الْفَصْلُ العَاشِرُ ذِكْرُ مَا جَرَى عَلَى أَصْحَابِ الْفِيلِ عَامَ مَوْلِدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقِصَّةِ الْفِيلِ مِنْ أَشْهَرِ الْقَصَصِ قَدْ نَطَقَ بِهَا الْقُرْآنُ



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

الْفَصْلُ العَاشِرُ ذِكْرُ مَا جَرَى عَلَى أَصْحَابِ الْفِيلِ عَامَ مَوْلِدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقِصَّةِ الْفِيلِ مِنْ أَشْهَرِ الْقَصَصِ قَدْ نَطَقَ بِهَا الْقُرْآنُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

83 حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ : حدثنا عَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَسْفَاطِيُّ ، قال حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ قَالَ : حدثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ الزُّهْرِيُّ ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ مُوسَى عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ يَقُولُ لِقَبَاثِ بْنِ أَشْيَمَ اللَّيْثِيِّ يَا قَبَاثُ أَنْتَ أَكْبَرُ أَمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلِّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ صَلِّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْبَرُ مِنِّي وأَنَا أَسَنُّ مِنْهُ ، وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلِّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ وَتَنَبَّأَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ مِنَ الْفِيلِ وَوَقَفَتْ بِي أُمِّي عَلَى رَوْثِ الْفِيلِ مُحِيلًا أَعْقِلُهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

84 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدَايِنِيُّ ، قال حدثنا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

85 حَدَّثَنَا أحمدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حدثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قال حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ ، أَنَّهُ قَالَ : كَانَ مِنْ حَدِيثِ أَصْحَابِ الْفِيلِ أَنَّ أَبْرَهَةَ الْأَشْرَمَ الْحَبَشِيَّ كَانَ مَلِكَ الْيَمَنِ ، وَأَنَّ ابْنَ ابْنَتِهِ أَكْشُومَ بْنَ الصَّبَّاحِ الْحِمْيَرِيَّ خَرَجَ حَاجًّا ، فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنْ مَكَّةَ نَزَلَ بِكَنِيسَةٍ بِنَجْرَانَ ، فَ غَدَا عَلَيْهَا أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، فَأَخَذُوا مَا فِيهَا مِنَ الْحُلِيِّ ، وَأَخَذُوا مَتَاعَ أَكْشُومَ ، فَانْصَرَفَ إِلَى جَدِّهِ الْحَبَشِيِّ مُغْضَبًا ، فَلَمَّا ذَكَرَ لَهُ مَا لَقِيَ بِمَكَّةَ مِنْ أَهْلِهَا تَأَلَّى بِيَمِينٍ أَنْ يَهْدِمَ الْبَيْتَ ، فَبَعَثَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ يُقَالُ لَهُ شِمْرُ بْنُ مَصْفُودَ عَلَى عِشْرِينَ أَلْفًا مِنْ خَوْلَانَ ، وَنَفَرٍ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ ، فَسَارُوا حَتَّى نَزَلُوا أَرْضَ خَثْعَمٍ ، فَتَنَحَّتْ خَثْعَمٌ عَنْ طَرِيقِهِمْ ، وَكَلَّمَهُمُ التَّقْتَالُ الْخَثْعَمِيُّ ، وَكَانَ يَعْرِفُ كَلَامَ الْحَبَشَةِ ، فَقَالَ : هَذَانِ عَلَى شِمْرَانِ قَوْسِي عَلَى أَكَلَتْ ، وَسَهْمَيْ قُحَافَةَ ، فَأَنَا جَارٌ لَكَ ، فَسَارَ مَعَهُ وَأَحَبَّهُ ، فَقَالَ لَهُ التَّقْتَالُ : إِنِّي أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَرْضِ الْعَرَبِ وَأَهْدَاهُمْ بِطَرِيقِهِمْ ، فَطَفِقَ يَجُبُّهُمْ فِي مَسِيرِهِمُ الْأَرْضَ ذَاتَ الْمَهْمَةِ ، حَتَّى تَقَطَّعَتْ أَعْنَاقُهُمْ عَطَشًا ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الطَّائِفِ خَرَجَ إِلَيْهِمْ فَارِسٌ مِنْ خَثْعَمٍ ، وَنَصْرٍ ، وَثَقِيفٍ ، فَقَالُوا : مَا حَاجَتُكَ إِلَى طَرِيقِنَا ؟ وَإِنَّمَا هِيَ قَرْيَةٌ صَغِيرَةٌ ، لَكِنَّا نَدُلُّكَ عَلَى بَيْتٍ بِمَكَّةَ يُعْبَدُ ، وَهُوَ حِرْزٌ لِمَنْ يُجَاءُ إِلَيْهِ , مَنْ مَلَكَهُ تَمَّ لَهُ مُلْكُ الْعَرَبِ ، فَعَلَيْكَ بِهِ ، وَدَعْنَا مِنْكَ ، فَأَتَاهُ ، حَتَّى بَلَغَ الْمَغْمَسَ ، فَوَجَدَ إِبِلًا لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ مِائَةَ نَاقَةٍ مُقَلَّدَةٍ ، فَأَنْهَبَهَا بَيْنَ أَصْحَابِهِ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ جَاءَهُ ، وَكَانَ جَمِيلًا ، وَكَانَ لَهُ صَدِيقٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ، يُقَالُ لَهُ ذُو نفر ، فَسَأَلَهُ أَنْ يَرُدَّ إِلَيْهِ إِبِلَهُ ، فَقَالَ : إِنِّي لَا أُطِيقُ ذَلِكَ ، وَلَكِنْ إِنْ شِئْتَ أَدْخَلْتُكَ عَلَى الْمَلِكِ ، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ : فَافْعَلْ ، فَأَدْخَلَهُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً قَالَ : قُضِيَتْ كُلُّ حَاجَةٍ جِئْتَ تَطْلُبُهَا قَالَ : إِنَّا فِي بَلَدٍ حَرَامٍ فِي سَبِيلٍ بَيْنَ أَرْضِ الْعَرَبِ وَبَيْنَ أَرْضِ الْعَجَمِ ، وَكَانَتْ لِي مِائَةُ نَاقَةٍ مُقَلَّدَةٍ تَرْعَى هَذَا الْوَادِي بَيْنَ مَكَّةَ وَتِهَامَةَ ، عَلَيْهَا نَمِيرُ أَهْلَنَا ، وَنَخْرُجُ إِلَى تِجَارَتِنَا ، وَنَتَحَمَّلُ مِنْ عَدِوِّنَا ، عَدَا عَلَيْهَا جَيْشُكَ فَأَخْذَوَهَا ، وَلَيْسَ مِثْلُكَ يُظْلَمُ مَنْ جَاوَرَهُ ، فَالْتَفَتَ الْحَبَشِيُّ إِلَى ذِي نفر ، ثُمَّ ضَرَبَ بِإِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى عَجَبًا ، فَقَالَ : لَوْ سَأَلَنِي كُلَّ شَيْءٍ أُحْرِزُهُ أَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ ، أَمَّا إِبِلُكَ فَقَدْ رَدَدْتُهَا عَلَيْكَ وَمِثْلَهَا ، فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تُكَلِّمَنِي فِي بَيْتِكُمْ هَذَا ، وَبَلَدِكُمْ هَذَا ؟ فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ : أَمَّا بَيْتُنَا هَذَا ، وَبَلَدُنَا هَذَا ، فَإِنَّ لَهُمَا رَبًّا ، إِنْ شَاءَ أَنْ يَمْنَعَهُمَا مَنَعَهُمَا ، وَلَكِنِّي أُكَلِّمُكَ فِي مَالِي ، فَأَمَرَ عِنْدَ ذَلِكَ بِالرَّحِيلِ ، وَتَأَلَّى لَيَهْدِمَنَّ مَكَّةَ ، فَانْصَرَفَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ ، وَسَمِعَ تَأَلِّيهِ فِي مَكَّةَ ، وَقَدْ هَرَبَ أَهْلُهَا ، فَلَيْسَ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ ، وَأَهْلَ بَيْتِهِ ، فَأَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ ، فَانْدَفَعَ يَرْتَجِزُ ، وَهُوَ يَطُوفُ حَوْلَ الْكَعْبَةِ :
لَا هُمَّ إِنَّ الْمَرْءَ يَمْنَعُ
رحْلَهُ فَامْنَعْ حَلَالَكْ

لَا يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُمْ
وَمِحَالُهُمْ عَدْوًا مِحَالَكْ

فَلَئِنْ فَعَلْتَ فَبِهَا وَإِلَّا
فَالْأَمْرٌ مَا بَدَا لَكْ

وَلَئِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّهُ
أَمْرٌ تَتِمُّ بِهِ فِعَالُكَ

غَدَوْا لِجُمُوعِهِمْ
وَالْفِيلُ كَيْ يَدُوسُوا عِيَالَكْ

وَلَئِنْ تَرَكْتَهُمْ وَكَعْبَتَنَا
فَوَا حُزْنًا هُنَالِكْ
فَلَمَّا تَوَجَّهَ شِمْرٌ وَأَصْحَابُهُ بِالْفِيلِ ، وَقَدْ أَجْمَعُوا مَا أَجْمَعُوا طَفِقَ كُلَّمَا وَجَّهُوهُ إِلَى مَكَّةَ أَنَاخَ وَبَرَكَ ، فَإِذَا صَرَفُوهُ عَنْهَا مِنْ حَيْثُ أَتَى أَسْرَعَ السَّيْرَ فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى غَشِيَهُمُ اللَّيْلُ وَخَرَجَتْ عَلَيْهِمْ طَيْرٌ مِنَ الْبَحْرِ لَهَا خَرَاطِيمُ ، كَأَنَّهَا الْبَلَسُ شَبِيهَةٌ بِالْوَطَاوِيطِ حُمْرٌ وَسُودٌ ، فَلَمَّا رَأَوْهَا أَشْفَقُوا مِنْهَا ، وَسَقَطَ فِي أَذْرُعِهِمْ ، فَقَالَ شِمْرٌ : مَا يُعْجِبُكُمْ مِنْ طَيْرٍ خِمَالٍ جَنَّبَهَا اللَّيْلُ إِلَى مَسَاكِنِهَا ، فَرَمَتْهُمْ بِحِجَارَةٍ مُدَحْرَجَةٍ كَالْبَنَادِقِ ، تَقَعُ فِي رَأْسِ الرَّجُلِ ، فَتَخْرُجُ مِنْ جَوْفِهِ ، وَكَانَ فِيهِمْ أَخَوَانِ مِنْ كِنْدَةَ ، أَمَّا أَحَدُهُمَا ، فَفَارَقَ الْقَوْمَ قَبْلَ ذَلِكَ ، وَأَمَّا الْآخَرُ ، فَلَحِقَ بِأَخِيهِ حِينَ رَأَى مَا رَأَى ، فَبَيْنَمَا هُوَ يُحَدِّثُهُ عَنْهَا إِذْ رَأَى طَيْرًا مِنْهَا قَالَ : كَانَ هَذَا مِنْهَا ، فَدَنَا مِنْهُ الطَّيْرُ ، فَفَدَغَهُ بِحَجَرٍ ، فَمَاتَ ، فَقَالَ أَخُوهُ النَّاجِي مِنْهَا :
فَإِنَّكَ لَوْ رَأَيْتَ ، وَلَنْ تَرَانَا
خِبْتَ لِذِي الْغِمْرَيْنِ مَا لَقِينَا

خَشِيتَ اللَّهَ لَمَّا بَثَّ طَيْرًا
بِظِلِّ سَحَابَةٍ مَرَّتْ عَلَيْنَا

وَبَاتُوا كُلُّهُمْ يَدْعُو بِحَقٍّ
كَأَنْ قَدْ كَانَ لِلْحُبْشَانِ دِينَا
فَلَمَّا أَصْبَحُوا مِنَ الْغَدِ أَصْبَحَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَمَنْ مَعَهُ عَلَى جِبَالِهِمْ ، فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا غَشِيَهُمْ ، فَبَعَثَ ابْنَهُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ سَرِيعٍ يَنْظُرُ مَا لَقُوا ، فَإِذَا الْقَوْمُ مُشَدَّخُونَ جَمِيعًا ، فَرَجَعَ يَرْفَعُ فَرَسَهُ كَاشِفًا عَنْ فَخِذِهِ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَبُوهُ قَالَ : إِنَّ ابْنِي أَفْرَسُ الْعَرَبِ ، وَمَا كَشَفَ عَنْ فَخِذِهِ إِلَّا بَشِيرًا ، أَوْ نَذِيرًا ، فَلَمَّا دَنَا مِنْ نَادِيهِمْ بِحَيْثُ يُسْمِعُهُمُ الصَّوْتَ ، قَالُوا : مَا وَرَاءَكَ ؟ قَالَ : هَلَكُوا جَمِيعًا ، فَخَرَجَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَأَصْحَابُهُ ، فَأَخَذُوا أَمْوَالَهُمْ ، فَكَانَتْ أَوَّلُ أَمْوَالِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مِنْ ذَلِكَ الْمَالِ ، وَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ :
أَنْتَ مَنَعْتَ الْجَيْشَ وَالْأَفْيَالَا

وَقَدْ رَعَوْا بِمَكَّةَ الْأَجْبَالَا

وَقَدْ خَشِينَا مِنْهُمُ الْقِتَالَا

وَكُلُّ أَمْرٍ لَهُمْ مِعْضَالَا

شُكْرًا وَحَمْدًا لَكَ ذَا الْجَلَالَا
وَقَالَ عُمَارَةُ الْعَبْدُ :
اللَّهُ رَبِّي وَوَلِيَّ الْأَنْفُسِ
أَنْتَ حَبَسْتَ الْفِيلَ بِالْمُغَمَّسِ
فَانْصَرَفَ الْأَسْوَدُ بْنُ مَصْفُودٍ هَارِبًا وَحْدَهُ ، وَكَانَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ نَزَلَهُ سَقَطَتْ يَدُهُ الْيُمْنَى ، ثُمَّ نَزَلَ مَنْزِلًا آخَرَ فَسَقَطَتْ يَدُهُ الْيُسْرَى ، فَأَتَى مَنْزِلَهُ وَقَوْمَهُ وَهُوَ حِينَئِذٍ لَا أَعْضَاءَ لَهُ ، فَأَخْبَرَهُمُ الْخَبَرَ وَقَصَّ عَلَيْهِمْ مَا لَقِيَتْ جُيُوشُهُ ، ثُمَّ فَاضَتْ نَفْسُهُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ . قَالَ الشَّيْخُ : رَوَى قِصَّةَ أَصْحَابِ الْفِيلِ مِنْ وُجُوهٍ وَسِيَاقٍ عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ أَتَمَّهَا وَأَحْسَنَهَا شَرْحًا ، وَذَكَرَ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ بَعَثَ بِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ فَهُوَ وَهْمُ بَعْضِ النَّقَلَةِ ، لِأَنَّ الزُهْرِيَّ ذَكَرَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كَانَ مَوْتُهُ عَامَ الْفِيلِ وَأَنَّ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كَانَ أَكْبَرَ وَلَدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَكَانَ هُوَ الَّذِي بَعَثَهُ عَلَى فَرَسِهِ لِيَنْظُرَ مَا لَقِيَ الْقَوْمُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

86 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ : حدثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ : أَوَّلُ مَا ذَكَرَ مِنْ أَمْرِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ جَدِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ قُرَيْشًا خَرَجَتْ مِنَ الْحَرَمِ فَارَّةً مِنْ أَصْحَابِ الْفِيلِ وَهُوَ غُلَامٌ شَابٌّ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَا أَخْرُجُ مِنْ حَرَمِ اللَّهِ أَبْغِي الْعِزَّ فِي غَيْرِهِ ، فَجَلَسَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْبَيْتِ وَرَحَلَتْ قُرَيْشٌ عَنْهُ ، فَلَمْ يَزَلْ ثَابِتًا بِالْحَرَمِ حَتَّى أَهْلَكَ اللَّهُ الْفِيلَ وَأَصْحَابَهُ ، وَرَجَعَتْ قُرَيْشٌ وَقَدْ عَظُمَ فِيهِمْ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ لِمَا رَأَوْا مِنْ بَصِيرَتِهِ وَتَعْظِيمِهِ لِمَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

87 حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ قَالَ : حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ : حدثنا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ : حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ قَالَ : حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ زُهَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِدَاشٍ الْكَعْبِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : أَقْبَلَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ يَوْمَئِذٍ وَأَقْبَلَ أَصْحَابُ الْفِيلِ ، فَلَمَّا رَأَى عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مَا هُمْ بِهِ سَارَ سَرِيعًا عَلَى فَرَسِهِ حَتَّى أَوْفَى عَلَى حِرَاءٍ وَمَعَهُ عَمْرُو بْنُ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ ، وَمُطْعِمُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، وَمَسْعُودُ بْنُ عَمْرٍو الثَّقَفِيُّ يَنْظُرُونَ كُلَّمَا حَمَلَ الْحَبَشَةُ الْفِيلَ عَلَى الْحَرَمِ رَبَضَ الْفِيلُ فَتُقْبِلُ الْحَبَشَةُ بِحِرَابِهِمْ وَرِمَاحِهِمْ وَعِصِيِّهِمْ يَطْعَنُونَهُ بِهَا فَيَقُومُ فَإِذَا حَمَلُوهُ عَلَى الْحَرَمِ بَرَكَ وَصَاحَ وَإِذَا وَجَّهُوهُ مِنْ حَيْثُ جَاءَ وَلَّى وَلَهُ وَجِيفٌ ، وَأَيَّ وَجْهٍ شَاءُوا طَاوَعَهُمْ مَا لَمْ يَحْمِلُوهُ عَلَى الْحَرَمِ ، قَالَ : فَبَيْنَا عَبْدُ الْمُطَّلِبِ وَأَصْحَابُهُ عَلَى حِرَاءٍ وَهُمْ يَحْمِلُونَ الْفِيلَ عَلَى الْحَرَمِ وَيَأْبَى ، إِذْ قَالَ عَمْرُو بْنُ عَائِذٍ لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ : انْظُرْ هَلْ تَرَى شَيْئًا ؟ قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ : أَرَى طَيْرًا تَأْتِي مِنْ قِبَلِ الْبَحْرِ قِطَعًا قِطَعًا ، وَهِيَ صُفْرٌ ، أَصْغَرُ مِنَ الْحَمَامِ ، سُودُ الرُّءُوسِ ، حُمْرُ الْأَرْجُلِ وَالْمَنَاقِيرِ ، قَالَ عَمْرٌو : قَدْ رَأَيْتُهَا ، فَأَقْبَلَتْ حَتَّى حَلَّقَتْ عَلَى الْقَوْمِ مَعَ كُلِّ طَائِرٍ ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ فِي مِنْقَارِهِ حَجَرٌ وَفِي رِجْلَيْهِ حَجَرَانِ ، فَقَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ لِمَسْعُودٍ : هَلْ تَرَى شَيْئًا ؟ قَالَ : نَعَمْ أَرَى سَوَادًا كَثِيرًا مِنْ قِبَلِ الْبَحْرِ كَثِيفًا ، قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ : هُوَ طَائِرٌ ، قَالَ مَسْعُودٌ : صَدَقْتَ قَدْ وَاللَّهِ عَرَفْتُ حَيْثُ حَلُّوا بِنَا أَنْ لَوْ أَرَادُوا الرِّبَّةَ لَقَدَرُوا عَلَيْهَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ : وَحَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَهْلِكَ أَصْحَابَ الْفِيلِ أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَنْشَأَتْ مِنَ الْبَحْرِ كَأَنَّهَا الْخَطَاطِيفُ ، مَعَ كُلِّ طَائِرٍ مِنْهَا ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ مُجَزَّعَةٍ حَجَرٌ فِي مِنْقَارِهِ وَحَجَرَانِ فِي رِجْلَيْهِ . فَجَاءَتْ حَتَّى صَفَّتْ عَلَى رُءُوسِهِمْ و صَاحَتْ وَأَلْقَتْ مَا فِي أَرْجُلِهَا وَمَنَاقِيرِهَا ، فَمَا عَلَى الْأَرْضِ حَجَرٌ وَقَعَ عَلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَّا خَرَجَ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ ، إِذَا وَقَعَ عَلَى رَأْسِهِ خَرَجَ مِنْ دُبُرِهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

88 قَالَ : وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ طَلْحَةَ ، عَنْ جَوْثَةَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : سَمِعْتُ نَوْفَلَ بْنَ مُعَاوِيَةَ الدُّئَلِيَّ يَقُولُ : رَأَيْتُ الْحَصَاةَ الَّتِي رُمِيَ بِهَا أَصْحَابُ الْفِيلِ حَصًى مِثْلُ الْحِمَّصِ وَأَكْبَرُ مِنَ الْعَدَسِ حُمْرٌ مُخَتَّمَةٌ كَأَنَّهَا جَزْعُ ظِفَارٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    89 قَالَ: وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: أَفْلَتَ نُفَيْلٌ الْحِمْيَرِيُّ، قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَسَمِعْتُ أَنَّهُ لَمَّا وَلَّى أَبْرَهَةُ مُدْبِرًا جَعَلَ نُفَيْلٌ يَقُولُ: [ البحر الرجز] أَيْنَ الْمَفَرُّ وَالْإِلَهُ طَالِبِ ... وَالْأَشْرَمُ الْمَغْلُوبُ غَيْرُ الْغَالِبِ وَمِمَّا ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُ مِنْ سَبَبِ غَزْوِ أَبْرَهَةَ الْبَيْتَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،