الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ وَاسْمُ أَبِي الْحَسَنِ يَسَارٌ
10690 قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُرَجَّى بْنُ رَجَاءٍ قَالَ : حَدَّثَنَا غَالِبٌ قَالَ : خَرَجَ الْحَسَنُ مَرَّةً مِنَ الْمَسْجِدِ ، وَقَدْ ذُهِبَ بِحِمَارِهِ ، فَأَتَى حِمَارِي ، فَرَكِبَهُ ، وَكَانَ حِمَارِي يَتَنَاوَلُ سَاقَ صَاحِبِهِ ، فَخِفْتُهُ عَلَى الْحَسَنِ ، فَأَخَذْتُ بِلِجَامِهِ ، فَقَالَ : أَحِمَارُكَ هَذَا ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : وَخَلْفَهُ رِجَالٌ يَمْشُونَ ؟ فَقَالَ : لاَ أَبَا لَكَ ، مَا يُبْقِي خَفْقُ نِعَالِ هَؤُلاَءِ مِنْ قَلْبِ آدَمَيٍّ ضَعِيفٍ ، وَاللَّهِ لَوْلاَ أَنْ يَرْجِعَ الْمُسْلِمُ ، أَوِ الْمُؤْمِنُ ، شَكَّ مُرَجَّى ، إِلَى نَفْسِهِ ، فَيَعْلَمُ أَنْ لاَ شَيْءَ عِنْدَهُ لَكَانَ هَذَا فِي فَسَادِ قَلْبِهِ سَرِيعًا.
10689 قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو هِلاَلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا غَالِبٌ قَالَ : حَمَلْتُ الْحَسَنَ عَلَى حِمَارِي مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَرَأَى نَاسًا يَتَّبِعُونَهُ ، فَقَالَ : مَا يُبْقِي هَؤُلاَءِ مِنْ قَلْبِ رَجُلٍ لَوْلاَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ يَرْجِعُ إِلَى نَفْسِهِ ، فَيَعْرِفُهَا.
10695 قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَوْشَنٍ قَالَ : دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى الْحَسَنِ ، فَوَجَدَ عِنْدَهُ رِيحُ قِدْرٍ طَيِّبَةٍ ، فَقَالَ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، إِنَّ قِدْرَكَ لَطَيِّبَةٌ قَالَ : نَعَمْ ؛ لأَنَّ رَغِيفِي مَالِكٌ ، وَصِحْنَاءَهُ فَرْقَدٌ.
10694 قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَوَانَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو شَدَّادٍ ، شَيْخٌ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ أَحْسَنَ عَلَيْهِ الثَّنَاءَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ الَّذِينَ يَلْبَسُونَ الصُّوفَ ، فَقَالَ : مَا لَهُمْ تَفَاقَدُوا ثَلاَثًا ؛ أَكَنُّوا الْكِبْرَ فِي قُلُوبِهِمْ ، وَأَظْهَرُوا التَّوَاضُعَ فِي لِبَاسِهِمْ ، وَاللَّهِ لأَحَدُهُمْ أَشَدُّ عُجْبًا بِكِسَائِهِ مِنْ صَاحِبِ الْمُطْرَفِ بِمُطْرَفِهِ.
10693 قَالَ : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو هِلاَلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا غَالِبٌ الْقَطَّانُ قَالَ : كُنَّا نَكُونُ عِنْدَ الْحَسَنِ ، وَعِنْدَهُ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ : فَكَانَ الْحَسَنُ إِذَا سُئِلَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ يَبْدُرُهُ إِيَاسٌ بِالْجَوَابِ قَالَ : ثُمَّ يُسْأَلُ الْحَسَنُ ، فَنَعْرِفُ فَضْلَ الْحَسَنِ عَلَيْهِمْ قَالَ : فَسُئِلَ الْحَسَنُ : هَلْ يُجْزِي الصَّاعُ مِنَ الْعَسَلِ ؟ فَقَالَ إِيَاسٌ : نَعَمْ فَقَالَ الْحَسَنُ : قَدْ يُجْزِي ، وَقَدْ لاَ يُجْزِي ، قَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ رَفِيقًا فَيُجْزِيهِ ، وَيَكُونُ أَخْرَقَ فَلاَ يُجْزِيهِ قَالَ : وَكَانَ فَضْلُ الْحَسَنِ عَلَيْهِمْ كَفَضْلِ الْبَازِ عَلَى الْعَصَافِيرِ.