سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ الرُّؤْيَا السُّوءِ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ
1127 وَسَمِعْتُ 43536 أَبَا أَحْمَدَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْفَرائِضِيَّ رَحِمَهُ اللَّهُ الشَّيْخَ الصَّالِحَ الْأَمِينَ الثِّقَةَ يَقُولُ غَيْرَ مَرَّةٍ : كَانَ رَجُلٌ ضَرِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْقُرْآنِ يَقْرَأُ عَلَيَّ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا أَبُو أَحْمَدَ ، فَقَالَ لِي بَعْدَمَا مَاتَ الْجَعْدُ لَعَنَهُ اللَّهُ : قَدْ رَأَيْتُ رُؤْيَا ، فَقُلْتُ : مَاذَا رَأَيْتَ ؟ قَالَ : رَأَيْتُ كَأَنِّي كُنْتُ فِي مَسْجِدٍ وَفِيهِ جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ يُرِيدُونَ الصَّلَاةَ ، وَقَدْ قَامَ الْإِمَامُ ؛ لِيُقِيمَ الصَّلَاةَ فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَرًّا ، وَأَسَرَّ إِلَيْهِ شَيْئًا ، فَالْتَفَتَ الْإِمَامُ ، وَقَالَ : قَدْ مَاتَ جَعْدٌ ، لَا رَحِمَ اللَّهُ جَعْدًا ، وَحَشَى قَبْرَهُ نَارًا ، وَأَرَاحَ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُ ، قَالَ الشَّيْخُ أَبُو أَحْمَدَ : قُلْتُ لَهُ : تَعْرِفُ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْتَ لَهُ الرُّؤْيَا ؟ قَالَ : لَا وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُهُ ، وَلَا سَمِعْتُ بِاسْمِهِ إِلَّا فِي الرُّؤْيَا ، قُلْتُ : هَذَا مِنْ مُتَكَلِّمِي الْمُعْتَزِلَةِ وَقَدْ مَاتَ فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَسَمِعْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ يَذْكُرُ أَبَا حَامِدٍ الْمَرْوَرُذِيَّ يُثْنِي عَلَى عَمَلِهِ ، وَيُطْنِبُ فِي فَضْلِهِ ، وَحُسْنِ صُورَتِهِ ، وَجُمْلَتِهِ ، فَقَالَ : رَأَيْتُهُ فِي النَّوْمِ ، وَكَأَنَّهُ عَلَى سَطْحِ مَسْجِدٍ قَاعِدٌ وَحَوْلُهُ جَمَاعَةٌ وَسِخَةٌ ثِيَابُهُمْ ، كَأَنَّهُمْ يُشْبِهُونَ غِلْمَانَ الْبَزَّارِينَ ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ طَبَقٌ عَلَيْهِ عُودٌ يَلُوكُهُ بِأَسْنَانِهِ ، وَقَدِ اسْوَدَّتْ جِلْدَةُ وَجْهِهِ بَعْدَ حُسْنِهَا وَنَضَارَتِهَا فِي حَيَاتِهِ ، فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَيْهِ أَنْكَرَ نَظَرِي وَكَأَنَّهُ خُيِّلَ إِلَيْهِ ، أَنَّهُ أَنَا نَائِلُهُ ؛ لِمَا أَعْلَمُ مِمَّا كَانَ يَرْمِي بِهِ مِنْ بِدْعَتِهِ فَقَالَ : إِنَّا لَا نَظْلِمُ اللَّهَ ، فَقُلْتُ : { أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ } فَهَمَّ الَّذِينَ حَوَالَيْهِ بِسُوءٍ يُوقِعُونَهُ بِي ، فَقَرَأْتُ { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } وَأَخَذْتُ أُشِيرُ بِإِصْبَعِي وَكَانَ رَحِمَهُ اللَّهُ يُشِيرُ فِي الْيَقَظَةِ كَذَلِكَ وَانْتَبَهْتُ |