بَابُ مَا جَاءَ فِي إِسْكَانِ إِبْرَاهِيمَ ابْنَهُ إِسْمَاعِيلَ وَأُمَّهُ هَاجَرَ فِي بَدْءِ أَمْرِهِ عِنْدَ الْبَيْتِ الْحَرَامِ كَيْفَ كَانَ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

بَابُ مَا جَاءَ فِي إِسْكَانِ إِبْرَاهِيمَ ابْنَهُ إِسْمَاعِيلَ وَأُمَّهُ هَاجَرَ فِي بَدْءِ أَمْرِهِ عِنْدَ الْبَيْتِ الْحَرَامِ كَيْفَ كَانَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

45 حَدَّثنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ : أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا بَوَّأَ لِإبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ خَرَجَ إِلَيْهِ مِنَ الشَّامِ ، وَخَرَجَ مَعَهُ ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ ، وَأُمُّهُ هَاجَرُ ، وَإِسْمَاعِيلُ طِفْلٌ يَرْضَعُ ، وَحُمِلُوا فِيمَا يُحَدِّثُنِي عَلَى الْبُرَاقِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

46 قَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَاجٍ : وَحُدِّثْنَا عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي صِفَةِ الْبُرَاقِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ بِدَابَّةٍ بَيْنَ الْحِمَارِ ، وَالْبَغْلِ ، لَهَا جَنَاحَانِ ، فِي فَخِذَيْهَا تُحَفِّزَانِهَا ، تَضَعُ حَافِرَهَا فِي مُنْتَهَى طَرَفِهَا قَالَ عُثْمَانُ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : وَمَعَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَدُلُّهُ عَلَى مَوْضِعِ الْبَيْتِ ، وَمَعَالِمِ الْحَرَمِ ، قَالَ : فَخَرَجَ ، وَخَرَجَ مَعَهُ لَا يَمُرُّ إِبْرَاهِيمُ بِقَرْيَةٍ مِنَ الْقَرَايَا إِلَّا قَالَ : يَا جِبْرِيلُ أَبِهَذَا أُمِرْتَ ؟ فَيَقُولُ لَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : امْضِهْ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ ، وَهِيَ إِذْ ذَاكَ عِضَاةٌ مِنْ سَلَمٍ وَسَمُرٍ ، وَبِهَا نَاسٌ يُقَالُ لَهُمْ : الْعَمَالِيقُ ، خَارِجًا مِنْ مَكَّةَ فِيمَا حَوْلَهَا ، وَالْبَيْتُ يَوْمَئِذٍ رَبْوَةٌ حَمْرَاءُ مَدَرَةٌ ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِجِبْرِيلَ : أَهَاهُنَا أُمِرْتَ أَنْ أَضَعَهُمَا ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَعَمَدَ بِهِمَا إِلَى مَوْضِعِ الْحَجَرِ ، فَأَنْزَلَهُمَا فِيهِ ، وَأَمَرَ هَاجَرَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِ عَرِيشًا ، ثُمَّ قَالَ : { رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ } الْآيَةَ ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الشَّامِ ، وَتَرَكَهُمَا عِنْدَ الْبَيْتِ الْحَرَامِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

47 وَحَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَادِعَةَ السَّهْمِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ حِينَ كَانَ بَيْنَ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، وَبَيْنَ سَارَةَ امْرَأَةِ إِبْرَاهِيمَ مَا كَانَ ، أَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِأُمِّ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْمَاعِيلَ ، وَهُوَ صَغِيرٌ تُرْضِعُهُ حَتَّى قَدِمَ بِهِمَا مَكَّةَ ، وَمَعَ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ شَنَّةٌ فِيهَا مَاءٌ تَشْرَبُ مِنْهَا ، وَتَدِرُّ عَلَى ابْنِهَا ، وَلَيْسَ مَعَهَا زَادٌ يَقُولُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَعَمَدَ بِهِمَا إِلَى دَوْحَةٍ فَوْقَ زَمْزَمَ فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ - يُشِيرُ لَنَا بَيْنَ الْبِيرِ وَبَيْنَ الصُّفَّةِ - يَقُولُ : فَوَضَعَهُمَا تَحْتَهَا ، ثُمَّ تَوَجَّهَ إِبْرَاهِيمُ خَارِجًا عَلَى دَابَّتِهِ ، وَاتَّبَعَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ أَثَرَهُ حَتَّى أَوْفَى إِبْرَاهِيمُ بِكِدَا يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ : إِلَى مَنْ تَتْرُكُهَا وَابْنَهَا ؟ قَالَ : إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَتْ : رَضِيتُ بِاللَّهِ ، فَرَجَعَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تَحْمِلُ ابْنَهَا ، حَتَّى قَعَدَتْ تَحْتَ الدَّوْحَةِ ، فَوَضَعَتِ ابْنَهَا إِلَى جَنْبِهَا ، وَعَلَّقَتْ شَنَّتَهَا تَشْرَبُ مِنْهَا ، وَتَدِرُّ عَلَى ابْنِهَا ، حَتَّى فَنِيَ مَاءُ شَنَّتِهَا ، فَانْقَطَعَ دَرُّهَا فَجَاعَ ابْنُهَا ، فَاشْتَدَّ جُوعُهُ ، حَتَّى نَظَرَتْ إِلَيْهِ أُمُّهُ يَتَشَحَّطُ ، قَالَ : فَحَسِبَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ أَنَّهُ يَمُوتُ فَأَحْزَنَهَا . يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ : قَالَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ : لَوْ تَغَيَّبْتُ عَنْهُ حَتَّى لَا أَرَى مَوْتَهُ ، يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَعَمَدَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ إِلَى الصَّفَا حِينَ رَأَتْهُ مُشْرِفًا ، تَسْتَوْضِحُ عَلَيْهِ ، أَيْ تَرَى أَحَدًا بِالْوَادِي ، ثُمَّ نَظَرَتْ إِلَى الْمَرْوَةِ ، ثُمَّ قَالَتْ : لَوْ مَشَيْتُ بَيْنَ هَذَيْنِ الْجَبَلَيْنِ تَعَلَّلْتُ حَتَّى يَمُوتَ الصَّبِيُّ ، وَلَا أَرَاهُ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَمَشَتْ بَيْنَهُمَا أُمُّ إِسْمَاعِيلَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، أَوْ أَرْبَعَ ، وَلَا تُجِيزُ بَطْنَ الْوَادِي فِي ذَلِكَ إِلَّا رَمَلًا ، يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ : ثُمَّ رَجَعَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ إِلَى ابْنِهَا ، فَوَجَدَتْهُ يَنْشَغُ كَمَا تَرَكَتْهُ فَأَحْزَنَهَا ، فَعَادَتْ إِلَى الصَّفَا تَتَعَلَّلُ حَتَّى يَمُوتَ ، وَلَا تَرَاهُ فَمَشَتْ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ كَمَا مَشَتْ أَوَّلَ مَرَّةٍ يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ : حَتَّى كَانَ مَشْيُهَا بَيْنَهُمَا سَبْعَ مَرَّاتٍ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَلِذَلِكَ طَافَ النَّاسُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، قَالَ : فَرَجَعَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تُطَالِعُ ابْنَهَا فَوَجَدَتْهُ كَمَا تَرَكَتْهُ يَنْشَغُ ، فَسَمِعَتْ صَوْتًا قَدْ آبَ عَلَيْهَا ، وَلَمْ يَكُنْ مَعَهَا أَحَدٌ غَيْرَهَا ، فَقَالَتْ : قَدْ أَسْمَعُ صَوْتَكَ فَأَغِثْنِي إِنْ كَانَ عِنْدَكَ خَيْرٌ ، قَالَ : فَخَرَجَ لَهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَاتَّبَعَتْهُ حَتَّى ضَرَبَ بِرِجْلِهِ مَكَانَ الْبِئْرِ ، يَعْنِي زَمْزَمَ ، فَظَهَرَ مَاءٌ فَوْقَ الْأَرْضِ حَيْثُ فَحَصَ جِبْرِيلُ يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ : قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَحَاضَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ بِتُرَابٍ تَرُدُّهُ خَشْيَةَ أَنْ يَفُوتَهَا قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ بِشَنَّتِهَا ، فاسْتَقَتْ وَشَرِبَتْ ، وَدَرَّتْ عَلَى ابْنِهَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

48 حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ مَلَكًا ، أَتَى هَاجَرَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ حِينَ أَنْزَلَهَا إِبْرَاهِيمُ بِمَكَّةَ ، قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ ، فَأَشَارَ لَهَا إِلَى الْبَيْتِ ، وَهُوَ رَبْوَةٌ حَمْرَاءُ مَدَرَةٌ ، فَقَالَ لَهَا : هَذَا أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ فِي الْأَرْضِ ، وَهُوَ بَيْتُ اللَّهِ الْعَتِيقُ ، وَاعْلَمِي أَنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ يَرْفَعَانِهِ لِلنَّاسِ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : وَبَلَغَنِي أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ هَزَمَ بِعَقَبَةَ فِي مَوْضِعِ زَمْزَمَ ، قَالَ لِأُمِّ إِسْمَاعِيلَ : وَأَشَارَ لَهَا إِلَى مَوْضِعِ الْبَيْتِ ، هَذَا أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ ، وَهُوَ بَيْتُ اللَّهِ الْعَتِيقُ ، وَاعْلَمِي أَنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ يَرْفَعَانِهِ لِلنَّاسِ ، وَيُعَمِّرَانِهِ فَلَا يَزَالُ مَعْمُورًا ، مُحَرَّمًا ، مُكَرَّمًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : فَمَاتَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَهُ إِبْرَاهِيمُ وَإِسْمَاعِيلُ ، وَدُفِنَتْ فِي مَوْضِعِ الْحَجَرِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

49 حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَازِعِ ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ الْمَلَكَ الَّذِي أَخْرَجَ زَمْزَمَ لِهَاجَرَ ، قَالَ لَهَا : وَسَيَأْتِي أَبُو هَذَا الْغُلَامِ فَيَبْنِي بَيْتًا ، هَذَا مَكَانُهُ ، وَأَشَارَ لَهَا إِلَى مَوْضِعِ الْبَيْتِ ، ثُمَّ انْطَلَقَ الْمَلَكُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،