هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4637 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَابْنُ بَشَّارٍ ، قَالَا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : سَمِعْتُ قَتَادَةَ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ : إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ : { لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا } قَالَ : وَسَمَّانِي ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَبَكَى . حَدَّثَنِيهِ يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسًا ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِأُبَيٍّ بِمِثْلِهِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
4637 حدثنا محمد بن المثنى ، وابن بشار ، قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، قال : سمعت قتادة ، يحدث عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأبي بن كعب : إن الله أمرني أن أقرأ عليك : { لم يكن الذين كفروا } قال : وسماني ؟ قال : نعم قال : فبكى . حدثنيه يحيى بن حبيب ، حدثنا خالد يعني ابن الحارث ، حدثنا شعبة ، عن قتادة ، قال : سمعت أنسا ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأبي بمثله
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

شرح الحديث من فـــتح المــــنعم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: إن الله أمرني أن أقرأ عليك لم يكن الذين كفروا.
قال: وسماني لك؟ قال: نعم.
قال: فبكى.



المعنى العام

للقرآن حلاوة لقارئه منفردًا، ولسامعه من قارئه، ولقارئه على أهل القرآن والفضل، فما أجمله قراءة وإسماعًا وسماعًا، لقد أراد اللَّه تعالى أن يشرف أحد حفظته وإمام قراءته، أبي بن كعب، فأمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقرأ شيئًا من القرآن على أبي، وأن يعلمه أن اللَّه الذي أمر بذلك، فزف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هذه البشرى لأبي بن كعب، فقال له: إن اللَّه أمرني أن أقرأ عليك سورة لم يكن.
وظن أبي أن الأمر لا يعدو أن يكون المطلوب قارئًا من الصحابة، فسأل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: آللَّه سماني باسمي لك؟ قال صلى اللَّه عليه وسلم: نعم سماك لي.
فجعل أبي يبكي فرحًا وسرورًا بهذه المنزلة الرفيعة التي بشره اللَّه بها واختصه بها من بين القراء وأصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فرضي اللَّه عنه، وأنعم وأكرم بفضيلة حفظة القرآن ومحفظيه.

المباحث العربية

( آللَّه سماني؟) الاستفهام حقيقي، وليس في ذلك رد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن اللَّه أمرني أن أقرأ عليك.
لأن أبيًا ربما ظن أن اللَّه أمر نبيه أن يقرأ على رجل من أمته، أو أنه عينه لا بالنص كقوله: اقرأ على أول داخل، فكان أبيًا.
وقيل: إن الاستفهام للتلذذ بالجواب واستعذابه واستجلاء النص.
وهو قول وجيه ويستبعد أن يكون الاستفهام تعجبيًّا، لأنه أجيب بنعم.

فقه الحديث

في حكمة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على أبي قال بعض العلماء: إنما هي ليأخذ أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إن لم يكن يحفظ فقراءته عليه للحفظ، وإن كان حافظًا فليتعلم الأداء.
قال القاضي عياض: والثاني أظهر لأن قراءته للحفظ لا تختص بأبي لوجوب التبليغ.
اهـ.
قلت: وقراءته لتعليم الأداء لا تختص بأبي أيضًا.
وقال بعض العلماء: ليسمع أبي القرآن دون واسطة فلا يخالجه شك فيما اختلف فيه ويحتمل أنه ليعلم طريق العرض.
قال السنوسي: والثاني أظهر لما ذكر.
فإن قيل: والأداء يحصل بقراءة أبي؟ قيل: قراءة الشيخ أعلى درجات الرواية فيما ذكر المحدثون.
اهـ.

قال النووي: والمختار في الحكمة من قراءته صلى اللَّه عليه وسلم على أبي أن تستن الأمة بذلك في القراءة على أهل الاتفاق والفضل، ويتعلموا آداب القراءة، ولا يأنف أحد من ذلك.
اهـ.
قلت: وهذه الحكمة لا يتعين لها أبي، بل تتحصل بغيره من كبار القراء.
قال النووي: وقيل: للتنبيه على جلالة أبي وأهليته لأخذ القرآن عنه، وكان يعده صلى اللَّه عليه وسلم رأسًا وإمامًا في إقراء القرآن وهو أجل ناشريه أو من أجلهم.
اهـ.

وهذا توجيه حسن، فقد روى البخاري عن عمر رضي الله عنه قوله: أقرؤنا أبي.
وروى أيضًا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: خذوا القرآن من أربعة: من عبد اللَّه بن مسعود، وسالم، ومعاذ، وأبي بن كعب.

والحكمة في تخصيص سورة لم يكن بالقراءة أنها وجيزة جامعة لقواعد كثيرة من أصول الدين وفروعه ومهماته والإخلاص وتطهير القلوب، ولعل الوقت كان يقتضي الاختصار.
ذكره النووي.

ما يؤخذ من الحديث:

1- وفي الحديث منقبة لأبي رضي الله عنه بذكر اللَّه تعالى له، ونصه عليه، قال النووي: ولا نعلم أحدًا من الناس شاركه في هذا.

2- وفيه البكاء للسرور والفرح مما يبشر الإنسان به ويعطاه من معالي الأمور.

3- ومن سؤال أبي السؤال للتثبت في المحتملات.

4- وفي الحديث استحباب قراءة القرآن على أهل الفضل والحذاق فيه وأهل العلم به، وإن كان القارئ أفضل من المقروء عليه.

واللَّه أعلم