ذِكْرُ بِنَاءِ الْمَلَائِكَةِ الْكَعْبَةَ قَبْلَ خَلْقِ آدَمَ وَمُبْتَدَأِ الطَّوَافِ كَيْفَ كَانَ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

ذِكْرُ بِنَاءِ الْمَلَائِكَةِ الْكَعْبَةَ قَبْلَ خَلْقِ آدَمَ وَمُبْتَدَأِ الطَّوَافِ كَيْفَ كَانَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

5 قَالَ : حَدَّثنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ الْعِجْلِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِمَكَّةَ ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، وَأَنَا وَرَاءَهُ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ شَرْجَعٌ مِنَ الرِّجَالِ ، يَقُولُ : طَوِيلٌ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى ظَهْرِ أَبِي ، فَالْتَفَتَ أَبِي إِلَيْهِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ ، فَسَكَتَ أَبِي ، وَأَنَا وَالرَّجُلُ خَلْفَهُ ، حَتَّى فَرَغَ مِنْ أُسْبُوعِهِ فَدَخَلَ الْحِجْرَ ، فَقَامَ تَحْتَ الْمِيزَابِ ، فَقُمْتُ أَنَا وَالرَّجُلُ خَلْفَهُ ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْ أُسْبُوعِهِ ، ثُمَّ اسْتَوَى قَاعِدًا ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ ، فَقُمْتُ ، فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِهِ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، فَأَيْنَ هَذَا السَّائِلُ ؟ فَأَوْمَأْتُ إِلَى الرَّجُلِ ، فَجَاءَ ، فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ أَبِي ، فَقَالَ لَهُ أَبِي : عَمَّا تَسْأَلُ ؟ قَالَ : أَسْأَلُكَ عَنْ بَدْءِ هَذَا الطَّوَافِ بِهَذَا الْبَيْتِ لِمَ كَانَ ، وَأَنَّى كَانَ ، وَحَيْثُ كَانَ ، وَكَيْفَ كَانَ ؟ فَقَالَ لَهُ أَبِي : نَعَمْ مِنْ أَيْنَ أَنْتَ ؟ قَالَ : مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، قَالَ : أَيْنَ مَسْكَنُكَ ؟ قَالَ : فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، قَالَ : فَهَلْ قَرَأْتَ الْكِتَابَيْنِ ؟ يَعْنِي التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ، قَالَ الرَّجُلُ : نَعَمْ ، قَالَ أَبِي : يَا أَخَا أَهْلِ الشَّامِ ، احْفَظْ وَلَا تَرْوِيَنَّ عَنِّي إِلَّا حَقًّا ، أَمَّا بَدْءُ هَذَا الطَّوَافِ بِهَذَا الْبَيْتِ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ : { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً } فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ : أَيْ رَبِّ أَخَلِيفَةٌ مِنْ غَيْرِنَا ، مِمَّنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ، وَيَتَحَاسَدُونَ ، وَيَتَبَاغَضُونَ ، وَيَتَبَاغَوْنَ ؟ أَيْ رَبِّ اجْعَلْ ذَلِكَ الْخَلِيفَةَ مِنَّا ، فَنَحْنُ لَا نُفْسِدُ فِيهَا ، وَلَا نَسْفِكُ الدِّمَاءَ ، وَلَا نَتَبَاغَضُ ، وَلَا نَتَحَاسَدُ ، وَلَا نَتَبَاغَى ، وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ، وَنُقَدِّسُ لَكَ ، وَنُطِيعُكَ ، وَلَا نَعْصِيكَ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } قَالَ : فَظَنَّتِ الْمَلَائِكَةُ أَنَّ مَا قَالُوا رَدًّا عَلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَنَّهُ قَدْ غَضِبَ مِنْ قَوْلِهِمْ فَلَاذُوا بِالْعَرْشِ ، وَرَفَعُوا رُءُوسَهُمْ ، وَأَشَارُوا بِالْأَصَابِعِ يَتَضَرَّعُونَ ، وَيَبْكُونَ إِشْفَاقًا لِغَضَبِهِ ، وَطَافُوا بِالْعَرْشِ ثَلَاثَ سَاعَاتٍ ، فَنَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ فَنَزَلَتِ الرَّحْمَةُ عَلَيْهِمْ ، فَوَضَعَ اللَّهُ تَعَالَى تَحْتَ الْعَرْشِ بَيْتًا عَلَى أَرْبَعِ أَسَاطِينَ مِنْ زَبَرْجَدٍ ، وَغَشَاهُنَّ بِيَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ ، وَسُمِّيَ ذَلِكَ الْبَيْتُ الضُّرَاحَ ، ثُمَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْمَلَائِكَةَ : طُوفُوا بِهَذَا الْبَيْتِ ، وَدَعُوا الْعَرْشَ ، قَالَ : فَطَافَتِ الْمَلَائِكَةُ بِالْبَيْتِ ، وَتَرَكُوا الْعَرْشَ ، وَصَارَ أَهْوَنَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْعَرْشِ ، وَهُوَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَدْخُلُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لَا يَعُودُونَ فِيهِ أَبَدًا ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بَعَثَ الْمَلَائِكَةَ فَقَالَ لَهُمْ : ابْنُوا لِي بَيْتًا فِي الْأَرْضِ بِمِثَالِهِ وَقَدْرِهِ ، فَأَمَرَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مَنْ فِي الْأَرْضِ مِنْ خَلْقِهِ أَنْ يَطُوفُوا بِهَذَا الْبَيْتِ ، كَمَا يَطُوفُ أَهْلُ السَّمَاءِ بِالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : صَدَقْتَ يَا ابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا كَانَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،