَزَلَتْ فِيهِمْ سُورَةُ الأَنْفَالِ ، أَوْ عَامَّتُهَا : { يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} ، يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ ، { عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} ، { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} ، قَالَ : فَرَأَى رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فِي أَثَرِهِمْ مُصْلِتًا لِلسَّيْفِ يَتْلُو هَذِهِ الآيَةَ ، وَأَجَازَ عَلَى جَرِيحِهِمْ وَطَلَبَ مُدْبِرَهُمْ. وَاسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلاَّ سِتَّةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَثَمَانِيَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فِيهِمْ عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَعُمَيْرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وعَاقِلُ بْنُ أَبِي الْبُكَيْرِ وَمِهْجَعٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَصَفْوَانُ ابْنُ بَيْضَاءَ وَسَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ ومُبَشِّرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ وَحَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ وعَوْفٌ ومُعَوِّذٌ ابْنَا عَفْرَاءَ ، وَعُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ ، وَرَافِعُ بْنُ مُعَلَّى وَيَزِيدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ فُسْحُمِ . وَقُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ سَبْعُونَ رَجُلاَّ وَأُسِرَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ رَجُلاَّ وَكَانَ فِيمَنْ قُتِلَ مِنْهُمْ شَيْبَةُ وعُتْبَةُ ابْنَا رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ ، وَالْعَاصُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، وَأَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ ، وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ ، وَحَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ ،وَالْحَارِثُ بْنُ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وطُعَيْمَةُ بْنُ عَدِيٍّ وَزَمْعَةُ بْنُ الأَسْوَدِ بْنِ الْمُطَّلِبِ وَنَوْفَلُ بْنُ خُوَيْلِدٍ وَهُوَ ابْنُ الْعَدَوِيَّةِ وَالنَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ قَتَلَهُ صَبْرًا بِالأَثِيلِ ، وعُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ قَتَلَهُ صَبْرًا بِالصَّفْرَاءِ ، وَالْعَاصُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ خَالُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ وَعَلِيُّ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَمُنَبِّهُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، ومَعْبَدُ بْنُ وَهْبٍ ، وَكَانَ فِي الأُسَارَى نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَعَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَأَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ ، وعَدِيُّ بْنُ الْخِيَارِ ، وَأَبُو عَزِيزِ بْنُ عُمَيْرٍ ، وَالْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ ، وَأَبُو عَزَّةَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجُمَحِيُّ الشَّاعِرُ ، وَوَهْبُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ وَهْبٍ الْجُمَحِيُّ ، وَأَبُو وَدَاعَةَ بْنُ ضُبَيْرَةَ السَّهْمِيُّ ، وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الْعَامِرِيُّ . وَكَانَ فِدَاءُ الأُسَارَى كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَرْبَعَةَ آلاَفٍ إِلَى ثَلاَثَةِ آلاَفٍ إِلَى أَلْفَيْنِ إِلَى أَلْفٍ إِلاَّ قَوْمًا لاَ مَالَ لَهُمْ ، مَنَّ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم مِنْهُمْ أَبُو عَزَّةَ الْجُمَحِيُّ ، وَغَنِمَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم مَا أَصَابَ مِنْهُمْ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْغَنَائِمِ عَبْدَ اللهِ بْنَ كَعْبٍ الْمَازِنِيَّ مِنَ الأَنْصَارِ ، وَقَسَّمَهَا رَسُولُ اللهِ بِسَيَرِ شِعْبٍ بِالصَّفْرَاءِ وَهِيَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى ثَلاَثِ لَيَالٍ قَوَاصِدَ وَتَنَفَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم سَيْفًا ذَا الْفَقَّارِ وَكَانَ لِمُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ فَكَانَ صَفِيَّهُ يَوْمَئِذٍ ، وَسَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم الْغَنِيمَةَ كُلَّهَا لِلْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ حَضَرُوا بَدْرًا ، وَلِلثَّمَانِيَةِ النَّفْرِ الَّذِينَ تَخَلَّفُوا بِإِذْنِهِ ، فَضَرَبَ لَهُمْ بِسِهَامِهِمْ وَأُجُورِهِمْ ، وَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم سَهْمَهُ مَعَ الْمُسْلِمِينَ وَفِيهِ جَمَلُ أَبِي جَهْلٍ وَكَانَ مَهْرِيًّا فَكَانَ يَغْزُو عَلَيْهِ وَيَضْرِبُ فِي لِقَاحِهِ وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهُ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ بَشِيرًا إِلَى الْمَدِينَةِ يُخْبِرُهُمْ بِسَلاَمَةِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وَالْمُسْلِمِينَ وَخَبَرِ بَدْرٍ وَمَا أَظْفَرَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ وَغَنْمِهِ مِنْهُمْ وَبَعَثَ إِلَى أَهْلِ الْعَالِيَةِ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ بِمِثْلِ ذَلِكَ ، وَالْعَالِيَةُ : قُبَاءُ ، وَخَطْمَةُ ، وَوَائِلٌ ، وَوَاقِفٌ ، وَبَنُو أُمَيَّةَ بْنُ زَيْدٍ ، وَقُرَيْظَةُ ، وَالنَّضِيرُ ، فَقَدِمَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ الْمَدِينَةَ حِينَ سُوِّيَ عَلَى رُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم التُّرَابُ بِالْبَقِيعِ وَكَانَ أَوَّلَ النَّاسِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ بِمُصَابِ أَهْلِ بَدْرٍ ، وَبِهَزِيمَتِهِمُ الْحَيْسُمَانُ بْنُ حَابِسٍ الْخُزَاعِيُّ ، وَكَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ صَبِيحَةَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا مِنْ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللهِ صَلى الله عَليهِ وَسلَّم.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،