ذِكْرُ عَمَلِ أَهْلِ مَكَّةَ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَاجْتِهَادِهِمْ فِيهَا لِفَضْلِهَا
ذِكْرُ عَمَلِ أَهْلِ مَكَّةَ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ وَاجْتِهَادِهِمْ فِيهَا لِفَضْلِهَا وَأَهْلُ مَكَّةَ فِيمَا مَضَى إِلَى الْيَوْمِ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، خَرَجَ عَامَّةُ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَصَلَّوْا ، وَطَافُوا ، وَأَحْيَوْا لَيْلَتَهُمْ حَتَّى الصَّبَاحَ بِالْقِرَاءَةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، حَتَّى يَخْتِمُوا الْقُرْآنَ كُلَّهُ ، وَيُصَلُّوا ، وَمَنْ صَلَّى مِنْهُمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مِائَةَ رَكْعَةٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِالْحَمْدُ ، وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ ، وَأَخَذُوا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ ، فَشَرِبُوهُ ، وَاغْتَسَلُوا بِهِ ، وَخَبَّؤُوهُ عِنْدَهُمْ لِلْمَرْضَى ، يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ الْبَرَكَةَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ ، وَيُرْوَى فِيهِ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ |
1773 حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أنا ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيَقُولُ : أَلَا مُسْتَغْفِرٌ فَأَغْفِرَ لَهُ ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ ؟ أَلَا كَذَا ، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ |
1774 حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حدثنا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ ، حَدَّثَهُ عَنِ الْمُصْعَبِ بْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَمِّهِ ، أَوْ غَيْرِهِ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : يَنْزِلُ بِنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيَغْفِرُ لِكُلِّ نَفْسٍ إِلَّا لِإِنْسَانٍ فِي قَلْبِهِ شَحْنَاءُ أَوْ مُشْرِكٍ بِاللَّهِ |
1775 حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ عَمْرٍو الْجَنْبِيُّ ، قَالَ : حدثنا أَبِي عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ ، قَالَ : حدثنا الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوٍ مِنْ بَعْضِ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ ، وَزَادَ فِيهِ قَالَ : وَلَكِنْ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ يَنْزِلُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ مِنَ الذُّنُوبِ أَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ ، قَالَ :حدثنا عَنْ مَنْصُورٍ |
1776 وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، قَالَ : حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، وَيُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ يَزِيدُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ قَالَا جَمِيعًا : عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : حَدَّثَنِي بِضْعَةٌ وَثَلَاثُونَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالُوا : مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي سَلَمَةَ فِي حَدِيثِهِ : وَلَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ مِائَةَ رَكْعَةٍ ، يَقْرَأُ فِيهَا أَلْفَ مَرَّةٍ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } فِي كُلِّ رَكْعَةٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ ، لَمْ يَمُتْ حَتَّى يُعْطِيَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِائَةً مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، ثَلَاثُونَ مِنْهُمْ يُبَشِّرُونَهُ بِالْجَنَّةِ ، وَثَلَاثُونَ مِنْهُمْ يُؤَمِّنُونَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَثَلَاثُونَ مِنْهُمْ يَعْصِمُونَهُ مِنَ الْخَطَايَا ، وَالْعَشَرَةُ الْبَاقِيَةُ يَكِيدُونَهُ مِنْ أَعْدَائِهِ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ فِي حَدِيثِهِ : يَكِيدُونَ لَهُ مَنْ عَادَاهُ |
ذِكْرُ عَدَدِ الْمَنَارَاتِ الَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ بِمَكَّةَ وَكَانَ أَهْلُ مَكَّةَ فِيمَا مَضَى مِنَ الزَّمَانِ لَا يُؤَذِّنُونَ عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ ، وَإِنَّمَا كَانَ الْآذَانُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحْدَهُ ، فَكَانَ النَّاسُ تَفُوتُهُمْ الصَّلَاةُ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ فِي فِجَاجِ مَكَّةَ وَنَائِيًا عَنِ الْمَسْجِدِ ، حَتَّى كَانَ فِي زَمَنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ ، فَقَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَالِكٍ أَوْ غَيْرُهُ مِنْ نُظَرَائِهِ مَكَّةَ ، فَفَاتَتْهُ الصَّلَاةُ ، وَلَمْ يَسْمَعِ الْآذَانَ ، فَأَمَرَ أَنْ تُتَّخَذَ عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ مَنَارَاتٌ تُشْرِفُ عَلَى فِجَاجِ مَكَّةَ وَشِعَابِهَا ، يُؤَذَّنُ فِيهَا لِلصَّلَاةِ ، وَأَجْرَى عَلَى الْمُؤَذِّنِينَ فِي ذَلِكَ أَرْزَاقًا فَلِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ الْخُزَاعِيِّ عَلَى جَبَلِ أَبِي قُبَيْسٍ الْمُشْرِفِ عَلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مَنَارَةٌ عَلَى الْقَلَعَةِ بِعَيْنِهَا ، وَمَنَارَةٌ أُخْرَى بِحِذَائِهَا مُشْرِفَةٌ عَلَى أَجْيَادٍ ، وَمَنَارَةٌ إِلَى جَنْبِ الْمَنَارَةِ الَّتِي عَلَى الْقَلَعَةِ ، وَأُخْرَى تَحْتَهَا ، فَتِلْكَ أَرْبَعُ مَنَارَاتٍ وَلِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ أَيْضًا مَنَارَةٌ عَلَى جَبَلِ مَرَازِمَ الْمُشْرِفِ عَلَى شِعْبِ ابْنِ عَامِرٍ وَجَبَلِ الْأَعْرَجِ ثُمَّ أَمَرَ بُغَا مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِي يُكَنَّى بِأَبِي مُوسَى بِمَنَارَةٍ عَلَى رَأْسِ الْفَلْقِ ، فَبُنِيَتْ لَهُ وَلِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ مَنَارَةٌ تُشْرِفُ عَلَى الْمَجْزَرَةِ ، وَلَهُ هُنَاكَ مَنَارَتَانِ عَلَى جَبَلِ تُفَّاحَةَ وَلِعَبْدِ اللَّهِ مَنَارَةٌ عَلَى رَأْسِ الْأَحْمَرِ بَنَاهَا عَلَى مَوْضِعٍ مِنْهُ يُقَالُ لَهُ : الْكَبْشُ مُرْتَفِعٌ وَعَلَى جَبَلِ الْأَحْمَرِ مَنَارَةٌ لِبُغَا أَيْضًا وَلِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ مَنَارَةٌ عَلَى جَبَلِ خَلِيفَةَ بْنِ عُمَرَ الْبَكْرِيِّ ، وَمَعَهَا مَنَارَةٌ لِبُغَا أَيْضًا وَلِعَبْدِ اللَّهِ عَلَى كَدَاءَ مَنَارَةٌ تُشْرِفُ عَلَى وَادِي مَكَّةَ وَلِبُغَا مَنَارَةٌ عَلَى جَبَلِ الْمَقْبَرَةِ وَلَهُ أَيْضًا مَنَارَةٌ عَلَى جَبَلِ الْحَزْوَرَةِ ، وَلَهُ مَنَارَتَانِ عَلَى جَبَلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَعَلَى جَبَلِ الْأَنْصَابِ الَّذِي يَلِي أَجْيَادًا مَنَارَةٌ ، وَلَهُ مَنَارَةٌ عَلَى حدثنيَّةِ أُمِّ الْحَارِثِ تُشْرِفُ عَلَى الْحَصْحَاصِ وَلِبُغَا مَنَارَةٌ عَلَى جَبَلِ مَعْدَانَ مُشْرِفَةٌ عَلَى حَائِطِ خُرْمَانَ وَلَهُ أَيْضًا مَنَارَةٌ تُشْرِفُ عَلَى الْخَضْرَاءِ وَبِئْرِ مَيْمُونٍ وَلِبُغَا أَيْضًا مَنَارَةٌ بِمِنًى عِنْدَ مَسْجِدِ الْكَبْشِ فَكَانَتْ هَذِهِ الْمَنَارَاتُ عَلَيْهَا قَوْمٌ يُؤَذِّنُونَ فِيهَا لِلصَّلَوَاتِ وَتَجْرِي عَلَيْهِمُ الْأَرْزَاقُ فِي كُلِّ شَهْرٍ ، ثُمَّ قُطِعَ ذَلِكَ عَنْهُمْ ، فَتَرَكَ ذَلِكَ بَعْضُهُمْ ، وَبَقِيَ مِنْهَا مَنَارَاتٌ يُؤَذَّنُ عَلَيْهَا يُجْرِي عَلَى مَنْ يُؤَذِّنِ فِيهَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ الْيَوْمَ |