فهرس الكتاب

ذكر المصطفيات من عابدات البصرة المجهولات

ذكر المصطفيات من عابدات البصرة المجهولات 620 عابدة عن يعلى بن حكيم قال: قال سعيد بن جبير: ما رأيت أرعى لحرمة هذا البيت ولا أحرص عليه من أهل البصرة، ولقد رأيت جارية منهم ذات ليلة تعلقت بأستار الكعبة فجعلت تدعو وتبكي وتتضرع حتى ماتت.
621 عابدة أخرى عون بن أبي عمارة البصري قال: قال أبو محرز الطفاوي: شكوت إلى جارية لنا ضيق المكسب علي وأنا شاب فقالت لي: يا بني استعن بعز القناعة عن ذل المطالب، فكثيراً، والله ما رأيت القليل عاد سليماً.
قال أبو محرز: ما زلت بعد أعرف بركة كلامها في قنوعي.
622 عابدة أخرى عن عبد الواحد قال: أتينا امرأة متعبدة في ناحية البصرة لنسلم عليها فقيل لنا لا تصلون إليها.
قلنا: ولم ذاك؟ قالوا: قد غلقت عليها الباب منذ ثلاث تبكي.
قلنا: ولم ذاك؟ قالوا: قتلت نملة.
623 عابدة أخرى عن سعيد بن عطارد قال: ذكرت لي امرأة بالبصرة متعبدة فأتيتها فوجدتها تصلي فانصرفت.
فقالت: ما اسمك؟ فقلت: سعيد.
قالت: يا سعيد، كل شيء شغلك عن الله فهو عليك مشوم.
ثم أقبلت على صلاتها وتركتني.
624 عابدة أخرى علي بن الحسن قال: كانت امرأة بالبصرة تقول لقلبها.
فقدتك من قلب، ما أنساك! أصبحت لعظمة الله ناسياً إلهي كيف لي بالقرب منك غداً وقاسي القلب منك بعيد؟.
625 عابدة أخرى عن صالح بن عبد الكريم قال: رأيت امرأة سوداء بالبصرة، والناس مجتمعون عليها، ثم قامت فدخلت داراً فدخلوا معها وأحدقوا بها، فدنوت منها فقلت: يا هذه أما تخافينالعجب؟ فرفعت رأسها فنظرت إلي ثم قالت: كيف يعجب بعمله من لا يدري لعله قد رد عليه؟.
626 عابدة أخرى الحسين بن جعفر قال: سمعت أبي قال: صليت العيد في الجبان ثم انفردت فإذا أنا بعجوز رافعة يديها وهي تقول: انصرف الناس ولم أشعر قلبي اليأس، يا صاحب الصدقة ها أناذه منصرفة، فليت شعري ما زودتني؟ رب ارحم ضعفي وكبر سني، خرجت أرجوك فلا تخيب حسن ظني بك.
وهي تبكي فما انتفعت بنفسي يومي.
627 عابدة أخرى حماد بن سلمة قال: خرجت في ليلة ظلماء ذات برد وريح ومطر ومعي شوي، قلت: أقسمه في جيراني.
قال: فإذا أنا بامرأة قد خرجت وهي تقول: يا رفيق ارفق بنا.
قال: قلت: ما لك رحمك الله؟ قالت: يا حماد إنه دخل هذا المطر على يتامى تحت فرشهم فقلت: يا رفيق ارفق بنا، فدخلت فوجدته أيبس مما كان.
فقلت: هاك رحمك الله هذا الشيء فأنفقيه على نفسك وعلى أيتامك.
فقالت: إليك عني يا حماد فإني إنما أسأل أجود الأجودين.
عفان بن مسلم قال: قال لي حماد بن سلمة: ألح المطر علينا سنة من السنين، وفي جواري امرأة من المتعبدات، لها بنات أيتام، فوكف السقف عليهم فسمعتها تقول: يا رفيق ارفق بي.
فسكن المطر؛ فأخذت صرة فيها عشرة دنانير وقرعت بابها.
فقالت: اجعله حماد بن سلمة.
فقلت: أنا حماد، سمعتك وقد تأذيت بالمطر فقلت يا رفيق ارفق بنا، فما بلغ من رفقه بك؟ فقالت: سكن المطر وأدفأ الصبيان وجفف البيت.
قال فأخرجت الدنانير وقلت: انتفعي بهذه.
فإذا صبية عليها مدرعة من صوف تستبين خروقها، قد خرجت علي وقالت: ألا تسكت يا حماد تعترض بيننا وبين ربنا ومولانا؟ ثم قالت: يا أماه قد علمنا أنا لما شكونا مولانا أنه سيبعث إلينا بالدنيا ليطردنا من بابه ألصقت خدها بالتراب ثم قالت: أما أنا وعزتك لا زايلت بابك وإن طردتني.
ثم قالت: يا حماد رد عافاك الله دنانيرك إلى الموضع الذي أخرجتها منه فإنا رفعنا حوائجنا إلى من يقبل الودائع ولا يبخس المعاملين.
عن عبيد الله بن محمد القرشي قال: كانت امرأة من عباد أهل البصرة، وكان لها أولاد فأصابها مطر في بعض الليل فوكف عليها البيت، فجعلت تنقل أولادها من موضع إلى موضع، فلا يزداد الوكف إلا شدة.
فلما أذلقها ذلك قالت: يا رفيق ارفق بي.
قال: فما أصابها من ذلك المطر قطرة واحدة.