فهرس الكتاب

هشيم بن بشير بن أبي خازم

376 هشيم بن بشير بن أبي خازم واسم أبي خازم: القاسم بن دينار.
ويكنى هشيم أبا معاوية السلمي، مولى لبني سليم.
قال أبو إسحاق الحربي: كان هشيم رجلاً كان أبوه صاحب صحناة وكواميخ، يقال له بشير.
وطلب ابنه هشيم الحديث فاشتهاه، وكان أبوه يمنعه.
فكتب الحديث حتى جالس أبا شيبة القاضي، وكان يناظر أبا شيبة في الفقه، فمرض هشيم، فقال أبو شيبة: ما فعل ذلك الفتى الذي كان يجيء إلينا؟ قالوا: عليل.
فقال: قوموا بنا حتى نعوده.
فقام أهل المجلس جميعاً يعودونه حتى صاروا إلى منزل بشير، فدخلوا إلى هشيم فجاء رجل إلى بشير ويده في الصحناة فقال: الحق ابنك قد جاء القاضي يعوده.
فجاء بشير والقاضي في داره.
فلما خرج قال لابنه: يا بني قد كنت أمنعك من طلب الحديث فأما اليوم فلا، صار القاضي يجيء إلى بابي، متى أملت هذا.
قال الحربي: وكان حفاظ الحديث أربعة، هشيم شيخهم، يزعمون أنه ما رئي له إلا دفتر واحد.
عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: لزمت هشيماً أربع سنين، أو خمس سنين، ما سألته عن شيء هيبة إلا مرتين.
قال لي: وكان هشيم كثير التسبيح بين الحديث، يقول بين ذلك: لا إله إلا الله، يمد بها صوته.
محمد بن حاتم المؤدب قال: قيل لهشيم، كم كنت تحفظ يا أبا معاوية؟ قال: كنت أحفظ في مجلس مائة ولو سئلت عنها بعد شهر لأجبت.
نصر بن بسام وغيره من أصحابنا قالوا: أتينا أبا محفوظ معروفاً الكرخي فقال لنا: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وهو يقول لهشيم: "يا هشيم: جزاك الله عن أمتي خيرا"ً.
قال ابن بسام: فقلت: يا أبا محفوظ أنت رأيته؟ قال: نعم، هشيم خير مما نظن، هشيم خير مما نظن، هشيم خير مما نظن رضي الله عن هشيم.
عمرو بن عون قال: مكث هشيم يصلي الفجر بوضوء عشاء الآخرة، قبل أن يموت، عشر سنين.
قال المؤلف: سمع هشيم من عمرو بن دينار، والزهري، ويونس بن عبيد، وأيوب السختياني، وابن عون، وخالد الحذاء، ومنصور بن زاذان، في خلق كثير.
وروى عنه: مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وشعبة، وابن المبارك، ويزيد بن هارون، في جماعة من الكبار.
وانتقل عن واسط إلى بغداد فسكنها إلى إن مات بها وكان أبوه بشير طباخ الحجاج بن يوسف كان يعمل الكواميخ والصحناة.
ومات هشيم في يوم الأربعاء، لعشر مضين من شعبان من سنة ثلاث وثمانين ومائة.