قَوْلُهُ : وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ
809 أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ : حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حدثنا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ الْمَعْرُوفُ بِكُرْدُوسٍ قَالَ : حدثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حدثنا الرَّبِيعُ بْنُ حَبِيبٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ : وَاللَّهِ مَا قَالَتِ الْقَدَرِيَّةُ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ ، وَلَا كَمَا قَالَ أَهْلُ النَّارِ ، وَلَا كَمَا قَالَ أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } ، وَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ : { لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا } ، وَقَالَ شُعَيْبٌ : { وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا } ، وَقَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ : { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ } ، وَقَالَ أَهْلُ النَّارِ : { غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا } ، وَقَالَ أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ : { رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي } |
810 وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الطَّبَرِيِّ قَالَ : حدثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْفَقِيهُ قَالَ : أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ الرَّبِيعَ يَقُولُ : سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ : لِأَنْ يَلْقَى اللَّهَ الْعَبْدُ بِكُلِّ ذَنْبٍ مَا خَلَا الشِّرْكَ بِاللَّهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَلْقَاهُ بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْأَهْوَاءِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رَأَى قَوْمًا يَتَجَادَلُونَ فِي الْقَدَرِ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ الشَّافِعِيُّ : أَخْبَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ أَنَّ الْمَشِيئَةَ لَهُ دُونَ خَلْقِهِ ، وَالْمَشِيئَةُ إِرَادَةُ اللَّهِ . يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ } فَأَعْلَمَ خَلْقَهُ أَنَّ الْمَشِيئَةَ لَهُ وَكَانَ يُثْبِتُ الْقَدَرَ |