هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
6341 حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا الحَجَّاجُ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : زَعَمَ عَطَاءٌ ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَائِشَةَ : تَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، وَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلًا ، فَتَوَاصَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ : أَنَّ أَيَّتَنَا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلْتَقُلْ : إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ ، فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا فَقَالَتْ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : لاَ ، بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَلَنْ أَعُودَ لَهُ فَنَزَلَتْ : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ } { إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ } . لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ { وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا } . لِقَوْلِهِ : بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا ، وقَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى : عَنْ هِشَامٍ : وَلَنْ أَعُودَ لَهُ ، وَقَدْ حَلَفْتُ ، فَلاَ تُخْبِرِي بِذَلِكِ أَحَدًا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
6341 حدثنا الحسن بن محمد ، حدثنا الحجاج ، عن ابن جريج ، قال : زعم عطاء ، أنه سمع عبيد بن عمير ، يقول : سمعت عائشة : تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ، ويشرب عندها عسلا ، فتواصيت أنا وحفصة : أن أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل : إني أجد منك ريح مغافير ، أكلت مغافير ، فدخل على إحداهما فقالت ذلك له ، فقال : لا ، بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له فنزلت : { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك } { إن تتوبا إلى الله } . لعائشة وحفصة { وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا } . لقوله : بل شربت عسلا ، وقال لي إبراهيم بن موسى : عن هشام : ولن أعود له ، وقد حلفت ، فلا تخبري بذلك أحدا
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Narrated `Aisha:

The Prophet (ﷺ) used to stay (for a period) in the house of Zainab bint Jahsh (one of the wives of the Prophet ) and he used to drink honey in her house. Hafsa and I decided that when the Prophet (ﷺ) entered upon either of us, she would say, I smell in you the bad smell of Maghafir (a bad smelling raisin). Have you eaten Maghafir? When he entered upon one of us, she said that to him. He replied (to her), No, but I have drunk honey in the house of Zainab bint Jahsh, and I will never drink it again. Then the following verse was revealed: 'O Prophet ! Why do you ban (for you) that which Allah has made lawful for you?. ..(up to) If you two (wives of the Prophet (ﷺ) turn in repentance to Allah.' (66.1-4) The two were `Aisha and Hafsa And also the Statement of Allah: 'And (Remember) when the Prophet (ﷺ) disclosed a matter in confidence to one of his wives!' (66.3) i.e., his saying, But I have drunk honey. Hisham said: It also meant his saying, I will not drink anymore, and I have taken an oath, so do not inform anybody of that.

":"ہم سے حسن بن محمد نے بیان کیا ، کہا ہم سے ابن جریج نے بیان کیا کہ عطاء کہتے تھے کہ انہوں نے عبید بن عمیر سے سنا ، کہا میں نے حضرت عائشہ رضی اللہ عنہا سے سنا ، وہ کہتی تھیں کہنبی کریم صلی اللہ علیہ وسلم ( ام المؤمنین ) حضرت زینت بنت جحش رضی اللہ عنہا کے یہاں رکتے تھے اور شہد پیتے تھے ۔ پھر میں نے اور ( ام المؤمنین ) حفصہ ( رضی اللہ عنہا ) نے عہد کیا کہ ہم میں سے جس کے پاس بھی آنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم آئیں تو وہ کہے کہ آنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم کے منہ سے مغافیر کی بو آتی ہے ، آپ نے مغافیر تو نہیں کھائی ہے ؟ چنانچہ آنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم جب ایک کے یہاں تشریف لائے تو انہوں نے یہی بات آپ سے پوچھی ۔ آپ نے فرمایا کہ نہیں بلکہ میں نے شہد پیا ہے زینت بنت جحش کے یہاں اور اب کبھی نہیں پیوں گا ۔ ( کیونکہ آنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم کو یقین ہو گیا کہ واقعی اس میں مغافیر کی بو آتی ہے ) اس پر یہ آیت نازل ہوئی ۔ ” اے نبی ! آپ ایسی چیز کیوں حرام کرتے ہیں جو اللہ نے آپ کے لیے حلال کی ہے “ ۔ ” ان تتوباالی اللّٰہ “ میں عائشہ اور حفصہ رضی اللہ عنہا کی طرف اشارہ ہے اور ” اذا سرالنبی الی بعض ازواجہ “ سے اشارہ آنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم کے اس ارشاد کی طرف ہے کہ ” نہیں “ میں نے شہد پیا ہے “ اور مجھ سے ابراہیم بن موسیٰ نے ہشام سے بیان کیا کہ آنحضرت صلی اللہ علیہ وسلم نے فرمایا تھا کہ اب کبھی میں شہد نہیں پیوں گا میں نے قسم کھا لی ہے تم اس کی کسی کو خبر نہ کرنا ( پھر آپ نے اس قسم کو توڑ دیا ) ۔

شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  [6691] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ الزَّعْفَرَانِيُّ وَالْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ الْمِصِّيصِيُّ قَوْله زَعَمَ عَطَاءٌ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ حجاج قَالَ قَالَ بن جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ وَكَذَا فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ الْمَذْكُورَةِ فِي آخِرِ الْبَابِ .

     قَوْلُهُ  فِي آخر الْبَاب فَنَزَلَتْ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ان تَتُوبَا إِلَى الله لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا لِقَوْلِهِ بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا.

.

قُلْتُ أَشْكَلَ هَذَا السِّيَاقُ عَلَى بَعْضِ مَنْ لَمْ يُمَارِسْ طَرِيقَةَ الْبُخَارِيِّ فِي الِاخْتِصَارِ وَذَلِكَ أَنَّ الْحَدِيثَ فِي الْأَصْلِ عِنْدَهُ بِتَمَامِهِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي التَّفْسِيرِ وَالنِّكَاحِ وَالطَّلَاقِ فَلَمَّا أَرَادَ اخْتِصَارَهُ هُنَا اقْتَصَرَ مِنْهُ عَلَى الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِالْيَمِينِ مِنَ الْآيَاتِ مُضِيفًا لَهَا تَسْمِيَةَ مَنْ أُبْهِمَ فِيهَا مِنْ آدَمِيٍّ وَغَيْرِهِ فَلَمَّا ذَكَرَ إِنْ تَتُوبَا فَسَّرَهُمَا بِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ وَلَمَّا ذَكَرَ أَسَرَّ حَدِيثًا فَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ لَا بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَلِغَيْرِهِ قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي التَّفْسِيرِ بِلَفْظِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَوْله عَن هِشَام هُوَ بن يُوسُفَ وَصَرَّحَ بِهِ فِي التَّفْسِيرِ وَقَدِ اخْتَصَرَ هُنَا بَعْضَ السَّنَدِ وَمُرَادُهُ أَنَّ هِشَامًا رَوَاهُ عَن بن جُرَيْجٍ بِالسَّنَدِ الْمَذْكُورِ وَالْمَتْنُ إِلَى قَوْلِهِ وَلَنْ أَعُودَ فَزَادَ لَهُ وَقَدْ حَلَفْتُ فَلَا تُخْبِرِي بذلك أحدا( قَولُهُ بَابُ الْوَفَاءِ بِالنَّذْرِ) أَيْ حُكْمُهُ أَوْ فَضْلُهُ .

     قَوْلُهُ  وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى يُوفُونَ بِالنَّذْرِ يُؤْخَذُ مِنْهُ أَنَّ الْوَفَاءَ بِهِ قُرْبَةٌ لِلثَّنَاءِ عَلَى فَاعِلِهِ لَكِنَّ ذَلِكَ مَخْصُوصٌ بِنَذْرِ الطَّاعَةِ وَقَدْ أَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ فِي قَوْله تَعَالَى يُوفونَ بِالنذرِ قَالَ إِذَا نَذَرُوا فِي طَاعَةِ اللَّهِ قَالَ الْقُرْطُبِيُّ النَّذْرُ مِنَ الْعُقُودِ الْمَأْمُورِ بِالْوَفَاءِ بِهَا الْمُثْنَى عَلَى فَاعِلِهَا وَأَعْلَى أَنْوَاعِهِ مَا كَانَ غَيْرَ مُعَلَّقٍ عَلَى شَيْءٍ كَمَنْ يُعَافَى مِنْ مَرَضٍ فَقَالَ لِلَّهِ عَلَيَّ أَنْ أَصُومَ كَذَا أَوْ أَتَصَدَّقَ بِكَذَا شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى وَيَلِيهِ الْمُعَلَّقُ عَلَى فِعْلِ طَاعَةٍ كَإِنْ شَفَى اللَّهُ مَرِيضِي صُمْتُ كَذَا أَوْ صَلَّيْتُ كَذَا وَمَا عَدَا هَذَا مِنْ أَنْوَاعِهِ كَنَذْرِ اللَّجَاجِ كَمَنْ يَسْتَثْقِلُ عَبْدَهُ فَيَنْذُرُ أَنْ يُعْتِقَهُ لِيَتَخَلَّصَ مِنْ صُحْبَتِهِ فَلَا يَقْصِدُ الْقُرْبَةَ بِذَلِكَ أَوْ يَحْمِلُ عَلَى نَفْسِهِ فَيَنْذُرُ صَلَاةً كَثِيرَةً أَوْ صَوْمًا مِمَّا يَشُقُّ عَلَيْهِ فِعْلُهُ وَيَتَضَرَّرُ بِفِعْلِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ يُكْرَهُ وَقَدْ يَبْلُغُ بَعْضُهُ التَّحْرِيمَ

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( قَولُهُ بَابُ إِذَا حَرَّمَ طَعَامًا)
فِي رِوَايَةِ غَيْرِ أَبِي ذَرٍّ طَعَامَهُ وَهَذَا مِنْ أَمْثِلَةِ نَذْرِ اللَّجَاجِ وَهُوَ أَنْ يَقُولَ مَثَلًا طَعَامُ كَذَا أَوْ شَرَابُ كَذَا عَلَيَّ حَرَامٌ أَوْ نَذَرْتُ أَوْ لِلَّهِ عَلَيَّ أَنْ لَا آكُلَ كَذَا أَوْ لَا أَشْرَبَ كَذَا وَالرَّاجِحُ مِنْ أَقْوَالِ الْعُلَمَاءِ أَنَّ ذَلِكَ لَا يَنْعَقِدُ إِلَّا إِنْ قَرَنَهُ بِحَلِفٍ فَيَلْزَمُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ .

     قَوْلُهُ  وَقَوله تَعَالَى يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَك تبتغي مرضاة ازواجك وَزَادَ غَيْرُ أَبِي ذَرٍّ إِلَى قَوْلِهِ تَحِلَّةَ ايمانكم وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ الِاخْتِلَافِ فِي ذَلِكَ فِي كِتَابِ الطَّلَاقِ وَهَلْ نَزَلَتِ الْآيَةُ فِي تَحْرِيمِ مَارِيَةَ أَوْ فِي تَحْرِيمِ شُرْبِ الْعَسَلِ وَإِلَى الثَّانِي أَشَارَ الْمُصَنِّفُ حَيْثُ سَاقَهُ فِي الْبَابِ وَيُؤْخَذُ حُكْمُ الطَّعَامِ مِنْ حُكْمِ الشَّرَابِ قَالَ بن الْمُنْذِرِ اخْتُلِفَ فِيمَنْ حَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ طَعَامًا أَوْ شَرَابًا يَحِلُّ فَقَالَتْ طَائِفَةٌ لَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ وَتَلْزَمُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ وَبِهَذَا قَالَ أَهْلُ الْعِرَاقِ .

     .

     وَقَالَتْ  
طَائِفَةٌ لَا تَلْزَمُهُ الْكَفَّارَةُ إِلَّا إِنْ حَلَفَ وَإِلَى تَرْجِيحِ هَذَا الْقَوْلِ أَشَارَ الْمُصَنِّفُ بِإِيرَادِ الْحَدِيثِ لِقَوْلِهِ وَقَدْ حَلَفْتُ وَهُوَ قَوْلُ مَسْرُوقٍ وَالشَّافِعِيِّ وَمَالِكٍ لَكِنِ اسْتَثْنَى مَالِكٌ الْمَرْأَةَ فَقَالَ تَطْلُقُ قَالَ إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي الْفَرْقُ بَيْنَ الْمَرْأَةِ وَالْأَمَةِ أَنَّهُ لَوْ قَالَ امْرَأَتِي عَلَيَّ حَرَامٌ فَهُوَ فِرَاقٌ الْتَزَمَهُ فَتَطْلُقُ وَلَوْ قَالَ لِأَمَتِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَحْلِفَ فَإِنَّهُ أَلْزَمَ نَفْسَهُ مَا لَمْ يَلْزَمْهُ فَلَا تَحْرُمُ عَلَيْهِ أَمَتُهُ قَالَ الشَّافِعِيُّ لَا يَقَعُ عَلَيْهِ شَيْءٌ إِذَا لَمْ يَحْلِفْ إِلَّا إِذَا نَوَى الطَّلَاقَ فَتَطْلُقُ أَوِ الْعِتْقَ فَتُعْتَقُ وَعَنْهُ يَلْزَمُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ .

     قَوْلُهُ  وَقَولُهُ تَعَالَى لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ كَأَنَّهُ يُشِيرُ إِلَى مَا أَخْرَجَهُ الثَّوْرِيُّ فِي جَامِعَة وبن الْمُنْذر من طَرِيقه بِسَنَد صَحِيح عَن بن مَسْعُودٍ أَنَّهُ جِيءَ عِنْدَهُ بِطَعَامٍ فَتَنَحَّى رَجُلٌ فَقَالَ إِنِّي حَرَّمْتُهُ أَنْ لَا آكُلَهُ فَقَالَ إِذَنْ فَكُلْ وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ ثُمَّ تَلَا هَذِه الْآيَة إِلَى قَوْله لَا تَعْتَدوا قَالَ بن الْمُنْذِرِ وَقَدْ تَمَسَّكَ بَعْضُ مَنْ أَوْجَبَ الْكَفَّارَةَ وَلَوْ لَمْ يَحْلِفْ بِمَا وَقَعَ فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى فِي قِصَّةِ الرَّجُلِ الْجَرْمِيِّ وَالدَّجَاجِ وَتِلْكَ رِوَايَةٌ مُخْتَصَرَةٌ وَقَدْ ثَبَتَ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ الصَّحِيحَةِ أَنَّ الرَّجُلَ قَالَ حَلَفْتُ أَنْ لَا آكُلَهُ.

.

قُلْتُ وَقَدْ أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ فِي الصَّحِيحَيْنِ كَذَلِكَ

[ قــ :6341 ... غــ :6691] .

     قَوْلُهُ  حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ الزَّعْفَرَانِيُّ وَالْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ الْمِصِّيصِيُّ قَوْله زَعَمَ عَطَاءٌ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ حجاج قَالَ قَالَ بن جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ وَكَذَا فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ الْمَذْكُورَةِ فِي آخِرِ الْبَابِ .

     قَوْلُهُ  فِي آخر الْبَاب فَنَزَلَتْ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ان تَتُوبَا إِلَى الله لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا لِقَوْلِهِ بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا.

.

قُلْتُ أَشْكَلَ هَذَا السِّيَاقُ عَلَى بَعْضِ مَنْ لَمْ يُمَارِسْ طَرِيقَةَ الْبُخَارِيِّ فِي الِاخْتِصَارِ وَذَلِكَ أَنَّ الْحَدِيثَ فِي الْأَصْلِ عِنْدَهُ بِتَمَامِهِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي التَّفْسِيرِ وَالنِّكَاحِ وَالطَّلَاقِ فَلَمَّا أَرَادَ اخْتِصَارَهُ هُنَا اقْتَصَرَ مِنْهُ عَلَى الْكَلِمَاتِ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِالْيَمِينِ مِنَ الْآيَاتِ مُضِيفًا لَهَا تَسْمِيَةَ مَنْ أُبْهِمَ فِيهَا مِنْ آدَمِيٍّ وَغَيْرِهِ فَلَمَّا ذَكَرَ إِنْ تَتُوبَا فَسَّرَهُمَا بِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ وَلَمَّا ذَكَرَ أَسَرَّ حَدِيثًا فَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ لَا بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا .

     قَوْلُهُ .

     وَقَالَ  إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَلِغَيْرِهِ قَالَ لِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي التَّفْسِيرِ بِلَفْظِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَوْله عَن هِشَام هُوَ بن يُوسُفَ وَصَرَّحَ بِهِ فِي التَّفْسِيرِ وَقَدِ اخْتَصَرَ هُنَا بَعْضَ السَّنَدِ وَمُرَادُهُ أَنَّ هِشَامًا رَوَاهُ عَن بن جُرَيْجٍ بِالسَّنَدِ الْمَذْكُورِ وَالْمَتْنُ إِلَى قَوْلِهِ وَلَنْ أَعُودَ فَزَادَ لَهُ وَقَدْ حَلَفْتُ فَلَا تُخْبِرِي بذلك أحدا

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  باب إِذَا حَرَّمَ طَعَامَهُ
وَقَولُهُ تَعَالَى: { يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِى مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} [التحريم: 1، 2] وَقَولُهُ: { لاَ تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} [المائدة: 87] .

هذا ( باب) بالتنوين ( إذا حرم) شخص ( طعامه) ولأبي ذر طعامًا كأن يقول طعام كذا حرام عليّ أو نذرت لله أو لله عليّ أن لا آكل كذا أو لا أشرب كذا وهذا من نذر اللجاج والراجح عدم الانعقاد إلا أن قرنه بحلف فيلزمه كفارة يمين.

( وقوله تعالى: { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} ) من شرب العسل أو مارية القبطية ( { تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم} ) قال في فتوح الغيب.
تبتغي إما تفسير لتحرم أو حال أو استئناف والفرق أنه على التفسير ابتغاء مرضاتهنّ عين التحريم ويكون هو المنكر وإنما ذكر التحريم للإبهام تفخيمًا وتهويلاً فإن ابتغاء مرضاتهنّ عين التحريم ويكون هو المنكر وإنما ذكر التحريم للإبهام تفخيمًا وتهويلاً فإن ابتغاء مرضاتهن من أعظم الشؤون وعلى الحال الإنكار وارد على المجموع دفعة واحدة، ويكون هذا التقييد مثل التقييد في قوله { لا تأكلوا الربا أضعافًا مضاعفة} [آل عمران: 130] وعلى الاستئناف لا يكون الثاني عين الأول لأنه سؤال عن كيفية التحريم كأنه لما قيل له { لم تحرم ما أحل الله لك} قال: كيف أحرّم؟ فأجيب تبتغي مرضاة أزواجك وفيه تكرير الإنكار والتفسير الأول يعني التفسير هو التفسير لما جمع من التفخيم والتعظيم ولذلك أردفه بقوله: ( { والله غفور رحيم} ) جبرانًا له.
فإن قلت: تحريم ما أحل الله غير ممكن فكيف قال لم تحرم ما يحل الله لك؟ أجيب بأن المراد بهذا التحريم هو الامتناع من الانتفاع لا اعتقاد كونه حرامًا بعدما أحله الله ( { قد فرض الله لكم} ) أي بين الله لكم ( { تحلة أيمانكم} ) [التحريم: 1، 2] بالكفاءة أو شرع لكم الاستثناء في أيمانكم وذلك أن يقول إن شاء الله عقبها حتى لا يحنث وسقط لأبي ذر من قوله { والله غفور رحيم} الخ.

( وقوله) تعالى: ( { لا تحرّموا طيبات ما أحل الله لكم} ) [المائدة: 87] ما طاب ولذ من الحلال أي لا تمنعوا أنفسكم كمنع التحريم أو لا تقولوا حرمناها على أنفسنا مبالغة منكم في العزم على تركها تزهدًا منكم وتقشفًا.


[ قــ :6341 ... غــ : 6691 ]
- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: زَعَمَ عَطَاءٌ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَزْعُمُ أَنَّ النَّبِىَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَيَشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلاً، فَتَوَاصَيْتُ أَنَا وَحَفْصَةُ أَنَّ أَيَّتَنَا دَخَلَ عَلَيْهَا النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلْتَقُلْ: إِنِّى أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ، أَكَلْتَ مَغَافِيرَ؟ فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا فَقَالَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «لاَ بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَلَنْ أَعُودَ لَهُ» فَنَزَلَتْ: { يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [التحريم: 1] { إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} [التحريم: 4] لِقَوْلِهِ «بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً»..
     وَقَالَ  لِى إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، عَنْ هِشَامٍ «وَلَنْ أَعُودَ لَهُ وَقَدْ حَلَفْتُ فَلاَ تُخْبِرِى بِذَلِكَ أَحَدًا».

وبه قال: ( حدّثنا الحسن بن محمد) أي ابن الصباح الزعفراني قال: ( حدّثنا الحجاج بن محمد) المصيصي ( عن ابن جريج) عبد الملك بن عبد العزيز أنه ( قال: زعم عطاء) هو ابن أبي رباح ( أنه سمع عبيد بن عمير) بالتصغير فيهما الليثي ( يقول: سمعت عائشة) -رضي الله عنها- ( تزعم أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يمكث عند) أم المؤمنين ( زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلاً فتواصيت أنا وحفصة) أم المؤمنين بنت عمر ( أن أيتنا) ولأبي ذر أن بتخفيف النون أيتنا بالرفع ( دخل عليها النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فلتقل) له ( إني أجد منك ريح مغافير) بفتح الميم والغين المعجمة وبعد الألف فاء مكسورة فتحتية ساكنة فراء صمغ له رائحة كريهة ينضجه شجر يسمى العرفط ( أكلت مغافير) استفهام محذوف الأداة ( فدخل على إحداهما) قال ابن حجر: لم أقف على تعيينها ويحتمل أن تكون حفصة ( فقالت ذلك له) أي إني أجد منك ريح مغافير أكلت مغافير ( فقال) عليه الصلاة والسلام:
( لا) ما أكلت مغافير وكان يكره الرائحة الخبيثة ( بل شربت عسلاً عند زينب بنت جحش ولن أعود له فنزلت { يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} { إن تتوبا إلى الله} ) [التحريم: 1 - 4] خطاب ( لعائشة وحفصة) على طريق الالتفات ليكون أبلغ في معاتبتهما وجواب الشرط محذوف والتقدير إن تتوبا إلى الله فهو الواجب ( { وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه} ) حفصة ( { حديثًا} ) [التحريم: 3] سقط قوله حديثًا من اليونينية وثبت في غيرها ( لقوله) عليه الصلاة والسلام ( بل شربت عسلاً) أي الحديث المسر كان ذلك القول قال البخاري بالسند إليه:
( وقال لي إبراهيم بن موسى) : أبو إسحاق الرازي الصغير وسبق في التفسير بلفظ حدّثنا إبراهيم بن موسى ( عن هشام) أي ابن يوسف عن ابن جريج بالسند المذكور إلى قوله: ( ولن أعود له) للشرب فزاد قوله ( وقد حلفت) على عدم شرب العسل ( فلا تخبري بذلك أحدًا) .

وسبق الحديث في الطلاق بعين هذا الإسناد والمتن.

هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير،  ( بابٌُ إِذا حَرَّمَ طَعامَهُ)

أَي: هَذَا بابُُ يذكر فِيهِ إِذا حرم الشَّخْص طَعَامه بِأَن قَالَ: طَعَام كَذَا أَو شراب كَذَا عَليّ حرَام، أَو قَالَ: نذر لله أَن لَا آكل كَذَا أَو لَا أشْرب كَذَا، وَلم يذكر جَوَاب: إِذا، على عَادَته.
قَوْله: طَعَامه، وَرُوِيَ عَن أبي ذَر، طَعَاما، وَالْجَوَاب ينْعَقد يَمِينه، وَعَلِيهِ كَفَّارَة يَمِين إِذا استباحه، لَكِن إِذا حلف وَهُوَ الَّذِي ذهب إِلَيْهِ البُخَارِيّ، فَلذَلِك أورد حَدِيث الْبابُُ، لِأَن فِيهِ: قد حَلَفت، وَعَن أبي حنيفَة وَالْأَوْزَاعِيّ كَذَلِك، وَلَكِن لَا يشْتَرط لفظ الْحلف..
     وَقَالَ  الشَّافِعِي: لَا شَيْء عَلَيْهِ فِي ذَلِك،.

     وَقَالَ  مَالك: لَا يكون الْحَرَام يَمِينا فِي طَعَام وَلَا شراب إلاَّ فِي الْمَرْأَة، فَإِنَّهُ يكون طَلَاقا يحرمها عَلَيْهِ، وَرُوِيَ عَن الشَّافِعِي كَذَلِك، رَوَاهُ الرّبيع عَنهُ، وَرُوِيَ عَن بعض التَّابِعين أَن التَّحْرِيم لَيْسَ بِشَيْء سَوَاء حرم عَلَيْهِ زَوجته أَو شَيْئا من ذَلِك لَا يلْزمه كَفَّارَة فِي شَيْء من ذَلِك، وَبِه قَالَ أَبُو سَلمَة ومسروق وَالشعْبِيّ.

و.

     قَوْلُهُ  تَعَالَى: { ياأَيُّهَا النَّبِىُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِى مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} ( التَّحْرِيم: 1 2) و.

     قَوْلُهُ : { لَا تحرموا طَيّبَات مَا أحل الله لكم} ( الْمَائِدَة: 78) [/ ح.

ذكر هَاتين الْآيَتَيْنِ إِشَارَة إِلَى بَيَان مَا ذكره من التَّرْجَمَة بِأَن تَحْرِيم الْمُبَاح يَمِين، وفيهَا الْكَفَّارَة.
لَكِن لفظ الْحلف شَرط عِنْده كَمَا ذَكرْنَاهُ، وَسبب نزُول الْآيَة الأولى قد مر فِي كتاب الطَّلَاق فِي: بابُُ { لم تحرم مَا أحل الله لَك} وَأورد فِيهِ حديثين عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا، وَبَين فيهمَا قصَّة تَحْرِيم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مَارِيَة الَّتِي أهداها إِلَيْهِ الْمُقَوْقس صَاحب اسكندرية، وَالْعَسَل، وَذكرنَا الِاخْتِلَاف فِيهِ: هَل نزلت الْآيَة فِي تَحْرِيم مَارِيَة أَو فِي تَحْرِيم الْعَسَل؟ قَوْله: { تبتغي مرضات أَزوَاجك} أَي: تطلب رضاهن بِتَحْرِيم ذَلِك قَوْله: { قد فرض الله لكم تَحِلَّة أَيْمَانكُم} ( التَّحْرِيم: 2) .
أَي: قد قدر الله مَا تحللون بِهِ أَيْمَانكُم، وأصل تحللة تَحِلَّة على وزن: تفعلة، فادغمت اللَّام فِي اللَّام وَهِي من المصادر كالترضية وَالتَّسْمِيَة قَوْله: { لَا تحرموا طَيّبَات مَا أحل الله لكم} ( الْمَائِدَة: 78) هَذَا توبيخ لمن فعل ذَلِك، فَلذَلِك قَالَ: { لَا تَعْتَدوا} فَجعل ذَلِك من الاعتداء.



[ قــ :6341 ... غــ :6691 ]
- حدّثنا الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ حَدثنَا الحَجَّاجُ عنِ ابنِ جُرَيْج قَالَ: زَعَمَ عَطاءٌ أنّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عائِشَةَ تَزْعْمُ أنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْت جَحش ويَشْرَبُ عِنْدَها عَسَلاً، فَتَواصَيْتُ أَنا وحَفْصَةُ أنَّ أيَّتَنا دَخلَ عَلَيْها النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلْتَقُلْ: إنِّي أجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغافِيرَ { أكَلْتَ مَغافِيرَ؟ فَدَخَلَ عَلى إحْداهُما فَقالَتْ ذالِكَ لهُ، فَقَالَ: ( لَا} بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً عِنْدَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشِ، ولَنْ أعُودَ لهُ) فَنَزَلَتْ: { ياأَيُّهَا النَّبِىُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِى مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} ( التَّحْرِيم: 1) { إِن تَتُوبَا إِلَى الله} ( التَّحْرِيم: 4) لِعائِشَةَ وحَفْصَةَ: { وَإِذ أسر النَّبِي إِلَى بعض أَزوَاجه حَدِيثا} ( التَّحْرِيم: 3) لِقَوْلِهِ: ( بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً) .

وَقَالَ لِي إبْراهِيمُ بنُ مُوسى عنْ هِشامٍ: ( ولَنْ أعُودَ لَهُ، وقَددْ حَلَفْتُ فَلا تُخْبِرِي بِذالِكَ أحَداً) .

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وَالْحسن بن مُحَمَّد بن الصَّباح الزَّعْفَرَانِي، وَالْحجاج هُوَ ابْن مُحَمَّد المصِّيصِي، وَابْن جريج هُوَ عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج الْمَكِّيّ، وَعَطَاء هُوَ ابْن أبي رَبَاح، وَعبيد بن عُمَيْر كِلَاهُمَا مصغر.

والْحَدِيث قد مر فِي كتاب الطَّلَاق بِعَين هَذَا الْإِسْنَاد والمتن، وَمر الْكَلَام فِيهِ.

قَوْله: ( زعم) أَي: قَالَ، وَكَذَا معنى: تزْعم، أَي: تَقول.
قَوْله: ( أَن أَيَّتنَا) بِالتَّاءِ لُغَة فِي أَيّنَا، وَالْمَشْهُور بِغَيْر التَّاء.
قَوْله: ( مَغَافِير) بالغين الْمُعْجَمَة وَالْفَاء جمع مغْفُور، وَهُوَ نوع من الصمغ يتحلب عَن بعض الشّجر حُلْو كالعسل وَله رَائِحَة كريهة، وَيُقَال أَيْضا: مغاثير، بالثاء الْمُثَلَّثَة بدل الْفَاء جمع: مغثور كثوم وفوم، وَيُقَال: المغفور شَيْء ينضحه شجر العرفط كريه الرَّائِحَة، وَقيل: هُوَ حُلْو كالناطف يحل بِالْمَاءِ وَيشْرب،.

     وَقَالَ  أَبُو عمر: وَيُقَال أَغفر الرمث إِذا ظهر ذَلِك فِيهِ،.

     وَقَالَ  الْكسَائي: خرج النَّاس يتمغفرون إِذا خَرجُوا يجتنونه من ثمره، وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يكره أَن تُوجد مِنْهُ الرَّائِحَة لأجل مُنَاجَاة الْمَلَائِكَة فَحرم على نَفسه بِظَنّ، صدقهما.
قَالَ الْكرْمَانِي: كَيفَ جَازَ على أَزوَاجه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمْثَال ذَلِك؟ ثمَّ أجَاب بقوله: هُوَ من مقتضيات الْغيرَة الطبيعية للنِّسَاء، وَهُوَ صَغِيرَة مَعْفُو عَنْهَا، ثمَّ قَالَ: فَإِن قلت: تقدم فِي كتاب الطَّلَاق أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، شرب فِي بَيت حَفْصَة، والمتظاهرات هِيَ عَائِشَة وَسَوْدَة وَزَيْنَب.

قلت: لَعَلَّ الشّرْب كَانَ مرَّتَيْنِ.
قَوْله: ( وَلنْ أَعُود لَهُ) أَي: قَالَ: وَالله لَا أَعُود لَهُ، فَلذَلِك كفره.
قَوْله: ( لعَائِشَة) أَي: الْخطاب لعَائِشَة وَحَفْصَة.
قَوْله: ( وَإِذ أسر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بعض أَزوَاجه حَدِيثا) لقَوْله: ( بل شربت عسلاً) أَي: الحَدِيث المسر كَانَ ذَلِك القَوْل.

قَوْله:.

     وَقَالَ  لي إِبْرَاهِيم بن مُوسَى، وَفِي رِوَايَة أبي ذَر:.

     وَقَالَ  إِبْرَاهِيم، بِغَيْر لفظ: لي، وَقد تقدم فِي التَّفْسِير بِلَفْظ: حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُوسَى وَهُوَ أَبُو إِسْحَاق الرَّازِيّ يعرف بالصغير يروي عَن هِشَام بن يُوسُف وَصرح بِهِ فِي التَّفْسِير، وَقد اختصر هُنَا بِغَيْر السَّنَد وَمرَاده أَن هشاماً رَوَاهُ عَن ابْن جريج بالسند الْمَذْكُور والمتن إِلَى قَوْله: قَوْله: ( وَلنْ أَعُود) فَزَاد: ( وَقد حَلَفت فَلَا تُخْبِرِي بذلك أحدا) .