فهرس الكتاب

حرف الصاد المهملة

حرف الصاد المهملة
611 - حديث: صاحب الحاجة أعمى، لا أعرفه في المرفوع، ولكن أنشد أبو سليمان إدريس بن عبد اللَّه بن إسحاق النابلسي من نظمه:
صاحب الحاجة أعمى ... وهو ذو مال بصير
فمتى يبصر فينا ... رشده أعمى فقير

612 - حديث: صاحب الدابة أَحَقُّ بِصَدْرِهَا، أحمد من حديث عبد العزيز بن عبد المالك عن عبد الرحمن بن أبي أمية أن حبيب بن مسلمة أتى قيس بن سعد، فذكره مرفوعا في قصة، ورواه الطبراني من جهة حسين بن عبد اللَّه بن ضميرة عن أبيه، عن جده قيس بن سعد به مرفوعا، وفي الباب عن عروة بن متعب رواه الحسن بن سفيان وابن أبي خيثمة وابن قانع والإسماعيلي في الصحابة، كلهم من طريق هشام بن عمار عن إسماعيل بن عياش عن عتبة بن تميم عن الوليد بن عامر عنه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قضى أن صاحب الدابة أحق بصدرها، ورواه أبو زرعة في مسند الشاميين، ويعقوب بن سفيان في تاريخه، والدارقطني في المؤتلف من حديث أبي اليمان عن إسماعيل بن عياش فقالوا عن عروة عن عمر بن الخطاب وعن بريدة أخرجه ابن حبان في صحيحه، من حديث الحسين بن واقد عن عبد اللَّه بن بريدة عن أبيه أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينما هو يمشي فقال له رجل: اركب يا رسول اللَّه وتأخر، فقال رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صاحب الدابة أحق بصدرها إلا أن تجعلها لي قال: فجعلها له فركب صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وترجم عليه الإخبار عن استحقاق صاحب الدابة صدرها، وكذا أخرجه أبو داود والترمذي بلفظ: أنت أحق بصدر دابتك، وقال الترمذي: إنه غريب، وهو عند أحمد والروياني في مسنديهما، وأورده الضياء في المختارة، ورواه حبيب بن الشهيد عن عبد اللَّه بن بريدة مرسلا: أن معاذا أتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بدابة ليركبها، فذكر معناه، وقد استوفيت طرقه في أوائل تكملة تخريج الأذكار.

613 - حَدِيث: صَاحِبُ الشَّيْءِ أَحَقُّ بِحَمْلِهِ إِلا أَنْ يَكُونَ ضَعِيفًا، هو في حديث طويل، وكذا هو عند ابن حبان في الضعفاء، وأبي يعلى والطبراني في الأوسط، والدارقطني في الأفراد، والعقيلي في الضعفاء، وأورده عياض في الشفاء بدون عزو وهو ضعيف. بل بالغ ابن الجوزي فذكره في الموضوعات، وطولته في بعض الأسئلة عن السروايل، ويروى كما للديلمي عن أبي بكر الصديق رفعه: من اشترى لعياله شيئا ثم حمله بيده إليهم حط عنه ذنب سبعين سنة، وأحسبه باطلا. 614 - حَدِيث: الصَّائِمُ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُ، الترمذي - وقال: حسن - وابن ماجه من حديث أبي هريرة بزيادة فيه.

615 - حَدِيث: الصُّبْحَةُ تَمْنَعُ الرِّزْقَ، عبد اللَّه بن أحمد في زوائده، والقضاعي، من حديث إسماعيل بن عباس عن ابن أبي فروة عن محمد بن يوسف عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه به مرفوعا، وابن أبي فروة هو إسحاق ضعيف، ومن جهته أورده ابن عدي، وقال: إنه غلط في إسناده، فتارة جعله عن عثمان، وتارة عن أنس، ولا يعرف إلا به، وهو متروك، كذا قال، وقد رواه أبو نُعيم في الحلية من حديث حسين بن الوليد، حدثنا سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عثمان رفعه به، وكذا هو عندنا في جزء الغطريف. وفي الباب عن عائشة كما مضى في الدعاء، والصبحة نوم أول النهار، لأنه وقت الذكر ثم وقت طلب الكسب، وجوز الزمخشري في الفائق في صادها الضم والفتح قال: وإنما نهى عنها لوقوعها وقت الذكر والمعاش، قلت: ويشهد لذلك حديث جعفر بن برقان عن الأصبغ بن نباتة عن أنس رفعه: لا تناموا عن طلب أرزاقكم فيما بين الصلاة إلى طلوع الشمس، قال: فسئل أنس عن ذلك، فقال: تسبح وتهلل وتكبر وتستغفر سبعين مرة، فعند ذلك ينزل الرزق، أو قال يقسم، رواه أبو القاسم عمر بن أحمد بن الوليد المنبجي في جزئه المسموع لنا، وكذا الديلمي في مسنده، وجابر بن علقمة بن قيس فيما ذكره البغوي في شرح السنة، أنه قال: بلغنا أن الأرض تعج إلى اللَّه من نومة العالم بعد صلاة الصبح، بل عند الديلمي من حديث علي مرفوعا: ما عجت الأرض إلى ربها من شيء كعجيجها من دم حرام، أو غسل من زنا، أو نوم عليها قبل طلوع الشمس، وسنده ضعيف، وفي رابع عشر المجالسة من جهة ابن الأعرابي قال: مر ابن عباس بابنه الفضل وهو نائم نومة الضحى فركضه برجله، وقال: قم إنك لنائم الساعة التي يقسم اللَّه فيها الرزق لعباده. أوما سمعت ما قالت العرب فيها، قال: وما قالت العرب يا أبت؟ قال: زعمت أنها مكسلة مهرمة مقساة للحاجة، ثم يا بني نوم النهار على ثلاثة نوم محق وهي نومة الضحى، ونومة الخلق وهي التي روي: قيلوا فإن الشياطين لا تقيل، ونومة الخرق وهي نومة بعد العصر لا ينامها إلا سكران أو مجنون، انتهى. وهذا الأخير عنده أيضا بجانبه عن خوات بن جبير، قال: نوم أول النهار خرق، وأوسطه خلق، وآخره حمق.

616 - حَدِيث: الصَّبْرُ مِفْتَاحُ الْفَرَجِ، وَالزُّهْدُ غِنَى الأَبَدِ، ذكره الديلمي بلا إسناد عن الحسين بن علي به مرفوعا، وللقضاعي عن ابن عمر وابن عباس مرفوعا: انتظار الفرج بالصبر عبادة، وهو عبد ابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة، وأبي سعد الماليني عن ابن عمر فقط لكن بدون الصبر، ولأولهما ومن جهته البيهقي من حديث علي مرفوعا مثل لفظ القضاعي سواء، وكذا هو لابن عبد البر، وبعضها يؤكد بعضا.

617 - حديث: صدق رسول اللَّه، هو كلام يقوله كثيرون من العامة عقب قول المؤذن في الصبح: الصلاة خير من النوم، وهو صحيح بالنظر لكونه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أقر بلالا على قوله: الصلاة خير من النوم، كما بينت ذلك في القول المألوف، بل ثبت أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر أبا محذورة بقول ذلك، ولذا كان استحباب قوله وجها، ولكن الراجح قول: صدقت وبررت، لا هذا.

618 - حَدِيث: صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، الطبراني في الصغير، ومن جهته القضاعي من جهة أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: قلت لعبد اللَّه بن جعفر: حدثنا حديثا سمعته من رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: سمعت رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكره، وفيه أصرم بن حوشب وهو ضعيف، ولكن له شواهد منها عن أبي سعيد الخدري مرفوعا مثله، أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده، وأبو الشيخ في الثواب، والبيهقي في الشعب، وفيه الواقدي وهو ضعيف، وعن ابن مسعود مرفوعا مثله بزيادة: وصلة الرحم تزيد في العمر، أخرجه القضاعي من حديث عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عنه، وعن أبي أمامة مرفوعا، ولفظه: صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر، أخرجه الطبراني في الكبير بسند حسن، وعن معاوية بن حيدة مرفوعا: إن صدقة السر تطفئ غضب الرب، رواه الطبراني أيضا في الكبير والأوسط، والعسكري، وفي سنده صدقة بن عبد اللَّه ضعفه الجمهور، ووثقه دحيم، وعن أم سلمة مرفوعا: صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الأخرة، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف. رواه الطبراني في الأوسط، وسنده ضعيف، وعن أنس رفعه بلفظ الترجمة زاد: وصدقة العلانية تقي ميتة السوء، أورده الديلمي بلا سند، بل في الترمذي من حديث يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس مرفوعا: إن الصدقة تطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء، من غير تقييد بالسر، وقال: إنه حسن غريب، وصححه ابن حبان من هذا الوجه، وفيه نظر، فعبد اللَّه بن عيسى راويه عن يونس متفق على ضعفه، حتى إن ابن حبان نفسه لم يذكره في الثقات، وأورده ابن عدي في ترجمته، وقال: إنه لا يتابع عليه، وهو في الحلية لأبي نُعيم في ترجمة علي بن الحسين من قوله، وجملة: الصدقة تمنع ميتة السوء، مروية أيضا عن أبي هريرة ورافع بن مكيث وغيرهما.

619 - حَدِيث: صَدَقَةُ الْقَلِيلِ تَدْفَعُ الْبَلاءَ الْكَبِيرَ، مَعْنَاهُ صَحِيحٌ.

620 - حَدِيث: الصِّرَاطُ كَحَدِّ السَّيْفِ أَوْ كَحَدِّ الشَّفْرَةِ، البيهقي في الشعب عن أنس به مرفوعا، وقال: هذا إسناد ضعيف، قال: وروي عن زيادة النميري عن أنس مرفوعا: الصراط كحد الشفرة أو كحد السيف، قال: وهي رواية صحيحة انتهى، ورواه أحمد من حديث عائشة، وفيه ابن لهيعة. 621 - حَدِيث: صِغَارُ قَوْمٍ كِبَارُ قَوْمٍ آخَرِينَ، الدارمي في مسنده، والبيهقي في مدخله، من جهة شرحبيل بن سعد، قال: دعا الحسن بن علي بن أبي طالب بنيه وبني أخيه، فقال: يا بني وبني أخي، إنكم صغار قوم يوشك أن تكونوا كبار آخرين، فتعلموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن يرويه، أو قال: يحفظه فليكتبه، وليضعه في بيته، ورواه ابن عبد البر من طريق أحمد بن حنبل، ثم من جهة محمد بن أبان قال الحسين بن علي لبنيه ولبني أخيه: تعلموا العلم، فإنكم صغار قوم وتكونون كبارهم غدا، فمن لم يحفظ منكم فليكتب، كذا رأيته، الحسين بالتصغير، وعند البيهقي من حديث عبد اللَّه بن عبيد بن عمير قال: كان في هذا المكان خلف الكعبة حلقة، فمر عمرو بن العاص يطوف، فلما قضى طوافه جاء إلى الحلقة فقال: ما لي أراكم نحيتم هؤلاء الفتيان عن مجلسكم، لا تفعلوا أوسعوا لهم وأدنوهم وأفهموهم الحديث. فإنهم اليوم صغار قوم يوشكون أن يكونوا كبار آخرين، قد كنا صغار قوم ثم أصبحنا كبار آخرين، ومن جهة يحيى بن أيوب عن هششام بن عروة قال: كان أبي يقول: إنا كنا أصاغر قوم، ثم نحن اليوم كبار، وإنكم اليوم أصاغر، وستكونون كبارا، فتعلموا العلم تسودوا به قومكم، ويحتاجوا إليكم، فواللَّه ما يسألني الناس حتى لقد نسيت، وعند ابن عبد البر من طريق عثمان بن عروة عن أبيه أنه كان يقول لبنيه: يا بني أزهد الناس في العالم أهله، فهلموا إلي فتعلموا مني، فإنكم توشكون أن تكونوا كبار قوم، إني كنت صغيرا لا ينظر إلي، فلما أدركت من السن ما أدركت جعل الناس يسألوني، وما شيء أشد على امرئ من أن يسأل عن شيء من أمر دينه، فيجهله، ولبعضهم مما هو شبيه بهذا:
قل لمن لا يرى المعاصر شيئا ... ويرى للأوائل التقديما
إن ذاك القديم كان جديدا ... وسيغدو هذا الجديد قديما

622 - حَدِيث: صَغِّرُوا الْخُبْزَ وَأَكْثِرُوا عَدَدَهُ، يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ، الديلمي من حديث عبد اللَّه بن إبراهيم، حدثنا جابر بن سليم الأنصاري عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة به مرفوعا، وهو واه بحيث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: إن المتهم به جابر بن سليم، قال: وروي عن ابن عمر مرفوعا: البركة في صغر القرص، وطول الرشأ، وصغر الجدول، ونقل عن النسائي أنه كذب، وهو باللفظ الثاني عند الديلمي بلا سند عن ابن عباس وكل ذلك باطل، ولكن قد جاء عن الأوزاعي وغيره كما سيأتي في قوله: قوتوا طعامكم، أنه تصغير الأرغفة.

623 - حَدِيث: صَلاتُكُمْ عليَّ تَبْلُغُنِي أَيْنَمَا كُنْتُمْ، هو في حديث أوس بن أوس مرفوعا بلفظ: إن صلاتكم معروضة عليَّ، أخرجه أبو داود والنسائي وغيرهما، وصححه ابن خزيمة، وابن حبان والحاكم والنووي وآخرون، ورواه ابن أبي عاصم من حديث الحسين بن علي رضي اللَّه عنهما مرفوعا: صلوا عليَّ، فإن صلاتكم وتسليمكم تبلغني حيثما كنتم، وفي لفظ لأبي يعلى: صلوا عليَّ وسلموا، فإن صلاتكم وسلامكم يبلغني أينما كنتم، وفي لفظ عند الطبراني في الكبير وابن أبا عاصم أيضا: حيثما كنتم فصلوا عليَّ، فإن صلاتكم تبلغني، وله شواهد، منها عن علي مرفوعا: صلوا عليَّ، فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم، وهو حديث حسن.

624 - حَدِيث: صَلاةٌ بِخَاتَمٍ تَعْدِلُ سَبْعِينَ بِغَيْرِ خَاتَمٍ، هو موضوع كما قال شيخنا، وكذا رواه الديلمي من حديث ابن عمر مرفوعا، بلفظ: صلاة بعمامة تعدل بخمس وعشرين، وجمعة بجماعة تعدل سبعين جمعة، ومن حديث أنس مرفوعا: الصلاة في العمامة تعدل عشرة آلاف حسنة.

625 - حَدِيث: صَلاةٌ بِسِوَاكٍ خَيْرٌ مِنْ سَبْعِينَ صَلاةٍ بِغَيْرِ سِوَاكٍ، البيهقي من حديث فرج بن فضالة عن عروة بن رويم عن عمرة عن عائشة مرفوعا به، وقال: إنه غير قوي الإسناد، وساقه أيضا من طريق الواقدي عن عبد اللَّه بن يحيى الأسلمي عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة مرفوعا، بلفظ: الركعتان بعد السواك أحب إلي من سبعين ركعة قبل السواك، وضعفه أيضا الواقدي، وقد رواه من غير جهته الحارث بن أبي أسامة في مسنده من رواية ابن لهيعة عن أبي الأسود بلفظ: صلاة على أثر سواك أفضل من سبعين صلاة بغير سواك، بل أخرجه ابن خزيمة وغيره كأحمد والبزار والبيهقي من طريق ابن إسحاق قال: ذكر الزهري عن عروة بلفظ: فضل الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك لها سبعين ضعفا، وتوقف ابن خزيمة والبيهقي في صحته، خوفا من أن يكون من تدليسات ابن إسحاق، وأنه لم يسمعه من الزهري، لا سيما وقد قال الإمام أحمد: أنه إذا قال: وذكره، ولم يسمعه، وانتقد بذلك تصحيح الحاكم له، وهو قوله إنه على شرط مسلم، ولكن قد رواه معاوية بن يحيى عن الزهري، أخرجه البزار وأبو يعلى والبيهقي وجماعة منهم ابن عدي في كامله، وفي معاوية ضعف أيضا، قال البيهقي: ويقال إن ابن إسحاق أخذه منه، ورواه أبو نُعيم من حديث الحميدي عن سفيان عن منصور عن الزهري، ورجاله ثقات، وفي الباب عن أبي هريرة عند ابن عدي في كامله بلفظ: صلاة في أثر سواك، أفضل من خمس وسبعين ركعة بغير سواك، وعن ابن عباس عند أبي نُعيم في السواك له بلفظ: لأن أصلي ركعتين بسواك أحب إلي من أن أصلي سبعين ركعة بغير سواك، وسنده جيد، وعن أنس وجابر وابن عمر. وكذا عن أم الدرداء وجبير بن نفير مرسلا، كما بينته في بعض التصانيف، وبعضها يعتضد ببعض، ولذا أورده الضياء في المختارة من جهة بعض هؤلاء، وقول ابن عبد البر في التمهيد عن ابن معين: إنه حديث باطل، هو بالنسبة لما وقع له من طرقه.

626 - حَدِيث: صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا، وَلَوْ وُسِّعَ إِلَى صَنْعَاءِ الْيَمَنِ بِأَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، قال شيخنا: قد مر بي ولا أستحضر الآن، هل هو بلفظه أو بمعناه، ولا في أي الكتب هو؟ قلت: قد أخرجه ابن شبه في أخبار المدينة عن محمد بن يحيى أبي غسان المدني، والديلمي في مسنده من طريق إسحاق بن موسى الأنصاري، كلاهما عن سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أخيه هو عبد اللَّه بن سعيد عن أبيهما، وعن أبي هريرة مرفوعا، بلفظ: لو مد مسجدي هذا إلى صنعاء كان مسجدي، وسعد لين الحديث، وأخوه واهٍ جدا، ولابن شبه أيضا عن شيخه أبي غسان، عن محمد بن عثمان، هو ابن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن مصعب بن ثابت عن خباب أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوما وهو في مصلاه: لو زدنا في مسجدنا، وأشار بيده نحو القبلة، وهو منقطع مع لين مصعب. ولو ثبت لكان منزل منزلة الفعل عند القائل بأن همه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفعله، وله أيضا عن أبي غسان عن محمد بن إسماعيل هو ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، هو محمد ابن عبد الرحمن بن المغيرة الفقيه المشهور عن عمر بن الخطاب، قال: لو مد مسجد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكان منه. وهو معضل، ولو ثبت لكان حكمه الرفع، فهو مما لا مجال للرأي فيه، وله أيضا عن أبي غسان حدثني عبد العزيز بن عمران هو المعروف بابن أبي ثابت عن فليح بن سليمان عن ابن أبي عمرة، وهو إما عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأنصاري أو أبوه، أنه قال: زاد عمر رضي اللَّه عنه في المسجد في شاميه، ثم قال: لو زدنا فيه حتى يبلغ الجبانة، كان مسجد رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وابن أبي ثابت متروك الحديث، وبالجملة فليس فيها ما تقوم به الحجة، بل ولا تقوم بمجموعها، ولذا صحح النووي اختصاص التضعيف بمسجده الشريف، عملا بالإشارة في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، والمروي في مسلم عن أبي عمر أيضا دون ما زيد فيه . وأما قول أبي هريرة - إن صح لأنه عند ابن شبة والديلمي بالسند الأول -: واللَّه لو مد هذا المسجد إلى باب داري ما عدوت أن أصلي فيه، فمحتمل لاقتصاره على الصلاة في مسجده الشريف دون الزائد، لاختصاصه بالتمييز بلا شك، ويحتمل أن الضمير فيه لباب داره ولكنه بعيد، وعلى كل حال فليس بثابت أيضا. 627 - حَدِيث: صَلاةٌ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ كَعُمْرَةٍ، الترمذي وقال: حسن غريب، وابن ماجه والبيهقي عن أسيد بن ظهير، والنسائي عن سهل بن حنيف بلفظ: من خرج حتى يأتي هذا المسجد، مسجد قباء، فيصلي فيه كان له كعدل عمرة، وفي الباب أيضا عن أبي أمامة وآخرين، والحديث عند الحاكم في صحيحه كما بينته موضحا في موضع آخر.

628 - حديث: صلاة النهار عجماء، قال النووي في الكلام على الجهر بالقراءة من شرح المهذب: إنه باطل لا أصل له، وكذا قال الدارقطني: لم يرو عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإنما هو من قول بعض الفقهاء، حكاه الروياني في البحر، وقال: المراد به معظم الصلاة، ولهذا يجهر في الجمعة والعيد، وذكره، غير أنه من كلام الحسن البصري، بل هو عند أبي عبيد في فضائل القرآن من قول أبي عبيدة بن عبد اللَّه ابن مسعود، وكذا أخرجه عبد الرازق من قوله، ومن قول مجاهد موقوفا عليهما، ولابن أبي شيبة في مصنفه، عن يحيى بن أبي كثير، إنهم قالوا: يا رسول اللَّه، إن ههنا قوما يجهرون بالقراءة بالنهار، فقال: ارموهم بالبعر، وهذا مرسل، وقد رواه ابن شاهين مسندا عن أبي هريرة، وثبت عن أبي قتادة وخباب وأبي سعيد مرفوعا، ما يدل على الإسرار بالقراءة في الظهر والعصر.

629 - حَدِيث: الصَّلاةُ خَلْفَ الْعَالِمِ بأربعة آلاف وأربعمائة وَأَرْبَعِينَ صَلاةً، هو باطل كما قال شيخنا، وللديلمي من حديث البراء رفعه: الصلاة خلف رجل ورع مقبولة. 630 - حَدِيث: الصَّلاةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ مِنْ عِتْقِ الرِّقَابِ، التيمي في ترغيبه، وعنه أبو القاسم ابن عساكر، ومن طريقه أبو اليمن عن أبي بكر الصديق به من قوله، وهو عند النميري وابن بشكوال وغيرهما، بلفظ السلام بدل الصلاة، وقول شيخنا في بعض فتاويه عن هذا: إنه كذب مختلق، يعني به إضافته إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

631 - حديث: الصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا ترد، هو من كلام أبي سليمان الداراني، ولفظه: الصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقبولة، وفي لفظ: إن اللَّه يقبل الصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أخرجه باللفظ ابن النميري، كما بينته في القول البديع، بل في الإحياء مرفوعا، مما لم أقف عليه، وإنما هو عن أبي الدرداء من قوله: إذا سألتم اللَّه حاجة فابدوؤا بالصلاة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن اللَّه أكرم من أن يسأل حاجتين، فيقضي أحدهما ويرد الأخرى.

632 - حَدِيث: الصَّلاةُ عِمَادُ الدِّينِ، البيهقي في الشعب بسند ضعيف من حديث عكرمة عن عمر مرفوعا، ونقل عن شيخه الحاكم أنه قال: عكرمة لم يسمع من عمر، قال: وأراه ابن عمر، وأورده صاحب الوسيط فقال: قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصلاة عماد الدين، ولم يقف عليه ابن الصلاح، فقال في مشكل الوسيط: إنه غير معروف، وقال النووي في التنقيح: منكر باطل، وهو عند الطبراني أيضا، وكذا للديلمي عن علي رفعه: الصلاة عماد الدين، والجهاد سنام العمل، والزكاة تبين ذلك، ورواه التيمي في الترغيب، بلفظ: الصلاة عماد الإسلام، وللقضاعي من حديث عيسى بن ميسرة عن أبي الزناد عن أنس رفعه: الصلاة نور المؤمن، وكذا له وللديلمي، من حديث حمزة الزيات عن أبي سفيان عن أبي نضرة عن أبي سعيد رفعه: علم الإيمان الصلاة، قلت: وأورده الزمخشري بلفظ الترجمة في البقرة من كشافه، وعزاه الطيبي لتخريج الترمذي في حديث معاذ وفيه: وعموده الصلاة، ولا يخفى بعده ثم رواه أبو نُعيم شيخ البخاري، في كتاب الصلاة عن حبيب بن سليم عن بلال بن يحيى قال: جاء رجل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسأله عن الصلاة، فقال: الصلاة عمود الدين، وهو مرسل، ورجاله ثقات.

633 - حَدِيث: صِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ، فِي: صَدَقَةِ السِّرِّ، قَرِيبًا.

634 - حديث: صلى اللَّه على نبي قبلك، يقوله جمهور العوام، عند تقبيل الحجر الأسود، وهو كلام حسن، لكن قول ما وردت به السنة أحسن وأولى.

635 - حَدِيث: صَلُّوا عَلَى كُلِّ مَيِّتٍ، وَجَاهِدُوا مَعَ كُلِّ أَمِيرٍ، ابن ماجه والدارقطني من حديث مكحول عن واثلة به مرفوعا، وللطبراني، وأبي نُعيم في الحلية، والدارقطني بسندين مختلفين إلى ابن عمر مرفوعا: صلوا على من قال لا إله إلا اللَّه، وخلف من قال لا إله إلا اللَّه، وفي الباب عن أبي هريرة بلفظ: صلوا خلف كل بر وفاجر، أخرجه أبو داود والدارقطني واللفظ له والبيهقي بزيادة: وجاهدوا مع كل أمير، كلهم من حديث مكحول عنه، وهو منقطع، وله طريق أخرى في الضعفاء لابن حبان، ورواه الدارقطني من حديث الحارث عن علي، ومن حديث علقمة والأسود عن ابن مسعود، ومن حديث أبي الدرداء، وكلها واهية، كما صرح به غير واحد، وبعضها في العلل لابن الجوزي، وأصح ما فيه حديث مكحول، عن أبي هريرة على إرساله.

636 - حَدِيث: صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، فِي صَدَقَةِ السِّرِّ.

637 - حَدِيث: صُومُوا تَصِحُّوا، فِي: سَافِرُوا.

638 - حَدِيث: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، أحمد والنسائي والقضاعي من حديث عروة ابن النزال عن معاذ بن جبل به مرفوعا، ووقع في رواية أخرى لأحمد عروة ابن النزال أو النزال بن عروة، قال شعبة: فقلت له: سمعته من معاذ قال: وهو في نسخة سمعان بن المهدي عن أنس، بل اتفق عليه الشيخان عن أبي هريرة بلفظ: الصيام جنة، في حديث، ورواه أحمد والنسائي وابن ماجه، عن عثمان بن أبي العاص، بلفظ: الصيام جنة من النار، كجنة أحدكم من القتال.

639 - حَدِيث: الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ، في: الشتاء ربيع المؤمن.