ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ
ذِكْرُ رِبَاعِ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَلِبَنِي عَبْدِ مَنَافٍ يَقُولُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرَى ، وَهُوَ يَذْكُرُ مَوْضِعَهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَيَصِفُ إِقْدَامَهُمْ وَرِحْلَتَهُمْ ، فَقَالَ : وَنَوْفَلُ وَالْمَحَارِمُ قَدْ تَوَلَّوْا لِمَجْدٍ لَا أَجَدُّ وَلَا سَنِيدُ فَلَهُمْ دَارُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، عِنْدَ مَوْضِعِ دَارِ الْقَوَارِيرِ الْمُلَاصِقَةِ بِالْمَسْجِدِ كَانَتْ فِي أَصْلِهِ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، فَدَخَلَتْ فِيهِ حِينَ وَسَّعَ الْمَهْدِيُّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ، وَكَانَ مَوْضِعُهَا رَحْبَةً بَيْنَ يَدَيِ الْمَسْجِدِ ، فَأُقْطِعَتْ تِلْكَ الرَّحَبَةُ جَعْفَرَ بْنَ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكٍ فِي خِلَافَةِ هَارُونَ ، فَبَنَاهَا لَهُ حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ بِالرُّخَامِ وَالْفُسَيْفِسَاءُ مِنْ خَارِجِهَا ، وَبَنَى بَاطِنَهَا بِالْقَوَارِيرِ الْأَصْفَرِ وَالْأَخْضَرِ |
2049 حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الْجُرْجَانِيُّ ، قَالَ : حدثنا يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَعْنِيُّ ، قَالَ : حدثنا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ ابْنِ الرَّهِينِ ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ ، عَنْ بَعْضِ نِسَائِهَا أَنَّهَا قَالَتْ : أَشْرَفْتُ مِنْ حَقٍّ لِآلِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ فِي نِسْوَةٍ ، فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُتِبَ عَلَيْكُمُ السَّعْيُ فَاسْعَوْا وَكَانَتْ عِنْدَهَا بِئْرٌ جَاهِلِيَّةٌ يُسْقَى مِنْهَا الْحَاجُّ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، فِيمَا يُقَالُ ، فَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ فِي ذَلِكَ : يَتَمَدَّحُ عَدِيَّ بْنَ نَوْفَلٍ ، وَيُقَالُ قَائِلُ ذَلِكَ : مَطْرُودُ بْنُ كَعْبٍ الْخُزَاعِيُّ : فَمَا النِّيلُ يَأْتِي بِالسَّفِينِ يَكُبُّهُ بَأَجْوَدَ سَيْبًا مِنْ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ وَأَنْبَطَتَّ بَيْنَ الْمَشْعَرَيْنِ سِقَايَةً لِحُجَّاجِ بَيْتِ اللَّهِ أَفْضَلَ مَنْهَلِ |
2050 وَحَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الْقِدَاحُ مَوْلَى بَنِي نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ يُقَالُ لَهُ : سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ : أَدْرَكْتُ سِقَايَةَ عَدِيٍّ هَذِهِ يُسْقَى عَلَيْهَا اللَّبَنُ وَالْعَسَلُ وَكَانَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ تَزَوَّجَ بِنْتَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ ، فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا فَسَمَّاهُ عَلِيًّا ، وَكَانَ إِذَا رَآهُ قَالَ : هَذَا ابْنُ السَّقَّائِينَ وَكَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ مَنَعَهُ أَنْ يَحْفِرَ ، ثُمَّ أَذِنَ لَهُ بَعْدُ فَقَالَ عَدِيٌّ : مَتَى يَدْعُ مَوْلَايَ مَوَالِيكَ يَكْفِنِي مَتَى أَدْعُ مَوْلَى نَوْفَلٍ غَيْرَ وَاحِدٍ مَتَى أَدْعُ عَوَّامًا وَيَأْتِ ابْنُ أُمِّهِ حِزَامٌ ، فَمَوْلَى نَوْفَلٍ غَيْرُ مُفْرَدِ تَرَى أَسَدًا حَوْلِي تَجِدُّ رِمَاحُهَا وَيَأْتُوكَ أَفْوَاجًا عَلَى غَيْرِ مَوْعِدِ بَنِي أُمِّنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ كَرِيهَةٍ وَمِنْ نَسْلِ شَيْخٍ مَجْدُهُ غَيْرُ مُقْعَدِ قَالَ : وَكَانَتْ لَهُمْ أَيْضًا دَارٌ دَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ يُقَالُ لَهَا : دَارُ بِنْتِ قَرَظَةَ |
2051 حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ حدثنا عَبْدُ الْمَجِيدِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي نَافِعٌ ، قَالَ : فَيَنْزِلُ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا مِنَ الصَّفَا حَتَّى إِذَا جَاءَ بَابَ بَنِي عَبَّادٍ سَعَى حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى الزُّقَاقِ الَّذِي يَسْلُكُ بَيْنَ دَارِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، وَدَارِ بِنْتِ قَرَظَةَ وَكَانَتْ لَهُمُ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِلْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ ، الَّتِي بَيْنَ دَارِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَدَارِ ابْنِ عَلْقَمَةَ ، وَفِي دَارِ ابْنِ عَلْقَمَةَ حَقٌّ لِآلِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، كَانَ خَاصَمَ فِيهَا إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ أَسَدُ الْحِجَازِ ، فَدَارُ ابْنِ عَلْقَمَةَ فِي أَيْدِي وَلَدِهِ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا يَحُوزُونَهَا ، وَلَهَا بَابٌ وَمِصْرَاعَانِ |
2052 حَدَّثَنِي أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ بَكَّارَ بْنَ رَبَاحٍ ، مَوْلَى الْأَخْنَسِ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عَلَى بَابِ دَارِ ابْنِ عَلْقَمَةَ فِي الْمَسْعَى ، وَمَعَنَا الْمَشَايِخُ ، مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ أَبُو كِنَانَةَ ، وَجَمَاعَةٌ ، فَمَرَّ بِنَا ابْنُ جُرَيْجٍ رَائِحًا إِلَى الْجُمُعَةِ مِنْ دَارِهِ الْبَيْضَاءِ مِنَ الْمَرْوَةِ ، فَقَالَ أَهْلُ الْمَجْلِسِ : هَذَا عَبْدُ الْمَلِكِ قَدْ رَاحَ إِلَى الْجُمُعَةِ ، انْظُرُوا إِلَى مَنْ رَدَّنَا الدَّهْرُ بَعْدَ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَلِبَنِي نَوْفَلٍ دَارُ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ ، كَانَتْ عِنْدَ الْعَلَمِ الَّذِي عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ الَّذِي يَسْعَى مِنْهُ مَنْ أَقْبَلَ مِنَ الْمَرْوَةِ إِلَى الصَّفَا ، وَكَانَتْ دَاخِلَةً فِي الْمَسْجِدِ ، وَكَانَ الْعَلَمُ قُدَّامَهَا ، فَبِيعَتْ ، وَكَانَتْ صَدَقَةً ، فَاشْتَرَى لَهُمْ بِثَمَنِهَا دُورًا فَهِيَ فِي أَيْدِي آلِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ إِلَى الْيَوْمِ وَلَهُمْ دَارُ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ ، دَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ ، وَكَانَتْ صَدَقَةً فَاشْتَرَى لَهُمْ بِثَمَنِهَا دُورًا هِيَ فِي أَيْدِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ وَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ الدَّارُ طَرِيقَ النَّاسِ إِلَى الْمَسْعَى فِي الزَّمَنِ الْأَوَّلِ |
2053 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ ، وَعَبْدُ الْجَبَّارِ ، قَالَا : حدثنا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، قَالَ : رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَسْعَى مِنْ دَارِ عَبَّادٍ إِلَى زُقَاقِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ |
2054 وَحَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ الْجُرْجَانِيُّ ، قَالَ : حدثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى ، مَوْلَى ابْنِ الْمُبَارَكِ ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَنَا الْحَسَنَ بْنَ عِيسَى ، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْهُ ، قَالَ : أنا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، قَالَ : أنا مَعْرُوفُ بْنُ مُشْكَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ قَالَتْ : أَخْبَرَتْنِي نِسْوَتِي ، مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ اللَّائِي أَدْرَكْنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَ : دَخَلْنَا دَارَ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، فَاطَّلَعْنَا مِنْ بَابٍ مُقَطَّعٍ ، فَرَأَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْعَى فِي الْمَسْعَى ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ زُقَاقَ بَنِي قَرَظَةَ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ اسْعُوا فَإِنَّ السَّعْيَ قَدْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ |
ذِكْرُ رِبَاعِ حُلَفَاءِ بَنِي نَوْفَلٍ وَلِحُلَفَاءِ بَنِي نَوْفَلٍ ، وَهُمْ آلُ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ سُلَيْمٍ ، دَارٌ كَانَتْ وَسْطَ دُورِهِمْ ، يُقَالُ لَهَا : ذَاتُ الْوَجْهَيْنِ ، فَدَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَدَارٌ لِآلِ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابٍ ، كَانَتْ قِبَلَهُمْ لِآلِ نُعْمِ بْنِ حَبِيبٍ الْجُمَحِيِّ ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا : بَابَانِ عَلَى فُوَّهَةِ سِكَّةِ قُعَيْقِعَانَ ، ثُمَّ صَارَتْ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدٍ اشْتَرَاهَا مِنْ آلِ حُجَيْرٍ بِسِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ أَلْفَ دِينَارٍ ، ثُمَّ هِيَ الْيَوْمَ فِي الصَّوَافِي |