ذِكْرُ بَعْضِ مَا حَضَرَنَا ذِكْرُهُ مِمَّنْ رَوَى ، أَوْ قَالَ الشِّعْرَ



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

599 حَدَّثَنِي بِشْرُ بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ أَنْشَدَ شَابًّا شِعْرًا قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : تُنْشِدُهُ ؟ قَالَ : إِنَّهُ عَرُوسٌ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

600 حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ ، أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : كَانَ قَتَادَةُ يَسْتَنْشِدُنِي الشِّعْرَ ، فَأَقُولُ لَهُ أُنْشِدُكَ بَيْتًا ، وَتُحَدِّثُنِي بِحَدِيثٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

601 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : كَانَ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ إِذَا كَانَ لَهُ إِلَى عَامِلٍ حَاجَةٌ مَدَحَهُ بِبَيْتَيْنِ ، فَقَضَى حَاجَتَهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

602 حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، عَنِ الْأَشْجَعِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ ، قَالَ : قَالَ مُسْلِمٌ الْبَطِينُ :
أَنَّى تُعَاتِبُ ، لَا أَبَالَكَ عُصْبَةً
عَلِقُوا الْفِرَى وَبَرَوْا مِنَ الصِّدِّيقِ

سَفَهًا تَبَرَّوْا مِنْ وَزِيرِ نَبِيِّهِمْ
تَبًّا لِمَنْ يَبْرَا مِنَ الْفَارُوقِ

إِنِّي عَلَى رَغْمِ الْعَدَاةِ لَقَائِلٌ
دَانَا بِدِينِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ
قَالَ عَبْثَرُ : زَادَ سُفْيَانُ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ :
قَوْلٌ يُصَدِّقُنِي بِهِ أَهْلُ التُّقَى
وَالْعِلْمِ مِنْ ذِي الْعَرْشِ وَالتَّوْفِيقِ

وَالِاهُمَا فِي الدِّينِ كُلُّ مُهَاجِرٍ
صَحِبَ النَّبِيَّ وَفَازَ بِالتَّصْدِيقِ
قَالَ عَبْثَرٌ : وَسَمِعْتُ هَذَا الْبَيْتَ يُلْحَقُ فِي هَذَا الشِّعْرِ :
وَوِلَايَةُ الْأَنْصَارِ قَدْ نَالَتْهُمَا
وَالتَّابِعِينَ بِحُسْنِ قَصْدِ طَرِيقِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

الْقَوْلُ فِي الْبَيَانِ عَمَّا فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ مِنَ الْغَرِيبِ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا حَتَّى يَرِيَهُ ، يَعْنِي بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حَتَّى يَرِيَهُ ، حَتَّى يَدْوَى جَوْفُهُ وَيَأْكُلَهُ الْقَيْحُ ، يُقَالُ فِيهِ : وَرَى الْقَيْحُ جَوْفَ فُلَانٍ ، فَهُوَ يَرِيهِ وَرْيًا ، وَالْجَوْفُ مَوْرِيٌّ ، وَمِنْهُ قَوْلُ عَبْدِ بَنِي الْحَسْحَاسِ :
أَلَا نَادِ فِي آثَارِهِنَّ الْغَوَانِيَا
سُقِينَ سِمَامًا ، مَا لَهُنَّ وَمَالِيَا

وَرَاهُنَّ رَبِّي مِثْلَ مَا قَدْ وَرَيْنَنِي
وَأَحْمَى عَلَى أَكْبَادِهِنَّ الْمَكَاوِيَا
وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ الرَّاجِزِ :
قَالَتْ لَهُ وَرْيًا إِذَا تَنَحْنَحَ
يَا لَيْتَهُ يُسْقَى عَلَى الذُّرَحْرَحِ
وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَجَّاجِ :
عَنْ قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّي مَنْ سَبَرْ
وَأَمَّا قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ حَسَّانَ بِرُوحِ الْقُدُسِ ، فَإِنَّهُ يَعْنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ يُؤَيِّدُ يُعِينُ وَيُقَوِّي ، وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ : { وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ } ، وَقَوْلُهُ : { وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ } .
وَأَمَّا قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : بِمَا يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنَّهُ يَعْنِي : بِمَا يَذُبُّ عَنْهُ وَيُدَافِعُ بِهِجَائِهِ الْمُشْرِكِينَ ، يُقَالُ مِنْهُ : نَافَحَ فُلَانٌ عَنْ فُلَانٍ ، إِذَا دَافَعَ عَنْهُ مَنْ تَعَرَّضَ لَهُ بِالْأَذَى ، إِمَّا بِتَكْذِيبِهِ إِيَّاهُ ، أَوْ بِهِجَائِهِ مَنْ هَجَاهُ ، فِي غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَسْبَابِ الْمُدَافَعَةِ وَالذَّبِّ .
وَأَمَّا قَوْلُهُمْ : نَفَحَ فُلَانٌ فُلَانًا بِالْعَطَاءِ ، فَمَعْنًى غَيْرُ هَذَا ، وَمَعْنَاهُ : يُعْطِيهِ وَيَصِلُهُ وَيُنِيلُهُ مَعْرُوفَهُ ، يُقَالُ مِنْهُ : نَفَحَ لَهُ سَجْلًا مِنَ الْعَطَاءِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ : { وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ } ، يَعْنِي بِهِ : نَالَهُمْ مِنْهُ نَصِيبٌ وَحَظٌّ .
وَأَمَّا قَوْلُهُمْ : نَفَحَ الْعِرْقُ بِالدَّمِ ، فَإِنَّ مَعْنَاهُ : هَتَنَ فِي سَيَلَانِهِ ، وَمِثْلُهُ : نَعَرَ ، وَضَرَا ، يُقَالُ مِنْهُ : هُوَ عِرْقٌ بِالدَّمِ نَفَّاحٌ وَنَعَّارٌ ، وَأَمَّا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ رَشْقِ النَّبْلِ ، فَإِنَّهُ يَعْنِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرَّشْقِ : الرَّمْيَ نَفْسَهُ ، يُقَالُ مِنْهُ : رَشَقْتُ الْقَوْمَ بِالسِّهَامِ رَشْقًا ، بِفَتْحِ الرَّاءِ ، فَإِذَا كُسِرَتِ الرَّاءُ مِنَ الرِّشْقِ ، فَإِنَّهُ الْوَجْهُ مِنَ الرَّمْيِ ، يُقَالُ مِنْهُ : رَشَقْتُ الْقَوْمَ رِشْقًا مِنَ النَّبْلِ ، إِذَا رَمَيْتُهُمْ وَجْهًا بِجَمِيعِ السِّهَامِ الَّتِي مَعَكَ .
وَمِنَ الرِّشْقِ ، بِكَسْرِ الرَّاءِ قَوْلُ أَبِي زُبَيْدٍ الطَّائِيِّ :
كُلَّ يَوْمٍ تَرْمِيهِ مِنْهَا بِرِشْقٍ
فَمُصِيبٌ أَوْ صَافَ غَيْرَ بَعِيدٍ
وَأَمَّا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ يَحْمِي أَعْرَاضَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ يَحْمِي مَنْ يَمْنَعُ مَنْ أَرَادَ أَعْرَاضَهُمْ بِسُوءٍ ، مِنْ قَوْلٍ قَبِيحٍ أَوْ هِجَاءٍ يُهْجَى بِهِ مَنْ حَاوَلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ .
وَأَصْلُ الْحِمَى الْمَنْعُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا حِمَى إِلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ، يَعْنِي بِذَلِكَ : أَنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَحَجَّرَ مِنَ الْمُبَاحَاتِ شَيْئًا وَلَا يَمْنَعُهُ أَحَدًا إِلَّا اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ لِلَّهِ دُونَ خَلْقِهِ ، لِأَنَّ الدُّنْيَا كُلَّهَا لَهُ مِلْكٌ يَفْعَلُ فِيهَا مَا شَاءَ ، وَلِرَسُولِهِ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُ بِذَلِكَ ، وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُهُمْ حَمَى فُلَانٌ جَيْشَهُ فِي الْحَرْبِ ، وَذَلِكَ إِذَا مَنَعَ عَدُوَّهُمْ مِنَ الْوُصُولِ إِلَيْهِمْ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
غُيُوثَ الْحَيَا فِي كُلِّ مَحْلٍ وَلَزْبَةٍ
أُسُودَ الشَّرَى يَحْمِينَ كُلَّ عَرِينِ
يَعْنِي بِقَوْلِهِ : يَحْمِينَ ، يَمْنَعْنَ .
يُقَالُ مِنْهُ : حَمَى الْقَوْمَ فُلَانٌ مِنْ عَدُوِّهِمْ ، فَهُوَ يَحْمِيهِمْ حِمَايَةً ، وَمِنْ : حَمَى الْأَرْضَ حِمًى ، مَقْصُورٌ ، وَرَجُلٌ ذُو حَمِيَّةٍ مُنْكَرَةٍ ، إِذَا كَانَ ذَا غَضَبٍ وَأَنَفَةٍ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : حَمَيْتُ الِمَرِيضَ الطَّعَامَ ، إِذَا مَنَعْتُهُ إِيَّاهُ .
وَأَمَّا الْإِحْمَاءُ ، فَإِنَّهُ أَنْ يَجْعَلَ الشَّيْءَ بِحَالٍ لَا يُمْكِنُ ، لِامْتِنَاعِهِ بِمَا حَصَلَ لَهُ مِنَ الصِّفَةِ أَنْ يُقْرَبَ ، وَذَلِكَ كَالْحَدِيدَةِ تَدْخُلُ النَّارَ ، وَتُحْمَى حَتَّى تَصِيرَ لَا يُمْكِنُ مَنْ أَرَادَهَا أَنْ يَمَسَّهَا ، أَوِ الْبُقْعَةُ يَجْعَلُ فِيهَا مَا لَا يُمْكِنُ الْوُصُولَ إِلَيْهَا بِسَبَبِ مَا جَعَلَ فِيهَا ، يُقَالُ مِنْهُ : أَحْمَيْتُ الْحَدِيدَةَ فِي النَّارِ ، فَأَنَا أُحْمِيهَا إِحْمَاءً .
وَأَمَّا حُمَيَّا الْكَأْسِ ، فَإِنَّهُ سَوْرَتُهَا يُقَالُ مِنْهُ : سَارَتْ فِيهِ حُمَيَّا الْكَأْسِ ، إِذَا سَارَتْ فِيهِ سَوْرَتَهَا .
وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَنْ أَعْرَاضِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِالْأَعْرَاضِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ، الْأَحْسَابَ وَمَوَاضِعَ الْمَدْحِ مِنْهُمْ ، وَاحِدُهَا عِرْضٌ ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ ، يُقَالُ : فُلَانٌ نَقِيُّ الْعِرْضِ ، يَعْنِي بِهِ أَنَّهُ بَرِئٌ مِنْ أَنْ يُشْتَمَ ، أَوْ يُعَابَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ كُثَيِّرِ عَزَّةَ :
هَنِيئًا مَرِيئًا ، غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ
لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا مَا اسْتَحَلَّتِ
وَأَمَّا قَوْلُهُمْ : فُلَانٌ طَيِّبُ الْعِرْضِ ، وَمُنْتِنُ الْعِرْضِ ، بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَسُكُونِ الرَّاءِ ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ أَنَّهُ طَيِّبُ الرِّيحِ أَوْ مُنْتِنُهَا .
وَالْأَعْرَاضُ فِي غَيْرِ هَذَا الْجَيْشُ الْكَثِيرُ الْعَدَدِ ، وَاحِدُهَا عَرْضٌ ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَسُكُونِ الرَّاءِ ، يُقَالُ : مَا هُمْ إِلَّا عَرْضٌ مِنَ الْأَعْرَاضِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ بْنِ الْعَجَّاجِ :
إِنَّا إِذَا قُدْنَا لِقَوْمٍ عَرْضَا
لَمْ نُبْقِ مِنْ بَغْيِ الْأَعَادِي عَضَّا
وَالْعَرْضُ أَيْضًا ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَسُكُونِ الرَّاءِ ، الْعَرْضُ الَّذِي هُوَ خِلَافُ الطُّوَلِ .
وَالْعَرْضُ أَيْضًا ، مَصْدَرُ قَوْلِ الْقَائِلِ : عَرَضْتُ الْعُودَ عَلَى الْإِنَاءِ عَرْضًا ، وَعَرَضْتُ السَّيْفَ عَلَى الْفَخِذِ عَرْضًا ، وَعَرَضْتُ النَّاقَةَ عَلَى الْحَوْضِ عَرْضًا ، إِذَا سُمْتَهَا أَنْ تَشْرَبَ .
وَالْعَرْضُ أَيْضًا ، مَا لَمْ يَكُنْ نَقْدًا ، يَقُولُ الرَّجُلُ لِآخَرَ : اقْبَلْ مِنًى عَرْضًا ، فَيُعْطِيهِ مَتَاعًا أَوْ دَابَّةً مَكَانَ حَقِّهِ .
وَأَمَّا الْعَرَضُ ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالرَّاءِ ، فَهُوَ مَا يَعْرِضُ لِلْإِنْسَانِ مِنْ بَلَاءٍ أَوْ مُصِيبَةٍ ، كَالْمَرَضِ أَوِ الْكَسْرِ .
وَالْعَرَضُ أَيْضًا ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالرَّاءِ ، حُطَامُ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، يُقَالُ : إِنَّ الدُّنْيَا عَرَضٌ حَاضِرٌ ، يَأْكُلُ مِنْهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ .
وَأَمَّا الْعُرْضُ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَسُّكُونِ الرَّاءِ ، فَنَاحِيَةُ الشَّيْءِ يُقَالُ : اضْرِبْ بِهَذَا عُرْضَ الْحَائِطِ ، يَعْنِي بِهِ نَاحِيَةَ الْحَائِطِ .
وَأَمَّا قَوْلُ الشَّرِيدِ : اسْتَنْشَدَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِئَةَ قَافِيَةٍ ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ : مِائَةَ قَافِيَةٍ ، مِائَةَ بَيْتِ شِعْرٍ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ ، وَقَافِيَةُ الْبَيْتِ مُؤَخَّرُهُ وَمُنْقَطَعُهُ ، وَلِذَلِكَ قِيلَ لِقَفَا الْإِنْسَانِ : قَفًا ؛ لِأَنَّهُ مُنْقَطَعُ مُؤَخَّرِ رَأْسِهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ :
فَمَنْ لِلْقَوَافِي شَانَهَا مَنْ يَحُوكُهَا
إِذَا مَا ثَوَى كَعْبٌ وَفَوَّزَ جَرْوَلُ
وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : قَفَوْتُ فُلَانًا ، إِذَا اتَّبَعَ أَثَرَهُ ، لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَتَّبِعُ أَثَرَهُ لِيَكُونَ وَرَاءَهُ لَا أَمَامَهُ .
وَأَمَّا قَوْلُ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ : فِي الْمَعَارِيضِ مَنْدُوحَةٌ عَنِ الْكَذِبِ ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ : مَنْدُوحَةٌ مُتَّسَعًا ، يُقَالُ مِنْهُ : انْتَدَحَ فُلَانٌ كَذَا يَنْتَدِحُ بِهِ انْتِدَاحًا إِذَا اتَّسَعَ بِهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
أَلَا إِنَّ جِيرَانِي الْعَشِيَّةَ رَائِحُ
دَعَتْهُمْ دَوَاعٍ مِنْ هَوًى وَمَنَادِحُ
وَأَمَّا قَوْلُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ بِمِقْوَلِي مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَبُصْرَى ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ : بِمِقْوَلِي بِلِسَانِي .
وَمِنْ أَسْمَائِهِ : اللَّقْلُقُ ، وَالْمِسْحَلُ ، وَالْمِذْوَدُ ، وَمِنَ الْمِقْوَلِ قَوْلُ الْعَجَّاجِ :
مَا كُنْتُ مِنْ تِلْكَ الرِّجَالِ الْخُذَّلِ
ذِي رَأْيِهِمْ وَالْعَاجِزِ الْمُخَسَّلِ

عَنْ هَيْجِ إِبْرَاهِيمَ يَوْمَ الْمَرْحَلِ
وَجَعْلِ نَفْسِي مَعَهُ وَمِقْوَلِي
وَمِنَ الْمِذْوَدِ قَوْلُ عَنْتَرَةَ :
سَيَأْتِيكُمُ مِنِّي وَإِنْ كُنْتُ نَائِيًا
دُخَانُ الْعَلَنْدَى دُونَ بَيْتِيَ مِذْوَدُ
وَمِنَ الْمِسْحَلِ قَوْلُ الْآخَرِ :
فَإِنَّ عِنْدِي إِنْ رَكِبْتُ مِسْحَلِي
سَمَّ ذَرَارِيحَ رِطَابٍ وَخَشِي
وَمِنَ اللَّقْلُقِ قَوْلُهُمْ : مَنْ وُقِيَ شَرَّ لَقْلُقِهِ وَقَبْقَبِهِ وَذَبْذَبِهِ فَقَدْ وُقِيَ ، يَعْنِي بِاللَّقْلُقِ : اللِّسَانَ .
وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ سِيرِينَ : وَأُنْبِئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَا هُوَ يَسِيرُ عَلَى نَاقَةٍ قَدْ شَنَقَهَا بِزِمَامِهَا ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِقَوْلِهِ : قَدْ شَنَقَهَا بِزِمَامِهَا ، قَدْ مَدَّهَا إِلَى مَا يَلِي الرَّحْلِ ، كَمَا تُكْبَحُ الدَّابَّةُ بِاللِّجَامِ .
وَفِيهِ لُغَتَانِ : شَنَقْتُهَا أَشْنِقُهَا شَنْقًا ، وَأَشْنَقْتُهَا أُشْنِقُهَا إِشْنَاقًا ، وَالشِّنَاقُ نَفْسُهُ : هُوَ الْخَيْطُ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ فَمُ الْقِرْبَةِ ، وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ : هُوَ السَّيْرُ الَّذِي تُعَلَّقَ بِهِ الْقِرْبَةُ عَلَى الْوَتَدِ ، وَمِنْهُ الْخَبَرُ الَّذِي رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ فَحَلَّ شِنَاقَ الْقِرْبَةِ وَأَمَّا قَوْلُهُ فِي قِصَّةِ الْحُطَيْئَةِ : فَاسْتَأْدَى عَلَيْهِ عُمَرَ ، فَإِنَّهُ يَعْنِي اسْتَعْدَاهُ عَلَيْهِ ، يُقَالُ : اسْتَعْدَى فُلَانٌ عَلَى فُلَانٍ الْأَمِيرَ ، وَاسْتَأْدَاهُ عَلَيْهِ ، إِذَا اسْتَعَانَهُ عَلَيْهِ .
وَأَمَّا قَوْلُ الْحُطَيْئَةِ : هُوَ مَأْكَلَةُ عِيَالِي ، وَنَمْلَةٌ عَلَى لِسَانِي فَإِنَّهُ يَعْنِي بِالنَّمْلَةِ : الدَّاءَ ، وَأَصْلُهَا : قُرُوحٌ تَخْرُجُ فِي جَنْبِ الرَّجُلِ ، يُقَالُ مِنْهُ : بِفُلَانٍ نَمْلَةٌ ، إِذَا كَانَ ذَلِكَ بِهِ ، وَمِنْهُ الْخَبَرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّهُ قَالَ لِلشَّفَّاءِ : عَلِّمِي حَفْصَةَ رُقْيَةَ النَّمْلَةِ ، يَعْنِي رُقْيَةَ هَذِهِ الْقُرُوحِ .
وَأَمَّا النُّمْلَةُ ، بِضَمِّ النُّونِ وَسُكُونِ الْمِيمِ ، فَإِنَّهَا النَّمِيمَةُ ، يُقَالُ مِنْ ذَلِكَ : رَجُلٌ نَمِلٌ إِذَا كَانَ نَمَّامًا ، وَمِثْلُهُ الْقَتَّاتُ .
وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ الزُّبَيْرِ لِلنَّابِغَةِ : أَمَّا عِفْوَةُ مَالِنَا ، فَإِنَّ بَنِي أَسَدٍ تَشْغَلُهَا عَنْكَ وَتَيْمًا ، فَإِنَّهُ يَعْنِي بِعِفْوَةِ الْمَالِ : الْفَاضِلَ عَنِ النِّصَابِ وَالزَّائِدَ مِنْهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : { يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ } ، يُقَالُ مِنْهُ : عَفَا مَالُ فُلَانٍ ، إِذَا كَثُرَ ، وَعَفَا شَعْرُهُ ، إِذَا وَفُرَ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ جَلَّ حدثناؤُهُ : { حَتَّى عَفَوْا } ، يَعْنِي : كَثُرُوا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،