هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
1720 وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ سَعْدَ بْنَ زُرَارَةَ ، اكْتَوَى فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الذُّبْحَةِ فَمَاتَ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
1720 وحدثني عن مالك ، عن يحيى بن سعيد قال : بلغني أن سعد بن زرارة ، اكتوى في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الذبحة فمات
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

شرح الحديث من شرح الزرقاني

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ سَعْدَ بْنَ زُرَارَةَ، اكْتَوَى فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الذُّبْحَةِ فَمَاتَ.


( تعالج المريض)

( مالك عن زيد بن أسلم) مرسل عند جميع الرواة ( أن رجلاً في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابه جرح) بضم الجيم ( فاحتقن) أي احتبس الجرح ( الدم) قال الباجي أي فاض وخيف عليه منه ( وأن الرجل دعا رجلين من بني أنمار) بفتح الهمزة وإسكان النون وميم بطن من العرب ( فنظرا إليه فزعما) أي قالا ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهما أيكما أطب) أي أعلم بالطب ( فقالا أو في الطب خير) مثلث الطاء علاج الجسم والنفس كما في القاموس ( يا رسول الله فزعم) أي قال ( زيد) بن أسلم ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنزل الدواء) ما يتداوى به ( الذي أنزل الأدواء) جمع داء وهو المرض أي الأمراض وهو الله سبحانه واختلف في معنى الإنزال فقيل إعلامه عباده به ومنع بأنه صلى الله عليه وسلم أخبر بعموم الإنزال لكل داء ودوائه وأكثر الخلق لا يعلمون ذلك كما صرح به في حديث ابن مسعود عند النسائي بقوله علمه من علمه وجهله من جهله وقيل إنزالهما إنزال الملائكة الموكلين بمباشرة مخلوقات الأرض فأنزل معهم الداء والدواء فيخبرون بذلك النبي مثلاً أو إلهام لغيره وقيل عامة الأدواء والأدوية بواسطة إنزال الغيث الذي تتولد منه الأغذية والأدوية وغيرهما وهذا من تمام لطف الرب بخلقه فكما ابتلاهم بالأدواء أعانهم عليها بالأدوية وكما ابتلاهم بالذنوب أعانهم عليها بالتوبة والحسنات الماحية وفي الفردوس عن علي مرفوعًا لكل داء دواء ودواء الذنوب الاستغفار وقال أبو عمر فيه إباحة التداوي وإتيان الطبيب إلى العليل وأن الله هو الممرض والشافي وأنه أنزل الأمرين ولذا ثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يرقي ويقول اشف أنت الشافي يا رب لا شفاء إلا شفاؤك اشف شفاء لا يغادر سقمًا وهذا يصحح أن المعالجة إنما هي لتطبيب نفس العليل وأنسه للعلاج ورجاء أنه من أسباب الشفاء كالتسبب بطلب الرزق المفروغ منه وفيه أن البرء ليس في وسع مخلوق تعجيله قبل حينه وقد رأينا الأطباء يعالج أحدهم اثنين علتهما واحدة في زمن واحد وسن واحد وبلد واحد وربما كانا توأمين فيعالجهما بعلاج واحد فيصح أحدهما ويموت الآخر أو تطول علته ثم يصح عند الأمد المعدود له انتهى ثم حديث مالك وإن كان مرسلاً لكن شواهده كثيرة صحيحة مسندة كحديث البخاري وغيره عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء وفي مسلم عن جابر رفعه لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله ولأحمد والبخاري في الأدب المفرد وصححه الترمذي وابن خزيمة والحاكم عن أسامة بن شريك رفعه تداووا يا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحدًا الهرم وفي لفظ إلا السام بمهملة مخففًا أي الموت فبين أنه لا دواء له فيخص به عموم الحديث وزعم أن المراد دواؤه الطاعة ليس شيء لأنها دواء للمرض المعنوي كعجب وكبر لا الموت وفي قوله بإذن الله إشارة إلى أنه لا يبرأ بالدواء إذا لم يأذن الله بل قد ينقلب داء ( مالك عن يحيى بن سعيد قال بلغني) ووصله ابن ماجه عن جابر ( أن سعد) بسكون العين ( ابن زرارة) بن عدس الأنصاري الخزرجي أخو أسعد بألف أوله ذكره جماعة في الصحابة وذكر الواقدي والعدوي أنه كان ينسب إلى النفاق ولعله تاب ( اكتوى في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الذبحة) بذال معجمة وموحدة قال في القاموس كهمزة وعنبة وكسوة وصبرة وجع في الحلق أو دم يخنق فيقتل وفي النهاية بفتح الباء وقد تسكن وجع يعرض في الحلق من الدم وقيل قرحة تظهر فيه فينسد معها وينقطع النفس وفي الغريبين الذبحة وجع الحلق وقال ابن شميل قرحة في حلق الإنسان مثل الزبيبة الذي تأخذ الحمير ( فمات مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر اكتوى من اللقوة) بلام مفتوحة فقاف ساكنة داء يصيب الوجه كما في القاموس وغيره ( ورقي من العقرب) لأذن المصطفى ففي مسلم عن جابر نهى صلى الله عليه وسلم عن الرقي فجاء آل عمرو بن حزم فقالوا يا رسول الله إنه كانت عندنا رقية يرقى بها من العقرب وأنك نهيت عن الرقي قال فعرضوها عليه فقال ما أرى بأسًا من استطاع أن ينفع أخاه فلينفع وفيه أيضًا عن جابر لدغت رجلاً منا عقرب ونحن جلوس معه صلى الله عليه وسلم فقال رجل يا رسول الله أرقي قال من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل وفي موطأ ابن وهب أن الرجل عمارة بن حزم من آل عمرو بن حزم وروى أحمد وأبو داود والترمذي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الكي فاكتوينا فما أفلحنا وما أنجحنا وهذا مع فعل ابن عمر يدل على أنه حمل النهي على الكراهة أو خلاف الأولى إذ لو حمله على التحريم ما اكتوى ويدل على أنه لغير التحريم حديث الصحيح عن جابر رفعه إن كان في شيء من أدويتكم شفاء ففي شرطة محجم أو لذعة بنار وما أحب أن أكتوي قال الحافظ لم أر في أثر صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم اكتوى إلا أن القرطبي نسب إلى كتاب أدب النفوس للطبراني أنه اكتوى وذكره الحليمي بلفظ روي أنه صلى الله عليه وسلم اكتوى للجرح الذي أصابه بأحد والثابت في الصحيح أن فاطمة أحرقت حصيرًا فحشت به جرحه وليس هذا الكي المعهود وجزم السفاقسي بأنه اكتوى وابن القيم بأنه لم يكتو.