وَصِيَّتُهُ لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

وَصِيَّتُهُ لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

241 حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، قال حدثنا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ ، وَثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَا : حدثنا أَبُو نُعَيْمٍ ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ ، وَثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخَثْعَمِيُّ ، قال حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ ، قَالَا : حدثنا عَاصِمُ بْنُ حُمَيْدٍ الْخَيَّاطُ ، قال حدثنا ثَابِتُ بْنُ أَبِي صَفِيَّةَ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُنْدُبٍ ، عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ ، قَالَ : أَخَذَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِي فَأَخْرَجَنِي إِلَى نَاحِيَةِ الْجَبَّانِ ، فَلَمَّا أَصْحَرْنَا جَلَسَ ثُمَّ تَنَفَّسَ ثُمَّ قَالَ : يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا ، وَاحْفَظْ مَا أَقُولُ لَكَ : النَّاسُ ثَلَاثَةٌ : فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ ، وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ . الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ ، الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ ، وَأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ ، الْعِلْمُ يَزْكُو عَلَى الْعَمَلِ ، وَالْمَالُ تُنْقِصُهُ النَّفَقَةُ ، وَمَحَبَّةُ الْعَالِمِ دَيْنٌ يُدَانُ بِهَا ، الْعِلْمُ يُكْسِبُ الْعَالِمَ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ ، وَجَمِيلَ الْأُحْدُوثَةِ بَعْدَ مَوْتِهِ ، وَصَنِيعَةُ الْمَالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ . مَاتَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ ، وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ ، أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ ، وَأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ ، هَاهْ إِنَّ هَهُنَا - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ - عِلْمًا لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً ، بَلَى أَصَبْتُهُ لَقِنًا غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْهِ ، يَسْتَعْمِلُ آلَةَ الدِّينِ لِلدُّنْيَا ، يَسْتَظْهِرُ بِحُجَجِ اللَّهِ عَلَى كِتَابِهِ ، وَبِنِعَمِهِ عَلَى عِبَادِهِ ، أَوْ مُنْقَادًا لِأَهْلِ الْحَقِّ لَا بَصِيرَةَ لَهُ فِي إِحْيَائِهِ ، يَقْتَدِحُ الشَّكَّ فِي قَلْبِهِ ، بِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ ، لَا ذَا وَلَا ذَاكَ ، أَوْ مَنْهُوَمٌ بِاللَّذَّاتِ ، سَلِسُ الْقِيَادِ لِلشَّهَوَاتِ ، أَوْ مُغْرًى بِجَمْعِ الْأَمْوَالِ وَالِادِّخَارِ ، وَلَيْسَا مِنْ دُعَاةِ الدِّينِ ، أَقْرَبُ شَبَهًا بِهِمَا الْأَنْعَامِ السَّائِمَةِ ، كَذَلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ ، اللَّهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ ، لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وَبَيِّنَاتُهُ ، أُولَئِكَ هُمُ الْأَقَلُّونَ عَدَدًا ، الْأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللَّهِ قَدْرًا ، بِهِمْ يَدْفَعُ اللَّهُ عَنْ حُجَجِهِ ، حَتَّى يَؤُدُوهَا إِلَى نُظَرَائِهِمْ ، وَيَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ ، هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْأَمْرِ فَاسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَ مِنْهُ الْمُتْرَفُونَ ، وَأَنِسُوا مِمَّا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ ، صَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلَى ، أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللَّهِ فِي بِلَادِهِ ، وَدُعَاتُهُ إِلَى دِينِهِ . هَاهْ هَاهْ شَوْقًا إِلَى رُؤْيَتِهِمْ ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكَ ، إِذَا شِئْتَ فَقُمْ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،