الضحاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر وأُمُّه أميمة بنت ربيعة بن حِذْيم بن عامر بن مبذول بن الأحمر بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة فولد الضحاك عَمرًا وأُمُّه من بني عوف بن حرب عبيد بن خزيمة بن لؤي ومحمدًا

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    7323 قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن خالد بن يزيد بن بشر ، عن أبيه ، وعبد الله بن بجاد الطابخي ، عن العيزار بن أنس الطابخي . ومسلمة بن محارب ، عن حرب بن خالد ، وغيرهم ، قالوا : لما مات معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، اختلف الناس بالشام ، فكان أول من خالف من أمراء الأجناد ، النعمان بن بشير بحمص ، دعا إلى ابن الزبير ، وبلغ زُفَر بن الحارث وهو بقنَّسرين فدعا إلى ابن الزبير ، ثم دعا الضحاك بن قيس الفهري بدمشق إلى ابن الزبير سرًا ، ولم يظهر ذلك لمكان مَن بها من بني أمية وكلب ، وبلغ حسان بن مالك بن بَحْدَل ذلك وهو بفلسطين ، وكان هواه في خالد بن يزيد فأمسك ، وكتب إلى الضحاك بن قيس كتابًا يُعَظِّم فيه حق بني أمية وبلاءهم عنده ، ويذم ابن الزبير ويذكر خلافه ومفارقته الجماعة ، ويدعو إلى أن يُبايع لرجل من بني حرب ، وبعث بالكتاب إليه من نَاغِضة بن كريب الطابخي ، وأعطاه نسخة الكتاب ، وقال له : إن قرأ الضحاك كتابي على الناس وإلا فاقرأه أنت ،وكتب إلى بني أمية يُعلمهم ما كتب به إلى الضحاك ، وما أمر به ناغضة ، ويأمرهم أن يحضروا ذلك ، فلم يقرأ الضحاك كتاب حسان ، فكان في ذلك اختلاف وكلام ، فسكتهم خالد بن يزيد ، ونزل الضحاك فدخل الدار فمكثوا أيامًا ، ثم خرج الضحاك ذات يوم فصلى بالناس صلاة الصبح ، ثم ذكر يزيد بن معاوية فشتمه ، فقام إليه رجل من كلب فضربه فعصا ، واقتتل الناس بالسيوف ، ودخل الضحاك دار الإمارة فلم يخرج ، وافترق الناس ثلاث فرق : فرقة زبيرية ، وفرقة بحدلية ، وهواهم لبني حرب ، والباقون لا يبالون لمن كان الأمر من بني أمية. وأرادوا الوليد بن عتبة بن أبي سفيان على البيعة فأبى وهلك تلك الليالي ، فأرسل الضحاك بن قيس إلى بني أمية ، فأتاه مروان بن الحكم ، وعمرو بن سعيد ، وخالد وعبد الله ابنا يزيد بن معاوية ، فاعتذر إليهم ، وذكر حسن بلائهم عنده ، وأنه لم يُرد شيئًا يكرهونه ، وقال : اكتبوا إلى حسان بن مالك بن بحدل حتى ينزل الجابية ، ثم نسير إليه فنستخلف رجلاَّ منكم ، فكتبوا إلى حسان ، فأقبل حتى نزل الجابية ، وخرج الضحاك بن قيس وبنو أمية يريدون الجابية ، فلما استقلت الرايات مُوَجِّهه ، قال معن بن ثور السلمي ومن معه من قيس : دعوتنا إلى بيعة رجل أحزم الناس رأيًا وفضلاَّ وبأسًا ، فلما أجبناك وبايعناك خرجت إلى هذا الأعرابي من كلب تبايع لابن أخته ، قال : فتقولون ماذا ؟ قالوا : نَصرِف الرايات وننزل فَنُظْهِر البيعة لابن الزبير. ففعل ، وبايعه الناس ، وبلغ ابن الزبير فكتب إلى الضحاك بعهده على الشام , وأخرج من كان بمكة من بني أمية ، وكتب إلى جابر بن الأسود بن عوف ، أو إلى الحارث بن حاطب الجمحي بالمدينة ، أن يخرج من بها من بني أمية إلى الشام ،وكتب الضحاك إلى أمراء الأجناد ممن دعا إلى ابن الزبير فأتوه. فلما رأى ذلك مروان ، خرج يريد ابن الزبير ليبايع له ويأخذ منه أمانًا لبني أمية ، وخرج معه عمرو بن سعيد ، فلما كانوا بأذرعات ، لقيهم عبيد الله بن زياد مقبلاَّ من العراق ، فأخبروه بما أرادوا ، فقال لمروان : سبحان الله ، أرضيت لنفسك بهذا ؟ تبايع لأبي خبيب وأنت سيد قريش وشيخ بني عبد مناف ، والله لأنت أولى بها منه. فقال له مروان : فما الرأي ؟ قال : الرأي أن ترجع وتدعو إلى نفسك ، وأنا أكفيك قريشًا ومواليها ، فلا يخالفك منهم أحد ، فرجع مروان وعمرو بن سعيد ، وقدم عبيد الله بن زياد دمشق فنزل باب الفراديس ، فكان يركب إلى الضحاك كل يوم فيسلم عليه ثم يرجع إلى منزله ، فعرض له رجل يومًا في مسيره فطعنه بحربة في ظهره وعليه الدرع ، فانثنت الحربة ، فرجع عبيد الله إلى منزله ، وأقام فلم يركب إلى الضحاك ، فأتاه الضحاك إلى منزله فاعتذر إليه ، وأتاه بالرجل الذي طعنه فعفى عنه عبيد الله ، وقبل من الضحاك. وعاد عبيد الله يركب إلى الضحاك في كل يوم ، فقال له يومًا : يا أبا أنس العجب لك وأنت شيخ قريش تدعو لابن الزبير وتدع نفسك ، أنت أرضى عند الناس منه ، لأنك لم تزل متمسكًا بالطاعة والجماعة ، وابن الزبير مشاق مفارق مخالف ، فادع إلى نفسك ، فدعا إلى نفسه ثلاثة أيام ، فقالوا له : أخذت بيعتها وعهودنا لرجل ، ثم دعوتنا إلى خلعه من غير حدثٍ أحدثه والبيعة لك ، وامتنعوا عليه. فلما رأى ذلك الضحاك عاد إلى الدعاء إلى ابن الزبير ، فأفسده ذلك عند الناس وغير قلوبهم عليه ، فقال له عبيد الله بن زياد : من أراد ما تريد لم ينزل المدائن والحصون ، ويبرز ويجمع إليه الخيل ، فاخرج عن دمشق واضمم إليك الأجناد ، وكان ذلك من عبيد الله مكيدة له. فخرج الضحاك فنزل المرج ، وبقي عبيد الله بدمشق ، ومروان وبنو أمية بتدمر ، وخالد وعبد الله ابنا يزيد بن معاوية بالجابية عند حسان بن مالك بن بحدل ، فكتب عبيد الله إلى مروان : أن ادع الناس إلى بيعتك ، ثم سِر إلى الضحاك فقد أصحر لك ،فدعا مروان بني أمية فبايعوه وتزوج أم خالد بن يزيد بن معاوية ، وهي ابنة أبي هاشم بن عتبة بن ربيعة ، واجتمع الناس على بيعة مروان فبايعوه. وخرج عبيد الله حتى نزل المرج ، وكتب إلى مروان فأقبل في خمسة آلاف ، وأقبل عباد بن زياد من حُوّارِيْن في ألفين من مواليه وغيرهم من كلب ، ويزيد بن أبي النمس بدمشق قد أخرج عامل الضحاك منها ، وأمد مروان بسلاح ورجال. وكتب الضحاك إلى أمراء الأجناد ، فقدم عليه زفر بن الحارث الكلابي من قنسرين ، وأمده النعمان بن بشير الأنصاري بشرحبيل بن ذي الكلاع في أهل حمص ، فتوافوا عند الضحاك بالمرج ، فكان الضحاك في ثلاثين ألفًا ، ومروان في ثلاثة عشر ألفًا ، أكثرهم رَجّالة ، ولم يكن في عسكر مروان غير ثمانين عتيقًا ، أربعون منها لعباد بن زياد ، وأربعون لسائر الناس ، فأقاموا بالمرج عشرين يومًا ، يلتقون في كل يوم فيقتتلون ، وعلى ميمنة مروان عبيد الله بن زياد ، وعلى ميسرته عمرو بن سعيد ، وعلى ميمنة الضحاك ، زياد بن عمرو العقيلي ، وعلى ميسرته ركز بن أبي شمر الهلالي. فقال عبيد الله بن زياد يومًا لمروان : إنك على حق ، وابن الزبير وأصحابه ومن دعا إليه على باطل ، وهم أكثر منك عددًا وأعدّ ، ومع الضحاك فرسان قيس ، فأنت لا تنال منهم ما تريد إلا بمكيدة ، فكدهم ، فقد أحل الله ذلك لأهل الحق ، والحرب خدعة ، فادعهم إلى الموادعة ، فإذا أمنوا وكفوا عن القتال فكُرّ عليهم. فأرسل مروان السفراء إلى الضحاك يدعوه إلى الموادعة ووضع الحرب ، حتى ننظُر ، فأصبح الضحاك والقيسية فأمسكوا عن القتال ، وهم يطمعون أن يبايع مروان لابن الزبير ، وقد أعد مروان أصحابه ، فلم يشعر الضحاك وأصحابه إلا بالخيل قد شدت عليهم ، ففزع الناس إلى راياتهم ، وقد غشوهم وهم على غير عُدَّة ، فنادى الناس : يا أبا أنيس أعجزًا بعد كيسٍ ؟ فقال الضحاك : أنا أبو أنيس : عَجْزٌ لَعَمْري بعد كَيس . فاقتتلوا ، ولزم الناس راياتهم وصبروا وصبر الضحاك ، فترجل مروان ، وقال : قبح الله من يوليهم اليوم ظهره حتى يكون الأمر لإحدى الطائفتين ، فقتل الضحاك بن قيس ، وصبرت قيس على راياتها يقاتلون عندها ، فنظر رجل من بني عقيل إلى ما تلقى قيس عند راياتها من القتل ، فقال : اللهم العنها من رايات ، واعترضها بسيفه فجعل يقطعها ، فإذا سقطت الراية ، تفرق أهلها ، ثم انهزم الناس ، فنادى منادي مروان : لا تتبعوا موليًا فأُمسِك عنهم.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    7324 قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن الشرقي بن القطامي الكلبي ، قال : قتل الضحاك بن قيس رجلٌ من كلب يقال له : زحمة بن عبد الله.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    7328 قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، قال : لما ولي عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس المدينة ، كان فتى شابًا ، فقال : إن الضحاك بن قيس كان قد دعا قيسًا وغيرها إلى البيعة لنفسه ، فبايعهم يومئذٍ على الخلافة ، فقال له زفر بن عقيل الفهري : هذا الذي كنا نعرف ونسمع ، وإن بني الزبير يقولون أيضًا : كان بايع لعبد الله بن الزبير وخرج في طاعته حتى قتل عليها. قال : الباطل والله يقولون ، ولكن كان أول ذلك أن قريشًا دعته إليها وقالت : أنت كبيرنا والقائم بدم الخليفة المظلوم ، وكنت عند معاوية باليمين فأبى فأبت عليه ، حتى دخل فيها كارهًا ، ودعت إليه قيس وغيرها من ذي يمين ، فلقيهم يوم مرج راهط فأصابهم ما قال ابن الأشرف : لا تبعدوا إن الملوك تُصَرَّعُ قال محمد بن عمر : وقُتِلت قيسُ بمرج راهط مقتلة لم تُقتَلْه في موطن قط ، وكانت وقعة مرج راهط للنصف من ذي الحجة تمام سنة أربع وستين. قال محمد بن عمر : في روايتنا : أن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم قبض والضحاك بن قيس غلام لم يبلغ ، وفي رواية غيرنا : أنه أدرك النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وسمع منه. قال محمد بن عمر : لما بلغ الضحاك أن مروان قد بايع لنفسه على الخلافة ، بايع من معه لابن الزبير ، ثم سار كل واحدٍ منهما إلى صاحبه بمن تبعه ، فالتقوا بمرج راهط للنصف من ذي الحجة تمام سنة أربع وستين ، فاقتتلوا قتالاَّ شديدًا ، فقُتِل الضحاك وأصحابه ، وقتلت قيس بمرج راهط مقتلة لم تُقتلهُ في موطن قط .

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    7327 قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : قتل الضحاك بن قيس يوم مرج راهط ، على أنه يدعو إلى عبد الله بن الزبير ، وكتب بذلك كتابًا إلى عبد الله ، فنعاه عبد الله لنا ، وذكر من طاعته وحسن رأيه.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    7326 قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن مسلمة بن محارب ، عن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية ، أن عبد الملك بن مروان ذكر الضحاك بن قيس يومًا فقال : العجب من الضحاك ومن طلبه الخلافة لابن الزبير ، ثم قاتل عليها له ، وإنما قتل أباه تَيْسٌ حَبَلّقِي نطحه ، فأدركوه وما به حَبَضٌ ولا نبض فقيل له : يا أمير المؤمنين : هذا ابنه عبد الرحمن ، فقال : سوءة .

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    7325 قال : أخبرنا علي بن محمد ، عن خالد بن يزيد بن بشر الكلبي ، قال : حدثني من شهد مقتل الضحاك ، قال : مر بنا رجل يقال له : زحمة ، ما يطعن أحدًا إلا صرعه ، ولا يضرب أحدًا إلا قتله ، إذ حمل على رجل فطعنه فصرعه وتركه ومضى ، حتى ضرب رجلاَّ فجدّ له فأثبته ، فإذا هو الضحاك ، فاحتززتُ رأسه فأتيت به مروان ، فقال : أنت قتلته ؟ قلت : لا ، وأخبرته من قتله ، وكيف صنع فأعجبه صِدقي ، كره قتل الضحاك ، وقال : الآن حين كبرت سني واقترب أجلي أقبلت بالكتائب أضرب بعضها ببعض ؟ وأمر لي بجائزة.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    الضحاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر. وأُمُّه أميمة بنت ربيعة بن حِذْيم بن عامر بن مبذول بن الأحمر بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة. فولد الضحاك : عَمرًا. وأُمُّه من بني عوف بن حرب عبيد بن خزيمة بن لؤي . ومحمدًا ، وعبد الرحمن ، وأمهما ماوية بنت يزيد بن جبلة بن لام بن حصين بن كعب بن عُليم من كلب . وحَبيبًا. وأُمُّه أم عبد الله بنت عروة بن معاوية بن ربيعة بن الأبرص بن ربيعة بن عامر ، كان على شرطة معاوية ثم ولاه الكوفة.

7322 قال : أخبرنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا علي بن زيد ، عن الحسن : أن الضحاك بن قيس كتب إلى قيس بن الهيثم حين مات يزيد بن معاوية : سلامٌ عليك ، أما بعد ، فإني سمعت رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يقول : إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الدخان ، يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه ، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا ، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا ، يبيع أقوامٌ خلاقهم ودينهم بعرض من الدنيا ، وإن يزيد بن معاوية مات ، وأنتم إخوتنا وأشقاؤنا ، لا تسبقونا حتى نختار لأنفسنا.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،