سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ وَيُكْنَى أَبَا الأَعْوَرِ وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ بَعْجَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خُوَيْلِدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ غَنْمِ بْنِ مَلِيحٍ مِنْ خُزَاعَةَ
4234 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحَكَمِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ : كَانَ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَطْلُبُ الدِّينَ وَكَرِهَ النَّصْرَانِيَّةَ وَالْيَهُودِيَّةَ ، وَعِبَادَةَ الأَوْثَانِ وَالْحِجَارَةِ ، وَأَظْهَرَ خِلاَفَ قَوْمِهِ وَاعْتِزَالَ آلِهَتِهِمْ وَمَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ ، وَلاَ يَأْكُلُ ذَبَائِحَهُمْ ، فَقَالَ لِي : يَا عَامِرُ ، إِنِّي خَالَفْتُ قَوْمِي وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ وَمَا كَانَ يَعْبُدُ وَإِسْمَاعِيلَ مِنْ بَعْدِهِ ، وَكَانُوا يُصَلُّونَ إِلَى هَذِهِ الْقِبْلَةِ فَأَنَا أَنْتَظِرُ نَبِيًّا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ يُبْعَثُ ، وَلاَ أُرَانِي أَدْرِكُهُ ، وَأَنَا أُومِنُ بِهِ وَأُصَدِّقُهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُ نَبِيُّ ، فَإِنْ طَالَتْ بِكَ مُدَّةٌ فَرَأَيْتُهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ ، قَالَ عَامِرٌ : فَلَمَّا تَنَبَّأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَسْلَمْتُ وَأَخْبَرْتُهُ بِقَوْلِ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو وَأَقْرَأْتُهُ مِنْهُ السَّلاَمَ ، فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَرَحَّمَ عَلَيْهِ وَقَالَ : قَدْ رَأَيْتُهُ فِي الْجَنَّةِ يَسْحَبُ ذُيُولاً.
4237 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ : سَمِعْتُ سَالِمًا أَبَا النَّضْرِ ، يُحَدِّثُ ، وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ : أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَعِيبُ عَلَى قُرَيْشٍ ذَبَائِحَهُمْ ثُمَّ يَقُولُ : الشَّاةُ خَلَقَهَا اللَّهُ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً وَأَنْبَتَ لَهَا الأَرْضَ ، ثُمَّ يَذْبَحُونَهَا عَلَى غَيْرِ اسْمِ اللهِ ، إِنْكَارًا لِذَلِكَ وَإِعْظَامًا لَهُ ، لاَ آكُلُ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ.
4235 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ حُجَيْرِ بْنِ أَبِي إِهَابٍ قَالَ : رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو وَأَنَا عِنْدَ صَنَمٍ بوانة بَعْدَ مَا رَجَعَ مِنَ الشَّامِ ، وَهُوَ يُرَاقِبُ الشَّمْسَ ، فَإِذَا زَالَتِ اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ فَصَلَّى رَكْعَةً وَسَجْدَتَيْنِ ، ثُمَّ يَقُولُ : هَذِهِ قِبْلَةُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ ، لاَ أَعْبُدُ حَجَرًا ، وَلاَ أُصَلِّي لَهُ ، وَلاَ أَذْبَحُ لَهُ ، وَلاَ آكُلُ مَا ذُبِحَ لَهُ ، وَلاَ أَسْتَقْسِمُ بِالأَزْلاَمِ ، وَلاَ أُصَلِّي إِلاَّ إِلَى هَذَا الْبَيْتِ حَتَّى أَمُوتَ ، وَكَانَ يَحُجُّ فَيَقِفُ بِعَرَفَةَ ، وَكَانَ يُلَبِّي يَقُولُ : لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ ، وَلاَ نِدَّ لَكَ ، ثُمَّ يَدْفَعُ مِنْ عَرَفَةَ مَاشِيًا ، وَهُوَ يَقُولُ : لَبَّيْكَ مُتَعَبِّدًا لَكَ مَرْقُوقًا.
(ح) قَالَ : وَأَخْبَرَنَا الْمُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخْتَارِ (ح) قَالَ : وَأَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو غَسَّانَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، قَالُوا جَمِيعًا : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ : أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ : أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ الْوَحْي فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ سُفْرَةً فِيهَا لَحْمٌ ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي لاَ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ ، وَلاَ آكُلُ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ.
4236 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا وُهَيْبٌ
4240 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ شَيْبَةَ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَذْكُرُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ، فَقَالَ : تُوُفِّيَ وَقُرَيْشٌ تَبْنِي الْكَعْبَةَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ الْوَحْي عَلَى رَسُولِ اللهِ بِخَمْسِ سِنِينَ ، وَلَقَدْ نَزَلَ بِهِ وَإِنَّهُ لَيَقُولُ : أَنَا عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ ، فَأَسْلَمَ ابْنُهُ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ أَبُو الأَعْوَرِ وَاتَّبَعَ رَسُولَ اللهِ ، وَأَتَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ رَسُولَ اللهِ فَسَأَلاَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : غَفَرَ اللَّهُ لِزَيْدِ بْنِ عَمْرٍو وَرَحِمَهُ ، فَإِنَّهُ مَاتَ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ . قَالَ : فَكَانَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمَ لاَ يَذْكُرُهُ ذَاكِرٌ مِنْهُمْ إِلاَّ تَرَحَّمَ عَلَيْهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ . ثُمَّ يَقُولُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ : رَحِمَهُ اللَّهُ وَغَفَرَ لَهُ.
4238 أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ : رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَائِمًا مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ يَقُولُ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، مَا مِنْكُمُ الْيَوْمَ أَحَدٌ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ غَيْرِي ، وَكَانَ يُحْيِي الْمَوْءُودَةَ ، يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْتُلَ ابْنَتَهُ : مَهْلاَّ ، لاَ تَقْتُلْهَا ، أَنَا أَكْفِيكَ مَؤُونَتَهَا ، فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا تَرَعْرَعَتْ قَالَ لأَبِيهَا : إِنْ شِئْتَ دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ ، وَإِنْ شِئْتَ كَفَيْتُكَ مَؤُونَتَهَا.