عامر بن لؤي
7098 قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن الهذلي ، أن الفرزدق قال : لقيت حسينًا فقلت : بأبي أنت ، لو أقمت حتى يصدر الناس لرجوت أن يتقصف أهل الموسم معك فقال : لم آمنهم يا أبا فراس ، قال : فدخلت مكة فإذا فسطاط وهيئة فقلت لمن هذا ؟ قالوا : لعبد الله بن عمرو بن العاص فأتيته ، فإذا شيخ أحمر ، فسلمت فقال : من ؟ قلت الفرزدق . أترى أن أنصر حسينا ؟ قال : إذا تصيب أجرا وذخرا قلت : بلا دنيا ؟ فأطرق ثم قال : يابن غالب لتتمن خلافة يزيد ، فانظرن ، فكرهت ما قال . قال : فسببت يزيد ومعاوية قال : مه قبحك الله ، فغضبت فشتمته وقمت ، ولو حضر حشمه لأوجعوني ، فلما قضيت الحج رجعت فإذا عير فصرخت ألا ما فعل الحسين ؟ فردوا عليّ ألا قتل.
7099 قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن جويرية بن أسماء ، وعلي بن مدرك ، عن إسماعيل بن يسار قال : لقي الفرزدق حسينا بالصفاح فسلم عليه ، فوصله بأربعمائة دينار فقالوا : يا أبا عبد الله ، تعطي شاعرا مبتهرا قال : إن خير ما أمضيت من مالك ما وقيت به عرضك ، والفرزدق شاعر لا يؤمن. فقال قوم لإسماعيل : وما عسى أن يقول في الحسين ، ومكانه مكانه ، وأبوه وأمه من قد علمت قال : اسكتوا فإن الشاعر ملعون ، إن لم يقل في أبيه وأمه قال في نفسه.
7097 قال : أخبرنا موسى بن إسماعيل قال : حدثنا معاوية بن عبد الكريم ، عن مروان الأصفر قال : حدثني الفرزدق بن غالب قال : لما خرج الحسين بن علي رحمه الله ، لقيت عبد الله بن عمرو فقلت له : إن هذا الرجل قد خرج فما ترى ؟ قال : أرى أن تخرج معه فإنك إن أردت دنيا أصبتها وإن أردت آخرة أصبتها قال : فرحلت نحوه ، فلما كنت في بعض الطريق بلغني قتله ، فرجعت إلى عبد الله بن عمرو فقلت : أين ما قلت لي ؟ قال : كان رأيا رأيته.
(العراق) وغدرهم ، وقلة وفائهم ، ولا يفون لك بشيء ، فقالت بنو عقيل لحسين : ليس هذا بحين رجوع ، وحرَّضُوه على المضي. فقال حسين لأصحابه : قد ترون ما يأتينا ، وما أرى القوم إلى سيخذلوننا ، فمن أحب أن يرجع فليرجع ، فانصرف عنه (الذين) صاروا إليه في طريقه وبقي في أصحابه الذين خرجوا معه من مكة ونُفَيْرٌ من صَحْبِهِ في الطريق ، فكانت خيلهم اثنين وثلاثين فرساً. قال : وجمع عبيد الله المقاتلة وأمر لهم بالعطاء ، وأعطى الشُرَطَ ، ووجه حصين بن تميم الطُّهْوي إلى القادسية ، وقال له : أقم بها فمن أنْكَرتَه فخذه ، وكان حسين قد وجّه قيس بن مسهر الأسدي إلى مسلم بن عقيل قبل أن يبلغه قتله ، فأخذه حصين فوجه به إلى عبيد الله ، فقال له عبيد الله : قد قتل الله مسلمًا فأقم في الناس الكذاب بن الكذاب ، فصعد قيس المنبر فقال : أيها الناس إني تركت الحسين بن علي بالحاجر ، وأنا رسوله إليكم وهو يستنصركم فأمر به عبيد الله فطرح من فوق القصر فمات. ووجه الحصين بن تميم : الحر بن يزيد اليربوعي من بني رياح في ألف إلى الحسين وقال : سايره ولا تدعه يرجع حتى يدخل الكوفة وجَعْجِعْ به ، ففعل ذلك الحر بن يزيد. فأخذ الحسين طريق العُذَيْب حتى نزل الجوف مسقط النجف مما يلي المائتين ، فنزل قصر أبي مقاتل ، فخفق خفقة ثم انتبه يسترجع ، وقال : إني رأيت في المنام آنفًا فارسًا يسايرنا ويقول : القومُ يَسْرُون والمنايا تَسْرِي إليهم ، فعلمتُ أنه نُعي إلينا أنفسنا ، ثم سار حتى نزل بكربلاء فاضطرب فيه. ثم قال : أي منزلٍ نحن به ؟ قالوا : بكربلاء ، فقال : يوم كربٍ وبلاء ، فوجه إليه عبيد الله بن زياد عمر بن سعد بن أبي وقاص في أربعة آلاف ، وقد كان استعمله قبل ذلك على الرَّي وهمذان ، وقطع ذلك البعث معه ، فلما أمره بالمسير إلى حسين تأبّى ذلك وكرهه واستعفى منه ، فقال له ابن زياد : أُعْطِي الله عهدًا لئن لم تَسر إليه وتُقدِم عليه ، لأعزلنك عن عملك ، وأهدم دارك ، وأضرب عنقك ، فقال : إذًا أفعل ، فجاءته بنو زهرة ، قالوا : ننشدك الله أن تكون أنت الذي تلي هذا من حسين ، فتبقى عداوة بيننا وبين بني هاشم .فرجع إلى عبيد الله فاستعفاه فأبى أن يُعْفِيَه ، فصمّم وسار إليه ، ومع حسين يومئذٍ خمسون رجلاَّ ، وأتاهم من الجيش عشرون رجلاَّ ، وكان معه من أهل بيته تسعة عشر رجلاَّ ، فلما رأى الحسين عمر بن سعد ، قد قصد له فيمن معه قال : يا هؤلاء اسمعوا يرحمكم الله ما لنا ولكم ؟ ما هذا بكم يا أهل الكوفة ؟ قالوا : خِفْنا طرح العطاء قال : ما عند الله من العطاء خير لكم ، يا هؤلاء : دعونا فلنرجع من حيث جئنا. قالوا : لا سبيل إلى ذلك قال : فدعوني أمضي إلى الري فأجاهد الدّيْلم ، قالوا : لا سبيل إلى ذلك ، قال : فدعوني أذهب إلى يزيد بن معاوية فأضع يدي في يده ، قالوا : لا ، ولكن ضع يدك في يد عبيد الله بن زياد ، قال : أما هذه فلا ، قالوا : ليس لك غيرها ، وبلغ ذلك عبيد الله بن زياد فهَمّ أن يُخلَى عنه ، وقال : والله ما عرض لشيء من عملي وما أراني إلى مخل سبيله يذهب حيث شاء ، فقال شِمْر بن ذي الجوشَن الضبابي إنك والله إن فعلت وفاتك الرجل لا تستَقِيلها أبدًا ، وإنما كان هِمّةُ عبيد الله أن يثبت على العراق ، فكتب إلى عمر بن سعد : الآن حين تَعلْقَتْه حِبَالُنا ... يرجو النجاة وَلاَتَ حين مناصَ فناهضه وقال لشمر بن ذي الجوشن : سر أنت إلى عمر بن سعد فإن مضى لما أمرتُه وقاتل حسينًا ، وإلا فاضرب عنقه وأنت على الناس. قال : وجعل الرجل والرجلان والثلاثة يتسللون إلى حسين من الكوفة ، فبلغ ذلك عبيد الله فخرج فعسكر بالنخيلة ، واستعمل على الكوفة عمرو بن حريث وأخذ الناس بالخروج إلى النخيلة وضبط الجسر ، فلم يترك أحدًا يجوزه ، وعقد عبيد الله للحصين بن تميم الطُّهْوِي على ألفين ، ووجهه إلى عمر بن سعد ، مددًا له ، وقدم شِمر بن ذي الجوشن الضبابي على عمر بن سعد بما أمره به عبيد الله عشية الخميس لتسع خلون من المحرم سنة إحدى وستين بعد العصر ، فنودي في العسكر فركبوا ، وحسين جالس أمام بيته محتبيًا ، فنظر إليهم قد أقبلوا ، فقال للعباس بن علي بن أبي طالب : القهم فاسألهم ما بدا لهم ، فسألهم ، فقالوا : أتانا كتاب الأمير يأمرنا أن نعرض عليك أن تنزل على حكمه أو نناجزك ، فقال : انصرفوا عنا العشية حتى ننظر ليلتنا هذه فيما عرضتم ، فانصرف عمر. وجمع حسين أصحابه في ليلة عاشوراء ليلة الجمعة فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وما أكرمه الله به من النبوة وما أنعم به على أمته ، وقال : إني لا أحسب القوم إلا مقاتلوكم غدًا وقد أذنت لكم جميعًا فأنتم في حِلّ مني ، وهذا الليل قد غشيكم فمن كانت له منكم قوة فليضم رجلاَّ من أهل بيتي إليه ، وتفرقوا في سوادكم حتى يأتي الله { بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} . فإن القوم : إنما يطلبونني فإذا رأوني لَهَوْا عن طلبكم. فقال أهل بيته : لا أبقانا الله بعدك ، لا والله لا نفارقك حتى يصيبنا ما أصابك ، وقال ذلك أصحابه جميعًا ، فقال : أثابكم الله على ما تنوون الجنة.
7101 قال : أخبرنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا جعفر بن سليمان ، عن يزيد الرشك قال : حدثني من شافه الحسين قال : رأيت أبينة مضروبة بفلاة من الأرض فقلت : لمن هذه ؟ قالوا : هذه لحسين قال : فأتيته فإذا شيخ يقرأ القرآن ، قال : والدموع تسيل على خديه ولحيته ، قال : قلت : بأبي وأمي يا ابن رسول الله ، ما أنزلك هذه البلاد والفلاة التي ليس بها أحد ؟ قال : هذه كتب أهل الكوفة إليّ ولا أراهم إلا قاتليّ ، فإذا فعلوا ذلك لم يدعوا لله حرمة إلا انتهكوها فيسلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فَرَمِ الأمة ، يعني مقنعتها.، ثم رجع الحديث إلى الأول : قالوا : وقد كان الحسين قدم مسلم بن عقيل بن أبي طالب إلى الكوفة ، وأمره أن ينزل على هانئ بن عروة المرادي ، وينظر إلى اجتماع الناس عليه ويكتب إليه بخبرهم ، فقدم مسلم بن عقيل الكوفة مستخفيًا ، وأتته الشيعة ، فأخذ بيعتهم ، وكتب إلى حسين بن علي : إني قدمت الكوفة فبايعني منهم إلى أن كتبت إليك ثمانية عشر ألفًا فعجّل القدوم فإنه ليس دونها مانع ، فلما أتاه كتاب مسلم أغذّ السير حتى انتهى إلى زُبَالة ، فجاءت رسل أهل الكوفة إليه بديوان فيه أسماء مائة ألف ، وكان النعمان بن بشير الأنصاري على الكوفة في آخر خلافة معاوية فهلك وهو عليها ، فخاف يزيد أن لا يُقْدِمَ النعمان على الحسين ، فكتب إلى عبيد الله بن زياد بن أبي سفيان وهو على البصرة ، فضم إليه الكوفة ، وكتب إليه بإقبال الحسين إليها ، فإن كان لك جناحان فطر حتى تسبق إليها ، فأقبل عبيد الله بن زياد على الظهر سريعًا حتى قدم الكوفة ، فأقبل متعممًا متنكرًا حتى دخل السوق ، فلما رأته السفلة وأهل السوق خرجوا يشتدون بين يديه وهم يظنون أنه حسين ، وذاك أنهم كانوا يتوقعونه ، فجعلوا يقولون لعبيد الله : يا ابن رسول الله ، الحمد لله الذي أراناك ، وجعلوا يقبِّلون يده ورِجْله ، فقال عبيد الله : لشدّ ما فسد هؤلاء ، ثم مضى حتى دخل المسجد فصلى ركعتين ثم صعد المنبر وكشف عن وجهه فلما رآه الناس مال بعضهم على بعض وأقشعوا عنه. وبنى عبيد الله بن زياد تلك الليلة بأهله أم نافع بنت عمارة بن عقبة بن أبي معيط ، وأتى تلك الليلة برسول الحسين بن علي قد كان أرسله إلى مسلم بن عقيل يقال له : عبد الله بن بقطر ، فقتله , وكان قَدِمَ مع عبيد الله من البصرة شريك بن الأعور الحارثي وكان شيعة لعليّ ، فنزل أيضًا على هانئ بن عروة ، فاشتكى شريك ، فكان عبيد الله يعوده في منزل هانئ ، ومسلم بن عقيل هناك لا يعلم به. فهيئوا لعبيد الله ثلاثين رجلاَّ يقتلونه إذا دخل عليهم وأقبل عبيد الله فدخل على شريك يسأل به ، فجعل شريك يقول : ما تنظرون بسلمى أن تحيُّوها اسقوني ولو كانت فيها نفسي ، فقال عبيد الله : ما يقول ؟ قالوا : يهجر وتحشحش القوم في البيت ، فأنكر عبيد الله ما رأى منهم ،فوثب فخرج ودعا مولى لهانئ بن عروة كان في الشرطة فسأله فأخبره الخبر ، فقال : أولاَّ ثم مضى حتى دخل القصر وأرسل إلى هانئ بن عروة وهو يومئذ ابن بضع وتسعين سنة فقال : ما حملك على أن تُجير عدوّي وتنطوي عليه ؟ فقال : يا ابن أخي إنه جاء حقٌّ هو أحق من حقك وحق أهل بيتك ، فوثب عبيد الله وفي يده عنزة فضرب بها رأس هانئ حتى خرج الزُجّ واغترز في الحائط ونثر دماغ الشيخ فقتله مكانه. وبلغ الخبر مسلم بن عقيل ، فخرج في نحو من أربعمائة من الشيعة ، فما بلغ القصر إلا وهو في نحو ستين رجلاَّ ، فغربت الشمس واقتتلوا قريبًا من الرحبة ، ثم دخلوا المسجد وكثرهم أصحاب عبيد الله بن زياد وجاء الليل فهرب مسلم حتى دخل على امرأة من كندة يقال لها : طوعة ، فاستجار بها ، وعلم بذلك محمد بن الأشعث بن قيس فأخبر به عبيد الله بن زياد ، فبعث إلى مسلم فجيء به فأنّبه وبكّته وأمر بقتله ، فقال : دعني أوصي ، قال : نعم ، فنظر إلى عمر بن سعد بن أبي وقاص فقال : إن لي إليك حاجة وبيني وبينك رَحِم ، فقال عبيد الله : انظر في حاجة ابن عمك ، فقام إليه فقال : يا هذا إنه ليس ها هنا رجل من قريش غيرك ، وهذا الحسين بن علي قد أظلك فأرسل إليه رسولاَّ فلينصرف ، فإن القوم غرّوه وخدعوه وكذبوه ، وإنه إن قتل لم يكن لبني هاشم بعده نظام ، وعليّ دَيْن أخذته منذ قدمت الكوفة فاقضه عني ، واطلب جثتي من ابن زياد فوارها ، فقال له ابن زياد : ما قال لك ؟ فأخبره بما قال ، فقال : قل له : أمّا مالك فهو لك لا نمنعك منه وأما حُسين ، فإن تركنا لم نُرِدُه ، وأما جثته فإذا قتلناه لم نبال ما صُنِعَ به. ثم أمر به فقتل ، فقال عبد الله بن الزبير الأسدي في ذلك. إن كُنْتِ لا تَدْرِين ما الموتُ فانظري ... إلى هانئ في السوق وابن عقيلِ ترى جسدًا قد غَيَّرَ الموتُ لونه ... ونَضْحَ دمٍ قد سال كُلَّ مَسِيلِ أصابهما أمرُ الإمامِ فأصبحا ... أحاديثَ من يَهوى بكل سبيلِ تَرَى بَطَلاَّ قد هشّم السيفُ رأَسَه ... وآخرَ يَهوي من طَمار قتيلِ أيركبُ أسماءُ الهماليجَ آمنًا ... وقد طَلَبَتْهُ مّذْحجٌ بقتيلِ فإنْ أنتمُ لم تثأروا بأخيكمُ ... فكونوا بَغَايَا أُرْضِيَت بقليلِ يعني أسماء بن خارجة الفزاري ، كان عبيد الله بن زياد بعثه ، وعمرو بن الحجاج الزبيدي إلى هانئ بن عروة ، فأعطياه العهود والمواثيق ، فأقبل معهما حتى دخل على عبيد الله بن زياد فقتله. قال : وقضى عمر بن سعد دَيْن مُسلم بن عقيل ، وأخذ جثته فكفّنه ودفنه ، وأرسل رجلاَّ إلى الحسين فحمله على ناقة وأعطاه نفقة ، وأمره أن يبلّغه ما قال مسلم بن عقيل ، فلقيه على أربع مراحل فأخبره. وبعث عبيد الله برأس مسلم بن عقيل ، وهانئ بن عروة إلى يزيد بن معاوية. وبلغ الحسين قتلُ مسلم وهانئ ، فقال له ابنه علي الأكبر : يا أبه ، ارجع فإنهم أهل
7095 قال : أخبرني أبي ، قال : خرجنا حجاجا ، فلما كنا بالصفاح إذا نحن بركب عليهم اليلامق ومعهم الدرق ، فلما دنوت منهم إذا أنا بحسين بن علي ، فقلت : أي أبو عبد الله . قال : فرزدق ما وراءك ، قال : أنت أحب الناس والقضاء في السماء ، والسيوف مع بني أمية . قال : ثم دخلنا مكة فلما كنا بمنى قلت له : لو أتينا عبد الله بن عمرو فسألناه عن حسين وعن مخرجه فأتينا منزله بمنى ، فإذا نحن بصبية له سود مولّدين يلعبون قلنا أين أبوكم ؟ قالوا في الفسطاط يتوضأ . فلم نلبث أن خرج علينا من فسطاطه . فسألناه عن حسين فقال : أما إنه لا يحيك فيه السلاح . قال : فقلت له : تقول هذا فيه وأنت الذي قاتلته وأباه ، فسبني فسببته ، ثم خرجنا حتى أتينا ماء لنا يقال له : تعشار ، فجعل لا يمر بنا أحد إلا سألناه عن حسين ، حتى مر بنا ركب فناديناهم : ما فعل حسين بن علي ؟ قالوا : قُتلَ ، فقلت : فعل الله بعبد الله بن عمرو وفعل. قال سفيان : ذهب الفرزدق إلى غير المعنى أو قال الوجه ، إنما قال : لا يحيكُ فيه السلاح ولا يضره القتل مع ما قد سبق له.
7094 قال : أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميدي ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، قال : حدثني لبطة بن الفرزدق، وهو في الطواف وهو مع ابن شبرمة
7103 قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن أبي الأسود العبدي ، عن الأسود بن قيس العبدي قال : قيل لمحمد بن بشير الحضرمي : قد أسر ابنك بثغر الري ، قال : عند الله احتسبه ونفسي ما كنت أحب أن يؤسر ولا أن أبقى بعده ، فسمع قوله الحسين فقال له : رحمك الله أنت في حِلّ من بيعتي فاعمل في فكاك ابنك ، قال : أكلتني السباع حيًا إن فارقتك قال : فاعط ابنك هذه الأثواب والبرود يستعين بها في فكاك أخيه ، فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف دينار.