الْبُكَاءُ عَلَى الذُّنُوبِ
166 حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ زُهَيْرٍ الضَّبِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا النَّجَاةُ ؟ قَالَ : امْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ |
167 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ لِي أَبِي : اتَّقِ رَبَّكَ ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ ، وَامْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، وَابْكِ مِنْ ذِكْرِ خَطِيئَتِكَ |
168 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ عُثْمَانَ الْحَلَبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مِسْمَعُ بْنُ عَاصِمٍ ، قَالَ : انْطَلَقْتُ أَنَا وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَلْمَانَ ، إِلَى نَاشِرَةَ بْنِ سَعِيدٍ الْحَنَفِيِّ وَكَانَ قَدْ بَكَى حَتَّى أَظْلَمَتْ عَيْنَاهُ فَاسْتَأْذَنَّا عَلَيْهِ ، فَأَذِنَ لَنَا , فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ ، فَقَالَ لَهُ نَاشِرَةُ : أَبُو مُحَمَّدٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : مَا جَاءَ بِكَ ؟ قَالَ : جِئْنَا لَتَبْكِي وَنَبْكِيَ مَعَكَ عَلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ سَالِفِ الذُّنُوبِ قَالَ : فَشَهِقَ شَهْقَةً خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ وَجَلَسَ عَبْدُ الْعَزِيزِ يَبْكِي عِنْدَ رَأْسِهِ . وَتَنَادَى أَهْلُهُ ، فَجَعَلُوا يَبْكُونَ حَوْلَهُ وَهُوَ صَرِيعٌ بَيْنَهُمْ . فَلَمَّا رَأَيْتُ الْبُكَاءَ قَدْ كَثُرَ ، انْسَلَلْتُ فَخَرَجْتُ |
169 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ بَعْضِ رَجَالِهِ ، أَنَّ زَيَادًا ضَحِكَ ذَاتَ يَوْمٍ حَتَّى عَلَا صَوْتُهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ . وَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا فَقَالَ لَهُ جُلَسَاؤُهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَجْلِسِ : مَا رَأَيْنَا أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ بُكَاءً فِي إِثْرِ ضَحِكٍ أَسْرَعَ مِنْ بُكَائِكَ بِالْأَمْسِ قَالَ إِنِّي وَاللَّهِ ذَكَرْتُ ذَنْبًا أَذْنَبْتُهُ ، كُنْتُ بِهِ حِينَئِذٍ مَسْرُورًا ، فَذَكَرْتُهُ ، فَبَكَيْتُ خَوْفًا مِنْ عَاقِبَتِهِ ثُمَّ بَكَى أَيْضًا |
170 حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الْقَيْسِيُّ ، وَكَانَ قَرَابَةً لِرِيَاحٍ الْقَيْسِيِّ قَالَ : كُنْتُ أَدْخَلُ عَلَيْهِ الْمَسْجِدَ وَهُوَ يَبْكِي ، وَأَدْخَلُ عَلَيْهِ بَيْتَهُ وَهُوَ يَبْكِي ، وَآتِيهِ فِي الْجَبَّانِ وَهُوَ يَبْكِي فَقُلْتُ لَهُ يَومًا : أَنْتَ دَهْرَكَ فِي مَأْتَمٍ ؟ قَالَ : فَبَكَى ، ثُمَّ قَالَ : يَحِقُّ لِأَهْلِ الْمَصَائِبِ وَالذُّنُوبِ أَنْ يَكُونُوا هَكَذَا |
171 حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عِيسَى ، قَالَ : نَظَرَ حُذَيْفَةُ الْمَرْعَشِيُّ إِلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَبْكِي فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ يَا فَتَى ؟ قَالَ : ذَكَرْتُ ذُنُوبًا سَلَفَتْ فَبَكَيْتُ . قَالَ : فَبَكَى حُذَيْفَةُ ثُمَّ قَالَ : نَعَمْ يَا أَخِي فَلِمِثْلِ الذُّنُوبِ فَلَيُبْكَ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ ، فَتَنَحَّيَا ، فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ |
172 حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ يومًا ، فَذَكَرَ شَيْئًا ، فَرَّقَ ، فَبَكَى رَجُلٌ ، فَارْتَفَعَ صَوْتُهُ ، وَعَلَا بُكَاؤُهُ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : نَعَمْ وَاللَّهِ يَا أَخِي فَابْكِ هَكَذَا عَلَى نَفْسِكَ ، فَمَا خَيْرُ مَنْ لَا يَرْحَمُ نَفْسَهُ ؟ قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : فَكُنْتُ أَسْمَعُ الْحَسَنَ بَعْدَ ذَلِكَ كَثِيرًا يُرَدِّدُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ : مَا خَيْرُ مَنْ لَا يَرْحَمُ نَفْسَهُ قَالَ : فَظَنَنْتُ أَنَّهُ أُعْجِبَ بِهَا حِينَ سَمِعَهَا يَوْمَئِذٍ |
173 حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سُلَيْمٍ الْعَنْبَرِيِّ ، قَالَ : كَانَ الضَّحَّاكُ بْنُ مُزَاحِمٍ إِذَا أَمْسَى بَكَى ، فَقِيلَ لَهُ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : لَا أَدْرِي مَا صَعِدَ الْيَوْمَ مِنْ عَمَلِي |
174 حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي زُهَيْرٌ السَّلُولِيُّ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ مِنْ بِلْعَنْبَرَ قَدْ لَهِجَ بِالْبُكَاءِ ، فَكَانَ لَا تَرَاهُ إِلَّا بَاكِيًا قَالَ : فَعَاتَبَهُ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِهِ يَوْمًا فَقَالَ : لِمَ تَبْكِي رَحِمَكَ اللَّهُ هَذَا الْبُكَاءَ الطَّوِيلَ ؟ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ : بَكَيْتُ عَلَى الذُّنُوبِ لِعِظْمِ جُرْمِي وَحُقَّ لِكُلِّ مَنْ يَعْصِي الْبُكَاءُ فَلَوْ كَانَ الْبُكَاءُ يَرُدُّ هَمِّي لَأَسُعَدَتِ الدُّمُوعَ مَعًا دِمَاءُ ثُمَّ بَكَى حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ ، فَقَامَ الرَّجُلُ عَنْهُ وَتَرَكَهُ |