عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصيّ



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    7179 قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني عبد الله بن جعفر ، عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة (ح) قال : وحدثني شرحبيل بن أبي عون ، عن أبيه (ح) قال : وحدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد ، وغيرهم أيضًا قد حدثني بطائفة من هذا الحديث ، قالوا : لم يزل ابن الزبير مقيمًا بالمدينة في خلافة معاوية بن أبي سفيان فتوفي معاوية ، فبعث يزيد بن معاوية إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وهو يومئذٍ والي المدينة ينْعي معاوية ، ويأمره أن يبايع مَنْ قِبَلَه من الناس ، فجاءه الرسول ليلاَّ فأرسل إلى ابن الزبير فدعاه إلى البيعة فقال : حتى نُصبح فتركه ، فخرج ابن الزبير وهو يقول : هو يزيد الذي نعرف ، والله ما أحدث خيرًا ولا مروءة ، وخرج من ليلته إلى مكة ، فلم يزل مقيمًا بها حتى خرج حسين بن علي منها إلى العراق ، ولزم ابن الزبير الحِجْر ولبس المُعَافِري وجعل يُحرِّض الناس على بني أمية ، وبلغ يزيد ذلك ، فوجد عليه ، فقال ابن الزبير : أنا على السمع والطاعة لا أبدل ولا أغير ، ومشى إلى يحيى بن حكيم بن صفوان بن أُمَية الجمحي وهو والي مكة ليزيد بن معاوية ، فبايعه له على الخلافة ، فكتب بذلك يحيى إلى يزيد فقال : لا أقبل هذا منه حتى يؤتى به في جَامِعَة ، فقال له ابنه معاوية بن يزيد : يا أمير المؤمنين ادفع الشر عنك ما اندفع ، فإن ابن الزبير رجل لَحِز لجوج ، ولا يطيع بهذا أبدًا ، وإن تُكَفّر عن يمينك وتلُهى منه حتى تنظر ما يصير إليه أمره أفضل ، فغضب يزيد وقال : إن في أمرك لعجب ، قال : فادع عبد الله بن جعفر فسله عما أقول وتقول ، فدعى عبد الله بن جعفر فذكر له قولهما ، فقال عبد الله : أصاب أبو ليلى ووفِّقَ ، فأبى يزيد أن يقبل ذلك وعزل الوليد بن عتبة عن المدينة ، وولاها عمرو بن سعيد بن العاص وأرسل إليه : إن أمير المؤمنين يقسم بالله لا يقبل من ابن الزبير شيئًا حتى يؤتى به في جامعةٍ ، فعرضوا ذلك على ابن الزبير فأبى ، فبعث يزيد : الحصين بن نمير ، وعبد الله بن عضاه الأشعري بجامعة إلى ابن الزبير يقسم له بالله لا يقبل منه إلا أن يؤتى به فيها ، فمرّا بالمدينة ، فبعث إليه مروان معهما عبد العزيز بن مروان ، يكلمه في ذلك ويهون عليه الأمر. فقدموا عليه مكة فأبلغوه يمين يزيد بن معاوية ورسالته ، وقال له عبد العزيز بن مروان : إن أبي أرسلني إليك عناية بأمرك وحفظًا لحرمتك ، فأبْرِر يمينَ أمير المؤمنين ،فإنما تجعل عليك جامعة فضة أو ذهب وتلبس عليها بُرْنسا فلا تبدو إلا أن يسمع صوتها . فكتب ابن الزبير إلى مروان يجزيه خيرًا ويقول : قد عرفت عنايتك ورأيك ، فأما هذا فإني لا أفعله أبدا ، فليكفِّر يزيد عن يمينه أو يدع. وقال ابن الزبير : اللهم إني عائذ ببيتك الحرام ، وقد عرضت عليهم السمع والطاعة فأبوا إلا أن يُخلوا بي ويستحلوا مني ما حرّمت. فمن يومئذ سمي العائذ ، وأقام بمكة لا يعرض لأحد ، ولا يعرض له أحد ، فكتب يزيد بن معاوية إلى عمرو بن سعيد أن يوجّه إليه جندًا ، فسأل عمرو بن سعيد : من أعدى الناس لعبد الله بن الزبير ؟ فقيل أخوه عمرو بن الزبير ، فولاه شرطه بالمدينة فضرب ناسا كثيرا من قريش والأنصار بالسياط وقال : هؤلاء شيعة عبد الله بن الزبير ، وفرّ منه قوم كثير في نواحي المدينة. ثم وجه إلى عبد الله بن الزبير في جيش من أهل الشام ألف رجل ، وأمرهُ بقتاله. فمضى عمرو بن الزبير حتى قدم مكة فنزل بذي طوى ، وأتى الناس عمرو بن الزبير يُسلمون عليه وقال : جئت لأن يعطي عبد الله الطاعة ليزيد ويبرّ قسمه ، فإن أبى قاتلته . فقال له جبير بن شيبة : كان غيرك أولى بهذا منك ، تسير إلى حرم الله وأمنه ، وإلى أخيك في سِنه وفضله ، تجعله في جامعة ؟! ما أرى الناس يدعونك وما تريد . قال : أرى أن أقاتل من حال دون ما خرجت له. ثم أقبل عمرو ، فنزل داره عند الصفا ، وجعل يرسل إلى أخيه ، ويرسل إليه أخوه ، فما قدم له ، وكان عمرو يخرج فيصلي بالناس ، وعسكره بذي طوى ، وابن الزبير معه يشبك أصابعه في أصابعه ، ويكلمه في الطاعة ، ويلين له الكلام ، فقال عبد الله بن الزبير : ما بعد هذا شيء ، إني لسامع مطيع ، أنت عامل يزيد وأنا أصلى خلفك ، ما عندي خلاف ، فأما أن تجعل في عنقي جامعة ، ثم أقاد إلى الشام ، فإني نظرت في ذلك فرأيته لا يحل لي أن أحل بنفسي ، فراجع صاحبك واكتب إليه ، قال : لا والله ما أقدر على ذلك. فهيّأ عبد الله بن صفوان قومًا كانوا مُعَدِّين مع ابن الزبير من أهل السَّراة وغيرهم ، فعقد لهم لواءً ، وخرج عبد الله بن صفوان من أسفل مكة من اللِّيْط فلم يشعر أُنَيْس بن عمرو الأسلمي وهو على عسكر عمرو بن الزبير ، إلا بالقوم ، فصاح بأصحابه وهم قريب على عُدّة فتصافوا ، فقتل أنيس بن عمرو في المعرك ، ووجه عبد الله بن الزبير مصعب بن عبد الرحمن بن عوف في جمع إلى عمرو بن الزبير ، فلقوه فتفرق أصحابه عنه وانهزم عسكره من ذي طوى ، وجاء عبيدة بن الزبير إلى عمرو بن الزبير فقال : أنا أُجيرك من عبد الله ، فجاء به إلى عبد الله أسيرًا والدم يقطر على قدميه ، فقال : ما هذا الدم ؟ فقال : لسنا على الأعقاب تدمي كُلُومنا ... ولكن على أقدامنا يَقْطُرُ الدمُ فقال : تكلم ، أي عدو الله ، المستحل لحرمة الله ، فقال عبيدة : إني قد أجرته فلا تخفر جواري ، فقال : أنا أجير جوارك لهذا الظالم الذي فعل ما فعل ، فأما حق الناس فإني أقتص لهم منه. فضربه بكل سوط ضرب به أحدًا من الذين بالمدينة وغيرهم ، إلا محمد بن المنذر بن الزبير فإنه أبى أن يقتص ، وعثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام فإنه أبى أيضاً. وأمر به فحبس في حبس زيد عارم ، وكان زيد عارم مع عمرو بن الزبير ، فأخذه فحبسه مع عمرو بن الزبير ، فسمي ذلك الحبس سجن عارم ، وبنى لزيد عارم ذراعين في ذراعين ، وأدخله وأطبق عليه بالجص والآجرِّ. وقال عبد الله بن الزبير : من كان يطلب عمرو بن الزبير بشيء فليأتنا نقصّه منه ، فجعل الرجل يأتي فيقول : نتف أشفاري ، فيقول انتف أشفاره ،وجعل يقول الآخر : نتف حلمتي ، فيقول : انتف حلمته ، وجعل الرجل يأتي فيقول : لهزني ، فيقول : الْهَزْه ، وجعل الرجل يجيء فيقول : نتف لحيتي ، فيقول : انتف لحيته. وكان يقيمه كل يوم ، ويدعو الناس إلى القصاص منه سنة ، فقام مصعب بن عبد الرحمن بن عوف فقال : جلدني مائة جلدة بالسياط ، وليس بوالٍ ، ولم آت قبيحًا ، ولم أركب منكرًا ، ولم أخلع يدًا من طاعة ، فأمر بعَمْرٍ أن يقام ، ودفع إلى مصعب سوطًا ، وقال له عبد الله بن الزبير : اضرب ، فجلده مصعب مائة جلدة بيده ، فنغل جسد عمرو فمات ، فأمر به عبد الله فصلب. قالوا : ونحّى عبد الله بن الزبير ، الحارث بن خالد عن الصلاة بمكة ، وكان عاملاَّ ليزيد بن معاوية عليها ، وأمر مصعب بن عبد الرحمن أن يصلي بالناس ، فكان يصلي بهم ، وكان لا يقطع أمرًا دون المِسور بن مخرمة ، ومصعب بن عبد الرحمن بن عوف ، وجبير بن شيبة ، وعبد الله بن صفوان بن أُمَية ، يشاورهم في أمره كله ، ويريهم أن الأمر شورى بينهم لا يستبدُّ بشيء منه دونهم ، ويصلي بهم الصلوات والجمع ويحج بهم. وعزل يزيد بن معاوية ، عمرو بن سعيد عن المدينة ، وولاها الوليد بن عتبة ، ثم عزله وولى عثمان بن محمد بن أبي سفيان ، فوثب عليه أهل المدينة فأخرجوه ، وكانت وقعة الحرة. وكانت الخوارج قد أتته وأهل الأهواء كلهم ، وقالوا : عائذ الله ، وكان شعاره : لا حكم إلا الله ، فلم يزل على ذلك بمكة ، وحج بالناس عشر سنين ولاءً ، أولها سنة اثنتين وستين , وآخرها سنة إحدى وسبعين.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    7168 حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، قال : أخبرنا سعيد ، عن عمرو بن عامر ، عن صاحب له ، عن أم كَلْثَم ، عن عائشة قالت : لما ولد ابن الزبير انطلقتُ به إلى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فحنكه وسماه عبد الله ، وقال لعائشة : أنت أم عبد الله ، قالت أم كلثم : فما زلنا نكنيها أم عبد الله وما ولدت ولدًا قط.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    7169 قال : أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن ابن أبي مليكة قال : كان مع عثمان يوم الدار عصابة مُسْتَنصِرة ، منهم عبد الله بن الزبير.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    7170 قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني شرحبيل بن أبي عون ، عن أبيه قال : سمعت ابن الزبير يقول على منبر مكة : والله لقد استخلفني أمير المؤمنين عثمان على الدار ، فلقد كنت أنا الذي أُقَاتِل بهم ، ولقد كنت أخرج في الكتيبة فأباشر القتال بنفسي ، فجرحت بضعة عشر جرحًا ، فإني لأضع اليوم يدي على بعض تلك الجراحة التي جُرحتُ مع عثمان رحمه الله ، فأرجو أن يكون خير أعمالي.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    7165 قال : أخبرنا أبو معاوية ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : كان عبد الله بن الزبير أول مولود ولد في الإسلام ، ولدته أسماء بقباء ، فجاءت به النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فسماه عبد الله ، وحنكه بتمرة ، مضغها ثم أدخلها فاه.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    7166 قال : أخبرنا الفضل بن دكين قال : حدثنا محمد بن شريك قال : حدثني ابن أبي مليكة ، عن عبد الله بن الزبير قال : سُمّيت باسم جدي أبي بكر وكنيت بكنيته.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    7167 قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى قال : أخبرنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن رجل ، حدثه أن أبا بكر طاف بعبد الله بن الزبير في خرقة ، وهو أول مولود ولد في الإسلام. قال محمد بن سعد : فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر فقال : هذا غلط بَيِّن ، عبد الله بن الزبير أول مولود ولد بالمدينة بعد الهجرة ، لا اختلاف بين المسلمين في ذلك ، ومكة يومئذ دار حرب لم يدخلها رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ولا أحد من المسلمين إلى عمرة القضية سنة سبع ، فكيف طاف به في خرقة ؟ ومتى وصل إلى مكة ، وهل فارق رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم منذ هاجر معه إلى أن قُبض رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ؟

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    7164 قال : أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة قال : حدثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أسماء ، أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة قالت : فخرجت وأنا مُتِمّ فأتيت المدينة فنزلت قباء فولدته بقباء ، ثم أتيت به رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فوضعته في حجره فدعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شئ دخل جوفه ريق رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، قالت : ثم حنكه بالتمرة ، ثم دعا له وبارك عليه ، وكان أول مولود ولد في الإسلام.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،