فهرس الكتاب

صالح بن بشير أبو بشر المرئي

548 صالح بن بشير أبو بشر المرئي كان مملوكاً لامرأة من بني مرة بن الحارث من بني عبد القيس فأعتقته.
قال عبد الرحمن بن مهدي: كنت أذكر صالحاً المري لسفيان فيقول القصص القصص، كأنه يكرهه.
فكان إذا كانت له حاجة بكر فيها.
فبكر يوماً وبكرت معه فجعلت طريقنا على مسجد صالح المري فقلت: يا أبا عبد الله ندخل فنصلي في هذا المسجد.
فدخل فصلينا وكان يوم مجلس صالح، فلما صلوا ازدحم الناس فبقينا لا نقدر أن نقوم، وتكلم صالح فرأيت سفيان يبكي بكاءً شديداً، فلما فرغ وقام قلت له: يا أبا عبد الله كيف رأيت هذا الرجل؟ فقال: ليس هذا بقاص هذا نذير قوم.
عفان بن مسلم قال: كنا نأتي مجلس صالح المري نحضره وهو يقص، وكان إذا أخذ في قصصه كأنه رجل مذعور يفزعك أمره، من حزنه وكثرة بكائه كأنه ثكلى، وكان شديد الخوف من الله كثير البكاء.
أحمد بن إسحاق الحضرمي قال: سمعت صالحاً المري يقول: للبكاء دواع: الفكرة في الذنوب فإن أجابت على تلك القلوب وإلا نقلتها إلى الموقف وتلك الشدائد والأهوال، فإن أجابت على ذلك وإلا فاعرض عليها التقلب في أطباق النيران.
قال: ثم صاح وغشي عليه وتصايح الناس من نواحي المسجد.
الأصمعي قال: شهدت صالحاً المري عزى رجلاً على ابنه فقال: لئن كانت مصيبتك لم تحدث لك موعظة في نفسك فمصيبتك بابنك جلل في مصيبتك في نفسك، فإياها فابك.
أسند صالح عن الحسن وابن سيرين وثابت وقتادة وبكر بن عبد الله في خلق كثير من التابعين.
وتوفي سنة ست وسبعين ومائة.