صِفَةُ الْقُبَّةِ وَحَوْضِهَا وَذَرْعِهَا قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَذَرْعُ مَا بَيْنَ حُجْرَةِ زَمْزَمَ إِلَى وَسَطِ جَدْرِ الْحَوْضِ الَّذِي قُدَّامَ السِّقَايَةِ الَّتِي عَلَيْهِ الْقُبَّةُ ، إِحْدَى وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَذَرْعُ سَعَةِ الْحَوْضِ مِنْ وَسَطِهِ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا وَتِسْعَةُ أَصَابِعَ فِي مِثْلِهِ ، وَذَرْعُ تَدْوِيرِ الْحَوْضِ مِنْ دَاخِلٍ تِسْعَةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا ، وَذَرْعُ تَدْوِيرِهِ مِنْ خَارِجٍ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا ، وَهُوَ مَفْرُوشٌ بِالرُّخَامِ ، وَجَدْرُهُ مُلَبَّسٌ رُخَامًا ، حَتَّى غَيَّرَهُ عُمَرُ بْنُ فَرَجٍ الرُّخَّجِيُّ ، فَجَعَلَ جِدَارَهُ بِحَجَرٍ مَفْجَرِيٍّ مَنْقُوشٍ ، وَفَرَشَ أَرْضَهُ بِالرُّخَامِ ، وَذَرْعُ طُولِ جَدْرِهِ مِنْ دَاخِلٍ فِي السَّمَاءِ عَشْرُ أَصَابِعَ ، وَعَرْضُهُ ثَمَانِيَةُ أَصَابِعَ ، وَفِي وَسَطِهِ رُخَامَةٌ مَنْقُوشَةٌ يَخْرُجُ مِنْهَا الْمَاءُ فِي فَوَّارَةٍ تَخْرُجُ مِنَ الْحَوْضِ الَّذِي فِي حُجْرَةِ زَمْزَمَ ، إِذَا دَخَلْتَ الْحُجْرَةَ عَلَى يَمِينِكَ ، ثُمَّ يَخْرُجُ فِي قَنَاةِ رَصَاصٍ حَتَّى يَخْرُجَ فِي وَسَطِ الْحَوْضِ مِنْ هَذِهِ الْفَوَّارَةِ ، وَهُوَ الْحَوْضُ الَّذِي كَانَ يُسْقَى فِيهِ النَّبِيذُ ، وَبَيْنَ الْحَوْضِ الَّذِي فِي زَمْزَمَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ إِلَى هَذَا الْحَوْضِ الْكَبِيرِ الَّذِي عَلَيْهِ الْقُبَّةُ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَحَوْلَ هَذَا الْحَوْضِ اثْنَتَا عَشْرَةَ أُسْطُوَانَةَ سَاجٍ ، طُولُ كُلِّ أُسْطُوَانَةٍ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ ، وَمَا بَيْنَ حَدِّ الْأَسَاطِينِ وَوَجْهِ زَمْزَمَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَفَوْقَ الْأَسَاطِينِ حُجْرَةُ سَاجٍ طُولُهَا فِي السَّمَاءِ ذِرَاعَانِ ، وَعَلَى الْحُجْرَةِ قُبَّةُ سَاجٍ خَارِجُهَا أَخْضَرُ ، وَدَاخِلُهَا أَصْفَرُ ، طُولُ الْقُبَّةِ مِنْ وَسَطِهَا مِنْ دَاخِلٍ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَكَانَتْ هَذِهِ الْقُبَّةُ عَمِلَهَا الْمَهْدِيُّ فِي خِلَافَتِهِ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ ، عَمِلَهَا أَبُو بَحْرٍ الْمَجُوسِيُّ النَّجَّارُ ، الَّذِي كَانَ جَاءَ بِهِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ مِنَ الْعِرَاقِ يَعْمَلُ أَبْوَابَ دَارِهِ الَّتِي عَلَى الْمَرْوَةِ يُقَالُ لَهَا دَارُ مَخْرَمَةَ ، وَيَعْمَلُ سُقُوفَهَا فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ جَدِّي ، وَكَانَتْ تُزَوَّقُ فِي كُلِّ سَنَةٍ ، حَتَّى أَمَرَ بِهَا عُمَرُ بْنُ الْفَرَجِ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ ، فَجَعَلَ عَلَيْهَا الْفُسَيْفِسَاءَ ، فَثَقُلَتْ وَدُقَّتْ أَسَاطِينُهَا السَّاجُ عَنْهَا ، فَقَلَعَهَا مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ ، نَزَعَ أُسْطُوَانَةً أُسْطُوَانَةً ، وَيَدْعَمُ مَا فَوْقَهَا ، فَبُدِّلَتْ أَسَاطِينَ جِلَالًا ، أَجَلَّ مِنَ الْأَسَاطِينِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا مِنْ سَاجٍ ، وَجَعَلَ الْأَسَاطِينَ مِنْ حِجَارَةٍ مَنْقُوشَةٍ ، دَفَنَهَا حَتَّى لَا يَأْكُلَ الْمَاءُ الْخَشَبَ إِذَا دُفِنَ فِي الْأَرْضِ ، وَسَكَبَ بَيْنَ الْخَشَبِ وَبَيْنَ الْحِجَارَةِ الرَّصَاصَ ، وَفِي جَدْرِ الْحَوْضِ الَّذِي عَلَيْهِ الْقُبَّةُ حَجَرٌ بِحِيَالِ السِّقَايَةِ سِقَايَةِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فِيهِ قَنَاةٌ مِنْ رَصَاصٍ إِلَى الْحَوْضِ الدَّاخِلِ فِي السِّقَايَةِ ، يُصَبُّ فِيهِ النَّبِيذُ إِلَى الْحَوْضِ الَّذِي فِيهِ الْقُبَّةُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ وَأَيَّامَ الْحَجِّ ، وَبَيْنَ الْحَوْضَيْنِ سِتَّةُ أَذْرُعٍ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ : فَلَمَّا كَانَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ ، قَدِمَ خَادِمٌ عَلَى عِمَارَةِ الْمَسْجِدِ يُقَالُ لَهُ بُسْرٌ ، فَغَيَّرَ أَرْضَ هَذِهِ الْقُبَّةِ ، نَقَضَ رُخَامَهَا ، ثُمَّ كَبَسَهَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَرْضُهَا ، وَجَعَلَ فِيهَا بِرْكَةً صَغِيرَةً يَخْرُجُ فِيهَا الْمَاءُ مِنَ الْفَوَّارَةِ الَّتِي فِي بَطْنِهَا ، وَجَعَلَ عَلَيْهَا شُبَّاكًا مِنْ خَشَبٍ بِأَبْوَابٍ تُغْلَقُ ، وَكَانَ أَوَّلَ عَمَلِ الصَّحْفَةِ الْمَكْشُوفَةِ ، وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يُصَلِّي فِيهَا النَّاسُ وَيَنَامُونَ ، وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ فِي زَوَايَا هَذِهِ الْقُبَّةِ أَرْبَعُ قِبَابٍ صِغَارٍ ، فِي كُلِّ رُكْنٍ قُبَّةٌ ، فَقُلِعْنَ فِي أَيَّامِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَمِنَ الْحَوْضِ الَّذِي عَلَيْهِ الْقُبَّةُ إِلَى الْحَوْضِ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ قُبَّةٌ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ ، وَسَعَةُ الْحَوْضِ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ قُبَّةٌ مِنْ وَسَطِهِ بَيْنَ يَدَيْ بَيْتِ الشَّرَابِ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا فِي مِثْلِهِ ، وَتَدْوِيرُهُ مِنْ دَاخِلٍ ثَمَانِيَةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَتَدْوِيرُهُ مِنْ خَارِجٍ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَطُولُ جَدْرِ الْحَوْضِ مِنْ دَاخِلٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَعَرْضُ جَدْرِهِ ثَمَانِيَةُ أَصَابِعَ ، وَتَدْوِيرٌ حَوْلَ الْحَوْضِ خَمْسُونَ حَجَرًا ، كُلُّ حَجَرٍ طُولُهُ أَطْوَلُ مِنْ جَدْرِ الْحَوْضِ ، وَبَطْنُ الْحَوْضِ مَفْرُوشٌ بِحِجَارَةٍ ، ثُمَّ فُرِشَ بَعْدُ بِرُخَامٍ ، وَفِي وَسَطِ الْحَوْضِ حَجَرٌ مَثْقُوبٌ ، يَخْرُجُ مِنْهُ مَاءُ زَمْزَمَ مِنَ الْحَوْضِ الَّذِي فِي زَمْزَمَ ، عَنْ يَسَارِكَ إِذَا دَخَلْتَ ، وَبَيْنَهَمَا خَمْسٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا وَثَمَانِيَةُ أَصَابِعَ ، يُصَبُّ الْمَاءُ فِيهِ أَيَّامَ الْحَجِّ لِلْوُضُوءِ ، وَيُصَبُّ النَّبِيذُ مِنَ السِّقَايَةِ فِي الْحَوْضِ الَّذِي تَحْتَ الْقُبَّةِ ، ثُمَّ تُرِكَ ذَلِكَ ، فَصَارَ يَكُونُ الْوُضُوءُ فِي حَوْضٍ آخَرَ مِنَ الْقُبَّةِ ، وَعَلَيْهِ شُبَّاكٌ يُتَوَضَّأُ مِنْهُ مِنْ كُوَاءٍ فِي الشُّبَّاكِ ، وَجُعِلَ فِي الْحَوْضِ الْآخَرِ سَرَبٌ يُتَوَضَّأُ فِيهِ ، وَيَصِيرُ مَاؤُهُ مِنَ السَّرَبِ الَّذِي يَذْهَبُ فِيهِ مَاءُ وُضُوءِ زَمْزَمَ إِلَى الْوَادِي

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

صِفَةُ الْقُبَّةِ وَحَوْضِهَا وَذَرْعِهَا قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَذَرْعُ مَا بَيْنَ حُجْرَةِ زَمْزَمَ إِلَى وَسَطِ جَدْرِ الْحَوْضِ الَّذِي قُدَّامَ السِّقَايَةِ الَّتِي عَلَيْهِ الْقُبَّةُ ، إِحْدَى وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَذَرْعُ سَعَةِ الْحَوْضِ مِنْ وَسَطِهِ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا وَتِسْعَةُ أَصَابِعَ فِي مِثْلِهِ ، وَذَرْعُ تَدْوِيرِ الْحَوْضِ مِنْ دَاخِلٍ تِسْعَةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا ، وَذَرْعُ تَدْوِيرِهِ مِنْ خَارِجٍ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا ، وَهُوَ مَفْرُوشٌ بِالرُّخَامِ ، وَجَدْرُهُ مُلَبَّسٌ رُخَامًا ، حَتَّى غَيَّرَهُ عُمَرُ بْنُ فَرَجٍ الرُّخَّجِيُّ ، فَجَعَلَ جِدَارَهُ بِحَجَرٍ مَفْجَرِيٍّ مَنْقُوشٍ ، وَفَرَشَ أَرْضَهُ بِالرُّخَامِ ، وَذَرْعُ طُولِ جَدْرِهِ مِنْ دَاخِلٍ فِي السَّمَاءِ عَشْرُ أَصَابِعَ ، وَعَرْضُهُ ثَمَانِيَةُ أَصَابِعَ ، وَفِي وَسَطِهِ رُخَامَةٌ مَنْقُوشَةٌ يَخْرُجُ مِنْهَا الْمَاءُ فِي فَوَّارَةٍ تَخْرُجُ مِنَ الْحَوْضِ الَّذِي فِي حُجْرَةِ زَمْزَمَ ، إِذَا دَخَلْتَ الْحُجْرَةَ عَلَى يَمِينِكَ ، ثُمَّ يَخْرُجُ فِي قَنَاةِ رَصَاصٍ حَتَّى يَخْرُجَ فِي وَسَطِ الْحَوْضِ مِنْ هَذِهِ الْفَوَّارَةِ ، وَهُوَ الْحَوْضُ الَّذِي كَانَ يُسْقَى فِيهِ النَّبِيذُ ، وَبَيْنَ الْحَوْضِ الَّذِي فِي زَمْزَمَ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ إِلَى هَذَا الْحَوْضِ الْكَبِيرِ الَّذِي عَلَيْهِ الْقُبَّةُ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا ، وَحَوْلَ هَذَا الْحَوْضِ اثْنَتَا عَشْرَةَ أُسْطُوَانَةَ سَاجٍ ، طُولُ كُلِّ أُسْطُوَانَةٍ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ ، وَمَا بَيْنَ حَدِّ الْأَسَاطِينِ وَوَجْهِ زَمْزَمَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَفَوْقَ الْأَسَاطِينِ حُجْرَةُ سَاجٍ طُولُهَا فِي السَّمَاءِ ذِرَاعَانِ ، وَعَلَى الْحُجْرَةِ قُبَّةُ سَاجٍ خَارِجُهَا أَخْضَرُ ، وَدَاخِلُهَا أَصْفَرُ ، طُولُ الْقُبَّةِ مِنْ وَسَطِهَا مِنْ دَاخِلٍ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَكَانَتْ هَذِهِ الْقُبَّةُ عَمِلَهَا الْمَهْدِيُّ فِي خِلَافَتِهِ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ ، عَمِلَهَا أَبُو بَحْرٍ الْمَجُوسِيُّ النَّجَّارُ ، الَّذِي كَانَ جَاءَ بِهِ عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ مِنَ الْعِرَاقِ يَعْمَلُ أَبْوَابَ دَارِهِ الَّتِي عَلَى الْمَرْوَةِ يُقَالُ لَهَا دَارُ مَخْرَمَةَ ، وَيَعْمَلُ سُقُوفَهَا فِي سَنَةِ سِتِّينَ وَمِائَةٍ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ جَدِّي ، وَكَانَتْ تُزَوَّقُ فِي كُلِّ سَنَةٍ ، حَتَّى أَمَرَ بِهَا عُمَرُ بْنُ الْفَرَجِ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ ، فَجَعَلَ عَلَيْهَا الْفُسَيْفِسَاءَ ، فَثَقُلَتْ وَدُقَّتْ أَسَاطِينُهَا السَّاجُ عَنْهَا ، فَقَلَعَهَا مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ فِي سَنَةِ عِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ ، نَزَعَ أُسْطُوَانَةً أُسْطُوَانَةً ، وَيَدْعَمُ مَا فَوْقَهَا ، فَبُدِّلَتْ أَسَاطِينَ جِلَالًا ، أَجَلَّ مِنَ الْأَسَاطِينِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهَا مِنْ سَاجٍ ، وَجَعَلَ الْأَسَاطِينَ مِنْ حِجَارَةٍ مَنْقُوشَةٍ ، دَفَنَهَا حَتَّى لَا يَأْكُلَ الْمَاءُ الْخَشَبَ إِذَا دُفِنَ فِي الْأَرْضِ ، وَسَكَبَ بَيْنَ الْخَشَبِ وَبَيْنَ الْحِجَارَةِ الرَّصَاصَ ، وَفِي جَدْرِ الْحَوْضِ الَّذِي عَلَيْهِ الْقُبَّةُ حَجَرٌ بِحِيَالِ السِّقَايَةِ سِقَايَةِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فِيهِ قَنَاةٌ مِنْ رَصَاصٍ إِلَى الْحَوْضِ الدَّاخِلِ فِي السِّقَايَةِ ، يُصَبُّ فِيهِ النَّبِيذُ إِلَى الْحَوْضِ الَّذِي فِيهِ الْقُبَّةُ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ وَأَيَّامَ الْحَجِّ ، وَبَيْنَ الْحَوْضَيْنِ سِتَّةُ أَذْرُعٍ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ : فَلَمَّا كَانَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ فِي خِلَافَةِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ ، قَدِمَ خَادِمٌ عَلَى عِمَارَةِ الْمَسْجِدِ يُقَالُ لَهُ بُسْرٌ ، فَغَيَّرَ أَرْضَ هَذِهِ الْقُبَّةِ ، نَقَضَ رُخَامَهَا ، ثُمَّ كَبَسَهَا حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَرْضُهَا ، وَجَعَلَ فِيهَا بِرْكَةً صَغِيرَةً يَخْرُجُ فِيهَا الْمَاءُ مِنَ الْفَوَّارَةِ الَّتِي فِي بَطْنِهَا ، وَجَعَلَ عَلَيْهَا شُبَّاكًا مِنْ خَشَبٍ بِأَبْوَابٍ تُغْلَقُ ، وَكَانَ أَوَّلَ عَمَلِ الصَّحْفَةِ الْمَكْشُوفَةِ ، وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يُصَلِّي فِيهَا النَّاسُ وَيَنَامُونَ ، وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ فِي زَوَايَا هَذِهِ الْقُبَّةِ أَرْبَعُ قِبَابٍ صِغَارٍ ، فِي كُلِّ رُكْنٍ قُبَّةٌ ، فَقُلِعْنَ فِي أَيَّامِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَمِنَ الْحَوْضِ الَّذِي عَلَيْهِ الْقُبَّةُ إِلَى الْحَوْضِ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ قُبَّةٌ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ ، وَسَعَةُ الْحَوْضِ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ قُبَّةٌ مِنْ وَسَطِهِ بَيْنَ يَدَيْ بَيْتِ الشَّرَابِ اثْنَا عَشَرَ ذِرَاعًا وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ إِصْبَعًا فِي مِثْلِهِ ، وَتَدْوِيرُهُ مِنْ دَاخِلٍ ثَمَانِيَةٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَتَدْوِيرُهُ مِنْ خَارِجٍ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا وَنِصْفٌ ، وَطُولُ جَدْرِ الْحَوْضِ مِنْ دَاخِلٍ ثَلَاثَةَ عَشَرَ ذِرَاعًا ، وَعَرْضُ جَدْرِهِ ثَمَانِيَةُ أَصَابِعَ ، وَتَدْوِيرٌ حَوْلَ الْحَوْضِ خَمْسُونَ حَجَرًا ، كُلُّ حَجَرٍ طُولُهُ أَطْوَلُ مِنْ جَدْرِ الْحَوْضِ ، وَبَطْنُ الْحَوْضِ مَفْرُوشٌ بِحِجَارَةٍ ، ثُمَّ فُرِشَ بَعْدُ بِرُخَامٍ ، وَفِي وَسَطِ الْحَوْضِ حَجَرٌ مَثْقُوبٌ ، يَخْرُجُ مِنْهُ مَاءُ زَمْزَمَ مِنَ الْحَوْضِ الَّذِي فِي زَمْزَمَ ، عَنْ يَسَارِكَ إِذَا دَخَلْتَ ، وَبَيْنَهَمَا خَمْسٌ وَثَلَاثُونَ ذِرَاعًا وَثَمَانِيَةُ أَصَابِعَ ، يُصَبُّ الْمَاءُ فِيهِ أَيَّامَ الْحَجِّ لِلْوُضُوءِ ، وَيُصَبُّ النَّبِيذُ مِنَ السِّقَايَةِ فِي الْحَوْضِ الَّذِي تَحْتَ الْقُبَّةِ ، ثُمَّ تُرِكَ ذَلِكَ ، فَصَارَ يَكُونُ الْوُضُوءُ فِي حَوْضٍ آخَرَ مِنَ الْقُبَّةِ ، وَعَلَيْهِ شُبَّاكٌ يُتَوَضَّأُ مِنْهُ مِنْ كُوَاءٍ فِي الشُّبَّاكِ ، وَجُعِلَ فِي الْحَوْضِ الْآخَرِ سَرَبٌ يُتَوَضَّأُ فِيهِ ، وَيَصِيرُ مَاؤُهُ مِنَ السَّرَبِ الَّذِي يَذْهَبُ فِيهِ مَاءُ وُضُوءِ زَمْزَمَ إِلَى الْوَادِي

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،