ذِكْرُ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم
464 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : فَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ بَأَجْيَادٍ ، إِذْ رَأَى مَلَكًا وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى فِي أُفُقِ السَّمَاءِ يَصِيحُ : يَا مُحَمَّدُ أَنَا جِبْرِيلُ ، يَا مُحَمَّدُ أَنَا جِبْرِيلُ ، فَذُعِرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْ ذَلِكَ ، وَجَعَلَ يَرَاهُ كُلَّمَا رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَرَجَعَ سَرِيعًا إِلَى خَدِيجَةَ فَأَخْبَرَهَا خَبَرَهُ ، وَقَالَ : يَا خَدِيجَةُ وَاللَّهِ مَا أَبْغَضْتُ بُغْضَ هَذِهِ الأَصْنَامِ شَيْئًا قَطُّ وَلاَ الْكُهَّانِ ، وَإِنِّي لأَخْشَى أَنْ أَكُونَ كَاهِنًا قَالَتْ : كَلاَّ يَا ابْنَ عَمِّ لاَ تَقُلْ ذَلِكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِكَ أَبَدًا ، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ ، وَتُؤَدِّي الأَمَانَةَ ، وَإِنَّ خُلُقَكَ لَكَرِيمٌ ، ثُمَّ انْطَلَقَتْ إِلَى وَرَقَةَ بْنِ نَوْفَلٍ ، وَهِيَ أَوَّلُ مَرَّةٍ أَتَتْهُ فَأَخْبَرَتْهُ مَا أَخْبَرَهَا بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ وَرَقَةُ : وَاللَّهِ إِنَّ ابْنَ عَمِّكِ لَصَادِقٌ ، وَإِنَّ هَذَا لَبِدْءُ نُبُوَّةٍ ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِيهِ النَّامُوسُ الأَكْبَرُ ، فَمُرِيهِ أَنْ لاَ يَجْعَلَ فِي نَفْسِهِ إِلاَّ خَيْرًا.
463 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةَ ، فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلاَّ جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ، قَالَتْ : فَمَكَثَ عَلَى ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، وَحُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلْوَةُ ، فَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهَا ، وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ يَتَحَنَّثُ فِيهِ اللَّيَالِي ذَوَاتِ الْعَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى فَجِئَهُ الْحَقُّ ، وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ.
466 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ ، وَعَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالاَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ ، قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ ، قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ : أَحْسَبُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَا خَدِيجَةُ ، إِنِّي أَسْمَعُ صَوْتًا ، وَأَرَى ضَوْءًا ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ فِيّ جُنُنٌ فَقَالَتْ : لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَفْعَلَ بِكَ ذَلِكَ يَا ابْنَ عَبْدِ اللهِ ، ثُمَّ أَتَتْ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ فَذَكَرَتْ لَهُ ذَلِكَ ، فَقَالَ : إِنْ يَكُ صَادِقًا فَهَذَا نَامُوسٌ مِثْلُ نَامُوسِ مُوسَى ، فَإِنْ يُبْعَثْ وَأَنَا حَيٌّ فَسَأُعَزِّرَهُ وَأَنْصُرَهُ وَأُومِنَ بِهِ.
465 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عُرْوَةَ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : يَا خَدِيجَةُ ، إِنِّي أَرَى ضَوْءًا وَأَسْمَعُ صَوْتًا ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ كَاهِنًا فَقَالَتْ : إِنَّ اللَّهَ لاَ يَفْعَلُ بِكَ ذَلِكَ يَا ابْنَ عَبْدِ اللهِ ، إِنَّكَ تَصْدُقُ الْحَدِيثَ ، وَتُؤَدِّي الأَمَانَةَ ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ.