الْبَابُ الْأَوَّلُ مِنَ النَّحْوِ قَوْلُهُ : بِعَامَّةٍ يُرِيدُ بِعَامَّةٍ تَعُمُّهُمْ ، وَأَدْخَلَ الْبَاءَ كَمَا قَالَ : تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ : يَقُولُ : تُنْبِتُ الدُّهْنَ : وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ ، وَقَوْلِهِ : يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ، وَيَشْرَبُهَا سَوَاءٌ كَذَلِكَ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ ، وَأَنْشَدَنَا : شَرِبْنَ بِمَاءِ الْبَحْرِ ، ثُمَّ تَرَفَّعَتْ مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ سَقَى أُمَّ عَمْرٍو كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ حَنَاتِمَ سُودٌ مَاؤُهُنَّ نَجِيجُ حَنَاتِمُ : سَحَابَاتٌ سُودٌ ، مَاؤُهُنَّ نَجِيجُ : مُنْصَبٌّ ، شَرِبْنَ بِمَاءِ الْبَحْرِ ، يَقُولُ : هَذِهِ السَّحَابُ شَرِبْنَ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ ، ثُمَّ تَرَفَّعَتِ السَّحَابُ مِنْ لُجَجٍ وَقَوْلُهُ : مَتَى يَعْنِي مِنْ , لُغَةِ هُذَيْلٍ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ : وَلَا صِوَارًا مُدَرَّاةً مَنَاسِجُهَا مِثْلُ الْفِرِنْدِ إِذَا يَجْرِي مَتَى النُّظُمِ وَقَالَ آخَرُ : بِوَادٍ يَمَانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ صَدْرُهُ وَأَسْفَلُهُ بِالْمَرَاجِلِ وَالشَّبَهَانِ وَقَالَ آخَرُ : ضَمِنَتْ بِرِزْقِ عِيَالِنَا أَرْمَاحُنَا مِلْءَ الْمَرَاجِلِ وَالصَّرِيحَ الْأَجْرَدَا وَقَالَ حَاتِمٌ : وَسُقِيتُ بِمَاءِ النَّمِيرِ ، وَلَمْ أَتْرُكِ الْأُطْمَ جَمَّةَ الْحُفَرِ قَوْلُهُ : مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ ، يَقُولُ : مِنْ غَيْرِ أَهْلِ دِينِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ ، فَيَأْتِي عَلَى أَصْلِهِمْ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ : أَصْلُ الْقَوْمِ ، وَجَمْعُهُمْ ، يُقَالُ : أَتَاهُمْ فِي بَيْضَتِهِمْ قَالَ طُفَيْلٌ : وَبِالْبَيْضَةِ الْمَوْقُوعِ وَسْطَ عَقَارِهَا عَقَارٌ تَدَاعَى وَسْطَهُ الْجَيْشُ مُنْهِبُ قَوْلُهُ : وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِ أَقْطَارِهَا ، أَقْطَارُ الْأَرْضِ : نَوَاحِيهَا ، وَاحِدُهَا قُطْرٌ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ : أَقْطَارُ الْأَرْضِ : جَوَانِبُهَا ، وَالْأَقْتَارُ مِثْلُ الْأَقْطَارِ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

الْبَابُ الْأَوَّلُ مِنَ النَّحْوِ قَوْلُهُ : بِعَامَّةٍ يُرِيدُ بِعَامَّةٍ تَعُمُّهُمْ ، وَأَدْخَلَ الْبَاءَ كَمَا قَالَ : تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ : يَقُولُ : تُنْبِتُ الدُّهْنَ : وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ ، وَقَوْلِهِ : يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ، وَيَشْرَبُهَا سَوَاءٌ كَذَلِكَ أَخْبَرَنَا سَلَمَةُ عَنِ الْفَرَّاءِ ، وَأَنْشَدَنَا : شَرِبْنَ بِمَاءِ الْبَحْرِ ، ثُمَّ تَرَفَّعَتْ مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ سَقَى أُمَّ عَمْرٍو كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ حَنَاتِمَ سُودٌ مَاؤُهُنَّ نَجِيجُ حَنَاتِمُ : سَحَابَاتٌ سُودٌ ، مَاؤُهُنَّ نَجِيجُ : مُنْصَبٌّ ، شَرِبْنَ بِمَاءِ الْبَحْرِ ، يَقُولُ : هَذِهِ السَّحَابُ شَرِبْنَ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ ، ثُمَّ تَرَفَّعَتِ السَّحَابُ مِنْ لُجَجٍ وَقَوْلُهُ : مَتَى يَعْنِي مِنْ , لُغَةِ هُذَيْلٍ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ : وَلَا صِوَارًا مُدَرَّاةً مَنَاسِجُهَا مِثْلُ الْفِرِنْدِ إِذَا يَجْرِي مَتَى النُّظُمِ وَقَالَ آخَرُ : بِوَادٍ يَمَانٍ يُنْبِتُ الشَّثَّ صَدْرُهُ وَأَسْفَلُهُ بِالْمَرَاجِلِ وَالشَّبَهَانِ وَقَالَ آخَرُ : ضَمِنَتْ بِرِزْقِ عِيَالِنَا أَرْمَاحُنَا مِلْءَ الْمَرَاجِلِ وَالصَّرِيحَ الْأَجْرَدَا وَقَالَ حَاتِمٌ : وَسُقِيتُ بِمَاءِ النَّمِيرِ ، وَلَمْ أَتْرُكِ الْأُطْمَ جَمَّةَ الْحُفَرِ قَوْلُهُ : مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ ، يَقُولُ : مِنْ غَيْرِ أَهْلِ دِينِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ ، فَيَأْتِي عَلَى أَصْلِهِمْ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ : أَصْلُ الْقَوْمِ ، وَجَمْعُهُمْ ، يُقَالُ : أَتَاهُمْ فِي بَيْضَتِهِمْ قَالَ طُفَيْلٌ : وَبِالْبَيْضَةِ الْمَوْقُوعِ وَسْطَ عَقَارِهَا عَقَارٌ تَدَاعَى وَسْطَهُ الْجَيْشُ مُنْهِبُ قَوْلُهُ : وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِ أَقْطَارِهَا ، أَقْطَارُ الْأَرْضِ : نَوَاحِيهَا ، وَاحِدُهَا قُطْرٌ أَخْبَرَنَا الْأَثْرَمُ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ : أَقْطَارُ الْأَرْضِ : جَوَانِبُهَا ، وَالْأَقْتَارُ مِثْلُ الْأَقْطَارِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1108 حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ مَيْسَرَةَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ : اذْهَبُوا بِنَا إِلَى أَقْطَارِ الْأَرْضِ ؛ حَتَّى نَقْطَعَ الْأَرْضَ ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا } قَالَ إِبْرَاهِيمُ : وَأَقْطَارُ الْفَرَسِ : مَا أَشْرَفَ مِنْهُ قَالَ الشَّاعِرُ :
عَبْلُ الشَّوَى مُشْرِفُ الْأَقْطَارِ مُنْتَسِقُ
قَوْلُهُ : إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي الْأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ ، فَأَخْبَرَ أَنَّهُ سَتَكُونُ أَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ ، وَلَمْ يَقُلْ : فَإِذَا كَانُوا فَحَارِبُوهُمْ ، وَلَا فَاعْتَزِلُوهُمْ وَقَالَ : إِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمَّتِي ، فَأَخْبَرَ أَنَّ أُمَّتَهُ سَتَخْتَلِفُ حَتَّى يَقْتَتِلُوا بِالسُّيُوفِ ، وَأَنَّ ذَلِكَ بَاقٍ فِيهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَقَالَ : لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ ، يَقُولُ : يَرْتَدُّونَ فَيَلْحَقُونَ بِغَيْرِ أَهْلِ دِينِهِمْ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ ، وَيَعْبُدُ آخَرُونَ مِنْهُمُ الْأَوْثَانَ ، وَهُمْ مَعَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَخْرُجُوا مِنْهُمْ ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِهِ مَنْ يَدَّعِي النُّبُوَّةَ ، وَأَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ ، وَأَنَّهُ سَيَبْقَى مِنْ أُمَّتِهِ قَوْمٌ ظَاهِرُونَ وَالظُّهُورُ : الظَّفَرُ عَلَى الْعَدُوِّ ، وَأَظْهَرَنَا اللَّهُ عَلَيْهِ وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ : جَاءَ فُلَانٌ فِي ظِهْرِيِّهِ : هُمُ الَّذِينَ يَنْهَضُ بِهِمْ فِيمَا يَحْزُبُهُ وَيُقَالُ : بَيْتُ فُلَانٍ حَسَنُ الظَّهَرَةِ : إِذَا كَانَ حَسَنَ الْمَتَاعِ كَثِيرَهُ الْفَرَّاءُ : يُقَالُ : تَظَاهَرْنَا : تَعَاوَنَّا ، وَالظَّهِيرُ : الْأَعْوَانُ أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ : يُقَالُ : ظَاهَرَ فُلَانٌ فُلَانًا ، إِذَا مَالَأَهُ وَأَعَانَهُ ، وَالظَّهِيرُ : الْعَوْنُ ، وَيُقَالُ : اتَّخِذْ مَعَكَ بَعِيرًا ، أَوْ بَعِيرَيْنِ ظِهْرِيَّيْنِ : أَيْ عُدَّةً ، وَالْجَمِيعُ ظَهَارِيٌّ ، وَبَعِيرٌ بَيِّنُ الظَّهَارَةِ إِذَا كَانَ شَدِيدًا وَقَوْلُهُ : لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ ، وَالْخَذْلُ : ضِدُّ النُّصْرَةِ ، خَذَلَ يَخْذُلُ خِذْلَانًا وَخَذْلًا ، وَرَجُلٌ مَخْذُولٌ : تُرِكَ وَحْدَهُ , وَالْخَاذِلُ مِنَ الْوَحْشِ الَّتِي تَخْذُلُ صَوَاحِبَهَا ، فَتَنْفَرِدُ مَعَ وَلَدِهَا ، قَالَ :
بِهِ اسْتَوْدَعَتْ أَوْلَادَهَا خُذُلُ الْمَهَا
مَطَافِيلُهَا وَالْمُشْجِنَاتُ الْمَرَاشِحُ
وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْغَرِيبِ قَوْلُهُ : إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ ، وَالِاسْمُ الِانْزِوَاءُ ، وَلَهُ أَرْبَعَةُ وُجُوهٍ ، جَاءَ الْأَثَرُ مِنْ ذَلِكَ بِثَلَاثَةٍ : فَالْوَجْهُ الْأَوَّلُ : هُوَ التَّجَمُّعُ وَالتَّقَبُّضُ ، وَهُوَ وَجْهُ حَدِيثِ ثَوْبَانَ : إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ ، وَحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَنَّهُ دَعَا فِي سَفَرٍ : اللَّهُمَّ ازْوِ لَنَا الْأَرْضَ ، وَحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ : إِنَّ النَّارَ تَنْزَوِي ، وَحَدِيثِ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ : إِنَّ الدَّجَّالَ تُزْوَى لَهُ الْأَرْضُ ، وَحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ : إِنَّ الْمَسْجِدَ لَيَنْزَوِي أَنْ يُبْزَقَ فِيهِ كَمَا تَنْزَوِي الْجِلْدَةُ فِي النَّارِ وَسَأَلْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ عَنْ قَوْلِهِ : زُوِيَتْ لِيَ الْأَرْضُ ، قَالَ : قَرُبَ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ، قُلْتُ : إِنَّ الْمَسْجِدَ يَنْزَوِي ، قَالَ : يَتَقَبَّضُ كَمَا يَتَقَبَّضُ وَجْهُكَ مِنْ شَيْءٍ تَكْرَهُهُ وَسَأَلْتُ أَبَا عَدْنَانَ ، فَقَالَ : زُوِيَتْ : جُمِعَتْ أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ : يُقَالُ : جَاءَنَا بِصَقْرَةٍ تَزْوِي الْوَجْهَ : يَعْنِي اللَّبَنَ الْحَامِضَ وَسَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ : انْزَوَى الْجِلْدُ فِي النَّارِ : اجْتَمَعَ وَتَقَبَّضَ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : انْزَوَى الْقَوْمُ : تَدَانَوْا وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ : زَوَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ : جَمَعَهُ وَقَبَضَهُ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو : زَوَى حَاجِبَيْهِ يَزْوِي : إِذَا غَضِبَ وَقَطَّبَ : يُقَبِّضُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1109 حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ ، عَنْ جُوَيْبِرٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ : قَوْلُهُ : { قَمْطَرِيرًا } ، قَالَ : يُزْوَى مِنْهُ الْوَجْهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1110 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَوْلُهُ : { قَمْطَرِيرًا } ، قَالَ : تَقَبُّضُ مَا بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ ، فَقَدْ فَسَّرَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِقَوْلِهِ : تَقَبُّضُ مَا بَيْنَ الْعَيْنَيْنِ وَقَالَ الضَّحَّاكُ : تُزْوَى مِنْهُ الْوُجُوهُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ : وَقَالَ طَارِقُ بْنُ دَيْسَقٍ أَحَدُ بَنِي يَرْبُوعٍ لِابْنِهِ مَذْعُورٍ ، وَكَانَ يُوعِدُهُ بِمُفَارَقَتِهِ ، وَأَنْ يَغْزُوَ ، فَقَالَ :
أَمَذْعُورُ مَا يُدْرِيكَ أَنْ رُبَّ لَيْلَةٍ
كَشَفْتُ آذَاهَا عَنْكَ وَهْيَ عَسِيرُ

شَآمِيَّةٌ تَزْوِي الْوُجُوهَ كَأَنَّهَا
عَلَى النَّاسِ جَيْشٌ لَا يُرَدُّ مُغِيرُ
وَأَنْشَدَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ الْبَيْتَ الثَّانِي :
شَآمِيَّةٌ هَبَّتْ بَلِيلًا كَأَنَّهَا
عَلَى النَّاسِ جَيْشٌ لَا يُرَدُّ مُغِيرُ
وَأَنْشَدَنَا أَبُو نَصْرٍ لِلْأَعْشَى :
يَزِيدُ يَغُضُّ الطَّرْفَ عَنِّي كَأَنَّمَا
زَوَى بَيْنَ عَيْنَيْهِ عَلَيَّ الْمَحَاجِمُ

فَلَا يَنْبَسِطْ مِنْ بَيْنِ عَيْنَيْكَ مَا انْزَوَى
وَلَا تَلْقَنِي إِلَّا وَأَنْفُكَ رَاغِمُ
وَقَالَ آخَرُ :
وَمَاءٍ كَمَاءِ السُّخْدِ لَيْسَ لِجَوْفِهِ
سَوَاءَ الْحَمَامِ الْوُرْقِ عَهْدٌ بِحَاضِرِ

صَرًى آسِنٌ يَزْوِي لَهُ الْمَرْءُ وَجْهَهُ
وَلَوْ ذَاقَهُ ظَمْآنُ فِي شَهْرِ نَاجِرِ
يَقُولُ : أَيْ وَرُبَّ مَاءٍ كَمَاءِ السُّخْدِ ، وَالسُّخْدُ : جِلْدَةٌ فِيهَا مَاءٌ أَصْفَرُ يَنْشَقُّ عَنْ رَأْسِ الْوَلَدِ ، لَيْسَ لِجَوْفِ هَذَا الْمَاءِ عَهْدٌ بِحَاضِرٍ لِمَنْ يَحْضُرُهُ غَيْرَ الْحَمَامِ صَرًى : طَالَ مُكْثُهُ ، وَتَغَيَّرَ ، فَمَنْ ذَاقَهُ يُقَبِّضُ وَجْهَهُ ، وَلَوْ ذَاقَهُ وَهُوَ ظَمْآنُ ، يَقُولُ : عَطْشَانُ وَشَهْرُ نَاجِرٍ : شَهْرُ تَمُوزَ وَالْوَجْهُ الثَّانِي مِنْ الِانْزِوَاءِ : هُوَ التَّنَحِّي وَالتَّبَاعُدُ ، فَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ عُمَرَ : قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ : عَجِبْتُ لِمَا زُوِيَ عَنْكَ ، يَقُولُ : نُحِّيَ عَنْكَ ، وَبُوعِدَ مِنْكَ وَمِثْلُهُ قَوْلُ مُعَاذٍ : أَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ ، وَزَوَى عَنِّي وَاحِدَةً ، نَحَّاهَا عَنِّي ، وَلَمْ يُجِبْنِي إِلَيْهَا وَحَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّ نَبِيًّا قَالَ : يَا رَبِّ ، عَبْدُكَ الْمُؤْمِنُ تَزْوِي عَنْهُ الدُّنْيَا ، مِثْلُهُ ، وَقَوْلُ صَالِحِ بْنِ مِسْمَارٍ : نِعْمَةُ اللَّهِ فِيمَا زَوَى عَنَّا ، يَقُولُ : نَحَّى عَنَّا وَلَمْ يُعْطِنَا وَيُقَالُ : زَوَيْتُ الشَيْءَ عَنْ مَوْضِعِهِ : نَحَّيْتُهُ ، وَزَوَى فُلَانٌ عَنِّي هَذَا الشَيْءَ يَزْوِيهِ ، وَلَا يَجُوزُ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ أَزْوَى وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ مِنَ الِانْزِوَاءِ : قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ : كَانَتْ لِابْنِ عُمَرَ أَرْضٌ قَدْ زَوَتْهَا أَرْضٌ أُخْرَى ، وَسَأَلْتُ ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ ، قَالَ : قَرُبَتْ مِنْهَا فَضَيَّقَتْهَا أَخْبَرَنَا عَمْرٌو ، عَنْ أَبِيهِ : يُقَالُ : تَأَزَّى الْقَوْمُ فِي حِلَّتِهِمْ : إِذَا تَقَارَبُوا فِي مَنْزِلَتِهِمْ سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ يَقُولُ : زَوَتْهَا أَرْضٌ أُخْرَى : قَرُبَتْ مِنْهَا وَأَحَاطَتْ بِهَا وَجَمَعَتْهَا وَقَالَ الْأَخْفَشُ : الْعَرَبُ تَقُولُ : فُلَانٌ لَا يُزْوَى عَلَيْهِ مَا يُرِيدُ : يَعْنُونَ عَنْهُ وَأَنْشَدَنِي لِأَبِي خِرَاشٍ :
وَلَمْ أَنْسَ أَيَّامًا لَنَا وَلَيَالِيًا
بِحَلْبَةَ إِذْ نُعْطَى بِهَا مَا نُحَاوِلُ

إِذِ النَّاسُ نَاسٌ وَالْبِلَادُ بِغُرَّةٍ
وَإِذْ نَحْنُ لَا تُزْوَى عَلَيْنَا الْمَدَاخِلُ
يَعْنِي : عَنَّا أَخْبَرَنَا عَمْرٌو ، عَنْ أَبِيهِ : آزَيْتُ الْحَوْضَ أُؤَازِيهِ : جَعَلْتُ لَهُ إِزَاءً قَالَ إِبْرَاهِيمُ : وَهَذَا الَّذِي أَخْبَرْتُكَ لَمْ يَجِئْ فِيهِ رَاوِيَةٌ ، إِلَّا مَا لَمْ يَبْلُغْنِي

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،