مَسِيرُ تُبَّعٍ إِلَى مَكَّةَ شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

مَسِيرُ تُبَّعٍ إِلَى مَكَّةَ شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَى

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

151 حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَارَ تُبَّعٌ الْأَوَّلُ إِلَى الْكَعْبَةِ ، وَأَرَادَ هَدْمَهَا وَتَخْرِيبَهَا ، وَخُزَاعَةُ يَوْمَئِذٍ تَلِي الْبَيْتَ وَأَمْرَ مَكَّةَ ، فَقَامَتْ خُزَاعَةُ دُونَهُ ، وَقَاتَلَتْ عَنْهُ أَشَدَّ الْقِتَالِ حَتَّى رَجَعَ ، ثُمَّ تُبَّعٌ آخَرُ فَكَذَلِكَ . وَأَمَّا التَّبَابِعَةُ الَّذِينَ أَرَادُوا هَدْمَ الْكَعْبَةِ وَتَخْرِيبَهَا ثَلَاثَةٌ ، وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ مَنْ يَسِيرُ فِي الْبِلَادِ ، فَإِذَا دَخَلَ مَكَّةَ عَظَّمَ الْحَرَمَ وَالْبَيْتَ ، وَأَمَّا التُّبَّعُ الثَّالِثُ الَّذِي أَرَادَ هَدْمَ الْبَيْتِ فَإِنَّمَا كَانَ فِي أَوَّلِ زَمَانِ قُرَيْشٍ . قَالَ : وَكَانَ سَبَبُ خُرُوجِهِ وَمَسِيرِهِ إِلَيْهِ ؛ أَنَّ قَوْمًا مِنْ هُذَيْلٍ مِنْ بَنِي لِحْيَانَ جَاءُوهُ ، فَقَالُوا : إِنَّ بِمَكَّةَ بَيْتًا تُعَظِّمُهُ الْعَرَبُ جَمِيعًا ، وَتَفِدُ إِلَيْهِ ، وَتَنْحَرُ عِنْدَهُ ، وَتَحُجُّهُ وَتَعْتَمِرُهُ ، وَإِنَّ قُرَيْشًا تَلِيهِ ، فَقَدْ حَازَتْ شَرَفَهُ وَذِكْرَهُ ، وَأَنْتَ أَوْلَى أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ الْبَيْتُ وَشَرَفُهُ وَذِكْرُهُ لَكَ ، فَلَوْ سِرْتَ إِلَيْهِ وَخَرَّبْتَهُ ، وَبَنَيْتَ عِنْدَكَ بَيْتًا ، ثُمَّ صَرَفْتَ حَاجَّ الْعَرَبِ إِلَيْهِ ، كُنْتَ أَحَقَّ بِهِ مِنْهُمْ . قَالَ : فَأَجْمَعَ الْمَسِيرَ إِلَيْهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

152 حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عِيسَى الْمَدِينِيِّ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ تُبَّعٌ بِالدُّفِّ مِنْ جُمْدَانَ بَيْنَ أَمَجَ وَعُسْفَانَ ، دَفَّتْ بِهِمْ دَوَابُّهُمْ ، وَأَظْلَمَتِ الْأَرْضُ عَلَيْهِمْ ، فَدَعَا أَحْبَارًا كَانُوا مَعَهَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَسَأَلَهُمْ ، فَقَالُوا : هَلْ هَمَمْتَ لِهَذَا الْبَيْتِ بِشَيْءٍ ؟ قَالَ : أَرَدْتُ أَنْ أَهْدِمَهُ قَالُوا : فَانْوِ لَهُ خَيْرًا أَنْ تَكْسُوَهُ ، وَتَنْحَرَ عِنْدَهُ فَفَعَلَ ، فَانْجَلَتْ عَنْهُمُ الظُّلْمَةُ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الدُّفَّ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : فَسَارَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالدُّفِّ مِنْ جُمْدَانَ بَيْنَ أَمَجَ وَعُسْفَانَ دَفَّتْ بِهِمُ الْأَرْضُ ، وَغَشِيَتْهُمْ ظُلْمَةٌ شَدِيدَةٌ وَرِيحٌ ، فَدَعَا أَحْبَارًا كَانُوا مَعَهُ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَسَأَلَهُمْ ، فَقَالُوا : هَلْ هَمَمْتَ لِهَذَا الْبَيْتِ بِسُوءٍ ؟ فَأَخْبَرَهُمْ بِمَا قَالَ لَهُ الْهُذَلِيُّونَ ، وَبِمَا أَرَادَ أَنْ يَفْعَلَ ، فَقَالَتِ الْأَحْبَارُ : وَاللَّهِ مَا أَرَادُوا إِلَّا هَلَاكَكَ وَهَلَاكَ قَوْمِكَ ، إِنَّ هَذَا بَيْتُ اللَّهِ الْحَرَامُ ، وَلَمْ يُرِدْهُ أَحَدٌ قَطُّ بِسُوءٍ إِلَّا هَلَكَ . قَالَ : فَمَا الْحِيلَةُ ؟ قَالُوا : تَنْوِي لَهُ خَيْرًا أَنْ تُعَظِّمَهُ وَتَكْسُوَهُ ، وَتَنْحَرَ عِنْدَهُ ، وَتُحْسِنَ إِلَى أَهْلِهِ . فَفَعَلَ ، فَانْجَلَتْ عَنْهُمُ الظُّلْمَةُ ، وَسَكَنَتِ الرِّيحُ ، وَانْطَلَقَتْ بِهِمْ رِكَابُهُمْ وَدَوَابُّهُمْ ، فَأَمَرَ تُبَّعٌ بِالْهُذَلِيِّينَ ، فَضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُمْ وَصَلَبَهُمْ وَإِنَّمَا كَانُوا فَعَلُوا ذَلِكَ حَسَدًا لِقُرَيْشٍ عَلَى وِلَايَتِهِمُ الْبَيْتَ . ثُمَّ سَارَ تُبَّعٌ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ ، فَكَانَتْ سِلَاحَهُ بِقُعَيْقِعَانَ ، فَيُقَالُ : فَبِذَلِكَ سُمِّيَ قُعَيْقِعَانَ ، وَكَانَتْ خَيْلُهُ بِأَجْيَادٍ ، وَيُقَالُ : إِنَّمَا سُمِّيَتْ أَجْيَادٌ أَجْيَادًا بِجِيَادِ خَيْلِ تُبَّعٍ ، وَكَانَتْ مَطَابِخُهُ فِي الشِّعْبِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ شِعْبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ ؛ فَلِذَلِكَ سُمِّيَ الشِّعْبُ الْمَطَابِخَ ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ أَيَّامًا ، يَنْحَرُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ بَدَنَةٍ ، لَا يَرْزَأُ هُوَ وَلَا أَحَدٌ مِمَّنْ فِي عَسْكَرِهِ مِنْهَا شَيْئًا ، يَرِدُهَا النَّاسُ فَيَأْخُذُونَ مِنْهَا حَاجَتَهُمْ ، ثُمَّ تَقَعُ الطَّيْرُ فَتَأْكُلُ ، ثُمَّ تَنْتَابُهَا السِّبَاعُ إِذَا أَمْسَتْ ، لَا يُصَدُّ عَنْهَا شَيْءٌ مِنَ الْأَشْيَاءِ إِنْسَانٌ وَلَا طَائِرٌ وَلَا سَبْعٌ ، يَفْعَلُ ذَلِكَ كُلَّ يَوْمٍ مَقَامَهُ أَجْمَعَ ، ثُمَّ كَسَا الْبَيْتَ كِسْوَةً كَامِلَةً ، كَسَاهُ الْعَصْبَ ، وَجَعَلَ لَهُ بَابًا يُغْلَقُ بِضَبَّةٍ فَارِسِيَّةٍ . قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : كَانَ تُبَّعٌ أَوَّلَ مَنْ كَسَا الْبَيْتَ كِسْوَةً كَامِلَةً ، أُرِيَ فِي الْمَنَامِ أَنْ يَكْسُوَهَا فَكَسَاهَا الْأَنْطَاعَ ، ثُمَّ أُرِيَ أَنْ يَكْسُوَهَا فَكَسَاهَا الْوَصَائِلَ ثِيَابَ حِبَرَةٍ مِنْ عَصْبِ الْيَمَنِ ، وَجَعَلَ لَهَا بَابًا يُغْلَقُ ، وَلَمْ يَكُنْ يُغْلَقُ قَبْلَ ذَلِكَ ، وَقَالَ تُبَّعٌ فِي ذَلِكَ وَفِي مَسِيرِهِ شِعْرًا :
وَكَسَوْنَا الْبَيْتَ الَّذِي حَرَّمَ اللَّهُ
مُلَاءً مُعْصَبًا وَبُرُودَا

وَأَقَمْنَا بِهِ مِنَ الشَّهْرِ عَشْرًا
وَجَعَلْنَا لِبَابِهِ إِقْلِيدَا

وَخَرَجْنَا مِنْهُ نَؤُمُّ سُهَيْلًا
قَدْ رَفَعْنَا لِوَاءَنَا مَعْقُودَا

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،