عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عَمْرو بن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    6777 قال : أخبرنا علي بن محمد القرشي ، عن علي بن سليم ، عن الزبير بن خبيب قال : أقبل عيينة بن حصن إلى المدينة قبل إسلامه ، فتلقاه ركب خارجين من المدينة ، فقال : أخبروني عن هذا الرجل ، قالوا : الناس فيه ثلاثة ، رجل أسلم فهو معه يقاتل قريشا والعرب ، ورجل لم يسلم فهو يقاتله ، فبينهم التذابح ، ورجل يظهر له الإسلام ويظهر لقريش أنه معهم ، قال : ما يسمى هؤلاء القوم ، قالوا : يسمون المنافقين ، قال : ما في من وصفتم أحزم من هؤلاء ، اشهدوا أني منهم. قال : وشهد عيينة مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الطائف ، فقال : يا رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، ائذن لي حتى آتي حصن الطائف فأكلمهم . فأذن له ، فجاءهم ، فقال : أدنو منكم وأنا آمن ؟ قالوا : نعم . وعرفه أبو محجن فقال : أدنوه . قال : فدنا فدخل عليهم الحصن ، فقال : فداكم أبي وأمي ، لقد سرني ما رأيت منكم ، والله إن في العرب أحد غيركم ، وما لاقى محمد مثلكم قط ، ولقد مل المقام ، فاثبتوا في حصنكم ، فإن حصنكم حصين وسلاحكم كثير ، ونبلكم حاضرة ، وطعامكم كثير ، وماءكم واتن ، لا تخافون قطعه . فلما خرج قالت ثقيف لأبي محجن : فإنا كرهنا دخوله علينا وخشينا أن يخبر محمدا بخلل إن رآه منا ، أو في حصننا . فقال أبو محجن : أنا كنت أعرف به ، ليس منا أحد أشد على محمد منه وإن كان معه . فلما رجع عيينة إلى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قال له : ما قلت لهم ؟ قال : قلت : ادخلوا في الإسلام ، فوالله لا يبرح محمد عقر داركم حتى تنزلوا فخذوا لأنفسكم أمانا ، قد نزل بساحة أهل الحصون قبلكم : قينقاع والنضير وقريظة وخيبر ، أهل الحلقة والعدة والأطام . فخذلتهم ما استطعت ، ورسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ساكت ، حتى إذا فرغ من حديثه قال له رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كذبت ، قلت لهم كذا وكذا ، الذي قال ، قال : فقال عيينة : أستغفر الله ، فقال عُمَر : يا رسول الله ، دعني أقدمه فأضرب عنقه ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لا يتحدث الناس أني أقتل أصحابي ، ويقال :إن أبا بكر أغلظ له يومئذ وقال له : ويحك يا عيينة ، إنما أنت أبدا موضع في الباطل ، كم لنا منك من يوم : يوم الخندق ، ويوم بني قريظة ، والنضير ، وخيبر ، تجلب وتقاتلنا بسيفك ، ثم أسلمت كما زعمت ، فتحرض علينا عدونا . فقال : أستغفر الله يا أبا بكر وأتوب إليه ولا أعود أبدا. فلما أمر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عُمَر فأذن الناس بالرحيل ، وقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إنا قافلون إن شاء الله ، فلما استقل الناس لوجههم نادى سعيد بن عبيد بن أسيد بن عَمْرو بن علاج الثقفي ، فقال : ألا إن الحي مقيم ، قال : يقول عيينة بن حصن : أجل والله مَجَدة كِرَامٌ . فقال له عَمْرو بن العاص : قاتلك الله ، تمدح قوما مشركين بالامتناع من رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وقد جئت تنصره ؟ فقال : إني والله ما جئت معكم أقاتل ثقيفا ، ولكني أردت إن افتتح محمد الطائف ، أصبت جارية من ثقيف فأتطئها ، لعلها تلد لي غلاما ، فإن ثقيفا قوم مناكير ، فأخبر عَمْرو بن العاص النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بمقالته ، فتبسم النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وقال : هذا الحمق المطاع. ولما قدم وفد هوازن على رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فرد رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عليهم السبي ، كان عيينة قد أخذ رأسا منهم ، نظر إلى عجوز كبيرة فقال : هذه أم الحي ، لعلهم أن يغلوا بفدائها ، وعسى أن يكون لها في الحي نسب ، فجاء ابنها إلى عيينة فقال : هل لك في مائة من الإبل ؟ قال : لا . فرجع عنه فتركه ساعة ، وجعلت العجوز تقول لابنها : ما أربك في بعد مائة ناقة ؟ اتركه ، فما أسرع ما يتركني بغير فداء .فلما سمعها عيينة قال : ما رأيت كاليوم خدعة ، والله ما أنا من هذه إلا في غرور ، لا جرم والله لأباعدن أثرك مني . قال : ثم مر به ابنها ، فقال عيينة : هل لك فيما دعوتني إليه . فقال : لا أزيدك على خمسين . فقال عيينة : لا أفعل ، ثم لبث ساعة فمر به وهو معرض عنه ، فقال له عيينة : هل لك في الذي بذلت لي ؟ قال له الفتى : لا أزيدك على خمس وعشرين فريضة . قال عيينة : والله لا أفعل ، فلما تخوف عيينة أن يتفرق الناس ويرتحلوا قال : هل لك إلى ما دعوتني إليه ؟ قال الفتى : هل لك في عشر فرائض ؟ قال : لا أفعل . فلما رحل الناس ناداه عيينة : هل لك إلى ما دعوتني إليه إن شئت ؟ قال الفتى : أرسلها وأحمدك . قال : لا والله ما لي حاجة بحمدك . فأقبل عيينة على نفسه لائما لها يقول : ما رأيت كاليوم امرءا أنكد ، قال الفتى : أنت صنعت هذا بنفسك ، عمدت إلى عجوز كبيرة ، والله ما ثديها بناهد ، ولا بطنها بوالد ، ولا فوها ببارد ، ولا صاحبها بواجد ، فأخذتها من بين من ترى ؟ فقال له عيينة : خذها ، لا بارك الله لك فيها . قال : يقول الفتى : يا عيينة ، إن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قد كسا السبي فأخطأها من بينهم الكسوة ، فهل أنت كاسيها ثوبا ؟ قال : لا والله ، ما لها ذاك عندي . قال : لا تفعل . فما فارقه حتى أخذ منه شمل ثوب ، ثم ولى الفتى وهو يقول : إنك لغير بصير بالفرص ،وشكا عيينة إلى الأقرع ما لقي ، فقال له الأقرع : إنك والله ما أخذتها بكرا غريرة ، ولا نصفا وثيرة ، ولا عجوزا ميلة ، عمدت إلى أحوج شيخ في هوازن فسبيت امرأته . قال عيينة : هو ذاك. قال : وأعطى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عيينة بن حصن من غنائم حنين مائة من الإبل. وبعثه رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم سرية في خمسين رجلا من العرب ليس فيهم مهاجري ولا أنصاري إلى بني تميم ، فوجدهم قد عدلوا من السقيا يؤمون أرض بني سليم في صحراء ، قد حلوا وسرحوا مواشيهم ، والبيوت خلوف ليس فيها أحد إلا الناس ، فلما رأوا الجمع ولوا ، فأغار عليهم فأخذ منهم أحد عشر رجلا وإحدى عشرة امرأة وثلاثين صبيا ، فجلبهم إلى المدينة ، فأمر بهم رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فحبسوا في دار رملة بنت الحدث ، فقدم فيهم عشرة من رؤسائهم وفدا إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وأنزل الله فيهم القرآن : { إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون} ورد رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الأسرى والسبي ، وأمر رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم للوفد بجوائز.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عَمْرو بن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة ، واسم فزارة : عَمْرو ، وكان ضربه أخ له ففزره فسمي فزارة ، وكان اسم عيينة : حذيفة ، فأصابته لقوة فجحظت عيناه ، فسمي : عيينة ، وكان يكنى أبا مالك ، وكان جده حذيفة بن بدر يقال له : رب معد ، وجد جده زيد بن عَمْرو وهو ابن اللقيطة ، وذاك أن بني فزارة انتجعوا مرة وأمه صبية فسقطت ، فالتقطها قوم فردوها عليهم فسميت : اللقيطة ، ونسب ولدها إليها بهذا فقيل : بنو اللقيطة.

6776 قال : أخبرنا محمد بن عُمَر قال : حدثني عبد العزيز بن عقبة بن سلمة بن الأكوع ، عن إياس بن سلمة ، عن أبيه قال : أغار عيينة بن حصن في أربعين رجلا من قومه وهي بالغابة وكانت عشرين لقحة ، واستاقها ، وقتل ابنا لأبي ذر كان فيها ، فخرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في طلبهم وخرج معه المسلمون ، حتى انتهوا إلى ذي قرد ، فاستنقذوا عشر لقاح ، وأفلت القوم بما بقي وهي عشر ، وقتلوا حبيب بن عيينة ، ومسعدة بن حكمة بن مالك بن حذيفة بن بدر ، وقرفة بن مالك بن حذيفة ، وأوثار ، وعمرو بن أوثار.فما يطمعون بهذا منا أن يأخذوا تمرة إلا بشراء أو قرى ، فحين أتانا الله بك وأكرمنا بك نعطي الدنية لا نعطيهم أبدا إلا السيف . وقال سعد بن معاذ ، وسعد بن عبادة مثل ذلك ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : شق الكتاب ، فتفل فيه سعد ثم شقه . فقال عيينة : أما والله الذي تركتم خير لكم من الخُطَّة التي أخذتم ، وما لكم بالقوم طاقة . فقال عباد بن بشر : يا عيينة ، أبالسيف تخوفنا ؟ ستعلم أينا أجزع ، والله لولا مكان رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ما وصلتم إلى قومكم . فرجع عيينة والحارث ، وهما يقولان : والله ما نرى أن ندرك منهم شيئا . فلما أتيا منزلهما جاءتهما غطفان فقالوا : ما وراءكم ؟ قالوا : لم يتم لنا الأمر ، رأينا قوما على بصيرة وبذل أنفسهم دون صاحبهم. قال محمد بن عُمَر : فلما انكشف الأحزاب انكشف عيينة في قومه إلى بلاده ، ثم أسلم قبل فتح مكة بيسير ، فذكر بعضهم أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم دخل مكة يوم الفتح وهو بين عيينة والأقرع.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    6778 قال : أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن قايد قال : كانت أم البنين بنت عيينة عند عثمان ، فدخل عيينة على عثمان بغير إذن ، فقال له عثمان : تدخل علي بغير إذن ، فقال : ما كنت أرى أني أحجب عن رجل من مضر أو أستأذن عليه ، فقال عثمان : إذا فأصب من العشاء ، قال : أنا صائم ، قال : تصوم الليل قال : إني ميلت بين صوم الليل والنهار ، فوجدت صوم الليل أيسر علي.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،