ذِكْرُ مَنْ أَقَامَ مِنَ الْخُلَفَاءِ بِمَكَّةَ وَجَاوَرَ بِهَا

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

ذِكْرُ مَنْ أَقَامَ مِنَ الْخُلَفَاءِ بِمَكَّةَ وَجَاوَرَ بِهَا وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ : إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ أَقَامَ بِمَكَّةَ مُجَاوِرًا فَآذَاهُ الْحَرُّ ، وَكَانَتْ مَكَّةُ يَوْمَئِذٍ شَدِيدَةَ الْحَرِّ ، فَخَرَجَ إِلَى الطَّائِفِ ، فَأَصَابَهُ فِي ذَهَابِهِ إِلَى الطَّائِفِ مَا هَالَهُ وَأَفْزَعَهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1483 فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْبَلْخِيُّ قَالَ : حدثنا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : كُنَّا مَعَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَأَصَابَنَا مَطَرٌ شَدِيدٌ وَرِيحٌ شَدِيدَةٌ وَرَعْدٌ وَهَدٌّ ، فَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ : خَرَجَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى الطَّائِفِ ، فَأَصَابَهُمْ نَحْوٌ مِنْ هَذَا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ ، فَهَالَهُمْ وَخَافُوا ، فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَكَانُوا إِذَا خَافُوا الشَّيْءَ أَرْسَلُوا إِلَى عُمَرَ فَجَاءَ عُمَرُ فَقَالَ : يَا عُمَرُ ، أَلَا تَرَى ؟ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هَذَا صَوْتُ رَحْمَةٍ ، فَكَيْفَ بِصَوْتِ غَضَبٍ ؟ قَالَ : فَدَعَا بِبَدْرَةٍ فِيهَا عَشَرَةُ آلَافِ دِرْهَمٍ ، فَقَالَ : خُذْهَا فَتَصَدَّقْ بِهَا قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَوَخَيْرٌ مِنْ هَذَا ؟ قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : قَوْمٌ صَحِبُوكَ مِنَ الشَّامِ فِي مَظَالِمَ لَهُمْ فَلَمْ يَصِلُوا إِلَيْكَ قَالَ : فَأَدْخِلْهُمْ عَلَيَّ قَالَ : فَأَدْخَلَهُمْ عَلَيْهِ ، فَكَتَبَ لَهُمْ فِي مَظَالِمِهِمْ فَرُدَّتْ إِلَيْهِمْ وَزَادَ غَيْرُهُ : فَخَرَجَ سُلَيْمَانُ إِلَى الطَّائِفِ ، فَلَمَّا قَدِمَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّائِفَ أَتَى مَاءً يُقَالُ لَهُ الْجَالُ بِنَخِبَ ، فَلَقِيَهُ أَبُو زُهَيْرٍ أَحَدُ بَنِي سَالِمٍ مِنْ ثَقِيفٍ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، اجْعَلْ مَنْزِلَكَ عَلَيَّ قَالَ : إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَفْدَحَكَ قَالَ : كَلَّا ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ رَزَقَ خَيْرًا قَالَ : فَنَزَلَ فَرَمَى بِنَفْسِهِ عَلَى بَطْحَاءِ الطَّائِفِ ، فَقِيلَ لَهُ : الْوِطَاءَ فَقَالَ : لَا ، هَذَا الْبَطْحَاءُ أَحَبُّ إِلَيَّ وَأَعْجَبُ فَأَلْزَمَهُ بَطْنَهُ ، وَأُتِيَ بِخَمْسِ رُمَّانَاتٍ فَأَكَلَهُّنَّ ، فَقَالَ : أَعِنْدَكُمْ غَيْرُ هَذَا ؟ قَالُوا : نَعَمْ فَجَعَلُوا يَأْتُونَهُ بِخَمْسٍ خَمْسٍ حَتَّى أَكَلَ سَبْعِينَ رُمَّانَةً ، ثُمَّ أُتِيَ بِخَرُوفٍ وَسِتِّ دَجَاجَاتٍ فَأَكَلَهُنَّ ، وَأَتَوْهُ بِصَبِيبٍ مِنَ الزَّبِيبِ يَكُونُ قَدْرَ مَكُّوكٍ عَلَى نِطْعٍ فَأَكَلَهُ أَجْمَعَ ، ثُمَّ نَامَ فَانْتَبَهَ فَدَعَا بِالْغَدَاءِ ، فَأَكَلَ مَعَ أَصْحَابِهِ ، فَلَمَّا فَرَغَ دَعَا بِالْمَنَادِيلِ فَكَانَ فِيهَا قِلَّةٌ ، وَكَثُرَ النَّاسُ ، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مِنَ الْمَنَادِيلِ مَا يَسَعُهُمْ ، فَقَالَ : كَيْفَ الْحِيلَةُ يَا أَبَا زُهَيْرٍ ؟ فَقَالَ أَبُو زُهَيْرٍ : أَنَا أَحْتَالُ فَأَمَرَ بِالضُّرْمِ وَالْخُزَامَى وَمَا أَشْبَهَهَا مِنَ الشَّجَرِ فَأُتِيَ بِهِ ، فَامْتَسَحَ بِهِ سُلَيْمَانُ ، ثُمَّ شَمَّهُ فَقَالَ : يَا أَبَا زُهَيْرٍ ، دَعْنَا وَهَذَا الشَّجَرَ نَمْسَحْ بِهِ أَيْدِيَنَا ، وَخُذْ هَذِهِ الْمَنَادِيلَ فَأَعْطِهَا الْعَامَّةَ ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا زُهَيْرٍ ، مَا هَذَا الشَّجَرُ الَّذِي يَنْبُتُ عِنْدَكُمْ ؟ أَشَجَرُ الْكَافُورِ ؟ قَالَ : لَا فَأَخْبَرَهُ بِهِ ، فَأُعْجِبَ بِهِ سُلَيْمَانُ وَقَدْ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ حُجْرٍ الْكِنْدِيُّ يَذْكُرُ هَذَا الشَّجَرَ ، وَيُشَبِّهُهُ بَرِيقِ امْرَأَةٍ ، يُشَبِّهُ رِيقَهَا وَرِيحَهَا بِرِيحِ هَذَا الشَّجَرِ ، فَقَالَ :
كَأَنَّ الْمُدَامَ وَصَوْبَ الْغَمَامِ
وَرِيحَ الْخُزَامَى وَنَشْرَ الْقُطَرْ

يُعَلُّ بِهِ بَرْدُ أَنْيَابِهَا
إِذَا طَرَّبَ الْبَاكِرُ الْمُسْتَحِرْ
قَالَ : فَلَمَّا فَرَغَ ، قَالَ أَبُو زُهَيْرٍ : افْتَحُوا الْأَبْوَابَ فَفُتِحْتِ الْأَبْوَابُ ، فَدَخَلَ النَّاسُ فَأَصَابُوا مِنَ الْفَاكِهَةِ ، فَأَقَامَ سُلَيْمَانُ يَوْمَهُ وَمِنَ الْغَدِ ، ثُمَّ قَالَ لِعُمَرَ : لَا أُرَانَا إِلَّا قَدْ أَضْرَرْنَا هَذَا الرَّجُلَ ، فَارْحَلْ عَنْهُ فَنَظَرَ إِلَى الْوَادِي فَقَالَ : لِلَّهِ دَرُّ قَسِيٍّ ، أَيُّ وَادٍ أَنْزَلَ أَفْرُخَهُ لَوْلَا هَذَا الْحِرَارُ وَنَظَرَ إِلَى جُرُنٍ فِيهَا زَبِيبٌ فَظَنَّهَا حِرَارًا ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : هَذِهِ جُرُنُ الزَّبِيبِ فَأَقَامَ سَبْعًا ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ وَقَالَ لِأَبِي زُهَيْرٍ : اتْبَعْنِي إِلَى مَكَّةَ ، فَلَمْ يَأْتِهِ ، فَقِيلَ لَهُ : لَوْ أَتَيْتَهُ فَقَالَ : أَقُولُ لَهُ مَاذَا ؟ أَقُولُ لَهُ : أَعْطِنِي ثَمَنَ طَعَامِيَ الَّذِي قَرْيَتُكَ بِالْأَمْسِ ؟ وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ مَكَّةَ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيَّ جَاءَ إِلَى مَكَّةَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فَجَاوَرَ بِهَا وَأَقَامَ إِلَى الْمَوْسِمِ ، ثُمَّ جَاءَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ بَعْدَهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ يُرِيدُ الْجِوَارَ بِمَكَّةَ ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ وَأَخْرَجَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ نِصْفَ عَطَاءٍ فَأَعْطَاهُمْ فَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي عُمَرَ يَقُولُ : أَخَذْتُ فِي ذَلِكَ الْعَطَاءِ مِائَةَ دِرْهَمٍ وَأَخَذَ أَخِي مِثْلَهَا ، وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ إِذَا صَلَّى يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَكَانَ يُعَجِّلُ الْعَصْرَ ، ثُمَّ يَدْخُلُ الطَّوَافَ فَيَطُوفُ حَتَّى الْمَغْرِبِ ، فَسَمِعْتُ ابْنَ شَبِيبٍ الْمُغِيرَ يَقُولُ : رَأَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ دَخَلَ الطَّوَافَ ، فَأَحْصَيْتُ لَهُ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى صَلَاةِ الْمَغْرِبِ سِتَّةَ عَشَرَ أُسْبُوعًا ، يُصَلِّي بَيْنَ كُلِّ سُبْعَيْنِ رَكْعَتَيْنِ وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ فِيمَا سَمِعْتُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ يَقُولُ : كَانَ يَطُوفُ وَيَطُوفُ مَعَهُ ابْنَاهُ مُحَمَّدٌ وَالْمَأْمُونُ وَقُوَّادُهُ يَزِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ وَنَفَرٌ ، فَإِذَا أَعْيَوْا دَخَلُوا الْحِجْرَ فَصَلَّوْا فِيهِ وَجَلَسُوا ، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَطُوفُ فِي حَشَمِهِ ، فَإِذَا أَحَسُّوهُ طَالِعًا مِنْ بَابِ الْحِجْرِ الشَّامِيِّ قَامُوا عَلَى أَرْجُلِهِمْ بِأَجْمَعِهِمْ حَتَّى يَمْضِيَ وَيُجَاوِزَهُمْ عِنْدَ الرُّكْنِ الْغَرْبِيِّ ثُمَّ يَجْلِسُونَ وَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عُمَرَ يَقُولُ : كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونُ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ يَوْمًا فَدَخَلَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ يُرِيدُ الطَّوَافَ ، وَكَانَ مَعَ هَارُونَ حَشَمٌ وَجُنْدٌ ، فَأَمَرَ بِهِمْ فَأُخْرِجُوا مِنَ الطَّوَافِ وَبَقِيَ فِي بَعْضِ حَشَمِهِ ، فَدَخَلَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ فَالْتَقَى هُوَ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَسَلَّمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى الْآخَرِ وَطَافَا ، فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ طَوَافِهِمَا أَوْ أَحَدُهُمَا وَقَفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ فَتَكَلَّمَا وَتَنَاجَيَا قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ : فَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنَ الْفُضَيْلِ ؛ لِأَنَّ النَّاسَ كَثُرُوا ، فَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَهُ يَقُولُ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، يَا حَسَنَ الْوَجْهِ ، حَسِّنْ هَذَا الْوَجْهَ الْحَسَنَ عَنِ النَّارِ ، وَأَدِمِ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ ؛ فَإِنِّي لَا أَظُنُّ خَلِيفَةً بَعْدَكَ يَحُجُّ بَعْدَكَ قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ : فَمَا حَجَّ عَلَيْنَا خَلِيفَةٌ بَعْدُ وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ : وَرَأَيْتُ فِيَ كِتَابِهِ : مَاتَ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ بِمَكَّةَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنَ الْمُحَرَّمِ ، وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ بَقِينَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ ، وَمَاتَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ بَعْدَ صَلَاةِ الظُّهْرِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى عَلَى بَابِ الصَّفَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،