الْقَوْلُ فِيمَا فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ مِنَ الْغَرِيبِ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

الْقَوْلُ فِيمَا فِي هَذِهِ الْأَخْبَارِ مِنَ الْغَرِيبِ فَمِنْ ذَلِكَ فِي خَبَرِ إِيَاسَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ أَنَّهُ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ذَئِرَ النِّسَاءُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ : يَعْنِي بِذَلِكَ أَنَّهُنَّ اجْتَرَأْنَ عَلَيْهِمْ وَتَنَكَّرْنَ لَهُمْ عَمَّا كُنَّ عَلَيْهِ لَهُمْ مِنَ ، الطَّاعَةِ إِلَى الْخِلَافِ عَلَيْهِمْ ، يُقَالُ مِنْهُ : هِيَ امْرَأَةٌ ذَائِرٌ - بِغَيْرِ هَاءٍ - وَمِنْهُ قَوْلُ عَبِيدِ بْنِ الْأَبْرَصِ : وَلَقَدْ أَتَانَا عَنْ تَمِيمٍ أَنَّهُمْ ذَئِرُوا لِقَتْلَى عَامِرٍ وَتَغَضَّبُوا يَعْنِي بِقَوْلِهِ : ذَئِرُوا : نَفَرُوا وَأَنْكَرُوا ، وَيُقَالُ : أَنِفُوا .
وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ : لَا تَضْرِبْ ظَعِينَتَكَ كَضَرْبِكَ أُمَيَّتَكَ ، فَالظَّعِينَةُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ : الْمَرْأَةُ فِي الْهَوْدَجِ ، وَتُجْمَعُ ظَعَائِنَ ، وَظُعُنًا ، وَظُعْنًا ، بِتَسْكِينِ الْعَيْنِ وَتَحْرِيكِهَا ، وَأَظْعَانًا .
وَمِنَ الظُّعْنِ قَوْلُ لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ : شَاقَتْكُ ظُعْنُ الْحَيِّ حِينَ تَحَمَّلُوا فَتَكَنَّسُوا قُطُنًا تَصِرُّ خِيَامُهَا وَمِنَ الْأَظْعَانِ قَوْلُ أَعْشَى بَنِي ثَعْلَبَةَ : وَشَاقَتْكَ أَظْعَانٌ لِزَيْنَبَ غُدْوَةً تَحَمَّلْنَ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُ الْعَرَبِ ذَلِكَ حَتَّى قَالُوا لِزَوْجَةِ الرَّجُلِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ سَائِرَةً فِي هَوْدَجٍ : ظَعِينَتَهُ ، وَقَدْ تُسَمِّيهَا الْعَرَبُ أَيْضًا بِأَسْمَاءٍ أُخَرَ ، تَقُولُ : هِيَ زَوْجَتُهُ ، وَزَوْجُهُ ، وَمَرَتُهُ ، وَطَلَّتُهُ ، وَحَنَّتُهُ ، وَقَعِيدَتُهُ ، وَعِرْسُهُ ، وَجَارَتُهُ - وَمِنَ الْجَارَةِ قَوْلَ الْأَعْشَى : بَانَتْ لِتَحْزُنَنَا عَفَارَهْ يَا جَارَتِي مَا كُنْتِ جَارَهْ وَحَلِيلَتُهُ ، وَحَالُهُ - وَمِنَ الْحَالِ قَوْلُ الْآخَرِ : يَا رُبَّ حَالِ حَوْقَلٍ وَقَّاعِ تَرَكْتُهَا مُدْنِيَةَ الْقِنَاعِ - وَرَبَضُهُ ، وَرُبْضُهُ .
وَأَمَّا الْأُمَيَّةُ : فَإِنَّهَا تَصْغِيرُ أَمَةٍ ، يُقَالُ : هَذِهِ أَمَةُ فُلَانٍ ، ثُمَّ تُصَغَّرُ فَيُقَالُ : هَذِهِ أُمَيَّتُهُ .
وَأَمَّا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِفَاطِمَةَ : إِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُكِ فَآذِنِينِي ، فَلَمَّا انْقَضَتْ آذَنَتْهُ .
فَإِنَّ مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَآذِنِينِي : فَأَعْلِمِينِي انْقِضَاءَ عِدَّتِكِ .
يُقَالُ : قَدْ آذَنَ فُلَانٌ فُلَانًا بِكَذَا : إِذَا أَعْلَمُهُ بِهِ ، فَهُوَ يُؤْذِنُهُ بِهِ إِيذَانًا ، وَمِنْهُ قَوْلُ الطِّرِمَّاحِ بْنِ حَكِيمٍ : آذَنَ النَّاوِي بِبَيْنُونَةٍ ظَلْتُ مِنْهَا كَصَرِيعِ الْمُدَامْ وَأَمَّا الْأَذَنُ ، بِفَتْحِ الْأَلِفِ وَالذَّالِ ، فَهُوَ غَيْرُ هَذَا ، وَذَلِكَ الِاسْتِمَاعُ ، يُقَالُ مِنْهُ : أَذِنَ فُلَانٌ لِكَلَامِ فُلَانٍ ، فَهُوَ يَأْذَنُ لَهُ أَذَنًا : إِذَا اسْتَمَعَ لَهُ .
وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ، يَقُولُ : سَمِعَتْ لَهُ وَأَطَاعَتْ .
وَمِنْهُ قَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ الْعِبَادِيِّ : أَيُّهَا الْقَلْبُ تَعَلَّلْ بِدَدَنْ إِنَّ هَمِّي فِي سَمَاعٍ وَأَذَنْ وَقَوْلُ الْآخَرِ : فِي سَمَاعٍ يَأْذَنُ الشَّيْخُ لَهُ وَحَدِيثٍ مِثْلِ مَاذِيٍّ مُشَارِ وَمِنْهُ الْخَبَرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ .
وَأَمَّا الْإِذْنُ ، بِكَسْرِ الْأَلِفِ وَسُكُونِ الذَّالِ ، فَغَيْرُ هَذَيْنِ الْمَعْنَيَيْنِ ، وَهُوَ التَّخْلِيَةُ وَالْإِطْلَاقُ .
يُقَالُ مِنْهُ : قَدْ أَذِنَ فُلَانٌ لِفُلَانٍ فِي هَذَا الْأَمْرِ ، فَهُوَ يَأْذَنُ لَهُ إِذْنًا : أَطْلَقَهُ لَهُ ، وَخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ .
وَمِنْهُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ، يَعْنِي بِهِ : إِلَّا بِتَخْلِيَةِ اللَّهِ لَهُمْ ، وَضَرَّهُمْ مَنْ ضَرُّوهُ بِذَلِكَ .
وَفِي قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي ذَكَرَهُ لَقِيطُ بْنُ صَبِرَةَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : لَا تَضْرِبْ ظَعِينَتَكَ كَضَرْبِكَ أُمَيَّتَكَ الدِّلَالَةُ الْوَاضِحَةُ عَلَى أَنَّ لِلرَّجُلَ ضَرْبَ أَمَتِهِ فِيمَا تَسْتَحَقُّ الضَّرْبَ عَلَيْهِ ، وَفِيهِ أَيْضًا الْبَيَانُ عَنْ أَنَّ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1152 حَدَّثَنِي بِهِ زَيْدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ : عَبْدِي ، أَمَتِي . كُلُّكُمْ عَبِيدُ اللَّهِ ، وَكُلُّ نِسَائِكُمْ إِمَاءُ اللَّهِ ، لَكِنْ لِيَقُلْ أَحَدُكُمْ : فَتَايَ أَوْ فَتَاتِي أَوْ جَارِيَتِي ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعِ الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1153 حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ : عَبْدِي أَوْ أَمَتِي ، كُلُّكُمْ عِبَادُ اللَّهِ ، وَكُلُّ نِسَائِكُمْ إِمَاءُ اللَّهِ ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ : غُلَامِي ، وَجَارِيَتِي ، وَفَتَايَ ، وَفَتَاتِي

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1154 حَدَّثَنِي يُونُسُ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ أَبَا يُونُسَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ : عَبْدِي ، أَمَتِي ، وَلْيَقُلْ : فَتَايَ وَغُلَامِي ، كُلُّكُمْ مَمْلُوكٌ ، وَالرَّبُّ اللَّهُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

1155 حَدَّثَنِي بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلَانِيُّ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ التِّنِّيسِيُّ ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ قَالَ : لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ : عَبْدِي ، أَمَتِي ، وَلْيَقُلْ : فَتَايَ ، وَفَتَاتِي لَيْسَ بِنَهْيِ تَحْرِيمٍ ، وَلَكِنْ نَهْيَ تَكَرُّهٍ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَوْ كَانَ نَهْيَ تَحْرِيمٍ لَكَانَ أَحَدُ الْخَبَرَيْنِ - أَعْنِي خَبَرَ لَقِيطٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ : لَا تَضْرِبْ ظَعِينَتَكَ كَضَرْبِكَ أُمَيَّتَكَ ، وَخَبَرَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ : لَا يَقُلْ أَحَدُكُمْ أَمَتِي ، عَبْدِي - إِمَّا بَاطِلًا غَيْرَ صَحِيحٍ ، وَإِمَّا نَاسِخًا صَاحِبَهُ وَالْآخَرُ مَنْسُوخًا . وَفِي صِحَّةِ سَنَدِهِمَا جَمِيعًا مَا يُوجِبُ الْقَوْلَ بِتَصْحِيحِهِمَا ، وَفِي عَدَمِ الدَّلِيلِ عَلَى الْقَوْلِ بِأَنَّ أَحَدَهُمَا نَاسِخٌ لِلْآخَرِ ، مَا يُحَقِّقُ الْقَوْلَ بِهِمَا ، وَيُوجِبُ تَثْبِيتَهُمَا عَلَى مَا يَجُوزُ وَيَصِحُّ . وَإِذْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكُ ، وَكَانَ لَا وَجْهَ لِتَصْحِيحِهِمَا وَتِصْحِيحِ مَعْنَاهُمَا إِلَّا عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي قُلْنَا مِنْ أَنَّ الْخَبَرَ بِالنَّهْيِ مَعْنِيٌّ بِهِ نَهْيُ تَكَرُّهٍ لَا نَهْيُ تَحْرِيمٍ ، وَأَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا تَضْرِبْ ظَعِينَتَكَ كَضَرْبِكَ أُمَيَّتَكَ ، إِعْلَامٌ بِأَنَّ تَسْمِيَتَهُ الْمَمْلُوكَةَ : أَمَةً غَيْرُ مُحَرَّمَةٍ تَحْرِيمَ الْأَشْيَاءَ الَّتِي مَنْ تَقَدَّمَ عَلَيْهَا كَانَ لِرَبِّهِ عَاصِيًا ، وَبِتَقَدُّمِهِ آثِمًا ، صَحَّ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ ، وَكَانَ ذَلِكَ نَظِيرَ نَهْيهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، عَنْ أَكَلِ لَحْمِ الضَّبِّ وَتَرْكِهِ آكِلِيهِ إِذْ أَكَلُوهُ بِمَحْضَرٍ مِنْهُ عَلَى مَائِدَتِهِ ، عَلَى مَا قَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُنَا قَبْلُ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،