ذِكْرُ ضِجَاعِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَافْتِرَاشِهِ
1362 أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ ، عَنْ أُمِّ شَبِيبٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ؛ أَنَّهَا كَانَتْ تَفْرِشُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَبَاءَةً مَثْنِيَّةً ، فَجَاءَ لَيْلَةً وَقَدْ رَبَّعَتْهَا فَنَامَ عَلَيْهَا فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ مَا لِفِرَاشِي اللَّيْلَةَ لَيْسَ كَمَا كَانَ ؟ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ رَبَّعْتُهَا لَكَ قَالَ : فَأَعِيدِيهِ كَمَا كَانَ.
1363 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، أَخْبَرَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، حَدَّثَنِي عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حَدَّثَتْهُ ، أَنَّهَا قَالَتْ : كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لاَ يَتْرُكُ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصْلِيبٌ إِلاَّ نَقَضَهُ.
1361 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، أَخْبَرَنَا عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِيُّ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : دَخَلَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ عَلَيَّ فَرَأَتْ فِرَاشَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَبَاءَةً مَثْنِيَّةً فَانْطَلَقَتْ فَبَعَثَتْ إِلَيْهِ بِفِرَاشٍ حَشْوُهُ صُوفٌ فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فُلاَنَةُ الأَنْصَارِيَّةُ دَخَلَتْ عَلَيَّ فَرَأَتْ فِرَاشِكَ فَذَهَبَتْ فَبَعَثَتْ بِهَذَا فَقَالَ : رُدِّيهِ ، فَلَمْ أَرُدَّهُ وَأَعْجَبَنِي أَنْ يَكُونَ فِي بَيْتِي ، حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ يَا عَائِشَةُ ، لَوْ شِئْتُ لأَجْرَى اللَّهُ مَعِي جِبَالَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ.
1360 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ ، أَخْبَرَنَا حَارِثَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الرِّجَالِ قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَى جَدَّتِي عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَتْ : حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ قَالَتْ : أَذِنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَلَيْهِ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَاقِدٌ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَرْضِ إِلاَّ حَصِيرٌ وَقَدْ أَثَّرَ بِجَنْبِهِ وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوَّةٌ لِيفًا وَعَلَى رَأْسِهِ أُهُبٌ مُعَلَّقَةٌ فِيهَا رِيحٌ.
1365 أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ ، أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ زِيَادٍ الْهِلاَلِيُّ ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ قَالَ : أَصَابَتِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُشَاءَةُ نَخْلَةٍ فَأَدْمَتْ إِصْبَعَهُ ، فَقَالَ : مَا هِيَ إِلاَّ إِصْبَعٌ دَمِيَتْ وَفِي سَبِيلِ اللهِ مَا لَقِيتُ قَالَ : فَحُمِلَ فَوُضِعَ عَلَى سَرِيرٍ لَهُ مَرْمُولٍ بِشُرُطٍ وَوُضِعَ تَحْتَ رَأْسِهِ مِرْفَقَةٌ مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوَّةً بِلِيفٍ فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُمَرُ وَقَدْ أَثَّرَ الشَّرِيطُ بِجَنْبِهِ فَبَكَى عُمَرُ فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ذَكَرْتُ كِسْرَى وَقَيْصَرَ يَجْلِسُونَ عَلَى سُرَرِ الذَّهَبِ وَيَلْبَسُونَ السُّنْدُسَ وَالإِسْتَبْرَقَ ، أَوْ قَالَ الْحَرِيرَ وَالإِسْتَبْرَقَ فَقَالَ : أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونَ لَكُمُ الآخِرَةُ وَلَهُمُ الدُّنْيَا ؟ قَالَ : وَفِي الْبَيْتِ أُهَبٌ لَهَا رِيحٌ فَقَالَ : لَوْ أَمَرْتَ بِهَذِهِ فَأُخْرِجَتْ ، فَقَالَ : لاَ ، مَتَاعُ الْحَيِّ يَعْنِي الأَهْلَ.
1366 أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلاَبِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو الأَشْهَبِ قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ قَالَ : دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَرَآهُ عَلَى حَصِيرٍ أَوْ سَرِيرٍ أَبُو الأَشْهَبِ شَكَّ قَالََ : أُرَاهُ قَدْ أَثَّرَ بِجَنْبِهِ قَالَ : وَفِي الْبَيْتِ أُهَبٌ عَطَنَةٌ قَالَ : فَبَكَى عُمَرُ فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ ؟ قَالَ : أَنْتَ نَبِيُّ اللهِ وَكِسْرَى وَقَيْصَرُ عَلَى أَسِرَّةِ الذَّهَبِ ، قَالَ : يَا عُمَرُ : أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الآخِرَةُ.
1367 أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالاَ : أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ : دَخَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى ضِجَاعٍ مِنْ أَدَمٍ ، قَالَ الْفَضْلُ فِي حَدِيثِهِ : مَحْشُوٍّ لِيفًا لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا ، وَزَادَ عَبْدُ الْوَهَّابِ : وَفِي الْبَيْتِ أُهَبٌ مُلْقَاةٌ ، فَبَكَى عُمَرُ فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ يَا عُمَرُ ؟ قَالَ : أَبْكِي أَنَّ كِسْرَى فِي الْخَزِّ وَالْقَزِّ وَالْحَرِيرِ وَالدِّيبَاجِ وَقَيْصَرَ فِي مِثْلِ ذَلِكَ وَأَنْتَ نَجِيبُ اللهِ وَخَيْرَتُهُ كَمَا أَرَى ، قَالَ : لاَ تَبْكِ يَا عُمَرُ فَلَوْ أَشَاءُ أَنْ تَسِيرَ الْجِبَالُ ذَهَبًا لَسَارَتْ ، وَلَوْ أَنَّ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ ذُبَابٍ مَا أَعْطَى كَافِرًا مِنْهَا شَيْئًا.
1368 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ ، وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالاَ : أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : اضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى حَصِيرٍ فَأَثَّرَ الْحَصِيرُ بِجِلْدِهِ ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ جَعَلْتُ أَمْسَحُ عَنْهُ وَأَقُولُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلاَ أَذِنْتَنَا نَبْسُطُ لَكَ عَلَى هَذَا الْحَصِيرِ شَيْئًا يَقِيكَ مِنْهُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَالِي وَلِلدُّنْيَا وَمَا أَنَا وَالدُّنْيَا ، مَا أَنَا وَالدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرْكَهَا.