مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ ابْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهُدَيْرِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عَامِرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللهِ فَوَلَدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ عُمَرَ , وَعَبْدَ الْمَلِكِ , وَالْمُنْكَدِرَ , وَعَبْدَ اللهِ , وَيُوسُفَ , وَإِبْرَاهِيمَ , وَدَاوُدَ لأُمِّ وَلَدٍ
8601 أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ , وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُقَاتِلٍ الْقُشَيْرِيُّ خَالُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ , قَالاَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ , قَالَ : رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ يُصَلِّي وَأَزْرَارُ قَمِيصِهِ مَحْلُولَةٌ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : سَمِعَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ مِنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ , وَأُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ , وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعَ , وَرَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهُدَيْرِ ، وَهُوَ عَمُّهُ , وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَكَانَ ثِقَةً وَرِعًا عَابِدًا , قَلِيلَ الْحَدِيثِ , يُكْثِرُ الإِسْنَادَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَمَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ ثَلاَثِينَ , أَوْ إِحْدَى وَثَلاَثِينَ وَمِئَةٍ.
8599 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : حَدَّثَنِي مُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : أَمْحَلْنَا بِالْمَدِينَةِ إِمْحَالاَّ شَدِيدًا , وَتَوَالَتِ سِّنُونُ , قَالَ مُحَمَّدٌ : فَوَاللَّهِ إِنِّي لَفِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ شَطْرِ اللَّيْلِ , وَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ سَحَابٌ , وَأَنَا فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ وَرَجُلٌ أَمَامِي مُتَقَنِّعٌ بِرِدَاءٍ عَلَيْهِ فَأَسْمَعُهُ يُلِحُّ فِي الدُّعَاءِ إِلَى أَنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : أَقْسِمُ عَلَيْكَ أَيْ رَبِّ قَسَمًا وَيُرَدِّدُهُ , قَالَ : فَمَا زَالَ يُرَدِّدُ هَذَا الْقَسَمَ ، أَقْسِمُ عَلَيْكَ ، أَيْ رَبِّ مِنْ سَاعَتِي هَذِهِ , قَالَ : فَوَاللَّهِ إِنْ نَشِبْنَا حَتَّى رَأَيْنَا السَّحَابَ يَتَأَلَّفُ وَمَا رَأَيْنَا قَبْلَ ذَلِكَ فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً وَلاَ شَيْئًا , ثُمَّ مَطَرَتْ فَسَحَتْ , فَكَانَتِ السَّمَاءُ عُزَالَى , وَأَوْدَعَ مَطَرٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ ، فَأَسْمَعُهُ يَقُولُ : أَيْ رَبِّ لاَ هَدْمَ فِيهِ , وَلاَ غَرَقَ , وَلاَ بَلاَءَ فِيهِ , وَلاَ مَحْقَ , قَالَ : ثُمَّ سَلَّمَ الإِمَامُ مِنَ الصُّبْحِ , وَتَقَنَّعَ الرَّجُلُ مُنْصَرِفًا , وَتَبِعْتُهُ حَتَّى جَاءَ زُقَاقَ اللَّبَّادِينَ , فَدَخَلَ فِي مَسْرُبَةٍ لَهُ , فَلَمَّا أَصْبَحْتُ سَأَلْتُ عَنْهُ .قَالُوا : هَذَا زِيَادٌ النَّجَّارُ , هَذَا رَجُلٌ لَيْسَ لَهُ فِرَاشٌ , إِنَّمَا هُوَ يُكَابِدُ اللَّيْلَ صَلاَةً وَدُعَاءً , وَهُوَ مِنَ الدَّعَّائِينَ , وَكُلُّ عَمَلٍ عَمَلُهُ أَخْفَاهُ جَهَدَهُ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ , فَذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: رُبَّ ذِي طِمْرَيْنِ خَفِيٌّ ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ. قَالَ مُحَمَّدٌ : فزارني بَعْدَ ذَلِكَ وَخَالَّنِي , فَكَرِهَ بَعْضَ مَا ذَكَرْتُ لَهُ , وَقَالَ : اطْوِ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ , فَإِنَّمَا جَزَاؤُهُ عِنْدَ الَّذِي عَمِلْنَاهُ لَهُ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ : فَمَا ذَكَرْتُهُ بَعْدَ أَنْ نَهَانِي بِاسْمِهِ , وَقُلْتُ : رَجُلٌ كَذَا لِيَرْغَبَ رَاغِبٌ فِي الدُّعَاءِ وَيَعْلَمَ أَنَّ فِي النَّاسِ صَالِحِينَ.
8598 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ , أَوْ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ , قَالَ : كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ يَحُجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ , وَيَحُجُّ مَعَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ , فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ مَكَّةَ إِذْ قَالَ لِغُلاَمٍ لَهُ : اذْهَبْ فَاشْتَرِ لَنَا كَذَا فَقَالَ الْغُلاَمُ: وَاللَّهِ مَا أَصْبَحَ عِنْدَنَا قَلِيلٌ وَلاَ كَثِيرٌ , دِرْهَمٌ فَمَا فَوْقَهُ , قَالَ : اذْهَبْ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهِ , قَالَ : مِنْ أَيْنَ ؟ قَالَ : سُبْحَانَ اللهِ ثُمَّ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّلْبِيَةِ وَلَبَّى أَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ , وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ قَدْ حَجَّ تِلْكَ السَّنَةِ , فَسَمِعَ أَصْوَاتَهُمْ , فَقَالَ : مَا هَؤُلاَءِ ؟ فَقِيلَ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ , وَأَصْحَابُهُ حَجُّوا , وَمُحَمَّدٌ يَحْتَمِلُ مَؤُونَتَهُمْ وَيَحْمِلُهُمْ وَيَكْلَفُ لَهُمْ . فَقَالَ : مَا بُدَّ مِنْ أَنْ يُعَانَ مُحَمَّدٌ عَلَى هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ آلاَفِ دِرْهَمٍ مِنْ سَاعَتِهِ , فَدَفَعَهَا مُحَمَّدٌ إِلَى غُلاَمِهِ , وَقَالَ لَهُ : وَيْحَكَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ: اشْتَرِ لَنَا مَا أَمَرْتُكَ , فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهَذَا . وَقَدْ أَتَانَا اللَّهُ بِمَا تَرَى , فَاذْهَبْ فَاشْتَرِ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ.
8590 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ , قَالَ : كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ , وَأَبُو حَازِمٍ , وَسُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ , وَيَزِيدُ بْنُ خُصَيْفَةَ أَهْلُ عِبَادَةٍ وَصَلاَةٍ , وَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ بَعْدَ الْعَصْرِ , وَبَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ , فَيَتَحَدَّثُونَ وَلاَ يَفْتَرِقُونَ , حَتَّى يَتَكَلَّمَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِكَلِمَاتٍ وَيَدْعُونَ بِدَعَوَاتٍ , وَكَانُوا يَتَرَافَقُونَ وَيُوَافُونُ الْمَوْسِمَ كُلَّ عَامٍ وَمَعَهُمْ أَبُو صَخْرٍ الأَيْلِيُّ وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ فَيَلْقَوْنَ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ , فَيَقُصُّ عَلَيْهِمْ وَيُذَكِّرُهُمْ أَمْرَ الآخِرَةِ , فَلاَ يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَنْقَضِيَ الْمَوْسِمُ , ثُمَّ لاَ يَلْتَقُونَ مَعَهُ إِلاَّ فِي كُلِّ موسمٍ.