هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
691 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، ح وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، وَاللَّفْظُ لَهُ قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْقِبْطِيَّةِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْجَانِبَيْنِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَلَامَ تُومِئُونَ بِأَيْدِيكُمْ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمْسٍ ؟ إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ ثُمَّ يُسَلِّمُ عَلَى أَخِيهِ مَنْ عَلَى يَمِينِهِ ، وَشِمَالِهِ
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 
691 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا وكيع ، عن مسعر ، ح وحدثنا أبو كريب ، واللفظ له قال : أخبرنا ابن أبي زائدة ، عن مسعر ، حدثني عبيد الله بن القبطية ، عن جابر بن سمرة ، قال : كنا إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا : السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله ، وأشار بيده إلى الجانبين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علام تومئون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس ؟ إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه من على يمينه ، وشماله
هذه الخدمةُ تعملُ بصورةٍ آليةٍ، وهي قيدُ الضبطِ والتطوير، 

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير، 

Jabir b. Samura reported:

When we said prayer with the Messenger of Allah (ﷺ), we pronounced: Peace be upon you and Mercy of Allah, peace be upon you and Mercy of Allah, and made gesture with the hand on both the sides. Upon this the Messenger of Allah (may peace be upon him said: What do you point out with your hands as if they are the tails of headstrong horses? This is enough for you that one should place one's hand on one's thigh and then pronounce salutation upon one's brother on the right side and then on the left.

شرح الحديث من فـــتح المــــنعم

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال كنا إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله وأشار بيده إلى الجانبين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علام تومئون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس؟ إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه.
ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله.


المعنى العام

لما كانت الصلاة مناجاة بين العبد وربه وجب أن يقف المصلي في خشوع وخضوع، وأن يمسك أعضاؤه وجوارحه عن الحركة، وأن يتسم بالسكون والهدوء، إن الإنسان إذا وقف أمام رئيس حكم جوارحه، وقيد تحركاته والتزم آداب الخضوع، وإن الجند إذا وقفوا لتحية قائدهم تراصوا وانتظموا كالبنيان: فهل الرئيس أحق بالتقدير والاحترام ومظاهر الخضوع والنظام من رب الرؤساء جميعا؟.

بهذا المطهر الكريم أمرنا الإسلام، وتعهد الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه وما كان ليترك إخلالا بهذا الوضع إلا عالجه في حينه صلى الله عليه وسلم.

لقد رأى في يوم من الأيام أصحابه يصلون وحدهم، فلما انتهوا من الصلاة وسلموا رآهم يقولون عن اليمين: السلام عليكم، ويشيرون بأيديهم إلي من على يمينهم بإشارة السلام، ويقولون ويفعلون جهة الشمال مثلما قالوا ومثلما فعلوا جهة اليمين.
فقال لهم: مالكم ترفعون أيديكم وتحركونها، وتشيرون بها؟ كأنها أذناب خيل مستنفرة؟ شرسة شاردة لا تستقر أمام صاحبها؟ اسكنوا ولا تتحركوا بحركات تخل بالصلاة.

وخرج صلى الله عليه وسلم مرة أخرى على أصحابه، فرآهم في صلاتهم معوجة صفوفهم مخلخلة غير متصلة، كأنها حلقات مكسرة متحطمة، فقال لهم: مالكم متفرقين منقطعين في صلاتكم؟ ينبغي أن تكون صفوفكم كصفوف الملائكة.
قالوا: وكيف يصف الملائكة أنفسهم؟ قال: يتراصون ويتلاصقون في الصف، ويكملون الصف الأول فالثاني فالثالث إلى آخر الصفوف.
وصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة أخرى، فلما سلم ونظر إليهم وجدهم يشيرون بأيديهم حين سلامهم عن اليمين وعن الشمال، فقال لهم: لماذا تشيرون بأيديكم؟ لا يحرك أحدكم يده، وليبقها ساكنة على فخذه وليكتف حين السلام بالالتفات عن اليمين، يسلم على إخوته الذين عن اليمين، ثم الالتفات عن الشمال، يسلم على إخوته الذين على الشمال.

المباحث العربية

( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي من بيته إلى المسجد، أو المراد من الخروج الطلوع والظهور.

( فقال: مالي أراكم) ما اسم استفهام مبتدأ، ولي جار ومجرور خبر وجملة أراكم في محل النصب على الحال، وجملة: فقال : معطوف على محذوف، أي فرآنا في حالة كذا فقال: أي شيء حصل لي حالة رؤيتي لكم؟ والاستفهام وإن كان في صورته استفهاما عن رؤية نفسه، وتعجبا من هذه الرؤية، إلا أن المقصود التعجب من حالهم وكان حقه أن يقول: مالكم تفعلون كذا؟ لكنه آثر أسلوب التعريض.

( رافعي أيديكم) رافعي حال من مفعول أراكم لأنها بصرية، والمراد من رفع الأيدي رفعها عن الفخذ والإشارة بها يمينا وشمالا، وجمع الأيدي لجمع أصحابها.
ومقابلة الجمع بالجمع تقتضي القسمة آحادا، كأنه قال: ما لي أراكم رافعا كل منكم يده، أي يمينه يشير بالسلام.

( كأنها أذناب خيل شمس) بضم الشين وسكون الميم وضمها، جمع شموس والشموس من الدواب الذي لا يستقر لشغبه وحدته، والمقصود من هذا التشبيه التنفير، وقد استخدم فيه ثلاثة مشبهات بها منفرة.
تشبيه الأيدي التي في مقدمة الإنسان ورمز قوته بالأذناب التي في المؤخرة، وهي مثل للحقارة والضعف والتبعية، وتشبيه الإنسان بالحيوان، وتشبيه الحركة بالشغب والنفور، وجملة كأنها حال من أيديكم.

( اسكنوا في الصلاة) أي في غير التحركات المشروعة كرفع اليدين عند الرفع والخفض.

( فرآنا حلقا) بكسر الحاء وفتحها لغتان، جمع حلقة بفتح الحاء وإسكان اللام، وحكي فتحها في لغة ضعيفة، وهي ما استدار من أي شيء، والمقصود أنه رآهم كذلك في الصلاة، فيستبعد فهم الحلق على الاستدارة الكاملة ويكون المراد اعوجاج الصفوف وتقوسها كأنها حلق.

( ما لي أراكم عزين) بكسر العين وكسر الزاي مع التخفيف، جمع عزة بتخفيف الزاي المفتوحة، أي متفرقين جماعة جماعة، فيكون المراد النهي عن التفرق، والأمر بالاجتماع، وسيأتي إيضاح المطلوب في فقه الحديث.

( ألا تصفون؟) ألا للتحضيض، وتصفون بفتح التاء وضم الصاد.

( كما تصف الملائكة) تصف بفتح التاء وضم الصاد.

( عند ربها) في رواية أبي داود والنسائي عند ربهم.

( يتمون الصفوف الأول) يتمون بضم الياء والأول بضم الهمزة وفتح الواو المخففة، وفي رواية يتمون الصف الأول أي فالثاني فالثالث إلخ، وفي رواية لأبي داود يتمون الصفوف المتقدمة، أي إذا وجد نقص كان في الصف الأخير وحده وليس في الصفوف المتأخرة كما يفهم من ظاهر العبارة.

( ويتراصون في الصف) بتشديد الصاد، أي يتلاصقون من غير فرج بينهم.

( كنا إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) مع رسول الله ليس قيدا للاحتراز، وإنما هو لبيان الواقع، كما هو ظاهر من الرواية الأولى.

( قلنا: السلام عليكم ورحمة الله) أي في نهاية الصلاة، وعند نية الخروج منها.

( وأشار بيده إلى الجانبين) أي إلى اليمين والشمال، وجملة وأشار بيده إلى الجانبين من كلام عبيد الله بن القبطية الراوي عن جابر بن سمرة، فالذي أشار بيده جابر، والمراد بالإشارة إشارة السلام.

( علام تومئون بأيديكم) تومئون مضارع أومأ بمعنى أشار والجار والمجرور علام متعلق بالفعل بعده، والاستفهام توبيخي بمعنى لا ينبغي ولا يصح.

( إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه) أي أن يبقي يده موضوعة على فخذه، إذ السنة وضعها كذلك من أول التشهد، والمصدر أن يضع فاعل يكفي وسيأتي مكان وضع اليد من الفخذ بعد أبواب.

( ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله) من بفتح الميم اسم موصول صفة أو بدل من أخيه والمراد من الأخ الأخ في الإسلام، أي المصلي الذي على يمينه وشماله.

فقه الحديث

قال النووي: السنة في السلام من الصلاة أن يقول: السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه، السلام عليكم ورحمة الله عن شماله، ولا يسن زيادة وبركاته وإن كان قد جاء فيها حديث ضعيف، وأشار إليها بعض العلماء ولكنها بدعة إذ لم يصح فيها حديث، بل صح هذا الحديث وغيره في تركها، والواجب منه السلام عليكم مرة واحدة، ولو قال: السلام عليك بغير ميم لم تصح صلاته وفي الحديث استحباب تسليمتين، وهذا مذهبنا ومذهب الجمهور.
اهـ وقال في المجموع: إن اقتصر على تسليمة واحدة جعلها تلقاء وجهه، وإن سلم تسليمتين فالسنة أن تكون إحداهما عن يمينه والأخرى عن يساره.
ثم قال: قال صاحب التهذيب وغيره: يبتدئ السلام مستقبل القبلة ويتمه ملتفتا بحيث يكون آخر سلامه مع آخر الالتفات، ففي التسليمة الأولى يلتفت حتى يرى من على يمين خده الأيمن، وفي الثانية يلتفت حتى يرى من على يسار خده الأيسر، ولو سلم التسليمتين عن يمينه أو عن يساره أو تلقاء وجهه أجزأه وكان تاركا السنة.

قال إمام الحرمين والغزالي وغيرهما: إذا قلنا يستحب التسليمة الثانية فهي واقعة بعد فراغ الصلاة ليست منها، وقد انقضت الصلاة بالتسليمة الأولى حتى لو أحدث مع الثانية لم تبطل صلاته.
ثم قال: قال أصحابنا ويستحب للإمام أن ينوي بالتسليمة الأولى السلام على من على يمينه من الملائكة ومسلمي الجن والإنس، وبالثانية على من على يساره منهم، وينوي المأموم مثل ذلك ويستحب أن ينوي بعض المأمومين الرد على بعض.
اهـ.

هذا مذهب الشافعية والجمهور.

وقال أبو حنيفة: لا يجب السلام، ولا هو من الصلاة، بل إذا قعد قدر التشهيد ثم خرج من الصلاة بما ينافيها من سلام أو كلام أو حدث أو قيام أو غير ذلك أجزأه وتمت صلاته، واحتج له بحديث المسيء صلاته، والجواب عنه أنه ترك بيان السلام للمسيء صلاته لعلمه به كما ترك بيان النية والجلوس للتشهد وهما واجبان بالاتفاق.

وحكى الطحاوي والقاضي أبو الطيب وآخرون عن الحسن بن صالح أنه أوجب التسليمتين جميعا، وهي رواية عن أحمد، وبالرأيين قال بعض أصحاب مالك.

لكن قال ابن المنذر: أجمع العلماء على أن صلاة من اقتصر على تسليمة واحدة جائزة.
اهـ.

ولعل مراد المخالفين بالواجب مالا يبطل الصلاة تركه.
والله أعلم.

ويؤخذ من الحديث

1- الحث على الخشوع في الصلاة وعدم التحرك فيها بغير ما ورد، وفي ذلك يقول الله تعالى: { { قد أفلح المؤمنون* الذين هم في صلاتهم خاشعون } } [المؤمنون: 1-2] والخشوع تارة يكون من فعل القلب كالخشية، وتارة من فعل البدن كالسكون وقيل لا بد من اعتبارهما، قال بعضهم: الخشوع معنى يقوم بالنفس يظهر منه سكون في الأطراف يلائم مقصود العبادة، ففي الحديث حين رأى صلى الله عليه وسلم رجلا يحرك جوارحه في الصلاة قال: لو خشع هذا خشعت جوارحه.

2- وفيه استحباب تسليمتين، وقد مضى توضيح هذا الحكم.

3- واستحباب الالتفات عند التسليمتين.

4- وأن التسليم من الصلاة حيث نهاهم عن رفع الأيدي عند التسليم ثم قال: اسكنوا في الصلاة وفيه حجة على أبي حنيفة رحمه الله تعالى.

5- وفيه الأمر بتسوية الصفوف وإقامتها وعدم اعوجاجها أو تقطعها قطعا وترك فواصل بين أعضاء الصف الواحد وتكملة الصفوف الأول فالأول.

6- وفيه استحباب وضع اليد على الفخذ في جلوس التشهد.

7- وفيه أن الملائكة يصلون.

8- وأنهم يصفون في صلاتهم.

9- وأن صفوفهم على هذه الصفة التي ذكرها صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم