المِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَة بن نوفل بن أُهَيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب
7284 قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني عبد الله بن جعفر ، عن أم بكر بنت المسور ، عن أبيها قال : لما حضرتُ عُمَرَ حين قرأ علينا كتاب صدقاته وعنده المهاجرون ، فَبَرَكْتُ وأنا أريد أن أقول : يا أمير المؤمنين أنك تحتسب الخير وتنويه ، وإني أخشى أن يأتي رجالٌ لا يحتسبون بمثل حسبتك ولا ينوون نيتك ، يحتجون بك بقطع المواريث ، ثم استحييت أن افتأت على المهاجرين , وإني لأظن لو قلت ذلك ما تصدق بشيء أبداً.
7289 قال : أخبرنا محمد بن عمر ، عن عبد الله بن جعفر ، عن أم بكر بنت المسور ، عن أبيها ، أنه وجد يوم القادسية إبريقَ ذهبٍ عليه الياقوت والزَّبَرْجَدُ فلم يدر ما هو ؟ فلقيه فارسيٌّ فقال : آخذه بعشرة آلاف ، فعرف أنه شيء ، فذهب به إلى سعد بن أبي وقاص فأخبره خبره ، فَنَفَّلَهُ إياه ، وقال : لا تبعه بعشرة آلاف ، فباعه له سعدٌ بمائة ألف ، فدفعها إلى المسور ولم يُخَمِّسها.
7271 قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني عبد الله بن جعفر ، عن أم بكر بنت المسور ، عن أبيها ، قال : لما وَلِيَ عبد الرحمن بن عوف الشورى قلت : إن تَرْكِي خالي وقد تحمل أمر المسلمين خطأٌ ، فلزِمتُه لزومًا لم أكن ألْزمه ، ولم يك شيئًا أحب إليّ من أن يليها عبد الرحمن أو سعد ، فخرجت يومًا فأدركني عمرو بن العاص فناداني : يا مسور ، يا مسور فأقبلت عليه فقال : ما ظنُّ خالك بالله إن وَلَّى أحدًا وهو يعلم أنه خيرٌ ممن يُوِلّي ؟ قال المسور : فقال لي شيئًا اشتهيه ، فجئت عبد الرحمن بن عوف فوجدتُه مضطجعًا في رشّ دار المال واضعًا إحدى رجليه على الأرض ، فقلت له : لو رأيت رجلاَّ قال لي كذا وكذا ، فجلس فقال لي : من هو ؟ فقلت : لا أخبرك ، فحلف لا يكلمني إذًا ، فأخبرته ، فقال : والله لأن توضع سكينٌ في لُبَّتي حتى تخرج من سُرّتي ، أحبُّ إليّ من أن لا أتبع عمر بن الخطاب. قال : وطرقني عبد الرحمن في صبح اللية التي بُويع فيها عُثمان ، فقال لي : يا ابن أختي اكفني هذه الناحية ، يعني المهاجرين ، وأكفيك هذه الناحية ، يعني الأنصار ، وادعُ علياّ وعثمان ، وكنت أحبُّ عليًا ، فقلت بأيهما أبدأ ؟ قال : بأيهما شئت ، فجئت عليًا فقلت : إن خالي يدعوك يقول : وافني في دار المال ، فقال : أرسلك إلى أحد معي ؟ قلت : عثمان ، قال : بأيهما أمرك أن تبدأ ؟ قلت : قد سألته ، فقال : بأيهما شئت ، قال : ثم ذهبت إلى عثمان ، فقلت : إن خالي يدعوك ، فقال لي عثمان : أرسلك إلى أحد معي ؟ فقلت : عليّ ، فقال : بأيّهما أمرك أن تبدأ ؟ فقلت : قد قلتُ له ، فقال : بأيهما شئت ، وقلت له : يقول لك وافني في دار المال ، قال : ووعدهم دار المال إلى مَنْ جَمَعَ ، قال : فدخلت معهم ، والله ما في الدار رجل إلا من المهاجرين الأولين غيري ، قال : فذاك حين شاورهم واجتمع على بيعة عثمان فبايعوه جميعاً.
7270 قال : أخبرنا عبد الملك بن عمرو ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن أم بكر ، قال مرَّة إن المسور ، وقال مرّةً عن المسور ، أن المسور خرج تاجرًا إلى سوق ذي المجاز أو عكاظ فإذا رجل من الأنصار يَؤُمُّ الناس أَرَتُّ أو ألْثَغُ ، فأخّره وقدّم رجلاَّ ، فغضب الرجل المُؤَجَّرُ ، فأتى عُمَرَ فقال : يا أمير المؤمنين إن المسور أخرني وقدم رجلاَّ ، فغضب عمر وجعل يقول : واعجبًا لك يا مسور وجعل يُرسل إلى بيته ، فلما قدم المسور أُخبر بذلك ، فأتاه فلما رآه طالعًا قال : واعجبًا لك يا مسور ، فقال : لا تعجل يا أمير المؤمنين فوالله ما أردت إلا الخير قال : وأنّى الخير في هذا ؟ فقال : إن سوق عكاظ أو ذي المجاز اجتمع فيها ناسٌ كثير ، عامتهم لم يسمع القرآن ، وكان الرجلُ أَرَتُّ أو ألْثَغُ فخشيت أن يتفرقوا بالقرآن على لسانه فأخرته وقدمت رجلاَّ عربيًا بينًا فقال عمر : جزاك الله خيراً.
7268 قال : أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن أم بكر بنت المسور ، عن المسور قال : مرّ بي يهوديُّ وأنا قائم خلف النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، والنبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يتوضأ ، قال : فقال لي : ارفع ثوبه عن ظهره ، فذهبت أرفعه ، فنضح النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم في وجهي من الماء.
7269 قال : أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، عن أم بكر بنت المسور ، أن المسور : احتكر طعامًا فرأى سحابًا من سحاب الخريف فكرهه ، فلما أصبح أتى السوق ، فقال : من جاءني وَلَّيْتُه ، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فأتاه بالسوق ، فقال : أجُنِنْتَ يا مسور ؟ قال : لا والله يا أمير المؤمنين ، ولكني رأيت سحابًا من سحاب الخريف فكرهته ، فكرهت ما ينفع الناس ، فكرهت أن أربح فيه ، وأردت أن لا أربح فيه ، فقال : جزاك الله خيراً.