ذِكْرُ اخْتِلَافِ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الْقِرَاءَةِ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ،

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

ذِكْرُ اخْتِلَافِ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الْقِرَاءَةِ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَهِيَ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَمْ لَا ؟ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي قِرَاءَةِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي الصَّلَاةِ ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ : لَا يُقْرَأُ بِهَا سِرًّا وَلَا جَهْرًا ، كَذَلِكَ قَالَ مَالِكٌ ، وَالْأَوْزَاعِيُّ ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيُّ ، وَالْأَوْزَاعِيُّ : مَا أُنْزِلَ فِي الْقُرْآنِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِلَّا فِي النمْلِ : إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَكَانَ مَالِكٌ يَقُولُ : إِذَا صَلَّى الرَّجُلُ فِي قِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ اسْتَفْتَحَ فِي السُّورَةِ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا ابْتَدَأَ فَوَاتِحَهَا ، وَلَا يَسْتَفْتِحُ بِهَا فِي أُمِّ الْقُرْآنِ .
وَاحْتَجَّ بَعْضُ مَنْ يَقُولُ بِهَذَا الْقَوْلِ بِحَدِيثِ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَبَا بَكْرٍ ، وَعُمَرَ كَانُوا يَسْتَفْتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِالْحَمْدِ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَقَالَ هَذَا الْقَائِلُ : وَقَدْ ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الْقِرَاءَةَ بِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَلَوْ كَانَتْ آيَةً مِنْ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ لَبَدَءُوا بِهَا ، فَإِنِ ادَّعَى مُدَّعٍ أَنَّهُمْ كَانُوا يُسِرُّونَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قِيلَ : هَذِهِ دَعْوَى غَيْبٍ ، وَلَا يَجُوزُ إِثْبَاتُ خِلَافِ ظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيثِ إِلَّا بِخَبَرٍ مِثْلِهِ .
وَقَالَ آخَرُ : لَوْ كَانَتْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ آيَةً فِي كُلِّ سُورَةٍ لَعُدَّتْ فِي آيِ السُّوَرِ ، فَقَدْ كَتَبَ النَّاسُ الْمَصَاحِفَ ، وَكَتَبُوا عَدَدَ آيِ كُلِّ سُورَةٍ فَلَمْ يَعُدُّوهَا فِي عَدَدِ آيِ السُّوَرِ ، فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُمْ كَتَبُوا سُورَةَ الْكَوْثَرِ ثَلَاثَ آيَاتٍ ، وَلَوْ عَدُّوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْهَا لَكَتَبُوا عَدَدَهَا أَرْبَعَ آيَاتٍ ، وَكَذَلِكَ جَمِيعُ السُّوَرِ لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ فِي شَيْءٍ مِنْهَا إِلَّا فِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، وَقَدْ أَجْمَعُوا أَنَّهَا سَبْعُ آيَاتٍ ، وَاخْتَلَفُوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَهِيَ آيَةٌ مِنْهَا أَمْ لَا ، فَعَدَّهَا أَهْلُ الْعِرَاقِ سَبْعَ آيَاتٍ ، جَعَلُوا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ آيَةً مِنْهَا ، وَفِي عَدَدِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ سَبْعُ آيَاتٍ ، لَيْسَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْهَا .
وَلَيْسَ فِي قَوْلِهِ : كُنَّا لَا نَعْرِفُ انْتِهَاءَ السُّورَةِ حَتَّى تَنْزِلَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ : دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهَا آيَةٌ مِنْ كُلِّ سُورَةٍ ، لِأَنَّهَا إِنَّمَا جُعِلَتْ عَلَمًا بَيْنَ السُّورَةِ وَالَّتِي بَعْدَهَا ، لَا أَنَّهَا آيَةٌ مِنْ إِحْدَى السُّورَتَيْنِ ، كَمَا كُتِبَتْ فِي أَوَّلِ كُلِّ كِتَابٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1302 حَدَّثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حدثنا مُسَدَّدٌ ، قَالَ : حدثنا بِشْرٌ ، قَالَ : حدثنا الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَايَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ ، قَالَ : سَمِعَنِي أَبِي وَأَنَا أَقْرَأُ فِي صَلَاتِي بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ إِيَّاكَ وَالْحَدَثَ : فَإِنِّي قَدْ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ ، وَصَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ ، وَصَلَّيْتُ مَعَ عُثْمَانَ فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقْرَأُهَا ، إِذَا قَرَأْتَ فَقُلْ : { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : فَاتِحَةُ الْكِتَابِ سَبْعُ آيَاتٍ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ آيَةٌ مِنْهَا ، كَذَلِكَ قَالَ الشَّافِعِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ، وَأَبُو عُبَيْدٍ ، وَكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ . وَاحْتَجَّ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِأَنَّهَا مُثْبَتَةٌ فِي مَصَاحِفِ الْمُسْلِمِينَ ، مُدْرَجًا فِيهَا ، مَكْتُوبًا بِالسَّوَادِ مَعَ سَائِرِ آيِ الْقُرْآنِ غَيْرَ مُمَيَّزٍ بَيْنَهَا وَبَيْنَ سَائِرِ الْقُرْآنِ ، كَمَا مَيَّزُوا بَيْنَ عَدَدِ الْآيِ الْمُثْبَتَةِ بِغَيْرِ السَّوَادِ فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ ، لِأَنَّهُمْ كَتَبُوا عَدَدَ الْآيِ بِالْخُضْرَةِ ، أَوِ بِالْحُمْرَةِ ، وَبِغَيْرِ السَّوَادِ . وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1303 رَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ : { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي } : أُمَّ الْقُرْآنِ . وَقَالَ : وَقَرَأَهَا عَلَيَّ سَعِيدٌ كَمَا قَرَأْتُهَا عَلَيْكَ ، ثُمَّ قَالَ : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } الْآيَةُ السَّابِعَةُ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَقَدْ أَخْرَجَهَا اللَّهُ لَكُمْ ، فَمَا أَخْرَجَهَا لِأَحَدٍ قَبْلَكُمْ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1304 حَدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ : { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي } : أُمَّ الْقُرْآنِ ، قَالَ : وَقَرَأَ عَلَيَّ سَعِيدٌ كَمَا قَرَأْتُهَا عَلَيْكَ ، ثُمَّ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، الْآيَةُ السَّابِعَةُ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : قَدْ أَخْرَجَهَا اللَّهُ لَكُمْ ، فَمَا أَخْرَجَهَا لِأَحَدٍ قَبْلَكُمْ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1305 حَدَّثنا عَلِيُّ ، قَالَ : حدثنا أَبُو عُبَيْدٍ ، قال حدثنا حَجَّاجٌ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } الْآيَةُ السَّادِسَةُ قَالَ أَبُو عُبَيْدٌ : وَقَوْلُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فِي هَذَا أَعْجَبُ إِلَيَّ لِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ . قَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَعْنِي حَدِيثَ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ . وَقَالَ قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ : { سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي } قَالَ : هِيَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ ، تُثَنَّى فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مَكْتُوبَةٍ أَوْ تَطَوُّعٍ . وَاحْتَجَّ آخَرُ بِحَدِيثٍ رُوِّينَاهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَقَدِ احْتَجَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ مَنْ رَأَى الْجَهْرَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي الصَّلَاةِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1306 حَدَّثنا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ ، قَالَ : حدثنا أَبِي وَشُعَيْبٌ ، عَنِ اللَّيْثِ قَالَ : حدثنا خَالِدٌ ، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ ، عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ قَالَ : صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَرَأَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، ثُمَّ قَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ حَتَّى بَلَغَ { غَيْرَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } ، قَالَ : آمِينَ ، وَقَالَ النَّاسُ : آمِينَ ، وَيَقُولُ : كُلَّمَا سَجَدَ قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، وَإِذَا قَامَ مِنَ الْجُلُوسِ فِي اثْنَتَيْنِ قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، وَإِذَا سَلَّمَ قَالَ : أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنِّي لَأَشْبَهُكُمْ صَلَاةً بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ الزُّهْرِيُّ يَفْتَتِحُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، فَيَقُولُ : آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَرَكَهَا النَّاسُ ، وَقَالَ عَطَاءٌ : لَا أَدَعُ أَبَدًا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي مَكْتُوبَةٍ وَتَطَوُّعٍ إِلَّا نَاسِيًا لِأُمِّ الْقُرْآنِ وَالسُّورَةِ الَّتِي أَقْرَأُ بَعْدَهَا ، هِيَ آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ . قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : مَنْ تَرَكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنَ الْقِرَاءَةِ فَقَدْ تَرَكَ مِائَةَ آيَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ آيَةً

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،