بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ
7258 حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، قال حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَاصِمٍ ، قال حدثنا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى قَالَا : حدثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، قال حدثنا السَّقْرُ بْنُ رُسْتُمَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ : ثَلَاثٌ لَا يُقْبَلُ مَعَهُنَّ عَمَلٌ : الشِّرْكُ ، وَالْكُفْرُ ، وَالرَّأْيُ . قِيلَ : وَمَا الرَّأْيُ ؟ قَالَ : يتْرُكُ كِتَابَ اللَّهِ ، وَسُنَّةَ رَسُولِهِ ، وَيعْمَلُ بِرَأْيهِ رَوَاهُ عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ بَقِيَّةَ مِثْلَهُ |
7259 وَقَالَ : الصَّقْرُ بْنُ رُسْتُمْ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، قال حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، قال حدثنا أَبِي ح ، وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، قال حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دُحَيْمٍ ، قال حدثنا أَبِي ح ، وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، قال حدثنا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ ، قال حدثنا دُحَيْمٌ قَالُوا : حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ فِي مَوَاعِظِهِ : يَا أَهْلَ الْخُلُودِ ، يَا أَهْلَ الْبَقَاءِ ، إِنَّكُمْ لَمْ تُخْلَقُوا لِلْفَنَاءِ ، وَإِنَّمَا خُلِقْتُمْ لِلْخُلُودِ وَالْأَبَدِ ، وَلَكِنَّكُمْ تُنْقَلُونَ مِنْ دَارٍ إِلَى دَارٍ قَالَ الْوَلِيدُ : وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ تَمِيمٍ قَالَ : سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ مِثْلَهُ ، وَزَادَ : كَمَا نُقِلْتُمْ مِنَ الْأَصْلَابِ إِلَى الْأَرْحَامِ ، وَمِنَ الْأَرْحَامِ إِلَى الدُّنْيَا ، وَمِنَ الدُّنْيَا إِلَى الْقُبُورِ ، وَمِنَ الْقُبُورِ إِلَى الْمَوْقِفِ ، ثُمَّ إِلَى الْخُلُودِ فِي الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ |
7260 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قال حدثنا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ مَاهَانَ الرَّازِيُّ ، قال حدثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، قال حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ السَّكُونِيَّ يَقُولُ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَقُولُ قَوْلًا ، وَلَا يَدَعُهُ اللَّهُ وَقَوْلَهُ حَتَّى يَنْظُرَ فِي عَمَلِهِ ، فَإِنْ كَانَ عَمَلُهُ مُوَافِقًا لِقَوْلِهِ لَمْ يَدَعْهُ حَتَّى يَنْظُرَ فِي وَرَعِهِ ، فَإِنْ كَانَ وَرَعُهُ مُوَافِقًا لِقَوْلِهِ وَعَمَلِهِ لَمْ يَدَعْهُ حَتَّى يَنْظُرَ فِيمَا نَوَى بِهِ ، فَإِنْ سَلِمَتْ لَهُ النِّيَّةُ فَبِالْحَرِيِّ أَنْ يَسْلَمَ سَائِرُ ذَلِكَ ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَقُولُ قَوْلًا لَا يُوَافِقُ قَوْلُهُ عَمَلَهُ ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ لَيَقُولُ بِمَا يَعْلَمُ وَيَعْمَلُ بِمَا يُنْكَرُ |
7261 حَدَّثَنَا أَبِي ، قال حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، قال حدثنا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ ، قال حدثنا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى ، قال حدثنا ضَمْرَةُ ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ الْمُنْتَصِرِ قَالَا : عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَوْشَبٍ قَالَ : سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ : عِبَادَ الرَّحْمَنِ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَقُولُ قَوْلَ مُؤْمِنٍ فَلَا يَدَعُهُ اللَّهُ وَقَوْلَهُ حَتَّى يَنْظُرَ فِي عَمَلِهِ فَإِنْ كَانَ قَوْلُهُ قَوْلَ مُؤْمِنٍ وَعَمَلُهُ عَمَلُ مُؤْمِنٍ لَمْ يَدَعْهُ حَتَّى يَنْظُرَ فِي وَرَعِهِ فَإِنْ كَانَ قَوْلُهُ قَوْلَ مُؤْمِنٍ وَعَمَلُهُ عَمَلَ مُؤْمِنٍ وَوَرَعُهُ وَرَعَ مُؤْمِنٍ لَمْ يَدَعْهُ حَتَّى يَنْظُرَ مَاذَا نَوَى ، فَإِنْ صَلُحَتِ النِّيَّةُ فَبِالْحَرِيِّ أَنْ يَصْلُحَ مَا دُونَهُ ، الْمُؤْمِنُ يَقُولُ قَوْلًا يُتْبِعُ قَوْلَهُ عَمَلَهُ ، وَالْمُنَافِقُ يَقُولُ بِمَا يَعْرِفُ ، وَيعْمَلُ بِمَا يُنْكِرُ لَفْظُ الْوَلِيدِ |
7262 حَدَّثَنَا أَبِي ، قال حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبَّاسٍ ، أَخْبَرَنِي أَبِي ، حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ : عِبَادَ الرَّحْمَنِ يُقَالُ لِأَحَدِنَا : أَتُحِبُّ أَنْ تَمُوتَ ؟ فَيَقُولُ : لَا ، فَيُقَالُ : وَلِمَ ؟ فَيَقُولُ : حَتَّى أَعْمَلَ ، وَيَقُولُ : سَوْفَ أَعْمَلُ فَلَا يُحِبُّ أَنْ يَمُوتَ ، وَلَا يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ ، وَأَحَبُّ شَيْءٍ إِلَيْهِ أَنْ يُؤَخِّرَ عَمَلَ اللَّهِ ، وَلَا يُحِبُّ أَنْ يُؤَخَّرَ عَنْهُ عَرَضُ الدُّنْيَا |
7263 حَدَّثَنَا أَبِي ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ قَالَا : حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، قال حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ ، أَخْبَرَنِي أَبِي ، قال حدثنا أَبُو بِشْرٍ الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَوْشَبٍ قَالَ : سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ : يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ، لَا تَقْتَدُوا بِمَنْ لَا يَعْلَمُ ، وَيَا أُولِي الْأَلْبَابِ ، لَا تَقْتَدُوا بِالسُّفَهَاءِ ، وَيَا أُولِي الْأَبْصَارِ ، لَا تَقْتَدُوا بِالْعُمْيِ ، وَيَا أُولِي الْإِحْسَانِ ، لَا يَكُنِ الْمَسَاكِينُ وَمَنْ لَا يُعْرَفُ أَقْرَبَ إِلَى اللَّهِ مِنْكُمْ ، وَأَحْرَى أَنْ يُسْتَجَابَ لَهُمْ ، فَلْيَتَفَكَّرْ مُتَفَكِّرٌ فِيمَا يَبْقَى لَهُ وَيَنْفَعُهُ قَالَ : وَسَمِعْتُ بِلَالًا يَقُولُ : أَمَّا مَا وَكَلَّكُمْ بِهِ فَتُضَيِّعُونَ ، وَأَمَّا مَا تَكَفَّلَ لَكُمْ بِهِ فَتَطْلُبُونَ ، مَا هَكَذَا نَعَتَ اللَّهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ ، أَذَوُوا عُقُولٍ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا ، وَبُلْهٌ عَمَّا خُلِقْتُمْ لَهُ ؟ فَكَمَا تَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ بِمَا تُؤَدُّونَ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ ، فَكَذَلِكَ أَشْفِقُوا مِنْ عِقَابِ اللَّهِ بِمَا تَنْتَهِكُونَ مِنْ مَعَاصِي اللَّهِ |
7264 حَدَّثَنَا أَبِي ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ قَالَا : حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، قال حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، قال حدثنا الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَوْشَبٍ قَالَ : سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ : أَرْبَعُ خِصَالٍ جَارِيَاتٌ عَلَيْكُمْ مِنَ الرَّحْمَنِ مَعَ ظُلْمِكُمْ أَنْفُسَكُمْ وَخَطَايَاكُمْ ، أَمَّا رِزْقُهُ فَدَارَ عَلَيْكُمْ ، وَأَمَّا رَحْمَتُهُ فَغَيْرُ مَحْجُوبَةٍ عَنْكُمْ ، وَأَمَّا سَتْرُهُ فَسَابِغٌ عَلَيْكُمْ وَأَمَّا عِقَابُهُ فَلَمْ يُعَجِّلْ لَكُمْ ، ثُمَّ أَنْتُمْ عَلَى ذَلِكَ لَاهُونَ ، تَجْتَرِئُونَ عَلَى إِلَهِكُمْ ، أَنْتُمْ تَكَلَّمُونَ وَيُوشِكُ اللَّهُ تَعَالَى يَتَكَلَّمُ ، وَتَسْكُتُونَ ، ثُمَّ يَثُورُ مِنْ أَعْمَالِكُمْ دُخَانٌ تَسْوَدُّ مِنْهُ الْوجُوهُ ، فَاتَّقُوا يوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ، ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ، عِبَادَ الرَّحْمَنِ ، لَوْ غُفِرَتْ لَكُمْ خَطَايَاكُمُ الْمَاضِيَةُ لَكَانَ فِيمَا تَسْتَقْبِلُونَ شُغْلٌ ، وَلَوْ عَمِلْتُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ لَكُنْتُمْ عِبَادَ اللَّهِ حَقًّا |
7265 حَدَّثَنَا أَبِي ، قال حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ : حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي ، قال حدثنا الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَوْشَبٍ قَالَ : سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ فِي مَوْعِظَتِهِ : عِبَادَ الرَّحْمَنِ لَوْ سَلِمْتُمْ مِنَ الْخَطَايَا فَلَمْ تَعْمَلُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ اللَّهِ خَطِيئَةً ، وَلَمْ تَتْرُكُوا لِلَّهِ طَاعَةً إِلَّا جَهَدْتُمْ أَنْفُسَكُمْ فِي أَدَائِهَا إِلَّا حُبَّكُمُ الدُّنْيَا لَوَسِعَكُمْ ذَلِكَ شَرًّا ، إِلَّا أَنْ يتَجَاوَزَ اللَّهُ وَيعْفُوَ ، قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : عِبَادَ الرَّحْمَنِ ، اعْلَمُوا أَنَّكُمْ تَعْمَلُونَ فِي أَيَّامٍ قِصَارٍ لِأَيَّامٍ طُوَالٍ ، وَفِي دَارِ زَوَالٍ لِدَارِ مَقَامٍ ، وَفِي دَارِ نَصَبٍ وَحُزْنٍ ، لِدَارِ نَعِيمٍ وَخُلْدٍ ، وَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ عَلَى الْيَقِينِ فَلَا يَغْتَرَّ |
7266 حَدَّثَنَا أَبِي ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ قَالَا : حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ : حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، قال حدثنا الضَّحَّاكُ قَالَ : سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ : عِبَادَ الرَّحْمَنِ ، هَلْ جَاءَكُمْ مُخْبِرٌ يُخْبِرُكُمْ أَنَّ شَيْئًا مِنْ أَعْمَالِكُمْ تُقُبِلَ مِنْكُمْ ؟ أَوْ شَيْئًا مِنْ خَطَايَاكُمْ غُفِرَ لَكُمْ ؟ { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ } ؟ وَاللَّهِ لَوْ عُجِّلَ لَكُمُ الثَّوَابُ فِي الدُّنْيَا لَاسْتَقْلَلْتُمْ كُلُّكُمْ مَا افْتُرِضَ عَلَيْكُمْ ، أَفَتَرْغَبُونَ فِي طَاعَةِ اللَّهِ بِتَعْجِيلِ دُنْيَا تَفْنَى عَنْ قَرِيبٍ ، وَلَا تَرْغَبُونَ وَلَا تَنَافَسُونَ فِي جَنَّةٍ { أُكْلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقُوا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ } |
7267 حَدَّثَنَا أَبِي ، قال حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، قال حدثنا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ ، أَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ : عِبَادَ الرَّحْمَنِ إِنَّ الْعَبْدَ لَيعْمَلُ الْفَرِيضَةَ الْوَاحِدَةَ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ وَقَدْ أَضَاعَ مَا سِوَاهَا ، فَمَا زَالَ الشَّيْطَانُ يُمَنِيَّهِ فِيهَا وَيُزَيِّنُ لَهُ حَتَّى يَرَى شَيْئًا دُونَ اللَّهِ ، فَقَبْلَ أَنْ تَعْمَلُوا أَعْمَالَكُمْ فَانْظُرُوا مَا تُرِيدُونَ بِهَا ، فَإِنْ كَانَتْ خَالِصَةً لِلَّهِ فَأَمْضُوهَا ، وَإِنْ كَانَتْ لِغَيْرِ اللَّهِ فَلَا تَشُقُّوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، وَلَا شَيْءَ لَكُمْ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا فَإِنَّهُ تَعَالَى قَالَ : { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطِّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } عِبَادَ الرَّحْمَنِ مَا يَزَالُ لِأَحَدِكُمْ حَاجَةٌ إِلَى رَبِّهِ تَعَالَى ، إِمَّا مُسِيئٌ لَهُ ، وَإِمَّا رَغْبَةٌ إِلَيْهِ ، وَأَمَّا عَهْدُ اللَّهِ وَأَمْرُهُ وَوَصِيَّتُهُ فَعِنْدَكَ ضَائِعٌ ، أَفْكَلَّ سَاعَةٍ تُرِيدُونَ أَنْ يَتِمَّ عَلَيْكُمْ إِحْسَانُ رَبِّكُمْ عِنْدَكُمْ ، وَلَا تَتَفَقَّدُونَ أَنْفُسَكُمْ فِي حَقِّ رَبِّكُمْ عِنْدَكُمْ ؟ مَا هَذَا بِالنَّصَفِ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ ، عِبَادَ الرَّحْمَنِ ، أَشْفِقُوا مِنَ اللَّهِ وَاحْذَرُوا اللَّهَ ، وَلَا تَأْمَنُوا مَكْرَهُ ، وَلَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَتِهِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِنِعَمِ اللَّهِ عِنْدَكُمْ ثَمَنًا ، فَلَا تَشُقُّوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، أَتَعْمَلُونَ عَمَلَ اللَّهِ لِثَوَابِ الدُّنْيَا ، فَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ فَوَاللَّهِ لَقَدْ رَضِيَ بِقَلِيلٍ حَيْثُ اسْتَعَنْتُمْ عَلَى الْيسِيرِ مِنْ عَمَلِ الدُّنْيَا ، فَلَمْ تُرْضُوا رَبَّكُمْ فِيهَا ، وَرَفَضْتُمْ مَا بَقِيَ لَكُمْ ، وَكَفَاكُمْ مِنْهُ الْيسِيرُ |