ذِكْرُ قَوْلِ أَهْلِ مَكَّةَ فِي الْمُتْعَةِ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

ذِكْرُ قَوْلِ أَهْلِ مَكَّةَ فِي الْمُتْعَةِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1652 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، أَنَّهُ قَالَ : قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : لَقَدْ رَجَعْتَ فِي الْمُتْعَةِ حَتَّى لَقَدْ قَالَ فِيهَا الشَّاعِرُ :
أَقُولُ يَوْمًا وَقَدْ طَالَ الثَّوَاءُ بِنَا
يَا صَاحِ هَلْ لَكَ فِي فَتْوَى ابْنِ عَبَّاسِ

هَلْ لَكَ فِي رُخْصَةِ الْأَطْرَافِ آنِسَةٍ
تَكُونُ مَثْوَاكَ حَتَّى مَصْدَرِ النَّاسِ
، فَقَامَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَشِيَّةَ عَرَفَةَ ، فَقَالَ : إِنَّمَا كَانَتِ الْمُتْعَةُ لِمَنْ اضْطُرَّ إِلَيْهَا كَالْمَيْتَةِ وَالدَّمِ وَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1653 وَحَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حدثنا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ مَنْ لَا يُتَّهَمُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَعَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قِيلَ لَهُ فِي شَأْنِ الْمُتْعَةِ : لَقَدِ اتَّخَذَ النَّاسُ فِي حَدِيثِكَ رُخْصَةً ، حَتَّى قِيلَ : فِيهَا السَّعَةُ ، فَقَالَ : مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ، فَوَاللَّهِ مَا حَدَّثْتُهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ فِيهَا إِلَّا فِي أَيَّامٍ كَانُوا فِي الضَّرُورَةِ عَلَى مِثْلِ مَنْ حَلَّتْ لَهُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1654 حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ ، قَالَ : حدثنا سُفْيَانُ ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ : رَجَعَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ قَوْلِهِ فِي الْمُتْعَةِ ، وَالصَّرْفِ ، وَعَنْ كَلِمَةٍ أُخْرَى

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1655 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حدثنا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ذُؤَيْبٍ الْقُرَشِيُّ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ : أَلَا إِنَّ الذِّئْبَ يُكَنَّى أَبَا جَعْدَةَ ، أَلَا وَإِنَّ الْمُتْعَةَ هِيَ الزِّنَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1656 حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ ، قَالَ : حدثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا أَبُو هَارُونَ يَعْنِي الْعَبْدِيَّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ ذَكَرَ لِلنَّاسِ فِي شَأْنِ الْمُتْعَةِ : مُتْعَةِ النِّسَاءِ شَيْئًا وَقَالَ : إِلَّا أَنْ يَتَّخِذُوهُ رِجَالٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ سِفَاحًا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1657 حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَخْزُومِيُّ قَالَ : حدثنا زَكَرِيَّا بْنُ الْمُبَارَكِ ، مَوْلَى ابْنِ الْمُشْمَعِلِّ قَالَ : حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ شِبْلٍ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ جُرَيْجٍ جَالِسًا وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي وَأَنَا بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَإِذَا امْرَأَةٌ قَدْ مَرَّتْ ، فَقَالَ : أَدْرِكْهَا ، فَسَلْهَا مَنْ هِيَ ؟ أَوَلَهَا زَوْجٌ ؟ قَالَ : فَأَدْرَكْتُهَا ، فَكَلَّمْتُهَا ، فَقَالَتْ لِي : مَنْ بَعَثَكَ ؟ الشَّيْخُ الْمَفْتُونُ ؟ تَقُولُ لَكَ : أَنَا فَارِعَةُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1658 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ هِشَامٍ ، سَأَلَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ مُتْعَةِ النِّسَاءِ ، فَحَدَّثَهُ فِيهَا ، وَلَمْ يَرَ بِهَا بَأْسًا قَالَ : فَقَدِمَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ ، فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ : لَا يَنْبَغِي ، هِيَ حَرَامٌ قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : عَطَاءٌ : حَدَّثَنِي فِيهَا ، وَزَعَمَ أَنْ لَا بَأْسَ بِهَا فَقَالَ الْقَاسِمُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَا أَرَى عَطَاءً يَقُولُ هَذَا قَالَ : فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ابْنُ هِشَامٍ ، فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ حَدِّثِ الْقَاسِمَ الَّذِي حَدَّثْتَنِي فِي الْمُتْعَةِ ، فَقَالَ : مَا حَدَّثْتُكَ فِيهَا شَيْئًا قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : بَلَى قَدْ حَدَّثْتَنِي ، فَقَالَ : مَا فَعَلْتُ ، فَلَمَّا خَرَجَ الْقَاسِمُ قَالَ لَهُ عَطَاءٌ : صَدَقْتَ أَخْبَرْتُكَ ، وَلَكِنْ كَرِهْتُ أَنْ أَقُولَهَا بَيْنَ يَدَيِ الْقَاسِمِ ، فَيَلْعَنَنِي ، وَيَلْعَنَنِي أَهْلُ الْمَدِينَةِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1659 حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ أَبُو سَعِيدٍ الْأَزْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ ، قَالَ : إِنَّ صَدَقَةَ بْنَ أَبِي صَدَقَةَ حَدَّثَهُمَا عَنِ أَبِيهِ ، قَالَ : بَيْنَا أَنَا فِي سُوقِ اللَّيْلِ بِمَكَّةَ بَعْدَ أَيَّامِ الْمَوْسِمِ ، إِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ مَكَّةَ ، مَعَهَا صَبِيٌّ يَبْكِي ، وَهِيَ تُسْكِتُهُ ، فَيَأْبَى أَنْ يَسْكُتَ ، فَسَفَرَتْ ، وَإِذَا فِي فِيهَا عَشَرَةُ دَرَاهِمَ ، فَدَفَعَتْهَا إِلَى الصَّبِيِّ فَسَكَتَ ، وَإِذَا وَجْهٌ رَقِيقٌ دُرِّيٌّ ، وَإِذَا شَكْلٌ رَطْبٌ ، وَلِسَانٌ طَوِيلٌ ، فَلَمَّا رَأَتْنِي أُحِدُّ النَّظَرَ إِلَيْهَا قَالَتِ : اتْبَعْنِي ، قُلْتُ : إِنَّ شَرِيطَتِي الْحَلَالُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، قَالَتْ : فِي حِرِّ أُمِّكَ ، مَنْ أَرَادَكَ عَلَى الْحَرَامِ ؟ فَخَجِلْتُ ، وَغَلَبَتْنِي نَفْسِي عَلَى رَأْيِي ، فَاتَّبَعْتُهَا ، فَدَخَلَتْ زُقَاقَ الْعَطَّارِينَ ، ثُمَّ صَعَدَتْ دَرَجَةً وَقَالَتِ : اصْعَدْ فَصَعِدْتُ ، فَقَالَتْ : إِنِّي مَشْغُولَةٌ ، وَزَوْجِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي فُلَانٍ ، وَأَنَا امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي فُلَانٍ ، وَلَكِنْ عِنْدِي هَنٌ ضَيِّقٌ ، يَعْلُوهُ وَجْهٌ أَحْسَنُ مِنَ الْعَافِيَةِ بِخُلُقِ ابْنِ سُرَيْجٍ ، وَتَرَنُّمِ مَعْبَدٍ ، وَتِيهِ ابْنِ عَائِشَةَ ، وَتَخَنُّثِ طُوَيْسٍ ، اجْتَمَعَ هَذَا كُلُّهُ فِي بَدَنٍ وَاحِدٍ بِأَصْفَرِ سُلَيْمٍ ، قُلْتُ : وَمَا أَصْفَرُ سُلَيْمٍ ؟ قَالَتْ : دِينَارُ يَوْمِكَ وَلَيْلَتِكَ ، فَإِذَا أَقَمْتَ فَعَلَيْكَ الدِّينَارُ وَظِيفَةً ، وَتَزَوَّجْهَا تَزْوِيجًا صَحِيحًا ، قُلْتُ : فِدَاكِ أَبِي وَأُمِّي ، إِنِ اجْتَمَعَ لِي مَا ذَكَرْتِ فَلَيْسَتْ فِي الدُّنْيَا ، فَهَذِهِ شَرَائِطُ الْجَنَّةِ ، قَالَتْ : هَذِهِ شَرِيطَتُكَ قُلْتُ : وَأَيْنَ هَذِهِ الصِّفَةُ ؟ فَصَفَّقَتْ بِيَدِهَا إِلَى جَارَةٍ لَهَا ، فَأَجَابَتْهَا ، فَقَالَتْ : قُولِي لِفُلَانَةَ : الْبَسِي عَلَيْكِ ثِيَابَكِ ، وَعَجِّلِي ، وَبِحَيَاتِي عَلَيْكِ لَا تَمَسِّي طِيبًا وَلَا غُمْرًا ، فَتَحْتَسِينَا بِدَلَالِكِ وَعِطْرِكِ ، قَالَ : فَإِذَا جَارِيَةٌ قَدْ أَقْبَلَتْ مَا أَحْسَبُ وَقَعَتْ عَلَيْهَا الشَّمْسُ قَطُّ ، كَأَنَّهَا صُورَةٌ ، فَسَلَّمَتْ وَقَعَدَتْ كَالْخَجِلَةِ ، فَقَالَتِ الْأُولَى : هَذَا الَّذِي ذَكَرْتُكِ لَهُ وَهُوَ فِي هَذِهِ الْهَيْئَةِ الَّتِي تَرَيْنَ ، قَالَتْ : حَيَّاهُ اللَّهُ وَقَرَّبَ دَارَهُ ، قَالَتْ : وَقَدْ بَذَلَ لَكِ مِنَ الصَّدَاقِ دِينَارًا ؟ قَالَتْ : أَيْ أُمِّ ، أَخْبَرْتِيهِ بِشَرِيطَتِي قَالَتْ : لَا وَاللَّهِ أَيْ بُنَيَّةُ ، أُنْسِيتُهَا ، ثُمَّ نَظَرَتْ إِلَيَّ ، فَغَمَزَتْنِي ، فَقَالَتْ : تَدْرِي مَا شَرِيطَتُهَا ؟ قُلْتُ : لَا ، قَالَتْ : أَقُولُ لَكَ بِحَضْرَتِهَا مَا إِخَالُهَا تَكْرَهُهُ ، هِيَ أَفْتَكُ مِنْ عَمْرِو بْنِ مَعْدِيٍّ ، وَأَشْجَعُ مِنْ رَبِيعَةَ بْنِ مُكَدَّمٍ ، وَلَيْسَ تُوصَلُ إِلَيْهَا حَتَّى تَسْكَرَ ، وَيُغْلَبَ عَلَى عَقْلِهَا ، فَإِذَا بَلَغَتْ تِلْكَ الْحَالَ فَفِيهَا الْمَطْمَعُ ، قُلْتُ : مَا أَهْوَنَ هَذَا وَأَسْهَلَهُ ، فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ : تَرَكْتِ شَيْئًا أَيْضًا ، قَالَتْ : نَعَمْ وَاللَّهِ ، اعْلَمْ أَنَّكَ لَا تَقْدِرُ عَلَيْهَا إِلَّا أَنْ تَتَجَرَّدَ فَتَرَاكَ مُجَرَّدًا مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا قُلْتُ : وَهَذَا أَيْضًا أَفْعَلُهُ ، قَالَتْ : هَلُمَّ دِينَارَكَ ، فَأَخْرَجْتُ دِينَارًا ، فَنَبَذَتْهُ إِلَيْهَا ، فَصَفَّقَتْ تَصْفِيقَةً أُخْرَى ، فَأَجَابَتْهَا امْرَأَةٌ ، فَقَالَتْ : قُولِي لِأَبِي الْحَسَنِ وَأَبِي الْحُسَيْنِ : هَلُمَّا السَّاعَةَ ، قُلْتُ : يَا نَفْسِي ، أَبُو الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَإِذَا شَيْخَانِ خَصِيَّانِ قَدْ أَقْبَلَا ، فَقَعَدَا ، فَقَصَّتْ عَلَيْهِمَا الْمَرْأَةُ الْقِصَّةَ ، فَخَطَبَ أَحَدُهُمَا ، وَأَجَابَ الْآخَرُ ، وَأَقْرَرْتُ بِالتَّزْوِيجِ ، وَأَقَرَّتِ الْمَرْأَةُ ، وَدَعَوْا بِالْبَرَكَةِ ، ثُمَّ نَهَضَا ، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أُحَمِّلَ الْجَارِيَةَ مَئُونَةً مِنَ الدُّنْيَا ، فَدَفَعْتُ إِلَيْهَا دِينَارًا آخَرَ ، فَقُلْتُ : هَذَا لِطِيبِكِ قَالَتْ : يَا فَتَى ، لَسْتُ مِمَّنْ يَمَسُّ طِيبًا لِرَجُلٍ ، إِنَّمَا أَتَطَيَّبُ لِنَفْسِي إِذَا خَلَوْتُ ، فَقُلْتُ : اجْعَلِي هَذَا لِغَدَائِنَا الْيَوْمَ قَالَتْ : أَمَّا هَذَا ، فَنَعَمْ ، وَنَهَضَتِ الْجَارِيَةُ ، وَأَمَرَتْ بِصَلَاحِ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ ، ثُمَّ عَادَتْ وَتَغَدَّيْنَا ، وَجَاءَتْ بِدَوَاةٍ , وَقَضَيبٍ ، وَقَعَدَتْ تُجَاهِي ، وَدَعَتْ بِنَبِيذٍ قَدْ أَعَدَّتْهُ ، وَانْدَفَعَتْ تُغَنِّينَا بِصَوْتٍ لَمْ أَسْمَعْ قَطُّ بِمِثْلِهِ وَمَا سَمِعْتُ بِمِثْلِ تَرَنُّمِهَا لِأَحَدٍ ، فَكِدْتُ أَنْ أُجَنَّ سُرُورًا وَطَرَبًا ، وَجَعَلْتُ أُرِيغُ أَنْ تَدْنُوَ مِنِّي فَتَأْبَى ، إِلَى أَنْ تَغَنَّتْ بِشَعْرٍ لَا أَعْرِفُهُ :
رَاحُوا يَصِيدُونَ الظِّبَاءَ وَإِنَّنِي
لَأَرَى تَصَيُّدَهَا عَلَيَّ حَرَامَا

أَعْزِزْ عَلَيَّ بِأَنْ أُرَوِّعَ شِبْهَهَا
أَوْ أَنْ يَذُقْنَ عَلَى يَدَيَّ حِمَامَا
فَقُلْتُ : جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكِ ، مَنْ تَغَنَّى بِهَذَا الشَّعْرِ ؟ قَالَتْ : جَمَاعَةٌ اشْتَرَكُوا فِيهِ هُوَ لِمَعْبَدٍ ، وَتَغَنَّى بِهِ ابْنُ سُرَيْجٍ وَابْنُ عَائِشَةَ ، فَلَمَّا غَلَبَ عَلَيْهَا النَّبِيذُ ، وَجَاءَ الْمَغْرِبُ ، تَغَنَّتْ بِبَيْتٍ لَمْ أَفْهَمْ مَعْنَاهُ لِلشَّقَاءِ الَّذِي كُتِبَ عَلَى رَأْسِي وَالْهَوَانِ الَّذِي أُعِدَّ لِي :
كَأَنِّي بِالْمُجَرَّدِ قَدْ عَلَتْهُ
نِعَالُ الْقَوْمِ أَوْ خَشَبُ السَّوَارِي
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكِ ، مَا أَفْهَمُ هَذَا الشَّعْرَ ، وَلَا أَحْسَبُهُ مِمَّا يُتَغَنَّى بِهِ ، فَقَالَتْ : أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَغَنَّى فِيهِ ، قُلْتُ : إِنَّمَا هُوَ بَيْتٌ عَائِرٌ قَالَتْ : مَعَهُ آخَرُ ، قُلْتُ : فَتَرَيْنَ أَنْ تُغَنِّيَهُ لِعَلِّي أَفْهَمُهُ ؟ قَالَتْ : لَيْسَ هَذَا وَقْتَهُ وَهُوَ مِنْ آخِرِ مَا أَتَغَنَّى بِهِ ، وَجَعَلْتُ لَا أُنَازِعُهَا فِي شَيْءٍ إِجْلَالًا لَهَا وَإِعْظَامًا ، فَلَمَّا أَمْسَيْنَا وَصَلَّيْنَا الْمَغْرِبَ ، وَجَاءَتِ الْعِشَاءُ الْآخِرَةُ ، وَضَعْتُ الْقَضِيبَ ، وَقُمْتُ فَصَلَّيْتُ الْعِشَاءَ ، وَلَا أَدْرِي كَمْ صَلَّيْتُ عَجَلَةً وَتَشَوُّقًا ، فَلَمَّا سَلَّمْتُ قُلْتُ : تَأْذَنِينَ جُعِلْتُ فِدَاكِ فِي الدُّنُوِّ مِنْكِ ، قَالَتْ : تَجَرَّدْ ، وَذَهَبَتْ كَأَنَّهَا تُرِيدُ أَنْ تَخْلَعَ ثِيَابَهَا ، فَكِدْتُ أَنْ أَشُقَّ ثِيَابِي عَجَلَةً لِلْخُرُوجِ مِنْهَا ، فَتَجَرَّدْتُ ، وَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْهَا ، فَقَالَتِ : امْشِ إِلَى زَوَايَا الْبَيْتِ وَأَقْبِلْ حَتَّى أَرَاكَ مُقْبِلًا وَمُدْبِرًا ، وَإِذَا فِي الْغُرْفَةِ حَصِيرٌ عَلَيْهَا طَرِيقٌ ، وَإِذَا تَحْتَهُ خَرْقٌ إِلَى السُّوقِ ، فَإِذَا أَنَا فِي السُّوقِ قَائِمًا مُجَرَّدًا ، وَإِذَا الشَّيْخَانِ الشَّاهِدَانِ قَدْ أَعَدَّا نِعَالَهُمَا ، وَكَمِنَا لِي فِي نَاحِيَةٍ ، فَلَمَّا هَبَطْتُ عَلَيْهِمَا بَادَرَانِي ، فَقَطَّعَا نِعَالَهُمَا عَلَى قَفَايَ ، وَاسْتَعَانَا بِأَهْلِ السُّوقِ ، فَضُرِبْتُ وَاللَّهِ حَتَّى أُنْسِيتُ اسْمِي ، فَبَيْنَا أَنَا أُخْبَطُ بِنِعَالٍ مَخْصُوفَةٍ ، وَأَيْدٍ ثِقَالٍ ، وَخَشَبٍ دِقَاقٍ وَغِلَاظٍ ، إِذَا صَوْتُهَا مِنْ فَوْقِ الْبَيْتِ :
وَلَوْ عَلِمَ الْمُجَرَّدُ مَا أَرَدْنَا
لَبَادَرَنَا الْمُجَرَّدُ فِي الصَّحَارِي
قُلْتُ فِي نَفْسِي : هَذَا وَاللَّهِ وَقْتُ غِنَاءِ هَذَا الْبَيْتِ ، وَهُوَ مِنْ آخِرِ مَا قَالَتْ ، إِنَّهَا تُغَنِّي ، فَلَمَّا كَادَتْ نَفْسِي تُطْفَأُ ، جَاءَنِي بِخَلِقِ إِزَارٍ ، فَأَلْقَاهُ عَلَيَّ ، وَقَالَ : بَادِرْ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ قَبْلَ أَنْ يُنْذَرَ بِكَ السُّلْطَانُ ، فَتَفْتَضِحَ ، فَكَانَ آخِرُ الْعَهْدِ بِهَا ، فَإِذَا وَاللَّهِ أَنَا الْمُجَرَّدُ ، وَأَنَا لَا أَدْرِي ، فَانْصَرَفْتُ إِلَى رَحْلِي مَصْحُونًا مَرْضُوضًا ، فَلَمَّا أَرَدْتُ الْخُرُوجَ عَنْ مَكَّةَ ، جَعَلْتُ زُقَاقَ الْعَطَّارِينَ طَرِيقِي ، فَدَنَوْتُ مِنْ تَابِعٍ ، وَأَنَا مُتَنَكِّرٌ وَبَدَنِي مَرْضُوضٌ ، فَقُلْتُ : لِمَنْ هَذِهِ الدَّارُ ؟ قَالُوا : لِفُلَانَةَ جَارِيَةٍ مِنْ آلِ فُلَانٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1660 حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ الْأَزْدِيُّ ، قَالَ : حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ ، قَالَ : حدثنا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، قَالَ : قَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَى الْمِنْبَرِ ، وَابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَسْفَلَ مِنْهُ ، فَقَالَ : إِنَّ هَاهُنَا رَجُلًا قَدْ أَعْمَى اللَّهُ بَصَرَهُ وَهُوَ مُعَمًّى قَلْبُهُ ، يُحِلُّ الْمُتْعَةَ الْيَوْمَ وَالْيَوْمَيْنِ بِالدِّرْهَمِ وَالدِّرْهَمَيْنِ ، وَالشَّهْرَ وَالشَّهْرَيْنِ بِالدِّينَارِ وَالدِّينَارَيْنِ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : يَا أَبَا صَالِحٍ ، وَجِّهْنِي قِبَلَ وَجْهِهِ ، فَفَعَلْتُ ، فَقَالَ : إِنَّ الَّذِي أَعْمَى اللَّهُ بَصَرَهُ وَهُوَ مُعَمًّى قَلْبُهُ أَنْتَ ، بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَلَقَدْ كَانَتْ مَجَامِرُهَا تَسْطَعُ لَيَالِيَ دَخَلَتْ مَكَّةَ ، قَالَ أَبُو صَالِحٍ : فَأَتَيْتُ أَسْمَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَأَخْبَرْتُهَا بِمَقَالَتِهِمَا ، فَقَالَتْ : صَدَقَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَلَدْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَاللَّهِ لَوْ سَمَّيْتُ رِجَالًا وُلِدُوا مِنْهَا يَعْنِي الْمُتْعَةَ ، قَالَ أَبُو صَالِحٍ : فَأَقْبَلْتُ مَا أُمَالِكُ نَفْسِي فَرَحًا ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَى الْمِنْبَرِ حَتَّى قُمْتُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ ، فَقُلْتُ مَا قَالَتْ أَسْمَاءُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَأَخَذَنِي ابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَضَرَبَنِي مِائَةَ سَوْطٍ ، وَحَلَقَ رَأْسِي وَلِحْيَتِي ، وَقَفَّانِي إِلَى الْكُوفَةِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،