هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4628 حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا قُطْبَةُ هُوَ ابْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ ، قَالَ : كُنَّا فِي دَارِ أَبِي مُوسَى مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَهُمْ يَنْظُرُونَ فِي مُصْحَفٍ ، فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ ، فَقَالُ أَبُو مَسْعُودٍ : مَا أَعْلَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ بَعْدَهُ أَعْلَمَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ هَذَا الْقَائِمِ ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى : أَمَا لَئِنْ قُلْتَ ذَاكَ ، لَقَدْ كَانَ يَشْهَدُ إِذَا غِبْنَا ، وَيُؤْذَنُ لَهُ إِذَا حُجِبْنَا وحَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ مُوسَى ، عَنْ شَيْبَانَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ ، قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا مُوسَى ، فَوَجَدْتُ عَبْدَ اللَّهِ ، وَأَبَا مُوسَى ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ حُذَيْفَةَ ، وَأَبِي مُوسَى وَسَاقَ الْحَدِيثَ ، وَحَدِيثُ قُطْبَةَ أَتَمُّ وَأَكْثَرُ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4628 حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ، حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا قطبة هو ابن عبد العزيز ، عن الأعمش ، عن مالك بن الحارث ، عن أبي الأحوص ، قال : كنا في دار أبي موسى مع نفر من أصحاب عبد الله ، وهم ينظرون في مصحف ، فقام عبد الله ، فقال أبو مسعود : ما أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم ، فقال أبو موسى : أما لئن قلت ذاك ، لقد كان يشهد إذا غبنا ، ويؤذن له إذا حجبنا وحدثني القاسم بن زكرياء ، حدثنا عبيد الله هو ابن موسى ، عن شيبان ، عن الأعمش ، عن مالك بن الحارث ، عن أبي الأحوص ، قال : أتيت أبا موسى ، فوجدت عبد الله ، وأبا موسى ، ح وحدثنا أبو كريب ، حدثنا محمد بن أبي عبيدة ، حدثنا أبي ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، قال : كنت جالسا مع حذيفة ، وأبي موسى وساق الحديث ، وحديث قطبة أتم وأكثر
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Abu Ishaq reported that he heard Abu'l-Ahwas say:

I was along with Abu Musa and Abu Mas'ud as Ibn Mas'ud died and one of them said to the other: Do you find one like him besides him? Thereupon he said: Do you say this (no one can be his rival)? He was admitted (to the company of the Holy Prophet) whereas we were detained and he had been present in the company of Allah's Messenger (ﷺ) whereas we had been absent.

شرح الحديث من فـــتح المــــنعم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

عن أبي الأحوص قال: كنا في دار أبي موسى مع نفر من أصحاب عبد الله وهم ينظرون في مصحف فقام عبد الله فقال أبو مسعود: ما أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم فقال أبو موسى: أما لئن قلت ذاك لقد كان يشهد إذا غبنا.
ويؤذن له إذا حجبنا.


المعنى العام

عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي كان أبوه قد حالف في الجاهلية عبد الله بن الحارث بن زهرة وأمه أم عبد، وذكرها الحافظ ابن حجر في الإصابة أم عبيد بنت عبدود، من بني زهرة أيضا، أسلمت وبايعت وروي أنها باتت عند النبي صلى الله عليه وسلم ليلة لترى صلاته بالليل أما ابنها عبد الله فقد أسلم قديما قيل: كان سادس من أسلم وكان سبب إسلامه أنه كان يرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يا غلام هل من لبن؟ فقال: نعم ولكني مؤتمن قال: فهل من شاة حائل؟ فأتاه بشاة فمسح ضرعها فنزل لبن فحلبه في إناء وشرب وسقى أبا بكر ثم قال للضرع: اقلص فقلص فأتاه فأسلم ودعا له، ثم ضمه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يدخل عليه بكثرة ويلبسه نعليه، ويمشي أمامه ومعه ويستره إذا اغتسل ويوقظه إذا نام وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إذنك علي أن ترفع الحجاب وأن تسمع سوادي حتى أنهاك وكان يعرف في الصحابة بصاحب الوساد وصاحب النعلين وصاحب السواك شهد بدرا والحديبية وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وصلى للقبلتين، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة في حديث العشرة ( أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك وسعيد بن زيد وعبد الله بن مسعود) وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت مؤمرا أحدا من غير مشورة لأمرت ابن أم عبد كان ينسب إلى أبيه مسعود كما كان ينسب إلى أمه أم عبد كان قصيرا نحيفا يكاد طوال الرجال جالسا يوازيه وهو قائم وكان لا يغير شيبه، اشترك في قتل أبي جهل في غزوة بدر ذلك أنه لما ضربه ابنا عفراء فخر على الأرض صريعا صعد ابن مسعود على صدره فقال له: حتى أنت يا رويع الغنم؟ بعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة مع عمار بن ياسر وكتب إليهم: إني قد بعثت إليكم بعمار بن ياسر أميرا وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا، وهما من النجباء وإني قد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي ومع خلافه مع عثمان على المصحف ما تناوله بسوء، بل لما دعاه عثمان إلى المدينة أجابه وقال لأصحابه الذين حاولوا منعه: إن له علي حق الطاعة، توفي بالمدينة على المشهور سنة ثنتين وثلاثين رضي الله عنه.

المباحث العربية

( لما نزلت هذه الآية { { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين } } [المائدة: 93] قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: قيل لي: أنت منهم) القائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن ابن مسعود منهم هو الله تعالى عن طريق الوحي لأن صفة الإيمان والتقوى والإحسان على الحقيقة لا يعلمها إلا الله وفرق بين أن تنطبق الآية على فرد وبين سبب النزول فقد قال المفسرون في سبب النزول إنه لما نزل تحريم الخمر والميسر قالت الصحابة - رضي الله عنهم - كيف بمن شربها من إخواننا الذين ماتوا وهم قد شربوا الخمر وأكلوا الميسر؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية ومعناها على هذا أن من مات ممن أكل محرما، أو شرب محرما قبل أن يحرم هذا المأكول والمشروب فلا إثم عليه إذا كان قد آمن، واتقى المحرمات المعلومة له وأحسن العمل ودخول ابن مسعود في الآية وفي الموصوفين بذلك بعيد اللهم إلا إذا أدخلناه في بعض الصفات وهي التقوى والإيمان والعمل الصالح والإحسان.

وقيل: إنها نزلت في القوم الذين حرموا على أنفسهم ملاذ الحياة الدنيا وسلكوا طريق الترهب ولم يثبت أن ابن مسعود كان منهم بل الثابت غيره.

وبغض النظر عن سبب النزول يدخل ابن مسعود وكثير غيره في مضمونها وهو رفع الجناح عنهم فيما طعموا إذ ما اتقوا الحرام واتقوا الإسراف والتقتير واستمروا على إيمانهم وعملهم الصالحات وإحسانهم عبادة الله.

( عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قدمت أنا وأخي من اليمن) إلى المدينة مهاجرا وكان ذلك بعد فتح خيبر.

( فكنا حينا) أي فعشنا ومكثنا في المدينة زمنا قال الشافعي وأصحابه ومحققو أهل العلم وغيرهم الحين يقع على القطعة من الدهر طالت أم قصرت.

( وما نرى ابن مسعود وأمه إلا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم) وما نرى بضم النون بمعنى نظن أي وما كنا نظن ابن مسعود وأمه إلا من أهل البيت.

( من كثرة دخولهم ولزومهم له) أي من كثرة دخولهم بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم وطول إقامتهم في داخلها، وكان حقه يقول من كثرة دخولهما ولزومهما له أي هو وأمه قال النووي: الاثنان يجوز جمعهما بالاتفاق لكن الجمهور يقولون: أقل الجمع ثلاثة فجمع الاثنين عندهم مجاز وغير الجمهور يقولون: أقل الجمع اثنان فجمعهما عند غير الجمهور حقيقة.

( فقال أحدهما لصاحبه: أتراه ترك بعده مثله؟) أتراه بضم التاء، أي أتظن ابن مسعود بعد موته ترك على الأرض حيا في درجته وعلمه؟ والاستفهام إنكاري بمعنى النفي، أي لا أظن أنا ولا أنت أن يوجد الآن مثله أو حقيقي والجواب مطوي دل عليه ما قاله الآخر.

( إن قلت ذاك، إن كان ليؤذن له إذا حجبنا، ويشهد إذا غبنا) إن الأولى شرطية، حذف جوابها، أي إن قلت ذلك القول لم تكن مبالغا، ولا مجاوزا الحقيقة وإن الثانية مخففة من الثقيلة واسمها ضمير محذوف والجملة مستأنفة استئنافا تعليليا، أي فإنه كان يأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدخول عليه إذا حجب ومنع الصحابة ومعنى يشهد يحضر أي يحضر مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غاب عنه الآخرون.

قال القسطلاني: وكان ابن مسعود رضي الله عنه يلج على النبي صلى الله عليه وسلم ويلبسه نعليه، ويمشي أمامه ومعه ويستره إذا اغتسل، وقال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذنك علي، أن ترفع الحجاب كانت الستارة على حجر النبي صلى الله عليه وسلم وبعد باب الدار فكأنه أذن له أن لا يطرق الباب- وأن تسمع سوادي أي وأن تسمع صوتي، وتعلم وجودي وعدم المانع من دخولك حتى أنهاك أي حتى أسلبك هذه الخصوصية.

( كنا في دار أبي موسى، مع نفر من أصحاب عبد الله) ابن مسعود أي وعبد الله معهم وهذه واقعة أخرى وإن كانت قولة أبي موسى في كل من الجلستين واحدة فما في الرواية الرابعة كان بعد موت ابن مسعود وما في الرواية الخامسة كان في حياته وقد بين ملحق الرواية الخامسة بعض هؤلاء الأصحاب منهم زيد بن وهب وحذيفة بن اليمان.

( وهم ينظرون في مصحف) لعله مصحف عبد الله بن مسعود وكان به بعض اختلاف عن مصحف الجماعة كما سيأتي.

( فقام عبد الله) ابن مسعود، أي منصرفا من المجلس.

( أعلم بما أنزل الله من هذا القائم) أي من هذا الذي قام وانصرف.

( عن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) هذه الجملة جزء الآية ( 161) من سورة آل عمران وصدرها { { وما كان لنبي أن يغل } } قال النووي: معناه أن ابن مسعود كان مصحفه يخالف مصحف الجمهور وكانت مصاحف أصحابه كمصحفه فأنكر عليه الناس وأمروه بترك مصحفه وبموافقة مصحف الجمهور وطلبوا مصحفه ليحرقوه كما فعلوا بغيره فامتنع وقال لأصحابه: غلوا مصاحفكم أي اكتموها وخبئوها { { ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة } } يعني: فإذا غللتموها جئتم بها يوم القيامة وكفى لكم بذلك شرفا.
اهـ.

فكأن ابن مسعود نقل الآية من معناها الأصلي وهو الأخذ سرقة من الغنيمة قبل القسمة ونقل التهديد بالوعيد الذي يلحق الغال وهو أن يحمل الغال على رقبته يوم القيامة ما سرق جملا أو بقرة أو شاة تشهيرا به ونكالا نقلها إلى معنى: من يكتم شيئا من الخير جاء يحمله متشرفا به يوم القيامة وفي رواية أنه قال لأصحابه: إني غال مصحفي وحابسه عن أن يحرق فمن استطاع منكم أن يغل مصحفه فليغلل.

( ثم قال: على قراءة من؟ تأمرني أن أقرأ) هكذا هو في بعض النسخ تأمرني أي أيها الذي تأمرني وفي بعض النسخ على قراءة من تأمرونني أي أيها الآمرون والاستفهام إنكاري توبيخي، أي لا ينبغي أن تأمروني أن أقرأ بقراءة فلان وأترك قراءتي وقصده من فلان هذا زيد بن ثابت فقد أثار ابن مسعود أنه لم يحظ بشرف جمع القرآن ونسخه ضمن اللجنة التي ألفها لذلك عثمان بن عفان رضي الله عنه واعتمد فيها على زيد بن ثابت عز عليه إهماله وهو إمام القراءة في الكوفة، ومن السابقين الماهرين في حفظ القرآن، وهو أول أربعة أمر المسلمون بأخذ القرآن عنهم كما سيأتي في الرواية الثامنة والتاسعة والعاشرة ويقال: إنه خطب في الناس فقال: يا معشر المسلمين أعزل عن نسخ كتابة المصاحف، ويتولاها رجل، والله لقد أسلمت وإنه لفي صلب كافر - يريد زيد بن ثابت - ولابن مسعود عذره في هذا الغضب ولعثمان عذره في هذا الاختيار فإبعاده عن هذا العمل المشرف - مع كفاءته له - يغضب دون مراء وفي هذا الغضب جزء لله لكنه جاوز ما يليق! إذ هاجم زيد بن ثابت، من غير ذنب إلا أنه وقع عليه الاختيار، وما كان اختيار زيد إلا عن كفاءة ممتازة، مجمع عليها من المنصفين فهو كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي قام بجمع القرآن لأبي بكر، ثم هو أكتب القوم بشهادة الصحابة، فالطعن في اختياره لهذا العمل افتئات واعتداء.

وعذر عثمان في عدم ضم ابن مسعود للجنة أن ابن مسعود كان متميزا بقراءة متمسكا بها فخشي من تحيزه لقراءته على أن عثمان رضي الله عنه كان متعجلا الأمر منزعجا من الاختلاف في القراءة حريصا على الإسراع بحسم الداء وهو بالمدينة وعبد الله بن مسعود بالكوفة فاكتفى بمن هم في المدينة ولم يشتهر عنهم التحيز لقراءة معينة.

وترتب على غضبة ابن مسعود هذه غضبة أخرى، يوم أرسل مصحف عثمان إلى الكوفة ليجمع عليه الناس ويحرقوا ما عداه، فرفض أن يحرق مصحفه ودعا أصحابه إلى ذلك الرفض.

( فلقد قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة) أي وأخذت بقية القرآن عن أصحابه وفي رواية لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وإن زيد بن ثابت لصبي من الصبيان.

( قال شقيق: فجلست في حلق أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما سمعت أحدا يرد ذلك عليه، ولا يعيبه) شقيق هو الراوي عن ابن مسعود يحكي أنه جلس في حلقات الصحابة العلمية، فيذكرون ابن مسعود وقوله هذا، فلا يعترض على هذا القول والحلق بفتح الحاء واللام ويقال بكسر الحاء وفتح اللام وقال الحربي بفتح الحاء وإسكان اللام وهو جمع حلقة، بإسكان اللام على المشهور، وحكي فتحها واتفقوا على أن فتحها ضعيف.

( ما من كتاب الله سورة إلا أنا أعلم حيث نزلت) أي في أي مكان نزلت.

( من ابن أم عبد) كانت أمه تكنى أم عبد وأم عبد الله بنت عبدود.

( ومن أبي بن كعب) سيأتي الكلام عنه في الباب التالي.

( ومن سالم مولى أبي حذيفة) وكان من أهل فارس أعتقته مولاته زوج أبي حذيفة فتبناه أبو حذيفة ولذلك يعد من المهاجرين ولما كانت معتقته أنصارية عد من الأنصار ويعد في العجم وهو من خيار الصحابة وكان يؤم المهاجرين بقباء وفيهم عمر، قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وروي أنه هاجر مع عمر بن الخطاب ونفر من الصحابة من مكة وكان يؤمهم إذا سافر معهم لأنه كان أكثرهم قرآنا وروي أن عمر لما طعن قال: لو كان سالم حيا ما جعلتها شورى شهد بدرا وقتل يوم اليمامة شهيدا هو ومولاه أبو حذيفة وجد رأس أحدهما عند رجلي الآخر سنة اثنتي عشرة من الهجرة.

( ومن معاذ بن جبل) الأنصاري الخزرجي الإمام المقدم في علم الحلال والحرام كان من أجمل الرجال شهد بدرا وهو ابن إحدى وعشرين سنة وأمره النبي صلى الله عليه وسلم على اليمن وقدم منها في خلافة أبي بكر وكانت وفاته بالطاعون في الشام سنة سبع عشرة وعمره أربع وثلاثون سنة روي أن عمر رضي الله عنه قال: عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ.

فقه الحديث

يؤخذ من الأحاديث

1- فيه منقبة من مناقب عبد الله بن مسعود ففي الرواية الثانية والثالثة ملازمته للنبي صلى الله عليه وسلم وذلك يستلزم فضله وفي الرواية الرابعة والخامسة أنه كان يؤذن له يوم لا يؤذن لغيره ويسمح له يوم لا يسمح لغيره وفي الرواية الثامنة والتاسعة تقديمه في القراءة على غيره.

2- وفي الرواية السادسة والسابعة استحباب الرحلة في طلب العلم والذهاب إلى الفضلاء حيث كانوا.

3- قال النووي: فيه جواز ذكر الإنسان نفسه بالفضيلة والعلم ونحوه للحاجة وأما النهي عن تزكية النفس فإنما هو لمن زكاها ومدحها لغير حاجة بل للفخر والإعجاب وقد كثرت تزكية النفس من الأماثل عند الحاجة كدفع شر عنه بذلك أو تحصيل مصلحة للناس أو ترغيب في أخذ العلم عنه أو نحو ذلك فمن المصلحة قول يوسف عليه السلام { { اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم } } [يوسف: 55] ومن دفع الشر قول عثمان رضي الله عنه في وقت الحصار إنه جهز جيش العسرة وحفر بئر رومة ومن الترغيب قول ابن مسعود وقول سهل بن سعد: ما بقي أحد أعلم بذلك مني وقول بعضهم: على الخبير وقعت.

4- وفيه أن ابن مسعود أعلم الصحابة بكتاب الله قال النووي: ولا يلزم منه أن يكون أعلم من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم بالسنة ولا يلزم من ذلك أيضا أن يكون أفضل منهم عند الله تعالى فقد يكون واحد أعلم من آخر بباب من العلم أو بنوع من العلم والآخر أعلم من حيث الجملة وقد يكون واحد أعلم من آخر وذاك أفضل عند الله بزيادة تقوى وخشية وورع وزهد وطهارة قلب، قال: ولا شك أن الخلفاء الراشدين الأربعة كل منهم أفضل من ابن مسعود.

5- وأن قراءة ابن مسعود معتمدة وكذا الثلاثة المذكورون معه قال النووي: قال العلماء: سببه أن هؤلاء أكثر ضبطا لألفاظه وأتقن لأدائه وإن كان غيرهم أفقه في معانيه منهم أو لأن هؤلاء الأربعة تفرغوا لأخذه منه صلى الله عليه وسلم مشافهة وغيرهم اقتصروا على أخذ بعضهم من بعض، أو لأن هؤلاء تفرغوا لأن يؤخذ عنهم أو أنه صلى الله عليه وسلم أراد الإعلام بما يكون بعد وفاته صلى الله عليه وسلم من تقدم هؤلاء الأربعة وتمكنهم وأنهم أقعد من غيرهم في ذلك فليؤخذ عنهم.
والله أعلم.