فهرس الكتاب

حرف الجيم

حرف الجيم
359 - حَدِيث: الْجَارُ قَبْلَ الدَّارِ، فِي: الْتَمِسُوا، مِنَ الْهَمْزَةِ.

360 - حَدِيث: الْجَارُ إِلَى أَرْبَعِينَ، أبو يعلى في مسنده، وابن حبان في الضعفاء، معا من حديث أبي هريرة رفعه: حق الجار أربعون دارا، هكذا، وهكذا، وهكذا، وهكذا، يمينا وشمالا، وقداما، وخلفا، وهو عند الديلمي في مسنده من الوجه الذي أخرجاه، لكن بلفظ: الجار ستون ذراعا عن يمينه، وستون عن يساره، وستون خلفه، وستون قدامه، وسنده ضعيف، ولكن له باللفظ الأول شاهد عن كعب بن مالك رفعه أيضا، ولفظه: في حديث: ألا إن أربعين دارا جار، وسنده ضعيف أيضا، بل يروى عن عائشة أنها قالت: يا رسول اللَّه، ما حد الجوار، قال: أربعون دارا، وفي رواية عنها: أوصاني جبريل إلى أربعين دارا، عشرة من ههنا، وعشرة من ههنا، وعشرة من ههنا، وعشرة من ههنا، قال البيهقي: وكلاهما ضعيف أيضا، والمعروف ما لأبي داود في المراسيل من حديث الزهري أن رجلا أتى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشكو جاره، فأمره النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ينادي على باب المسجد، ألا إن أربعين دارا جوار، قال يونس يعني ابن يزيد، فقلت لابن شهاب: كيف؟ قال: أربعون هكذا، وأربعون هكذا، وأربعون هكذا، وأومأ إلى أربع جهات، وبه قالت عائشة: فروينا عنها قالت: حق الجوار أربعون دارا، من كل جانب، ورواه البخاري في الأدب المفرد من قول الحسن البصري أنه سئل عن الجار، فقال: أربعون دارا أمامه، وأربعون خلفه، وأربعون عن يمينه، وأربعون عن يساره، وكذا جاء عن الأوزاعي.

361 - حَدِيث: الْجَالِبُ مَرْزُوقٌ، وَالْمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ، ابن ماجه في سننه، والحاكم في صحيحه، وإسحاق، والدارمي، وعبد، وأبو يعلى في مسانيدهم، والعقيلي في الضعفاء، من حديث عمر به مرفوعا، وسنده ضعيف.

362 - حَدِيث: جَالِسُوا الْعُلَمَاءَ، وَسَائِلُوا الْكُبَرَاءَ، وَخَالِطُوا الْحُكَمَاءَ، الطبراني والعسكري من حديث أبي مالك النخعي، عن سلمة بن كهيل عن أبي جُحيفة مرفوعا بهذا، وكذا أخرجه العسكري من حديث إسحاق بن الربيع العصفري، حدثنا أبو مالك به نحوه، ومن جهة مسعر عن سلمة عن أبي جُحيفة، قال: كان يقال: جالس الكبراء، وخالط العلماء، وخالل الحكماء، موقوف، وفي الباب عن ابن عباس: قيل: يا رسول اللَّه، من نجالس؟ أو قال: أي جلسائنا خير؟ قال: من ذكركم اللَّه رؤيته، وزاد في علمكم منطقه، وذكركم الآخرة عمله، وعن ابن عيينة، قال: قيل لعيسى: يا روح اللَّه من نجالس؟ فقال: من يزيد في علمكم منطقه، ويذكركم اللَّه رؤيته، ويرغبكم في الآخرة عمله، رواهما العسكري.

363 - حَدِيث: الْجَالِسُ وَسْطَ الْحَلَقَةِ مَلْعُونٌ، أبو داود من حديث قتادة حدثني أبو مجْلز، عن حذيفة أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعن من جلس وسط الحلقة، وهو عند الترمذي من هذا الوجه عن أبي مجلز أن رجلا قعد وسط حلقة، فقال حذيفة: ملعون على لسان محمد أو لعن اللَّه على لسان محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قعد وسط الحلقة، وقال: إنه حسن صحيح، ورواه الحاكم بلفظ: رأى حذيفة إنسانا قاعدا وسط حلقة، فقال: لعن رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قعد وسط حلقة، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وأخرجه أحمد وأبو يعلى في مسنديهما، ومن طريقهما الضياء في المختارة وآخرون، وكلهم بمعنى لفظ الترجمة.

364 - حَدِيث: الْجَبَرُوتُ فِي الْقَلْبِ، ابن لال عن جابر به مرفوعا، ويدخل هنا ما رواه أحمد بن منيع، والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما، عن علي مرفوعا، إن الرجل ليكتب جبارا وما يملك غير أهل بيته، ومن كلامهم: الظلم كمين في النفس، العجز يخفيه، والقدرة تبديه.

365 - حَدِيث: جُبِلَتِ الْقُلُوبُ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا، وَبُغْضِ مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهَا، أبو نُعيم في الحلية، وأبو الشيخ، وابن حبان في روضة العقلاء، والخطيب في تاريخ بغداد، وآخرون، كلهم من طريق إسماعيل بن أبان الخياط، قال: بلغ الحسن بن عمارة أن الأعمش وقع فيه، فبعث إليه بكسوة فمدحه الأعمش، فقيل للأعمش: ذممته، ثم مدحته، فقال: إن خيثمة حدثني عن ابن مسعود قال: جبلت، وذكره، وهكذا أخرجه ابن عدي في كامله، ومن طريقه البيهقي في الشعب، وابن الجوزي في العلل المتناهية، لكن مرفوعا، وهو باطل مرفوعا، وموقوفا، وقول ابن عدي، ثم البيهقي: إن الموقوف معروف عن الأعمش، يحتاج إلى تأويل، فإنهما أورداه كذلك بسند فيه من اتهم بالكذب والوضع، بسياق يجل الأعمش عن مثله، وهو أنه لما ولى الحسن بن عمارة مظالم الكوفة بلغ الأعمش فقال: ظالم ولى مظالمنا، فبلغ الحسن، فبعث إليه بأثواب ونفقة، فقال الأعمش: مثل هذا ولي علينا يرحم صغيرنا، ويعود على فقيرنا، ويوقر كبيرنا، فقال له رجل: يا أبا محمد ما هذا وقولك فيه أمس؟ فقال: حدثني خيثمة، وذكره موقوفا، وأخرجه القضاعي مرفوعا من جهة ابن عائشة، حدثنا محمد بن عبد الرحمن، رجل من قريش، قال: كنت عند الأعمش، فقيل: إن الحسن بن عمارة ولى المظالم، فقال الأعمش: يا عجبا؟ من ظالم ولي المظالم، ما للحائك ابن الحائك والمظالم، فخرجت، فأتيت الحسن فأخبرته، فقال: علي بمنديل وأثواب، فوجه بها إليه، فلما كان من الغد، بكرت إلى الأعمش فقلت: أجري الحديث، قبل أن يجتمع الناس، فأجريت ذكره، فقال: بخ بخ، هذا الحسن بن عمارة ولي العمل وما زانه، فقلت: بالأمس، قلت: ما قلتَ؟ واليوم تقول هذا، فقال: دع عنك هذا، حدثني خيثمة عن ابن مسعود مرفوعا، فقد كان رحمه اللَّه زاهدا، ناسكا، تاركا للدنيا، حتى وصفه القائل بقوله: ما رأيت الأغنياء والسلاطين عند أحد أحقر منهم عنده مع فقره وحاجته، وقال آخر: إنه فقير، صبور، محانب للسلطان، ورع، عالم بالقرآن، وربما يستأنس له بما يروى: اللَّهم لا تجعل للفاجر عندي نعمة يرعاه بها قلبي، وبحديث: الهدية تذهب بالسمع والبصر، وهو ضعيف، والكلام في هذا كله مبسوط في الأجوبة الحديثية.

366 - حَدِيث: الْجُبْنُ وَالْجَرْأَةُ غَرَائِزُ يَضَعُهَا اللَّه حَيْثُ يَشَاءُ، البيهقي في السنن من حديث شعبة عن أبي إسحاق، عن حسان بن فائد، عن عمر بن الخطاب أنه قال: الشجاعة والجبن غرائز في الناس، تلقى الرجل يقاتل عمن لا يعرف، وتلقى الرجل يفر عن أبيه، وهو عند أبي يعلى، ومن طريقه القضاعي من حديث معدي بن سليمان، حدثنا ابن عجلان هو محمد عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعا: كرم المؤمن تقواه، ومروءته خلقه، ونسبه دينه، والجبن والجرأة غرائز يضعها اللَّه حيث يشاء، معدي قال فيه أبو زرعة: واهي الحديث، يحدث عن ابن عجلان بمناكير، وكذا ضعفه غيره، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال الشاذكوني: كان من أفضل الناس، وكان يعد من الأبدال، وصحح له الترمذي حديثا، وعند الدارقطني من حديثه بهذا السند: الحسب المال، والكرم التقوى، ويروى كما للخرائطي من حديث مسلم بن خالد الزنجي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا: كرم المرء دينه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه، ومن حديث الشعبي، قال: قال عمر: حسب المرء دينه، ومروءته خلقه، وأصله عقله، وهو عن عمر في الموطأ.

367 - حَدِيث: الْجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ، يشير إليه قوله تعالى {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ، وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا، هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ} ، وكما تدين تدان، واسمح يسمح لك، وأشباهها، ووقع في كتب النحاة كشروح الألفية وتوضيحها: الناس مجزيون بأعمالهم، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، وقد أخرجه ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس موقوفاً.

368 - حَدِيث: جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، في: تعرف إلى اللَّه، وعند القضاعي في مسنده من حديث مسعر بن كدام، عن المنبعث الأثرم سمعت كردوسا، سمعت ابن مسعود، سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: جف القلم بالشقي والسعيد، وفرغ من أربع من الخلق والخلق والأجل والرزق، وكذا أخرجه الديلمي بلفظ: جرى، بدل جف.

369 - حَدِيث: الْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ، عبد اللَّه بن أحمد في زوائد المسند من حديث الجراح بن مليح، عن أبي عبد الرحمن، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على المنبر: من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر اللَّه، والتحدث بنعمة اللَّه شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب، قال: فقال: أبو أمامة الباهلي: عليكم بالسواد الأعظم، قال: فقال رجل: ما السواد الأعظم؟ فنادى أبو أمامة: هذه الآية التي في سورة النور {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ} ، وهو عند القضاعي والديلمي من هذا الوجه، فاقتصر أولهما منه على الترجمة فقط، وثانيهما على: من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، وأورد الديلمي أيضا من حديث حماد بن سعيد بن معروف الأنصاري قال: حدثنا ليث ابن أبي سليم عن أبي الزبير، عن جابر رفعه: من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر اللَّه، وما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة، وفي الجماعة رحمة، وفي الفرقة عذاب، وسندهما ضعيف، لكن له شواهد، منها في الترمذي عن ابن عباس رفعه: يد اللَّه على الجماعة، اتبعوا السواد الأعظم، فإنه من شذ شذ في النار، ومنها في الطبراني عن أسامة بن شريك رفعه: يد اللَّه على الجماعة، فإذا شذ الشاذ منهم اختطفته الشياطين، الحديث، ومنها فيه أيضا عن عرفجة رفعه: يد اللَّه مع الجماعة، والشيطان مع من فارق الجماعة يركض، ومنها في الديلمي عن أبي هريرة مرفوعا: الشيطان يهم بالواحد والاثنين، فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم. 370 - حَدِيث: جَمَالُ الرَّجُلِ فَصَاحَةُ لِسَانِهِ، القضاعي من حديث الأوزاعي، والعسكري من حديث المنكدر بن محمد بن المنكدر، كلاهما عن محمد بن المنكدر، عن جابر به مرفوعا، وأخرجه أيضا الخطيب، وابن طاهر، وفي إسناده أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي، وهو كذاب، وللديلمي من حديث جابر أيضا رفعه: الجمال صواب المقال، والكمال حسن الفعال بالصدق، وعند العسكري من حديث يعقوب بن جعفر بن سليمان سمعت أبي يحدث عن أبيه عن علي بن عبد اللَّه بن عباس عن أبيه عن جده العباس، قال: قلت يا نبي اللَّه، ما الجمال في الرجل، قال: فصاحة لسانه، وهو عند ابن لال، بلفظ: الجمال في الرجل اللسان، وفي إسناده محمد بن زكريا الغلابي، وهو ضعيف جدا، ورواه أيضا عن ابن عائشة عن أبيه معضلا، وفي لفظ عنده: إن جمال، وفي إسناده عبد اللَّه بن إبراهيم الغفاري وهو ضعيف، وللحاكم في المستدرك من طريق أبي جعفر بن علي بن الحسين عن أبيه، قال: أقبل العباس إلى رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه حلتان، وله ضفيرتان، وهو أبيض، فلما رآه تبسم، فقال: يا رسول اللَّه، ما أضحكك أضحك اللَّه سنك؟ فقال: أعجبني من جمال عم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال العباس: ما الجمال؟ قال: اللسان، وهو مرسل، وقال ابن طاهر: إسناده مجهول، وروى العسكري من حديث هارون بن عمر، حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه، قال: مر عمر بقوم يرمون، فقال: بئس ما رميتم، فقالوا: إنا متعلمين، فقال عمر: واللَّه لذنبكم في لحنكم أشد عليَّ من ذنبكم في رميتكم، سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: رحم اللَّه امرأ أصلح من لسانه، انتهى، ووقع هذا الحديث في الديات من الرافعي بلفظ: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سئل عن الجمال، فقال: هو اللسان.

371 - حَدِيث: الْجُمُعَةُ حَجُّ الْمَسَاكِينِ، القضاعي من حديث عيسى بن إبراهيم الهاشمي، عن مقاتل، عن الضحاك، عن ابن عباس رفعه به، وفي لفظ له أيضا بإسناده: الفقراء، بدل المساكين، وهو عند الحارث بن أبي أسامة في مسنده، ومقاتل ضعيف، وكذا الراوي عنه، وللديلمي من حديث هشام بن عبيد اللَّه الرازي، حدثنا ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر رفعه: الدجاج غنم فقراء أمتي، والجمعة حج فقرائها، وهكذا هو في ترجمة هشام من ضعفاء ابن حبان، ولابن ماجه من حديث علي بن عروة عن المقبري، عن أبي هريرة، قال: أمر رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأغنياء باتخاذ الغنم، وأمر الفقراء باتخاذ الدجاج، وقال: عند اتخاذ الأغنياء الدجاج يأذن اللَّه تعالى بهلاك القرى. وهو ضعيف.

372 - حَدِيث: جَنِّبُوا مَسَاجِدَكُمْ صِبْيَانَكُمْ، ابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الشَّامِيِّ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ وَاثِلَةَ مَرْفُوعًا، بِلَفْظِ: جَنِّبُوا مَسَاجِدَكُمْ صِبْيَانَكُمْ، وَمَجَانِينَكُمْ، وشراءَكم، وَبَيْعَكُمْ، وَخُصُومَاتِكُمْ، وَرَفْعَ أَصْوَاتِكُمْ، وَإِقَامَةَ حُدُودِكُمْ، وَسَلَّ سُيُوفِكُمْ، وَاتَّخِذُوا عَلَى أَبْوَابِهَا الْمَطَاهِرَ، وَجَمِّرُوهَا فِي الْجُمَعِ، وسنده ضعيف، ولكن له شاهد عند الطبراني في الكبير، والعقيلي وابن عدي بسند فيه العلاء بن كثير الشامي، وهو ضعيف من حديث مكحول، عن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة، قالوا: سمعنا رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكره بلفظ: مساجدكم، وبدون شراءكم وبيعكم. ومن حديث مكحول عن معاذ مرفوعا بنحوه، وكذا أخرج عبد الرزاق وإسحاق حديث معاذ، ومكحول لم يسمع من معاذ. ولابن عدي من حديث أبي هريرة رفعه: جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم، وفي سنده عبد اللَّه بن محرر، بمهملات وزن محمد، وهو ضعيف، وذكره عبد الحق من جهة البزار، ثم من حديث ابن مسعود قال: وليس له أصل، انتهى. وفي الباب مما يستأنس به لتقويته عدة أحاديث: كحديث من رأيتموه يبيع، أو يبتاع في المسجد، أو ينشد ضالة، الحديث.

373 - حَدِيث: الْجَنَّةُ تَحْتَ أَقْدَامِ الأُمَّهَاتِ، أحمد والنسائي وابن ماجه والحاكم في مستدركه من حديث ابن جريج، أخبرني محمد بن طلحة هو ابن عبد اللَّه بن عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق عن أبيه عن معاوية بن جاهمة السلمي، أن جاهمة جاء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يا رسول اللَّه، أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك، فقال: هل لك من أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها، وقال الحاكم: إنه صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقب بالاضطراب. فقيل: هكذا كما اتفق عليه حجاج بن محمد، وروح بن عبادة، وأبو عاصم، كلهم عن ابن جريج. وقيل عن معاوية أنه السائل، أخرجه ابن ماجه أيضا من حديث محمد بن إسحاق عن محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن معاوية عن جاهمة. قال: أتيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلت: يا رسول اللَّه، إني كنت أردت الجهاد معك، أبتغي بذلك وجه اللَّه، والدار الآخرة، قال: ويحك أحية أمك، قلت: نعم يا رسول اللَّه، قال: ويحك الزم رجلها فثم الجنة، وجعله أيضا بلا واسطة بين محمد بن طلحة ومعاوية. وقد أخرجه ابن شاهين من جهة إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق فأثبته، وتابعه محمد بن سلمة الخزاعي عن ابن إسحاق، وهو المشهور عنه. وقيل عن طلحة بن معاوية أنه هو الذي سأل، ورجح البيهقي الأول. وفيه من الاختلاف غير ذلك مما لبسطه غير هذا المحل. وفي الباب ما أخرجه الخطيب في جامعه، والقضاعي في مسنده، من حديث منصور بن المهاجر البزوري. عن أبي النضر الأبار عن أنس رفعه: الجنة تحت أقدام الأمهات، قال ابن طاهر: ومنصور وأبو النضر لا يعرفان، والحديث منكر، وذكره أيضا من حديث ابن عباس وضعفه، هذا وقد عزاه الديلمي لمسلم عن أنس، فينظر . والمعنى أن التواضع للأمهات سبب لدخول الجنة.

374 - حَدِيث: جُهْدُ الْمُقِلِّ دُمُوعُهُ، هو معنى خير أو أفضل الصدقة: جهد المقل الذي أخرجه أبو داود وغيره عن أبي هريرة مرفوعا. وفي الباب عن جابر وغيره كعبد اللَّه بن حبشي الخثعمي، وحديثه عند أبي داود والنسائي في الجهاد، والدارمي وغيرهم بإسناد قوي من طريق عبيد بن عمير عنه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سئل: أي الأعمال أفضل، قال: إيمان لا شك فيه، وجهاد لا غلول فيه، وحج مبرور. قيل: فأي الصلاة أفضل، قال: طول القيام، قيل: فأي الصدقة أفضل، قال: جهد المقل. وذكر البخاري في تاريخه له علة، وهي الاختلاف على رواية عبيد في سنده، فقال علي الأزدي: هكذا وقال: عبد اللَّه بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده واسم جده قتادة الليثي. ولكن لفظ المتن قال: السماحة والصبر، ومن هنا يمكن أن يقال ليست العلة بقادحة، وقد أخرجه هكذا موصولا من وجهين في كل منهما مقال، ثم أورده من طريق الزهري عن عبد اللَّه بن عبيد عن أبيه مرسلا، وهذا أقوى ويروى عن ابن مسعود أن نملة تجر نصف شقها حملت إلى سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام نبقة جلوقية، فوضعت بين يديه فلم يلتفت إليها، فرفعت رأسها فقالت:
ألا كلنا نهدي إلى اللَّه ماله ... وإن كان عنه ذا غنى فهو قابله
ولو كان يهدى للجليل بقدره ... لقصر أعلى البحر منه مناهله
ولكنا نهدي إلى من نحبه ... ولو لم يكن في وسعنا ما يشاكله
فأتاه جبريل عليه السلام، فقال: إن اللَّه عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: اقبل هديتها، فإن اللَّه تعالى يحب جهد المقل، أسنده الديلمي، وعنده عن ابن عمر رفعه: خير الناس مؤمن فقير يعطي من جهده.

375 - حَدِيث: جَوْرُ التُّرْكِ وَلا عَدْلُ الْعَرَبِ، كَلامٌ سَاقِطٌ. 376 - حَدِيث: الْجُوعُ كَافِرٌ، وَقَاتِلُهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، كلام يدور في الأسواق، ويقرب من معنى الشق الأول، قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللَّهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع، في حديث عند أبي داود والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة، وللطبراني في الأوسط عن عائشة مرفوعا أيضا في حديث: اللَّهم إني أعوذ بك من الجوع ضجيعا، وأما الشق الثاني، فأحاديث ذم الجائع كثيرة، منتشرة، أفردت بالتأليف، كحديث: أفشوا السلام، وأحسنوا الكلام، وأطعموا الطعام، تدخلوا الجنة بسلام. ومنها: من أطعم كبدا جائعا أطعمه اللَّه من أطيب طعام الجنة. ومن برد كبدا عطشانة، الحديث. ومنها: من أطعم مؤمنا حتى يشبعه أدخله اللَّه من أبواب الجنة، لا يدخلها إلا من كان مثله.

377 - حَدِيث: الْجِيزَةُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِصْرُ خَزَائِنُ اللَّه فِي أَرْضِهِ، قال شيخنا: هو كذب موضوع، وهو في نسخة نبيط الموضوعة .