فهرس الكتاب

أبو جعفر المجذوم

320 ابو جعفر المجذوم قال ابو الحسن الدراج كنت احج فتصحبني جماعة فكنت احتاج الى القيام معهم والأشغال بهم فذهبت سنة من السنين يعني على الوحدة وخرجت الى القادسية فدخلت المسجد فاذا رجل في المحراب مجذوم وعليه من البلاء شيء عظيم فلما راني سلم علي وقال يا أبا الحسين عزمت على الحج قلت على غيظ مني وكراهية له قال فقال لي فالصحبة فقلت في نفسي انا هربت من الاصحاء اقع في يدي مجذوم قلت لا قال لي افعل قلت لا والله لا افعل فقال لي يا أبا الحسين يصنع الله للضعيف حتى يتعجب القوي.
فقلت نعم على الانكار عليه.
قال فتركته فلما صليت العصر مشيت الى ناحية المغيثة فبلغت كالغد ضحوة فلما دخلت اذا بالشيخ فسلم علي وقال لي يا أبا الحسين يصنع للضعيف حتى يتعجب القوي قال فاخذني شبيه الوسواس في امره.
قال فلم احس حتى بلغت القرعاء على الغد فبلغت مع الصبح فدخلت المسجد فاذا انا بالشيخ قاعدا فقال لي يا أبا الحسين يصنع الله للضعيف حتى يتعجب القوي.
قال فبادرت إليه فوقعت بين يديه على وجهي فقلت المعذرة الى الله واليك قال لي ما لك قلت اخطأت قال وما هو قلت الصحبة قال اليس حلفت وانا نكره ان نحنثك قال قلت فاراك في كل منزل قال ذاك لك.
قال فذهب عني الجوع والعطش والتعب في كل منزل ليس لي هم الا الدخول إلى المنزل فاراه الى ان بلغت المدينة فغاب عني فلم اره.
فلما قدمت مكة حضرت ابا بكر الكناني وابا الحسين المزين فذكرت ذلك لهم فقالوا يا احمق ذلك ابو جعفر المجذوم ونحن نسال الله ان نراه فقالوا ان لقيته فتعلق به لعنا نراه قلت نعم.
فلما خرجنا الى منى وعرفات لم القه فلما كان يوم الجمرة رميت الجمار فحدثني انسان وقال يا ابا الحسين السلام عليك فلما رايته لحقني من رؤيته فصحت وغشي علي وذهب عني وجئت الى مسجد الخيف واخبرت اصحابنا.
فلما كان يوم الوداع صليت خلف المقام ركعتين ورفعت يدي فاذا انسان خلفي جذبني فقال يا ابا الحسين عزمت عليك ان تصبح قلت لا اسالك ان تدعو لي فقال سل ما شئت فسألت الله تعالى ثلاث دعوات فامن على دعائي فغاب عني فلم اره.
فسالته عن الادعية فقال فاما احدها فقلت يا رب حبب الي الفقر فليس في الدنيا شيء احب الي منه والثاني قلت اللهم لا تجعلني أبيت ليلة ولى شيء ادخره لغد وانا منذ كذا وكذا سنة ما لي شيء ادخره والثالث قلت اللهم اذا اذنت لاوليائك ان ينظروا إلي فاجعلني منهم وانا ارجو.
قال السلمي ابو جعفر المجذوم بغدادي من اقران ابي العباس بن عطاء.