بَابُ : خفي
918 حَدَّثَنِي أَبُو عُمَرَ الْمُقْرِئُ , حَدَّثَنَا أَبُو ثُمَيْلَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ , رَاوِيَةِ الْكُمَيْتِ , عَنْ وَرْقَاءَ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : قَرَأَ { إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا } بِقَوْلِهِ : أُظْهِرُهَا قَالَ أَبُو عَمْرٍو : خَفِيَ الْبَرْقُ يَخْفَى خَفْيًا إِذَا بَرَقَ ضَعِيفًا وَقَالَ الْكَسَائِيُّ : خَفَا يَخْفُو خُفُوًّا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ : يُقَالُ : خَفَا الْبَرْقُ يَخْفِي : إِذَا ظَهَرَ وَقَالَ سَاعِدَةُ : حَيْرَانُ يَرْكَبُ أَعْلَاهُ أَسَافِلَهُ يَخْفِي جَدِيدَ تُرَابِ الْأَرْضِ مُنْهَزِمُ وَصَفَ سَحَابًا فَقَالَ : هُوَ حَيْرَانُ , لَا يَبْرَحُ يَخْفِي : يُظْهَرُ وَمُنْهَزِمٌ : مُنْخَرِقٌ بِالْمَاءِ وَقَالَ آخَرُ : يَخْفِي التُّرَابَ بِأَظْلَافٍ ثَمَانِيَةٍ فِي أَرْبَعٍ وَقْعُهُنَّ الْأَرْضَ تَحْلِيلُ وَصَفَ ثَوْرًا فَرَّ مِنْ صَائِدٍ فِي أَرْبَعٍ , يَعْنِي قَوَائِمَ , فِي ثَمَانِيَةِ أَظْلَافٍ وَقَالَ آخَرُ : خَفَاهُنَّ مِنْ أَنْفَاقِهِنَّ كَأَنَّمَا خَفَاهُنَّ وَدْقٌ مِنْ عَشِيٍّ مُحَلَّبِ وَصَفَ فَرَسًا خَفَى : اسْتَخْرَجَ بِحَوَافِرِهِ النَّارَ مِنْ أَنْفَاقِهِنَّ : مِنْ أَجْحِرَتِهِنَّ كَمَا اسْتَخْرَجَ هَذَا الْمَطَرُ الْفَأْرَ مِنْ أَجْحِرَتِهَا , وَقَالَ آخَرُ : يُثِيرُونَ مَا تَحْتَ الْحَصَى مِنْ لَبَانِهِ كَمَا يَخْتَفِي الْبَهْشَ الدَّفِينَ الثَّعَالِبُ وَقَالَ آخَرُ : أَرِقْتُ لِبَرْقٍ فِي نَشَاصٍ خَفَتْ بِهِ سَوَاجِمُ فِي أَعْنَاقِهِنَّ بُرُوقُ وَقَالَ آخَرُ : وَمُدَعَّسٌ فِيهِ الْأَنِيضُ اخْتَفَيْتُهُ بِجَرْدَاءَ يَنْتَابُ الثَّمِيلَ حِمَارُهَا أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ , عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ : أَخْفَى : لَهُ مَوْضِعَانِ , مَوْضِعُ إِظْهَارٍ , وَمَوْضِعُ كِتْمَانٍ , كَسَائِرِ حُرُوفِ الْأَضْدَادِ وَأَنْشَدَنِي أَبُو الْخَطَّابِ قَوْلَ امْرِئِ الْقَيْسِ عَنْ أَهْلِهِ فِي بَلَدِهِ : فَإِنْ تَدْفِنُوا الدَّاءَ لَا نُخْفِهِ وَإِنْ تَبْعَثُوا الْحَرْبَ لَا نَقْعُدِ وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِيُّ : نَخْفِهِ بِنَصْبِ النُّونِ , يَقُولُ : لَا نُظْهِرُهُ وَلَوْ صَحَّ مَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ رَفْعُ النُّونِ فِي نُخْفِهِ كَانَتْ مِنْ أَخْفَى , وَكَانَ فِي ذَلِكَ حُجَّةٌ لِشُعْبَةَ فِي رِوَايَتِهِ حِينَ قَالَ : أَخْفَى صَوْتَهُ , وَلَكِنَّهُ لَيْسَ وَجْهَ الْكَلَامِ , لِأَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ : خَفَيْتُ مَلَّتِي مِنَ النَّارِ : اسْتَخْرَجْتُهَا وَيُقَالُ لِلرَّكِيَّةِ الَّتِي قَدِ انْدَفَنَتْ ثُمَّ اسْتَخْرَجْتَهَا خَفِيَّةٌ وَالْجَمِيعُ خَفَايَا أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ , عَنِ الْأَصْمَعِيِّ : يُقَالُ : بَرِحَ الْخَفَاءُ : وَذَلِكَ إِذَا ظَهَرَ , وَأَصْلُهُ مِنَ الْبَرَاحِ , وَالْبَرَاحُ : الْمُتَّسَعُ مِنَ الْأَرْضِ الْمُسْتَوِي , تَقُولُ : صَارَ فِي بَرَاحٍ , أَيْ فِي أَمْرٍ مُنْكَشِفٍ |