فهرس الكتاب

الهرة سبع

الحديث السابع والأربعون : قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : الهرة سبع . قلت :

رواه الحاكم في المستدرك من حديث عيسى بن المسيب ثنا أبو زرعة عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : السنور سبع انتهى . قال الحاكم : حديث صحيح ، ولم يخرجاه ، وعيسى هذا تفرّد عن أبي زرعة ، إلا أنه صدوق ، ولم يجرح قط ، انتهى . وتعقبه الذهبي في مختصره وقال : ضعفه أبو داود . وأبو حاتم ، انتهى . وقال ابن أبي حاتم في علله : قال أبو زرعة : لم يرفعه أبو نعيم ، وهو أصح ، وعيسى ليس بالقوي ، انتهى .

ورواه الدارقطني في سننه بقصة فيه عن أبي النضر عن عيسى بن المسيب ، قال : حدثني أبو زرعة عن أبي هريرة قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يأتي دار قوم من الأنصار ، ودونهم دار ، فشق ذلك عليهم ، فقالوا : يا رسول اللّه تأتي دار فلان ولا تأتي دارنا ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : لأن في داركم كلباً قالوا : فإن في دارهم سنوراً ، فقال عليه السلام : السنور سبع ، انتهى . ثم

أخرجه مختصراً من جهة وكيع . ومحمد بن ربيعة ، كلاهما عن عيسى بن المسيب عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم السنور سبع وقال وكيع : الهر سبع ، انتهى . ورواه أحمد . وابن أبي شيبة . وإسحاق بن راهويه في مسانيدهم عن وكيع به ، بلفظ : الهر سبع ، وأخرجه العقيلي في كتاب الضعفاء عن عيسى بن المسيب به ، وضعف عيسى عن يحيى بن معين ، وقال : لا يتابعه إلا من هو مثله أو دونه ، انتهى . أحاديث الباب ،

روى الطحاوي في شرح الآثار من حديث قرة بن خالد ثنا محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قال : يغسل الإناء من ولوغ الهرة مرة أو مرتين انتهى . قال : إسناده صحيح متصل ثم أخرجه عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة موقوفاً ، قال : وهذا لا يقدح في رفعه ، لأن قرة أضبط وأثبت ، وأيضاً فإن أبا هريرة لم يكن يحدث عن نفسه ، ثم أسند إلى محمد بن سيرين أنه كان إذا حدث عن أبي هريرة ، فقيل له : أهذا عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ؟ فيقول : كل حديث عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، مع أنه روي عنه موقوفاً من طريق آخر ، ثم أخرجه عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة ، قال : يغسل الإناء من سؤر الهرة # ، كما يغسل من سؤر الكلب ، انتهى . وهذا رواه الدارقطني في سننه مرفوعاً وموقوفاً : قال صاحب التنقيح : وهذا لا يصح عن أبي صالح مرفوعاً ، والصحيح وقفه على أبي هريرة ، انتهى . حديث آخر ،

رواه الترمذي في كتابه حدثنا سوار بن عبد اللّه العنبري ثنا المعتمر بن سليمان سمعت أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قال : يغسل الإناء إذا ولغ فيه الكلب سبع مرّات ، وإذا ولغت الهرة غسل مرة ، انتهى . وقال حديث حسن صحيح ، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، ولم يذكر فيه ولوغ الهرّ ، انتهى . قال ابن الجوزي في التحقيق وسوّار قال فيه سفيان الثوري : ليس بشيء ، قال الشيخ تقي الدين في الإمام : وهذا وهم فاحش ، فإن سواراً هذا شيخ الترمذي ، هو سوار بن عبد اللّه بن سوار بن عبد اللّه بن قدامة مات سنة خمس وأربعين ومائتين ، وروى عنه أبو داود ، والنسائي . وخلق ، وقال النسائي : ثقة ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وسوار الذي جرحه سفيان ، هو سوار بن عبد اللّه بن قدامة متقدم الطبقة ، انتهى . وأخذ صاحب التنقيح هذا الكلام برمته فنقله في كتابه متعقباً على ابن الجوزي من غير أن يعزوه لقائله ، واللّه أعلم ، قال في التنقيح : وعلة الحديث أن مسدداً رواه عن معتمر ، فوقفه ، رواه عنه أبو داود قال في الإمام : والذي تلخص أنه مختلف في رفعه ، واعتمد الترمذي في تصحيحه على عدالة الرجال عنده ، ولم يلتفت لوقف من وقفه ، واللّه أعلم . أحاديث طهارة سؤر السباع واستدل ابن الجوزي للشافعية على ذلك بحديثين : أحدهما :

أخرجه ابن ماجه عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء عن أبي هريرة قال : سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن الحياض التي بين مكة والمدينة ، فقيل له : إن الكلاب والسباع ترد عليها ، فقال : لها ما أخذت في بطونها ولنا ما بقي شراب وطهور ، انتهى . وهو معلول بعبد الرحمن ويلزمهم القول بطهارة سؤر الكلب أيضاً . الحديث الثاني :

أخرجه الدارقطني في سننه عن داود بن الحصين عن أبيه عن جابر قيل : يا رسول اللّه أنتوضأ بما أفضلت الحمر ؟ قال : نعم ، وبما أفضلت السباع ، وداود بن الحصين - وإن كان أخرجا له في الصحيحين ، وروى عنه مالك - فقد ضعفه ابن حبان .