بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ سَبِّ النَّاسِ وَتَنَاوُلِ أَعْرَاضِهِمْ
42 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ ، قال حدثنا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ ، قال حدثنا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ لِلشَّيْطَانِ كُحْلًا ، وَلَعُوقًا ، فَإِذَا كَحَّلَ الْإِنْسَانَ مِنْ كُحْلِهِ ، قَلَبَ عَيْنَيْهِ ، وَإِذَا لَعَّقَهُ مِنْ لَعُوقِهِ ، ذَرِبَ لِسَانُهُ بِالشَّرِّ |
43 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ السُّوسِيُّ ، قال حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ ، أَخْبَرَنِي صَدَقَةُ بْنُ يَسَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ قَالُوا : يَوْمٌ حَرَامٌ . قَالَ : أَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ ، قَالُوا : شَهْرٌ حَرَامٌ . قَالَ : أَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ ، قَالُوا : بَلَدٌ حَرَامٌ . قَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ دِمَاءَكُمْ ، وَأَمْوَالَكُمْ ، وَأَعْرَاضَكُمْ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا |
44 حَدَّثَنَا الدُّورِيُّ ، قال حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، قال حدثنا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ : أَيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟ ، قَالُوا : بَلَدٌ حَرَامٌ . قَالَ : وَأَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ ، قَالُوا : يَوْمٌ حَرَامٌ . قَالَ : وَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ ، قَالُوا : شَهْرٌ حَرَامٌ . قَالَ : فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ ، وَأَمْوَالَكُمْ ، وَأَعْرَاضَكُمْ ، عَلَيْكُمْ حَرَامٌ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فَعَلَهُ مِرَارًا ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ قَدْ بَلَّغْتُ |
45 حَدَّثَنَا الرَّمَادِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ السَّلُولِيُّ ، قال حدثنا قَيْسٌ ، عَنْ وَائِلٍ ، عَنِ الْبَهِيِّ ، أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، سَبَّ الْمِقْدَامَ بْنَ عَمْرٍو ، فَقَالَ عُمَرُ : عَلَيَّ نَذْرٌ إِنْ لَمْ أَقْطَعْ لِسَانَهُ . فَمَشَى إِلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمُوهُ ، فَقَالَ : دَعُونِي أَقْطَعْ لِسَانَهُ ، فَلَا يَسُبَّ بَعْدِي أَصْحَابَ رَّسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ |
46 حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الزُّهْرِيِّ ، مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، قال حدثنا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ ، قَالَ : يَرْوِي عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى الْحُطَيْئَةِ الشَّاعِرِ ، وَأَنَا عِنْدَهُ ، وَقَدْ كَلَّمَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ، وَغَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْرَجَهُ مِنَ السِّجْنِ ، فَقَالَ : مَاذَا تَقُولُ لِأَفْرَاخٍ بِذِي مَرَخٍ زُغْبِ الْحَوَاصِلِ لَا مَاءٌ وَلَا شَجَرُ أَلْقَيْتَ كَاسِبَهُمْ فِي قَعْرِ مُظْلِمَةٍ فَاغْفِرْ هَدَاكَ مَلِيكُ النَّاسِ يَا عُمَرُ أَنْتَ الْإِمَامُ الَّذِي مِنْ بَعْدِ صَاحِبِهِ أَلْقَتْ إِلَيْكَ مَقَالِيدَ النُّهَى الْبَشَرُ لَمْ يُؤْثِرُوكَ بِهَا إِذْ قَدَّمُوكَ لَهَا لَكِنْ لِأَنْفُسِهِمْ كَانَتْ بِكَ الْأَثَرُ فَامْنُنْ عَلَى صِبْيَةٍ بِالرَّمْلِ مَسْكَنُهُمْ بَيْنَ الْأَبَاطِحِ يَغْشَاهُمْ بِهَا الْقَدْرُ أَهْلِي فِدَاؤُكَ كَمْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمُ مِنْ عَرْضِ دَاوِيَةٍ يَعْمَى بِهَا الْخَبَرُ قَالَ : فَبَكَى عُمَرُ حِينَ قَالَ : مَاذَا تَقُولُ لِأَفْرَاخٍ بِذِي مَرَخٍ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ ، وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ أَعْدَلَ مِنْ رَجُلٍ يَبْكِي عَلَى تَرْكِهِ الْحُطَيْئَةَ . فَقَالَ عُمَرُ : عَلَيَّ بِالْكُرْسِيِّ . فَوُضِعَ لَهُ ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ ، وَقَالَ : أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي الشَّاعِرِ ، فَإِنَّهُ يَقُولُ الْهَجْوَ ، وَيُشَبِّبُ بِالْحُرُمِ ، وَيَمْدَحُ النَّاسَ وَيَذُمُّهُمْ بِمَا لَيْسَ فِيهِمْ ، مَا أَرَانِي إِلَّا قَاطِعًا لِسَانَهُ . ثُمَّ قَالَ : عَلَيَّ بِالطِّسْتِ . فَأُتِيَ بِهِ ، ثُمَّ قَالَ : عَلَيَّ بِالْمِخْضَبِ ، عَلَيَّ بِالسِّكِّينِ ، لَا بَلْ عَلَيَّ بِالْمُوسَى . فَقَالُوا : لَا يَعُودُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَشَارُوا إِلَيْهِ : قُلْ لَا أَعُودُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ : لَا أَعُودُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . فَقَالَ لَهُ : النَّجَا . فَلَمَّا أَدْبَرَ ، قَالَ : حُطَيْئَةُ كَأَنَّكَ وَأَنْتَ عِنْدَ فَتًى مِنْ فِتْيَانِ قُرَيْشٍ ، قَدْ بَسَطَ لَكَ نَمِرَتَهُ ، وَكَسَاكَ أُخْرَى ، وَأَنْتَ تُغَنِّيهِ بِأَعْرَاضِ الْمُسْلِمِينَ . قَالَ أَسْلَمُ : فَدَخَلْتُ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بَعْدَ أَنْ تُوُفِّيَ عُمَرُ ، وَعِنْدَهُ الْحُطَيْئَةُ ، وَقَدْ بَسَطَ لَهُ نَمِرَتَهُ ، وَقَدْ كَسَاهُ أُخْرَى ، وَهُوَ يُغْنِيهِ ، فَقُلْتُ : حُطَيْئَةُ ، أَمَا تَذْكُرُ مَا قَالَهُ عُمَرُ ؟ قَالَ : فَارْتَاعَ لَهَا ، وَقَالَ : يَرْحَمُ اللَّهُ ذَلِكَ الْمَرْءَ ، لَوْ كَانَ حَيًّا مَا فَعَلْنَا هَذَا . فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : وَمَا قَالَ ؟ قُلْتُ : قَالَ كَذَا وَكَذَا ، فَكُنْتَ أَنْتَ ذَلِكَ الْفَتَى |
47 حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ ، قال حدثنا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، بِإِسْنَادٍ لَا أَحْفَظُهُ ، أَنَّ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ لِأَبِيهِ مُعَاوِيَةَ : أَلَا تَرَى إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ يُشَبِّبُ بِابْنَتِكَ ؟ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : وَمَا قَالَ ؟ قَالَ : يَقُولُ : هِيَ زَهْرٌ مِثْلُ لُؤْلُؤَةِ الْغَوَّاصِ بُنِيَتْ مِنْ جَوْهَرٍ مَكْنُونِ فَقَالَ : صَدَقَ . فَقَالَ يَزِيدُ : فَإِنَّهُ يَقُولُ : فَإِذَا مَا نَسَبْتَهَا لَمْ تَجِدْهَا فِي سَنًا مِنَ الْمَكَارِمِ دُونِي فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : صَدَقَ . قَالَ : فَإِنَّهُ يَقُولُ : ثُمَّ خَاصَرْتُهَا إِلَى الْقُبَّةِ الْخَضْرَاءِ تَمْشِي فِي مَرْمَرٍ مَسْنُونِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : كَذَبَ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : قَوْلُهُ خَاصَرْتُهَا : أَيْ أَخَذْتُ بِيَدِهَا . قَالَ : وَقَالَ الْفَرَّاءُ : يُقَالُ : خَرَجَ الْقَوْمُ مُتَخَاصِرِينَ ، إِذَا كَانَ بَعْضُهُمْ مُؤَاخِذًا بِيَدِ بَعْضٍ |
48 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، قال حدثنا أَبُو عُبَيْدٍ الْحَدَّادُ ، عَنْ أَبِي غِفَارٍ ، عَنْ أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي جُرَيٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنْ عَيَّرَكَ أَحَدٌ بِشَيْءٍ يَعْلَمُهُ فِيكَ ، فَلَا تُعَيِّرْهُ بِشَيْءٍ تَعْلَمُهُ فِيهِ ، فَيَكُونَ عَلَيْكَ وَبَالُ ذَلِكَ |