هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
2683 حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، أَخْبَرَنَا عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْسٍ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَبْرٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَا اغْبَرَّتْ قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَمَسَّهُ النَّارُ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
2683 حدثنا إسحاق ، أخبرنا محمد بن المبارك ، حدثنا يحيى بن حمزة ، قال : حدثني يزيد بن أبي مريم ، أخبرنا عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج ، قال : أخبرني أبو عبس هو عبد الرحمن بن جبر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated Abu `Abs:

(who is `Abdur-Rahman bin Jabir) Allah's Messenger (ﷺ) said, Anyone whose both feet get covered with dust in Allah's Cause will not be touched by the (Hell) fire.

Abu 'Abs (il s'agit de 'AbdarRahmân ibn Jabr): Le Messager d'Allah  dit: «II n'y a pas d'homme dont les pieds s'empoussièrent pour la cause d'Allah et qui soit touché par le Feu.»

":"ہم سے اسحاق بن منصور نے بیان کیا ‘کہا ہم کو محمد بن مبارک نے خبر دی ‘ کہا ہم سے یحییٰ بن حمزہ نے بیان کیا ‘ کہا کہ مجھ سے یزید بن ابی مریم نے بیان کیا ‘ انہیں عبایہ بن رافع بن خدیج نے خبر دی ‘ کہا کہ مجھے ابوعبس رضی اللہ عنہ نے خبر دی ‘ آپ کا نام عبدالرحمٰن بن جبیر ہے کہرسول اللہ صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا جس بندے کے بھی قدم اللہ کے راستے میں غبارآلود ہو گئے ‘ انہیں ( جہنم کی ) آگ چھوئے ؟ ( یہ نا ممکن ہے ) ۔

Abu 'Abs (il s'agit de 'AbdarRahmân ibn Jabr): Le Messager d'Allah  dit: «II n'y a pas d'homme dont les pieds s'empoussièrent pour la cause d'Allah et qui soit touché par le Feu.»

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [2811] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ أَبُو عَلِيِّ الْجَيَّانِيُّ نَسَبَهُ الْأَصِيلِيُّ بْنُ مَنْصُورٍ قُلْتُوَأَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ بْنِ زَيْدٍ الْخَطَّابِيِّ نَزِيلِ حَرَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمَذْكُورِ لَكِنْ زَادَ فِي آخِرِ الْمَتْنِ قَوْلَهُ فتمسهما النَّار أبدا فَالظَّاهِر أَنه بن مَنْصُورٍ وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّ أَبَا نُعَيْمٍ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ وَيَزِيدُ الْمَذْكُورُ فِي الْإِسْنَادِ بِالزَّايِ وَعَبَايَةُ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَأَبُو عَبْسٍ بِسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ هُوَ بن جَبْرٍ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ .

     قَوْلُهُ  مَا اغْبَرَّتَا كَذَا فِي رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي بِالتَّثْنِيَةِ وَهُوَ لُغَةٌ وَلِلْبَاقِينَ مَا اغْبَرَّتْ وَهُوَ الْأَفْصَحُ زَادَ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ وَقَولُهُ فَتَمَسَّهُ النَّارُ بِالنَّصْبِ وَالْمَعْنَى أَنَّ الْمَسَّ يَنْتَفِي بِوُجُودِ الْغُبَارِ الْمَذْكُورِ وَفِي ذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى عَظِيمِ قَدْرِ التَّصَرُّفِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِذَا كَانَ مُجَرَّدُ مَسِّ الْغُبَارِ لِلْقَدَمِ يُحَرِّمُ عَلَيْهَا النَّارَ فَكَيْفَ بِمَنْ سَعَى وَبَذَلَ جَهْدَهُ وَاسْتَنْفَدَ وُسْعَهُ وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِدُ مِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَرْفُوعًا مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ مِنْهُ النَّارَ مَسِيرَةَ أَلْفِ عَامٍ للراكب المستعجل وَأخرج بن حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ أَنَّهُ كَانَ فِي غَزَاةٍ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ الْبَابِ قَالَ فَتَوَاثَبَ النَّاسُ عَنْ دَوَابِّهِمْ فَمَا رُؤِيَ أَكثر مَاشِيا من ذَلِك الْيَوْم ( قَولُهُ بَابُ مَسْحِ الْغُبَارِ عَنِ الرَّأْسِ فِي سَبِيل الله) قَالَ بن الْمُنِيرِ تَرْجَمَ بِهَذَا وَبِالَّذِي بَعْدَهُ دَفْعًا لِتَوَهُّمِ كَرَاهِيَةِ غَسْلِ الْغُبَارِ وَمَسْحِهِ لِكَوْنِهِ مِنْ جُمْلَةِ آثَارِ الْجِهَادِ كَمَا كَرِهَ بَعْضُ السَّلَفِ الْمَسْحَ بَعْدَ الْوُضُوءِ.

.

قُلْتُ وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا مِنْ جِهَةِ أَنَّ التَّنْظِيفَ مَطْلُوبٌ شَرْعًا وَالْغُبَارُ أَثَرُ الْجِهَادِ وَإِذَا انْقَضَى فَلَا مَعْنَى لِبَقَاءِ أَثَرِهِ.

.
وَأَمَّا الْوُضُوءُ فَالْمَقْصُودُ بِهِ الصَّلَاةُ فَاسْتُحِبَّ بَقَاءُ أَثَرِهِ حَتَّى يَحْصُلَ الْمَقْصُودُ فَافْتَرَقَ الْمَسْحَانِ ثُمَّ أَوْرَدَ حَدِيثَ أَبِي سَعِيدٍ فِي قِصَّةِ عَمَّارٍ فِي بِنَاءِ الْمَسْجِدِ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ مُسْتَوْفًى فِي بَابِ التَّعَاوُنِ فِي بِنَاءِ الْمَسْجِدِ فِي أَوَائِلِ الصَّلَاةِ وَفِيهِ مَا يَتَعَلَّقُ بِقَوْلِهِ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( قَوْلِهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)
قَولُهُ بَابُ مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ الله أَي بَيَان مَاله مِنَ الْفَضْلِ .

     قَوْلُهُ  وَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَاب أَن يتخلفوا عَن رَسُول الله إِلَى قَوْلِهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ قَالَ بن بَطَّالٍ مُنَاسَبَةُ الْآيَةِ لِلتَّرْجَمَةِ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَالَ فِي الْآيَة وَلَا يطؤن موطئا يغِيظ الْكفَّار وَفِي الْآيَةِ إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالح قَالَ فَفَسَّرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَمَلَ الصَّالِحَ أَنَّ النَّارَ لَا تَمَسُّ مَنْ عَمِلَ بِذَلِكَ قَالَ وَالْمُرَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ جَمِيعُ طَاعَاتِهِ اه وَهُوَ كَمَا قَالَ إِلَّا أَنَّ الْمُتَبَادَرَ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ مِنْ لَفْظِ سَبِيلِ اللَّهِ الْجِهَادُ وَقَدْ أَوْرَدَهُ الْمُصَنِّفُ فِي فَضْلِ الْمَشْيِ إِلَى الْجُمُعَةِ اسْتِعْمَالًا لِلَّفْظٍ فِي عُمُومِهِ وَلَفْظُهُ هُنَاكَ حرمه الله على النَّار.

     وَقَالَ  بن الْمُنِيرِ مُطَابَقَةُ الْآيَةِ مِنْ جِهَةِ أَنَّ اللَّهَ أَثَابَهُمْ بِخُطُوَاتِهِمْ وَإِنْ لَمْ يُبَاشِرُوا قِتَالًا وَكَذَلِكَ دَلَّ الْحَدِيثُ عَلَى أَنَّ مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ سَوَاءٌ بَاشَرَ قِتَالًا أَمْ لَا اه وَمِنْ تَمَامِ الْمُنَاسَبَةِ أَنَّ الْوَطْءَ يَتَضَمَّنُ الْمَشْيَ الْمُؤَثِّرَ لِتَغْبِيرِ الْقَدَمِ وَلَا سِيَّمَا فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ

[ قــ :2683 ... غــ :2811] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ أَبُو عَلِيِّ الْجَيَّانِيُّ نَسَبَهُ الْأَصِيلِيُّ بْنُ مَنْصُورٍ قُلْتُ وَأَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ بْنِ زَيْدٍ الْخَطَّابِيِّ نَزِيلِ حَرَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُبَارَكِ الْمَذْكُورِ لَكِنْ زَادَ فِي آخِرِ الْمَتْنِ قَوْلَهُ فتمسهما النَّار أبدا فَالظَّاهِر أَنه بن مَنْصُورٍ وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّ أَبَا نُعَيْمٍ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ وَيَزِيدُ الْمَذْكُورُ فِي الْإِسْنَادِ بِالزَّايِ وَعَبَايَةُ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ وَأَبُو عَبْسٍ بِسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ هُوَ بن جَبْرٍ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ .

     قَوْلُهُ  مَا اغْبَرَّتَا كَذَا فِي رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي بِالتَّثْنِيَةِ وَهُوَ لُغَةٌ وَلِلْبَاقِينَ مَا اغْبَرَّتْ وَهُوَ الْأَفْصَحُ زَادَ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ وَقَولُهُ فَتَمَسَّهُ النَّارُ بِالنَّصْبِ وَالْمَعْنَى أَنَّ الْمَسَّ يَنْتَفِي بِوُجُودِ الْغُبَارِ الْمَذْكُورِ وَفِي ذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى عَظِيمِ قَدْرِ التَّصَرُّفِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِذَا كَانَ مُجَرَّدُ مَسِّ الْغُبَارِ لِلْقَدَمِ يُحَرِّمُ عَلَيْهَا النَّارَ فَكَيْفَ بِمَنْ سَعَى وَبَذَلَ جَهْدَهُ وَاسْتَنْفَدَ وُسْعَهُ وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِدُ مِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَرْفُوعًا مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ مِنْهُ النَّارَ مَسِيرَةَ أَلْفِ عَامٍ للراكب المستعجل وَأخرج بن حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ أَنَّهُ كَانَ فِي غَزَاةٍ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ الْبَابِ قَالَ فَتَوَاثَبَ النَّاسُ عَنْ دَوَابِّهِمْ فَمَا رُؤِيَ أَكثر مَاشِيا من ذَلِك الْيَوْم

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: { مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَسُولِ اللهِ -إِلَى قَوْلِهِ- إِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة: 120] .

( باب) فضل ( من اغبرت قدماه في سبيل الله) عند الاقتحام في المعارك لقتال الكفار وخص القدمين لكونهما العمدة في سائر الحركات.
( وقول الله تعالى) : بالجر عطفًا على السابق ولأبي ذر: عز وجل: ( { ما كان لأهل المدينة} ) ظاهره خبر ومعناه نهي ( { ومن حولهم من الأعراب} ) سكان البوادي مزينة وجهينة وأشجع وأسلم وغفار ( { أن يتخلفوا عن رسول الله} ) إذا غزا ( إلى قوله: { وإن الله لا
يضيع أجر المحسنين}
)
[التوبة: 120] ولغير أبي ذر: { ما كان لأهل المدينة} إلى قوله: { إن الله لا يضيع أجر المحسنين} ومناسبة الآية للترجمة كما قال ابن بطال: إن الله تعالى قال في الآية { ولا يطؤون موطئًا} أي أرضًا يغيظ الكفار وطؤهم إياها ولا ينالون من عدوّ نيلاً أي لا يصيبون من عدوهم قتلاً أو أسرًا أو غنيمة إلا كتب لهم به عمل صالح قال: ففسر -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- العمل الصالح بأن النار لا تمس من عمل بذلك قال: والمراد بسبيل الله جميع طاعاته اهـ.

وعن عباية بن رفاعة قال: أدركني أبو عبس وأنا أذهب إلى الجمعة فقال: سمعت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
يقول: "من اغبرّت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار".

رواه البخاري وفيه استعمال اللفظ في عمومه لكن المتبادر عند الاطلاق من لفظ سبيل الله الجهاد.


[ قــ :2683 ... غــ : 2811 ]
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا عَبَايَةُ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْسٍ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَبْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَا اغْبَرَّتْ قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَمَسَّهُ النَّارُ».

وبه قال: ( حدّثنا إسحاق) هو ابن منصور كما نسبه الأصيلي فيما ذكره الجياني قال: ( أخبرنا) بالخاء المعجمة ( محمد بن المبارك) الصوري قال: ( حدّثنا يحيى بن حمزة) بالحاء المهملة والزاي الحميري قاضي دمشق ( قال: حدّثني) بالإفراد ( يزيد بن أبي مريم) يزيد من الزيادة أبو عبد الله قال: ( أخبرنا عباية بن رفاعة) بفتح عين عباية وتخفيف الموحدة والتحتية ورفاعة بكسر الراء وبالفاء وبعد الألف عين مهملة ( ابن رافع بن خديج) بالفاء والعين المهملة وخديج بفتح الخاء المعجمة وكسر الدال المهملة وبعد التحتية الساكنة جيم وسقط لغير أبي ذر ابن رفاعة، وسقط لأبي ذر ابن خديج ( قال: أخبرني) بالإفراد ( أبو عبس) بفتع العين وسكون الموحدة آخره سين مهملة ( هو عبد الرحمن بن جبر) بفتح الجيم وسكون الموحدة آخره راء وسقط هو عبد الرحمن ابن جبر لأبي ذر ( أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال) :
( ما اغبرّت قدما عبد) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: ما اغبرتا بالتثنية وهي لغة والأولى أفصح، وزاد أحمد من حديث أبي هريرة: "ساعة من نهار" ( في سبيل الله فتمسه النار) بنصب تمسه أي أن المس ينتفي بوجود الغبار المذكور وإذا كان مسَّ الغبار قدميه دافعًا لمس النار إياه فكيف إذا سعى بهما واستفرغ جهده فقاتل حتى قتل وقتل؟ وفي الأوسط للطبراني عن أبي الدرداء مرفوعًا من اغبرت قدماه في سبيل الله حرم الله سائر جسده على النار وحديث الباب قد سبق في باب: المشي إلى الجمعة في كتاب الجمعة.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  (بابُُ منِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبيلِ الله)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان فضل من اغبرت قدماه واغبرار الْقَدَمَيْنِ عبارَة عَن الاقتحام فِي المعارك لقِتَال الْكفَّار، وَلَا شكّ أَن الْغُبَار يثور فِي المعركة حَال مصادمة الرِّجَال ويعم سَائِر الْأَعْضَاء، وَلَكِن تَخْصِيص الْقَدَمَيْنِ بِالذكر لِكَوْنِهِمَا عُمْدَة فِي سَائِر الحركات.

وقَوْلِ الله تَعَالَى { مَا كانَ لأهْلِ المَدِينَةِ} إِلَى قَوْلِهِ { إنَّ الله لاَ يُضِيعُ أجْرَ الْمُحْسِنينَ} (التَّوْبَة: 021) .


وَقَول الله، بِالْجَرِّ عطفا على قَوْله: من اغبرت أَي: وَفِي بَيَان قَول الله عز وَجل: { مَا كَانَ لأهل الْمَدِينَة وَمن حَولهمْ من الْأَعْرَاب أَن يتخلفوا عَن رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفسِهِم عَن نَفسه، ذَلِك بِأَنَّهُم لَا يصيبهم ظمأ وَلَا نصب وَلَا مَخْمَصَة فِي سَبِيل الله، وَلَا يطأون موطأ يغِيظ الْكفَّار وَلَا ينالون من عَدو نيلاً إلاَّ كتب لَهُم بِهِ عمل صَالح إِن الله لَا يضيع أجر الْمُحْسِنِينَ} .

     وَقَالَ  ابْن بطال: مُنَاسبَة الْآيَة للتَّرْجَمَة أَنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَالَ فِي الْآيَة) : { وَلَا يطأون موطأ يغِيظ الْكفَّار} (التَّوْبَة: 021) .
وَفِي الْآيَة: { إلاَّ كتب لَهُم بِهِ عمل صَالح} (التَّوْبَة: 021) .
قَالَ: فسر النَّبِي، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعَمَل الصَّالح أَن النَّار لَا تمس من عمل بذلك.
قَالَ: وَالْمرَاد بسبيل الله جَمِيع طاعاته.
وَقيل: مُطَابقَة الْآيَة من جِهَة أَن الله أثابهم بخطواتهم وَإِن لم يباشروا قتالاً، وَكَذَلِكَ دلّ الحَدِيث على: أَن من اغبرت قدمه فِي سَبِيل الله حرمه الله على النَّار، سَوَاء بَاشر قتالاً أم لَا.
وَفِي (تَفْسِير ابْن كثير) : عَاتب الله تَعَالَى المتخلفين عَن رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة تَبُوك من أهل الْمَدِينَة وَمن حولهَا من أَحيَاء الْعَرَب، وَنفى رغبتهم بِأَنْفسِهِم عَن مواساته فِيمَا حصل من الْمَشَقَّة، فَإِنَّهُم نَقَصُوا أنفسهم من الْأجر، لِأَنَّهُ لَا يصيبهم ظمأ وَهُوَ الْعَطش وَلَا نصب، وَهُوَ التَّعَب وَلَا مَخْمَصَة وَهِي المجاعة، وَلَا يطأن موطئاً يغِيظ الْكفَّار أَي: لَا ينزلون منزلا يرهب عدوهم، وَلَا ينالون مِنْهُ ظفراً وَغَلَبَة عَلَيْهِ، إِلَّا كتب الله لَهُم بِهَذِهِ الْأَعْمَال الَّتِي لَيست دَاخِلَة تَحت قدرهم، وَإِنَّمَا هِيَ ناشئة عَن أفعالهم أعمالاً صَالِحَة وثواباً جزيلاً إِن الله لَا يضيع أجر الْمُحْسِنِينَ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: { إِنَّا لَا نضيع أجر من أحسن عملا} (الْكَهْف: 03) .
وَفِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ ظَاهر قَوْله: { مَا كَانَ لأهل الْمَدِينَة} (الْكَهْف: 03) .
خبر وَمَعْنَاهُ أَمر، والأعراب سكان الْبَوَادِي: مزينة وجهينة وَأَشْجَع وَأسلم وغفار، أَن يتخلفوا عَن رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا غزا،.

     وَقَالَ  ابْن عَبَّاس: كتب لَهُم بِكُل روعة تنالهم فِي سَبِيل الله سبعين ألف حَسَنَة..
     وَقَالَ  قَتَادَة: هَذَا خَاص بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا غزا بِنَفسِهِ فَلَيْسَ لأحد أَن يتَخَلَّف عَنهُ إلاَّ بِعُذْر، فَأَما غَيره من الْأَئِمَّة والولاة، فَمن شَاءَ أَن يتَخَلَّف تخلف..
     وَقَالَ  الْوَلِيد بن مُسلم: سَمِعت الْأَوْزَاعِيّ، وَابْن الْمُبَارك والفزاري وَابْن جَابر وَسَعِيد بن عبد الْعَزِيز يَقُولُونَ فِي هَذِه الْآيَة: إِنَّهَا لأوّل هَذِه الْأمة وَآخِرهَا..
     وَقَالَ  ابْن زيد: كَانَ هَذَا وَأهل الْإِسْلَام قَلِيل، فَلَمَّا كَثُرُوا نسخهَا الله عز وَجل، وأباح التَّخَلُّف لمن شَاءَ، فَقَالَ: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لينفروا كَافَّة) ،.

     وَقَالَ  النّحاس: ذهب غَيره أَنه لَيْسَ هُنَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ، وَأَن الْآيَة الأولى توجب إِذا نفر النَّبِي، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو احْتِيجَ إِلَى الْمُسلمين واستنفروا لم يسع أحد التَّخَلُّف، وَإِذا بعث النَّبِي، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَرِيَّة خلفت طَائِفَة.



[ قــ :2683 ... غــ :2811 ]
- حدَّثنا إسْحَاقُ قَالَ أخبرنَا مُحَمَّدُ بنُ الْمُبَارَكِ قَالَ حدَّثنا يَحيى ابنُ حَمْزَةَ قَالَ حدَّثني يَزِيدُ بنُ أبِي مَرْيَمَ قَالَ أخْبرَنا عبَايَةُ بنُ رافِعِ بنِ خَدِيجٍ قَالَ أَخْبرنِي أَبُو عَبْسٍ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمانِ بنُ جَبْرٍ أنَّ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مَا اغْبَرَّتْ قَدَما عَبْدٍ فِي سَبيلِ الله فَتَمَسَّهُ النَّارُ.

(انْظُر الحَدِيث 709) .

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وَقد مضى هَذَا الحَدِيث فِي كتاب صَلَاة الْجُمُعَة فِي: بابُُ الْمَشْي إِلَى الْجُمُعَة، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن عَليّ بن عبد الله عَن الْوَلِيد بن مُسلم عَن يزِيد بن أبي مَرْيَم عَن عبابُة بن رِفَاعَة، قَالَ: أدركني أَبُو عبس، وَأَنا أذهب إِلَى الْجُمُعَة فَقَالَ: سَمِعت النَّبِي، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: من اغبرت قدماه فِي سَبِيل الله حرمه الله على النَّار.
وَأَبُو عبس كنية: عبد الرَّحْمَن ابْن جبر بن عَمْرو بن زيد الْأنْصَارِيّ، وَقد مر الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.
وَإِسْحَاق هُوَ ابْن مَنْصُور، قَالَ الجياني: نسبه الْأصيلِيّ إِلَى ابْن مَنْصُور، وَيزِيد بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف، وعباية، بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْبَاء الْمُوَحدَة، وَرِفَاعَة بِكَسْر الرَّاء وَتَخْفِيف الْفَاء ابْن رَافع بِالْفَاءِ وبالعين الْمُهْملَة وَأَبُو عبس بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْبَاء الْمُوَحدَة وَفِي آخِره سين مُهْملَة وجبر بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون البارء الْمُوَحدَة.
قَوْله: (من اغبرت) ، كَذَا هُوَ على الأَصْل فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين، وَفِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي (مَا اغبرتا) ، وَهِي لُغَة.