:
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ ابْنِ أَبِي حَزِيمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ ، مِنَ الأَنْصَارِ ، وَيُكْنَى أَبَا ثَابِتٍ. وَأُمُّهُ عَمْرَةُ بِنْتُ مَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ مَسْعُودِ بْنِ زَيْدٍ الأَشْهَلَيِّ ، مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ ، وَكَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ ، وَيُحْسِنُ الْعَوْمَ وَالرَّمْيَ ، وَكَانَ مَنْ أَحْسَنَ ذَلِكَ سُمِّيَ الْكَامِلَ. وَشَهِدَ سَعْدٌ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ ، وَكَانَ أَحَدَ النُّقَبَاءِ الاِثْنَيْ عَشَرَ ، وَكَانَ سَيِّدَا جَوَّادًا ، وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا ، وَكَانَ تَهَيَّأَ لِلْخُرُوجِ إِلَى بَدْرٍ ، وَيَأْتِي دُورَ الأَنْصَارِ يَحُضُّهُمْ عَلَى الْخُرُوجِ ، فَنُهِشَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لَئِنْ كَانَ سَعْدٌ لَمْ يَشْهَدْهَا لَقَدْ كَانَ عَلَيْهَا حَرِيصًا.وَشَهِدَ بَعْدَ ذَلِكَ أُحُدًا ، وَالْخَنْدَقَ ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم اجْتَمَعَتِ الأَنْصَارُ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ وَمَعَهُمْ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، فَتَشَاوَرُوا فِي الْبَيْعَةِ لَهُ ، وَبَلَغَ الْخَبَرُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ، فَخَرَجَا حَتَّى أَتَيَاهُمْ وَمَعَهُمَا نَاسٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ ، فَجَرَى بَيْنَهُمْ كَلاَمٌ وَمُحَاوَرَةٌ ، فَقَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ : ابْسُطْ يَدَكَ فَبَايَعَهُ ، وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ ، وَلَمْ يُبَايِعْهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، فَتَرَكَهُ فَلَمْ يَعْرِضْ لَهُ حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ ، وَوَلِيَ عُمَرُ ، فَلَمْ يُبَايِعْ لَهُ أَيْضًا ، فَلَقِيَهُ عُمَرُ ذَاتَ يَوْمٍ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : إِيهِ يَا سَعْدُ ، إِيهِ يَا سَعْدُ فَقَالَ سَعْدٌ : إِيهِ يَا عُمَرُ فَقَالَ عُمَرُ : أَنْتَ صَاحِبُ مَا أَنْتَ عَلَيْهِ فَقَالَ سَعْدٌ : نَعَمْ ، أَنَا ذَلِكَ ، وَقَدْ أَفْضَى اللَّهُ إِلَيْكَ هَذَا الأَمْرَ ، وَكَانَ وَالِيهِ صَاحِبُكَ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْكَ ، وَقَدْ وَاللَّهِ أَصْبَحْتُ كَارِهًا لِجِوَارِكَ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّ مَنْ كَرِهَ جَارًا جَاوَرَهُ تَحَوَّلَ عَنْهُ فَقَالَ سَعْدٌ : أَمَا إِنِّي غَيْرُ مُسْتَسِرٍّ بِذَلِكَ ، وَأَنَا مُتَحَوِّلٌ إِلَى جِوَارِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْ جِوَارِكَ قَالَ : فَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ قَلِيلاَّ حَتَّى خَرَجَ مُهَاجِرًا إِلَى الشَّامِ ، فِي أَوَّلِ خِلاَفَةِ عُمَرَ رَحِمَهُ اللَّهُ.
11182 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ بِحُورَانَ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ لِسَنَتَيْنِ وَنِصْفٍ مِنْ خِلاَفَةِ عُمَرَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : كَأَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ : فَمَا عُلِمَ بِمَوْتِهِ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى سَمِعَ غِلْمَانٌ فِي بِئْرِ مُنَبِّهٍ أَوْ بِئْرِ سَكَنٍ وَهُمْ يَمْتَحُونَ نِصْفَ النَّهَارِ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ قَائِلاَّ يَقُولُ : قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْرَجِ ... سَعْدَ بْنَ عُبَادَةْ رَمَيْنَاهُ بِسَهْمَيْنِ ... فَلَمْ نُخْطِ فُؤَادَهْ. فَذُعِرَ الْغِلْمَانُ ، فَحُفِظَ ذَلِكَ الْيَوْمُ فَوَجَدُوهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ الَّذِي مَاتَ فِيهِ سَعْدٌ ، وَإِنَّمَا جَلَسَ يَبُولُ فِي نَفَقٍ فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ مِنْ سَاعَتِهِ ، وَجَدُوهُ قَدِ اخْضَرَّ جِلْدُهُ.
:
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة ابن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة ، من الأنصار ، ويكنى أبا ثابت. وأمه عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار ، وهو ابن خالة مسعود بن زيد الأشهلي ، من أهل بدر ، وكان سعد بن عبادة في الجاهلية يكتب بالعربية ، ويحسن العوم والرمي ، وكان من أحسن ذلك سمي الكامل. وشهد سعد العقبة مع السبعين من الأنصار ، وكان أحد النقباء الاثني عشر ، وكان سيدا جوادا ، ولم يشهد بدرا ، وكان تهيأ للخروج إلى بدر ، ويأتي دور الأنصار يحضهم على الخروج ، فنهش ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لئن كان سعد لم يشهدها لقد كان عليها حريصا.وشهد بعد ذلك أحدا ، والخندق ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة ومعهم سعد بن عبادة ، فتشاوروا في البيعة له ، وبلغ الخبر أبا بكر وعمر ، فخرجا حتى أتياهم ومعهما ناس من المهاجرين ، فجرى بينهم كلام ومحاورة ، فقال عمر لأبي بكر : ابسط يدك فبايعه ، وبايعه المهاجرون والأنصار ، ولم يبايعه سعد بن عبادة ، فتركه فلم يعرض له حتى توفي أبو بكر ، وولي عمر ، فلم يبايع له أيضا ، فلقيه عمر ذات يوم في طريق من طرق المدينة ، فقال له عمر : إيه يا سعد ، إيه يا سعد فقال سعد : إيه يا عمر فقال عمر : أنت صاحب ما أنت عليه فقال سعد : نعم ، أنا ذلك ، وقد أفضى الله إليك هذا الأمر ، وكان واليه صاحبك أحب إلينا منك ، وقد والله أصبحت كارها لجوارك فقال عمر رضي الله عنه : إن من كره جارا جاوره تحول عنه فقال سعد : أما إني غير مستسر بذلك ، وأنا متحول إلى جوار من هو خير من جوارك قال : فلم يلبث إلا قليلا حتى خرج مهاجرا إلى الشام ، في أول خلافة عمر رحمه الله.
11182 أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا يحيى بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة ، عن أبيه ، قال : توفي سعد بن عبادة بحوران من أرض الشام لسنتين ونصف من خلافة عمر. قال محمد بن عمر : كأنه مات سنة خمس عشرة قال عبد العزيز : فما علم بموته بالمدينة حتى سمع غلمان في بئر منبه أو بئر سكن وهم يمتحون نصف النهار في حر شديد قائلا يقول : قتلنا سيد الخزرج ... سعد بن عبادة رميناه بسهمين ... فلم نخط فؤاده. فذعر الغلمان ، فحفظ ذلك اليوم فوجدوه ذلك اليوم الذي مات فيه سعد ، وإنما جلس يبول في نفق فاغتسل فمات من ساعته ، وجدوه قد اخضر جلده.
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،
:
هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،