زُهْدُ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
1246 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا صَخْرَةَ ، يَقُولُ : قِيلَ لِعَامِرٍ : رَضِيتَ فِي شَرَفِكَ وَحَسَبِكَ بَيْتَكَ هَذَا وَهَذَا لِبَاسُكَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ قُرَّةَ عَيْنِ عَامِرٍ فِي هَذَا |
1247 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي هَذَا الحَدِيثَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ قَالَ : سَمِعْتُ مَخْلَدًا ، ذَكَرَ عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّ عَامِرًا ، دَخَلَ مَسْجِدًا فَسَمِعَ قَوْمًا يَذْكُرُونَ الْغُمُومَ الَّتِي يَلْقَوْنَهَا فِي مَعَاشِهِمْ فَقَالَ عَامِرٌ : صَدَقْتُمُونِي وَاللَّهِ عَنْ أَنْفُسِكُمْ ، أَمَا وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأَجْعَلَنَّ الْهَمَّ هَمًّا وَاحِدًا ، قَالَ الْحَسَنُ : فَفَعَلَ رَحِمَهُ اللَّهُ |
1248 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ الْأَشْجَعِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْبَصْرِيُّ ، عَنْ عَنْبَسَةَ الْخَوَّاصِ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ أَمِيرًا عَلَى الْبَصْرَةِ قَالَ : يَا أَهْلَ الْبَصْرَةِ اكْتُبُوا لِي مِنْ كُلِّ خَمْسَةٍ رَجُلًا مِنَ الْقُرَّاءِ أُشَاوِرُهُمْ فِي أَمْرِي وَأُطْلِعُهُمْ عَلَى سِرِّيَ وَأَسْتَعِينُ بِهِمْ عَلَى مَا وَلَّانِيَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ : فَكُتِبَ لَهُ زِيَادُ بْنُ مَطَرٍ الْعَدَوِيُّ ، وَكَانَ قَدْ بُلِيَ حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهُ وَكُتِبَ لَهُ غَزْوَانُ مِنْ بَنِي رَقَاشٍ ، وَكَانَ قَدْ حَلَفَ أَنْ لَا يَضْحَكَ حَتَّى يَعْلَمَ حَيْثُ يُصَيِّرُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : قَالَ الْحَسَنُ : وَاللَّهِ مَا ضَحِكَ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ ، وَكُتِبَ لَهُ جَابِرُ بْنُ أَشْتَرَ مِنْ غَطَفَانَ ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : قَالَ أَبِي غَيْرَ حُسَيْنٍ قَالَ : أَشْتَرُ بْنُ جَابِرٍ ، وَكُتِبَ لَهُ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ الْعَنْبَرِيُّ ، وَكُتِبَ لَهُ النُّعْمَانُ بْنُ شَوَّالٍ الْعَبْدِيُّ ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالَ : أَنْتُمُ الْقُرَّاءُ قَدْ أَمَرْتُ لَكُمْ بِأَلْفَيْنِ أَلْفَيْنِ وَكَذَا وَكَذَا جَرِيبٍ فَأَجَابَهُ النُّعْمَانُ بْنُ شَوَّالٍ ، وَكَانَ مِنْ أَسَنِّ الْقَوْمِ وَخَلَّوهُ وَالْجَوَابَ ، وَكَانَ قَدْ وَلَّوْهُ أَمْرَهُمْ فَقَالَ لَهُ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ أَلَنَا خَاصَّةً أَمْ لِأَهْلِ الْبَصْرَةِ عَامَّةً قَالَ : بَلْ لَكُمْ خَاصَّةً وَلَا يَسَعُ هَذَا الْمَالُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ قَالَ : فَتَقُولُ مَا نَقُولُ صَدَقَةً فَإِنْ كَانَ صَدَقَةً فَلَا يَدْخُلُ لَنَا بُطُونًا وَلَا يَعْلُو لَنَا جُلُودًا وَإِنَّمَا يَأْخُذُ الْعَامِلُ ثَمَنَ عَمَلِهِ وَإِنَّمَا نَعْمَلُ لِرَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِيمَا عِنْدَكَ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَامِرٍ : أَلَا أَرَاكَ طَعَّانًا ، اخْرُجْ مِنْ عِنْدِي قَالَ : أَمَا إِنَّكَ مَا عَهِدْتَنِي لِلْأُمَرَاءِ زَوَّارًا قَالَ : ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى عَامِرٍ فَقَالَ : قَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِأَلْفَيْنِ وَكَذَا وَكَذَا جَرِيبٍ قَالَ : انْظُرِ الْمُكَاتَبِينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ هُمْ أَفْقَرُ إِلَيْهَا مِنِّي قَالَ : إِنِّي قَدْ أَمَرْتُ أَنْ لَا تُحْجَبَ لِي عَنْ بَابٍ قَالَ : عَلَيْكَ بِسَعِيدِ بْنِ قَرْحَى هُوَ أَغْشَى لِلْأُمَرَاءِ مِنِّي قَالَ : انْظُرْ أَيَّ امْرَأَةٍ شِئْتَ بِالْبَصْرَةِ أُزَوِّجْكَهَا ، وَلَمْ يَكُنْ تَزَوَّجَ قَطُّ قَالَ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ إِذَا كَانَ لَهُ امْرَأَةٌ وَوَلَدٌ يَشْغَلُ ذَلِكَ قَلْبَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهِ ، أَجْعَلُ الْهَمَّ هَمًّا وَاحِدًا حَتَّى أَلْقَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ |
1249 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ، حَدَّثَنِي ابْنُ كَوَا بْنِ جُمَيْعٍ الْهِنْدِيُّ ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ ، وَابْنُهُ ، وَثَابِتٌ أَبُو الْفَضْلِ ، قَالُوا : مَا رَأَيْنَا عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ مُتَطَوِّعًا فِي مَسْجِدِهِمْ قَطُّ قَالَ : وَكَانَ آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ وَأَوَّلَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهُ |
1250 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطَّابِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : سَمِعَهُمْ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ ، وَمَا يَذْكُرُونَ مِنْ ذِكْرِ الضَّيْعَةِ فِي الصَّلَاةِ قَالَ : تَجِدُونَهُ قَالَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : وَاللَّهِ لَئِنْ تَخْتَلِفُ الْأَسِنَّةُ فِي جَوْفِي أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يَكُونَ هَذَا فِي صَلَاتِي |
1251 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، حَدَّثَنَا الْجَرِيرِيُّ ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ ، أَنَّ رَجُلًا ، قَالَ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ : اسْتَغْفِرْ لِي اسْتَغْفِرْ لِي قَالَ : إِنَّكَ لَتَسْأَلُ مَنْ قَدْ عَجَزَ عَنْ نَفْسِهِ وَلَكِنْ أَطِعِ اللَّهَ ثُمَّ ادْعُهُ يَسْتَجِبْ لَكَ |
1252 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَقِيلٍ بَشِيرُ بْنُ عُقْبَةَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنَ الشِّخِّيرِ قَالَ : كُنَّا نَأْتِي عَامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ يُصَلِّي فِي مَسْجِدِهِ فَإِذَا رَآنَا تَجَوَّزَ فِي صَلَاتِهِ ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ لَنَا : مَا تُرِيدُونَ ؟ وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَرَوْنَهُ يُصَلِّي |
1253 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ قَالَ : إِنِّي وَجَدْتُ عَيْشَ النَّاسِ فِي أَرْبَعٍ فِي النِّسَاءِ وَالطَّعَامِ وَاللِّبَاسِ وَالنَّوْمِ فَأَمَّا اللِّبَاسُ فَوَاللَّهِ مَا أُبَالِي مَا وَارَيْتُ بِهِ عَوْرَتِي ، وَأَمَّا النِّسَاءُ فَوَاللَّهِ مَا أُبَالِي امْرَأَةً رَأَيْتُ أَوْ جِدَارًا ، وَأَمَّا النَّوْمُ وَالطَّعَامُ فَقَدْ غَلَبَانِي إِلَّا أَنْ أُصِيبَ مِنْهُمَا فَوَاللَّهِ لَأُضُرَّنَّ بِهَا جَهْدِي ، قَالَ الْحَسَنُ : فَأَضَرَّ وَاللَّهِ بِهِمَا جَهْدَهُ حَتَّى مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ |
1254 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ تَنَحَّى فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ : مَنْ أُقْرِئُهُ ؟ قَالَ : فَيَأْتِي قَوْمٌ فَيُقْرِئُهُمْ حَتَّى إِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَأَمْكَنَتِ الصَّلَاةُ قَامَ يُصَلِّي إِلَى أَنْ يَنْتَصِفَ النَّهَارُ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى مَنْزِلِهِ فَيَقِيلُ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الْمَسْجِدِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَيُصَلِّي حَتَّى يُصَلِّيَ الظُّهْرَ ثُمَّ يُصَلِّي حَتَّى يُصَلِّيَ الْعَصْرَ فَإِذَا صَلَّى الْعَصْرَ تَنَحَّى فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ يَقُولُ : مَنْ أُقْرِئُهُ ؟ قَالَ : فَيَأْتِيهِ قَوْمٌ فَيُقْرِئُهُمْ حَتَّى إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ صَلَّى الْمَغْرِبَ ثُمَّ يُصَلِّي حَتَّى يُصَلِّيَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى مَنْزِلِهِ فَيَتَنَاوَلُ أَحَدَ رَغِيفَيْهِ فَيَأْكُلُ ، ثُمَّ يَضْطَجِعُ هَجْعَةً خَفِيفَةً ثُمَّ يَقُومُ ، فَإِذَا كَانَ السَّحَرُ تَنَاوَلَ رَغِيفَهُ الْآخَرَ فَيَأْكُلُهُ ثُمَّ يَشْرَبُ عَلَيْهِ شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، قَالَ خَلَفٌ : وَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ : كَانَ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ يَفْعَلُ هَذَا كُلَّهُ وَيَفْضُلُ بِخَاصَّةٍ لَا يَبِيتُ كُلَّ لَيْلَةٍ حَتَّى تُبَلَّ عِمَامَتُهُ بِدُمُوعِهِ ثُمَّ يَضَعَهَا |
1255 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَخِي عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ أَنَّ عَامِرًا كَانَ يَأْخُذُ عَطَاءَهُ فَيَجْعَلُهُ فِي طَرَفِ رِدَائِهِ فَلَا يَلْقَاهُ أَحَدٌ مِنَ الْمَسَاكِينِ يَسْأَلُهُ إِلَّا أَعْطَاهُ ، فَإِذَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ رَمَى بِهِمْ إِلَيْهِمْ فَيَعُدُّونَهَا فَيَجِدُونَهَا سَوَاءً كَمَا أُعْطِيَهَا |