هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4376 وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ إِلَى الزُّبَيْرِ قَالَ : وَاللَّهِ ، إِنَّ النُّعَاسَ لَيَغْشَانِي إِذْ سَمِعْتُ ابْنَ قُشَيْرٍ يَقُولُهَا وَمَا أَسْمَعُهَا مِنْهُ إِلَّا كَالْحُلْمِ ثُمَّ قَرَأَ : { إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } قَالَ : وَالَّذِينَ تَوَلَّوْا عِنْدَ جَوْلَةِ النَّاسِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ، وَسَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ الزُّرَقِيُّ ، وَأَخُوهُ عُقْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ ، حَتَّى بَلَغُوا جَبَلًا بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ : الْجَلْعَبُ بِبَطْنِ الْأَعْوَصِ فَأَقَامُوا بِهِ ثَلَاثًا ، فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ لَمَّا رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَقَدْ ذَهَبْتُمْ فِيهَا عَرِيضَةً ثُمَّ قَالَ : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا } يَعْنِي الْمُنَافِقِينَ , { وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ } الْآيَةَ ، قَالَ : انْتِعَاءً وَتَحَسُّرًا ، وَذَلِكَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ شَيْئًا ، ثُمَّ كَانَتِ الْقِصَّةُ فِيمَا يَأْمُرُ بِهِ نَبِيُّهُ وَيَعْهَدُ إِلَيْهِ ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ : { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا } يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ فِيمَنْ قُتِلُوا وَأُسِرُوا { قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ } الَّتِي كَانَتْ مِنَ الرُّمَاةِ ، قَالَ : فَقَالَ : { وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ } يَقُولُ : عَلَانِيَةً أَمَرَهُمْ ، وَيَظْهَرُ أَمْرُهُمْ { وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا } فَيَكُونُ أَمْرُهُمْ عَلَانِيَةً ، يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ ، مِمَّنْ رَجَعَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَارَ إِلَى عَدُوِّهِ { وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ } وَذَلِكَ لِقَوْلِهِمْ حِينَ قَالَ لَهُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ سَائِرُونَ إِلَى أُحِدٍ حِينَ انْصَرَفُوا عَنْهُمْ : أَتَخْذِلُونَنَا وَتُسَلِّمُونَنَا لِعَدِوِّنَا فَقَالُوا : مَا نَرَى أَنْ يَكُونَ قِتَالًا ، لَوْ نَرَى أَنْ يَكُونَ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : { هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ } مِنْ ذَوِي أَرْحَامَهُمْ ، وَلَمْ يَعْنِ اللَّهُ إِخْوَانَهُمْ فِي الدِّينِ { لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا } قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } قَالَ إِسْحَاقُ : هَكَذَا حَدَّثَنَا بِهِ وَهْبٌ ، وَأَظُنُّ بَعْضَ التَّفْسِيرِ مِنَ ابْنِ إِسْحَاقَ يَعْنِي قَوْلَهُ كَذَا يَعْنِي كَذَا . قُلْتُ : بَلِ انْتَهَى حَدِيثُ الزُّبَيْرِ إِلَى قَوْلِهِ : { غَفُورٌ حَلِيمٌ } ، وَمِنْ قَوْلِهِ : قَالَ : وَالَّذِينَ تَوَلَّوْا . إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ بِغَيْرِ إِسْنَادٍ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4376 وبهذا الإسناد إلى الزبير قال : والله ، إن النعاس ليغشاني إذ سمعت ابن قشير يقولها وما أسمعها منه إلا كالحلم ثم قرأ : { إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم } قال : والذين تولوا عند جولة الناس عثمان بن عفان ، وسعيد بن عثمان الزرقي ، وأخوه عقبة بن عثمان ، حتى بلغوا جبلا بناحية المدينة يقال له : الجلعب ببطن الأعوص فأقاموا به ثلاثا ، فزعموا أنهم لما رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : لقد ذهبتم فيها عريضة ثم قال : { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا } يعني المنافقين , { وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم } الآية ، قال : انتعاء وتحسرا ، وذلك لا يغني عنهم شيئا ، ثم كانت القصة فيما يأمر به نبيه ويعهد إليه ، حتى انتهى إلى قوله : { أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها } يعني يوم بدر فيمن قتلوا وأسروا { قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم } التي كانت من الرماة ، قال : فقال : { وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين } يقول : علانية أمرهم ، ويظهر أمرهم { وليعلم الذين نافقوا } فيكون أمرهم علانية ، يعني عبد الله بن أبي ، ومن كان معه ، ممن رجع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سار إلى عدوه { وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم } وذلك لقولهم حين قال لهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم سائرون إلى أحد حين انصرفوا عنهم : أتخذلوننا وتسلموننا لعدونا فقالوا : ما نرى أن يكون قتالا ، لو نرى أن يكون قتالا لاتبعناكم ، يقول الله تعالى : { هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواهم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما كانوا يكتمون الذين قالوا لإخوانهم } من ذوي أرحامهم ، ولم يعن الله إخوانهم في الدين { لو أطاعونا ما قتلوا } قال الله عز وجل : { قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين } قال إسحاق : هكذا حدثنا به وهب ، وأظن بعض التفسير من ابن إسحاق يعني قوله كذا يعني كذا . قلت : بل انتهى حديث الزبير إلى قوله : { غفور حليم } ، ومن قوله : قال : والذين تولوا . إلى آخر الحديث من حديث ابن إسحاق بغير إسناد
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،